عطيه الدماطى
06-26-2023, 10:17 AM
التربية الخاصة والدروس الخصوصية
التربية الخاصة يقصد بها أحد أمرين :
الأول التربية التى تخصص لفئة معينة بسبب اضطرارى مثل :
1-موت الأم أو طلاقها ورفضها تربية طفلها الرضيع فساعتها على الوالد أن يوجد لطفله او طفلته مربية خاصة بأجر مقابل ارضاعها للطفل أو للطفلة وفى هذا قال سبحانه :
"وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"
2-نذر الطفل أو الطفلة لبيت الله كما نذرت امرأة عمران (ص)جنينها وهى لا تعرف نوعه وبعد ولادتها كان بنت هى مريم وكان كافلها وهو مربيها زكريا(ص)على كتاب الله وفى هذا قال سبحانه :
"فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا"
3- تربية ذوى الضرر وهم المعاقون اى ذوى الاحتياجات الخاصة
الثانى التربية التى تخصص لأفراد من غير سبب اضطرارى وهى وجدت بسبب وجود اموال زائدة عند البعض كالحكام ومنها تربية موسى(ص) حيث استأجر له فرعون مربية وهو لا يعلم أنه أمه وفى هذا قال سبحانه :
"قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين"
وقال أيضا :
"إذ تمشى أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كى تقر عينها ولا تحزن"
نشأة التربية الخاصة غير الاضطرارية (الدروس الخصوصية):
لا تنشأ التربية الخاصة التى يسمونها الدروس الخصوصية إلا بسبب وجود فئة من المجتمع تكاثرت أموالها ولأنها تريد زيادة أموالها فقد تخلت عن تربية أولادها باستئجار معلمين مخصوصين قد يسمونهم معلمين أو معلمات أو مؤدبين ومؤدبات وقد يسمونهم خادمين وخادمات على حسب دور كل منهم فالمعلمون أو المؤدبون وظيفتهم تعليم العلم وأما الخدام فوظيفتهم الرعاية الصحية والغذائية والحمائية من الأخطار
هذا النوع من التربية هو ما قال عنه الشاعر :
أما تخلت أو أبا مشغولا
وبالطبع لأن بعض الأقل مالا لا يريد لأولاده أن يتخلفوا عن أولاد الغير فقد قلد غيره ممن هو أكثر مالا فقتر على نفسه وأسرته أو عمل أعمالا اضافية حتى يعطى أولاده دروسا خصوصية ظنا منه أنه بذلك يكفل لهم الحياة الكريمة ناسيا أنه بذلك أنه قد أضاع وظيفته كأب أو كأم فى تربية أطفاله وهو ما أوجبه الله على كل أب وأم من خلال قوله سبحانه :
"وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
بالطبع الكثيرون يظنون أنهم بذلك يساوون بين أولاد الأغنياء وأولادهم فى فرص العمل والحياة وهى مساواة للأسف ظنية لا أصل لها لأن الأغنياء فى النهاية فى ظل نظام مجتمعات الصفوة أو نظام المجتمع المفتوح الذى يسمى رأسماليا هم أصحاب الأعمال وأولادهم ولو فشلوا فى التعليم فسيجدون وظائف كبرى تنتظرهم فى شركات الآباء أو فى غيرها من المؤسسات وأما أولاد الآخرين ففشلهم فى التعليم يعنى أنهم إما سيعملون فى أسوأ الوظائف أو سيتجهون إلى معاداة المجتمع ويكونون للأسف مجرمين
عمل المعلمين بالدروس الخصوصية :
بالطبع فى تلك المجتمعات المفتوحة نجد أن الكثير منها يدفع للمعلمين رواتب قليلة أو لا يوظفهم وهو ما يضطرهم إلى العمل فى عمل إضافى يكون فى الغالب هو :
الدروس الخصوصية
والمعلمون الذين يعطون الدروس الخصوصية على نوعين:
الأول من يدفع التلميذ لأخذ الدرس بطريق مباشر كتهديد التلميذ بالرسوب أو غير مباشر كعمل امتحانات ثقيلة
الثانى من يذهب أهل التلميذ له كى يعطيه درس خصوصى لكى يتحسن مستواه أو لكى يتعلم تعليما حسنا كما يظن الأهل
فى تلك المجتمعات تنشأ الدروس الخصوصية نتيجة إما نتيجة قلة رواتب للمعلمين أو عدم توظيف خريجى كليات التربية وأشباهها وإما نتيجة الظن الخاطىء من الأهالى الأقل دخلا أن الدروس هى من ستدخل أولادهم الكليات أو المعاهد التى توظف الخريجين وليس الأولاد أنفسهم وإما نتيجة التربية الخاطئة حيث يشيع الآباء والأمهات فى نفوس أولادهم أن الدروس هى الطريق لدخول الكليات التى يرغبون فيها ومع هذا فمعظم الأولاد يأخذون الدروس الخصوصية إن لم يكن كلهم فى الثانوية والاعدادية ومع هذا يوجد من هو أعلى ومن هو أقل فلو كانت الدروس مفيدة للكل لتساوى الكل ولكنها القناعة الخاطئة من أولياء الأمور
حكم الدرس الخصوصى فى قوانين المجتمعات:
يوجد حكمين حسب المجتمع الذى يعيش الإنسان وليس حسب الإسلام:
الأول عندما تعيش فى المجتمع المفتوح الرأسمالى فالعمل مباح فالدرس الخصوصى مثله مثل الكشف الخصوصى عند الطبيب فى العيادة مثله مثل الرسم الهندسى للبيت أو المؤسسة عند المهندس فى مكتبه ...
الثانى عندما تعيش فى مجتمع مغلق اشتراكى أو شيوعى محدد فيه كل شىء حيث الوظائف محددة ولا أحد يخرج عنها فساعتها الدروس الخصوصية تكون حراما مثلها مثل الكشوف الخصوصية مثله الرسومات الهندسية المخصوصة مثلها وإن كان بعض المجتمعات المغلقة تنحرف هى الأخرى عندما تقرر اعطاء ميزات لوظائف دون أخرى
أجر الدرس الخصوصى :
المسألة فى المجتمعات المفتوحة لا ضابط لها ولا رابط وحتى ما يسمونه قانون العرض والطلب لا ينطبق عليها
الدرس لا يعتبر سلعة فى الإسلام حتى يمكن أن يقال أن تكاليفه كذا وربحه كذا فقانون السلعة فى الإسلام هو :
التكاليف الحقيقية + ربح لا يتعدى اجمالى التكاليف الحقيقية فأخر ربح فى السلعة هو ضعف تكاليفها فإن تعدت الضعف إلى ما فوق فهو الربا المحرم الذى قال سبحانه فيه:
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة"
والربا هنا هو الربح وليس الربا بمعنى الزيادة على الدين لأن الدين يستعيد فيه المرابى الأصل فقط وليس له ربح كما قال سبحانه :
" فلكم رءوس أموالكم"
إذا العملية هى اتفاق أو رضا بين الطرفين ومن يجد سعر غالى عليه إذا وجد أقل سعرا منه فليذهب للسعر الأقل فليس من سعره غالى سيسقى العلم للطالب وليس من سعره أقل سيسقى العلم فالعملية أولها وأخرها إرادة الطالب نفسه
والكلام للمعلمين الذين يعطون الدروس الخصوصية فى مجتمعاتنا عليكم أن ترحموا الناس حتى يرحمكم الله فعليكم أن تعرفوا دخل أى ولى أمر حتى تحاسبه حسابا عادلا فليس من المعقول أن تأخذ من أصحاب الدخول العليا كأصحاب الدخول المنخفضة
عليك أن تعرف الدخل لأنك لا تتخيل أنك قد تكون السبب فى مرض أسرة بكاملها بسوء التغذية لأنك تأخذ منها الكثير من المفترض أنهم يأكلون به
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أنك قد تكون السبب المباشر للمشاكل الأسرية بين الآباء والأمهات بسبب اصرار الأم على اعطاء الولد أو البنت دروسا عندك والأب غير قادر على دفعها مع عمله فى عدة وظائف
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أن كثير من الأسر قد لا تذهب للطبيب للكشف على المرضى وتأخذهم للصيدلية مباشرة لأن سيادتك تأخذ ما يعالجون به المرضى
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أو ولى الأمر قد يكون عاجزا لا يقدر على العمل أو الأم مريضة أو يوجد طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة يحتاجون للمال للعلاج أو الصرف وهو ما تأخذه أنت
أيها المعلم هناك ذنوب كثيرة تتحملها وقد تدخل بها جهنم عندما ترفع أسعارك إلى مئات الجنيهات
اجلس مع نفسك وتخيل أنك والد لثلاثة أولاد وكل منهم يحتاج مثلا لألف جنيه كدروس ودخل الأسرة كلها خمسة آلاف أو أربعة آلاف إذا كان الوالد موظفا وعليك أن تتخيل ولى أمر يعمل بالأجرة يعمل يوم ويجلس اثنين وعليك أن تتخيل ناس تقبض عدة مئات من الجنيهات وليس لها مصدر دخل أخر وأنت تطلب كل هذا الدخل لنفسك وعليك أن تتخيل أن موظف خرج على المعاش ويقبض ألف ونصف أو ألفين من الجنيهات بعد أن كان يقبض خمسة آلاف أو ستة
يا ليت المعلمون يتفقون ويجعلون أعلى سعر للدرس مائة جنيه فساعتها سيكونون رحماء بالكثير من الناس ويا ليت من تعرف أن دخل والده عدة مئات من الجنيهات لا تأخذ منه شىء وإذا عرفت أن والده غنى فخذ منه على قدر غناه
ويا ليت المعلمين يفهمون أن سلعتهم ليست سلعة صالحة فأنت عندما تشترى سلعة من أحد لابد أن تكون صالحة للاستخدام بينما سلعتك نتيجتها غير مضمونة الصلاحية بدليل من يرسبون فى مواد وبدليل أن البعض يحصل على درجات عالية والبعض على درجات منخفضة وهذا لأنها ليست سلعة أساسا
العلم لا يباع فى الإسلام :
الدرس وهو بيع العلم فى الإسلام لا وجود له لأن العلم وظيفة تحدد لها الدولة مرتبا كافيا لمن يقوم بها لأنها دعوة إلى دين الله ولذا نجد أن الرسل (ص) ينفون أنهم يريدون مالا والمقصود أجرا على العلم وهو إبلاغ الدعوة كما فى قوله سبحانه :
"كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذب أصحاب لئيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله"
التربية الخاصة يقصد بها أحد أمرين :
الأول التربية التى تخصص لفئة معينة بسبب اضطرارى مثل :
1-موت الأم أو طلاقها ورفضها تربية طفلها الرضيع فساعتها على الوالد أن يوجد لطفله او طفلته مربية خاصة بأجر مقابل ارضاعها للطفل أو للطفلة وفى هذا قال سبحانه :
"وإن تعاسرتم فسترضع له أخرى"
2-نذر الطفل أو الطفلة لبيت الله كما نذرت امرأة عمران (ص)جنينها وهى لا تعرف نوعه وبعد ولادتها كان بنت هى مريم وكان كافلها وهو مربيها زكريا(ص)على كتاب الله وفى هذا قال سبحانه :
"فلما وضعتها قالت رب إنى وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإنى سميتها مريم وإنى أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتا حسنا وكفلها زكريا"
3- تربية ذوى الضرر وهم المعاقون اى ذوى الاحتياجات الخاصة
الثانى التربية التى تخصص لأفراد من غير سبب اضطرارى وهى وجدت بسبب وجود اموال زائدة عند البعض كالحكام ومنها تربية موسى(ص) حيث استأجر له فرعون مربية وهو لا يعلم أنه أمه وفى هذا قال سبحانه :
"قال ألم نربك فينا وليدا ولبثت فينا من عمرك سنين"
وقال أيضا :
"إذ تمشى أختك فتقول هل أدلكم على من يكفله فرجعناك إلى أمك كى تقر عينها ولا تحزن"
نشأة التربية الخاصة غير الاضطرارية (الدروس الخصوصية):
لا تنشأ التربية الخاصة التى يسمونها الدروس الخصوصية إلا بسبب وجود فئة من المجتمع تكاثرت أموالها ولأنها تريد زيادة أموالها فقد تخلت عن تربية أولادها باستئجار معلمين مخصوصين قد يسمونهم معلمين أو معلمات أو مؤدبين ومؤدبات وقد يسمونهم خادمين وخادمات على حسب دور كل منهم فالمعلمون أو المؤدبون وظيفتهم تعليم العلم وأما الخدام فوظيفتهم الرعاية الصحية والغذائية والحمائية من الأخطار
هذا النوع من التربية هو ما قال عنه الشاعر :
أما تخلت أو أبا مشغولا
وبالطبع لأن بعض الأقل مالا لا يريد لأولاده أن يتخلفوا عن أولاد الغير فقد قلد غيره ممن هو أكثر مالا فقتر على نفسه وأسرته أو عمل أعمالا اضافية حتى يعطى أولاده دروسا خصوصية ظنا منه أنه بذلك يكفل لهم الحياة الكريمة ناسيا أنه بذلك أنه قد أضاع وظيفته كأب أو كأم فى تربية أطفاله وهو ما أوجبه الله على كل أب وأم من خلال قوله سبحانه :
"وقل رب ارحمهما كما ربيانى صغيرا"
بالطبع الكثيرون يظنون أنهم بذلك يساوون بين أولاد الأغنياء وأولادهم فى فرص العمل والحياة وهى مساواة للأسف ظنية لا أصل لها لأن الأغنياء فى النهاية فى ظل نظام مجتمعات الصفوة أو نظام المجتمع المفتوح الذى يسمى رأسماليا هم أصحاب الأعمال وأولادهم ولو فشلوا فى التعليم فسيجدون وظائف كبرى تنتظرهم فى شركات الآباء أو فى غيرها من المؤسسات وأما أولاد الآخرين ففشلهم فى التعليم يعنى أنهم إما سيعملون فى أسوأ الوظائف أو سيتجهون إلى معاداة المجتمع ويكونون للأسف مجرمين
عمل المعلمين بالدروس الخصوصية :
بالطبع فى تلك المجتمعات المفتوحة نجد أن الكثير منها يدفع للمعلمين رواتب قليلة أو لا يوظفهم وهو ما يضطرهم إلى العمل فى عمل إضافى يكون فى الغالب هو :
الدروس الخصوصية
والمعلمون الذين يعطون الدروس الخصوصية على نوعين:
الأول من يدفع التلميذ لأخذ الدرس بطريق مباشر كتهديد التلميذ بالرسوب أو غير مباشر كعمل امتحانات ثقيلة
الثانى من يذهب أهل التلميذ له كى يعطيه درس خصوصى لكى يتحسن مستواه أو لكى يتعلم تعليما حسنا كما يظن الأهل
فى تلك المجتمعات تنشأ الدروس الخصوصية نتيجة إما نتيجة قلة رواتب للمعلمين أو عدم توظيف خريجى كليات التربية وأشباهها وإما نتيجة الظن الخاطىء من الأهالى الأقل دخلا أن الدروس هى من ستدخل أولادهم الكليات أو المعاهد التى توظف الخريجين وليس الأولاد أنفسهم وإما نتيجة التربية الخاطئة حيث يشيع الآباء والأمهات فى نفوس أولادهم أن الدروس هى الطريق لدخول الكليات التى يرغبون فيها ومع هذا فمعظم الأولاد يأخذون الدروس الخصوصية إن لم يكن كلهم فى الثانوية والاعدادية ومع هذا يوجد من هو أعلى ومن هو أقل فلو كانت الدروس مفيدة للكل لتساوى الكل ولكنها القناعة الخاطئة من أولياء الأمور
حكم الدرس الخصوصى فى قوانين المجتمعات:
يوجد حكمين حسب المجتمع الذى يعيش الإنسان وليس حسب الإسلام:
الأول عندما تعيش فى المجتمع المفتوح الرأسمالى فالعمل مباح فالدرس الخصوصى مثله مثل الكشف الخصوصى عند الطبيب فى العيادة مثله مثل الرسم الهندسى للبيت أو المؤسسة عند المهندس فى مكتبه ...
الثانى عندما تعيش فى مجتمع مغلق اشتراكى أو شيوعى محدد فيه كل شىء حيث الوظائف محددة ولا أحد يخرج عنها فساعتها الدروس الخصوصية تكون حراما مثلها مثل الكشوف الخصوصية مثله الرسومات الهندسية المخصوصة مثلها وإن كان بعض المجتمعات المغلقة تنحرف هى الأخرى عندما تقرر اعطاء ميزات لوظائف دون أخرى
أجر الدرس الخصوصى :
المسألة فى المجتمعات المفتوحة لا ضابط لها ولا رابط وحتى ما يسمونه قانون العرض والطلب لا ينطبق عليها
الدرس لا يعتبر سلعة فى الإسلام حتى يمكن أن يقال أن تكاليفه كذا وربحه كذا فقانون السلعة فى الإسلام هو :
التكاليف الحقيقية + ربح لا يتعدى اجمالى التكاليف الحقيقية فأخر ربح فى السلعة هو ضعف تكاليفها فإن تعدت الضعف إلى ما فوق فهو الربا المحرم الذى قال سبحانه فيه:
" لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة"
والربا هنا هو الربح وليس الربا بمعنى الزيادة على الدين لأن الدين يستعيد فيه المرابى الأصل فقط وليس له ربح كما قال سبحانه :
" فلكم رءوس أموالكم"
إذا العملية هى اتفاق أو رضا بين الطرفين ومن يجد سعر غالى عليه إذا وجد أقل سعرا منه فليذهب للسعر الأقل فليس من سعره غالى سيسقى العلم للطالب وليس من سعره أقل سيسقى العلم فالعملية أولها وأخرها إرادة الطالب نفسه
والكلام للمعلمين الذين يعطون الدروس الخصوصية فى مجتمعاتنا عليكم أن ترحموا الناس حتى يرحمكم الله فعليكم أن تعرفوا دخل أى ولى أمر حتى تحاسبه حسابا عادلا فليس من المعقول أن تأخذ من أصحاب الدخول العليا كأصحاب الدخول المنخفضة
عليك أن تعرف الدخل لأنك لا تتخيل أنك قد تكون السبب فى مرض أسرة بكاملها بسوء التغذية لأنك تأخذ منها الكثير من المفترض أنهم يأكلون به
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أنك قد تكون السبب المباشر للمشاكل الأسرية بين الآباء والأمهات بسبب اصرار الأم على اعطاء الولد أو البنت دروسا عندك والأب غير قادر على دفعها مع عمله فى عدة وظائف
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أن كثير من الأسر قد لا تذهب للطبيب للكشف على المرضى وتأخذهم للصيدلية مباشرة لأن سيادتك تأخذ ما يعالجون به المرضى
عليك أن تعرف لأنك لا تتخيل أو ولى الأمر قد يكون عاجزا لا يقدر على العمل أو الأم مريضة أو يوجد طفل من ذوى الاحتياجات الخاصة يحتاجون للمال للعلاج أو الصرف وهو ما تأخذه أنت
أيها المعلم هناك ذنوب كثيرة تتحملها وقد تدخل بها جهنم عندما ترفع أسعارك إلى مئات الجنيهات
اجلس مع نفسك وتخيل أنك والد لثلاثة أولاد وكل منهم يحتاج مثلا لألف جنيه كدروس ودخل الأسرة كلها خمسة آلاف أو أربعة آلاف إذا كان الوالد موظفا وعليك أن تتخيل ولى أمر يعمل بالأجرة يعمل يوم ويجلس اثنين وعليك أن تتخيل ناس تقبض عدة مئات من الجنيهات وليس لها مصدر دخل أخر وأنت تطلب كل هذا الدخل لنفسك وعليك أن تتخيل أن موظف خرج على المعاش ويقبض ألف ونصف أو ألفين من الجنيهات بعد أن كان يقبض خمسة آلاف أو ستة
يا ليت المعلمون يتفقون ويجعلون أعلى سعر للدرس مائة جنيه فساعتها سيكونون رحماء بالكثير من الناس ويا ليت من تعرف أن دخل والده عدة مئات من الجنيهات لا تأخذ منه شىء وإذا عرفت أن والده غنى فخذ منه على قدر غناه
ويا ليت المعلمين يفهمون أن سلعتهم ليست سلعة صالحة فأنت عندما تشترى سلعة من أحد لابد أن تكون صالحة للاستخدام بينما سلعتك نتيجتها غير مضمونة الصلاحية بدليل من يرسبون فى مواد وبدليل أن البعض يحصل على درجات عالية والبعض على درجات منخفضة وهذا لأنها ليست سلعة أساسا
العلم لا يباع فى الإسلام :
الدرس وهو بيع العلم فى الإسلام لا وجود له لأن العلم وظيفة تحدد لها الدولة مرتبا كافيا لمن يقوم بها لأنها دعوة إلى دين الله ولذا نجد أن الرسل (ص) ينفون أنهم يريدون مالا والمقصود أجرا على العلم وهو إبلاغ الدعوة كما فى قوله سبحانه :
"كذبت قوم نوح المرسلين إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت عاد المرسلين إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت ثمود المرسلين إذ قال لهم أخوهم صالح ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذبت قوم لوط المرسلين إذ قال لهم أخوهم لوط ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"كذب أصحاب لئيكة المرسلين إذ قال لهم شعيب ألا تتقون إنى لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجرى إلا على رب العالمين"
وقوله أيضا:
"ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجرى إلا على الله"