حكاية ناي ♔
08-21-2023, 07:32 PM
ماكسيميليان كارل إميل فيبر (21 نيسان/أبريل 1864 – 14 حزيران/يونيو 1920) كانَ عالِمَ اجتماعٍ ومؤرخٍ وفقيهٍ واقتصادي سياسي ألماني ويُعتبر من بينِ أهمِّ المُنَظٍّرِين لتطوّر المجتمع الغربي الحديث. أثَّرَت أفكاره بعمقٍ على النظرية الاجتماعية والبحثِ الاجتماعي. على الرغم من الاعتراف به كواحدٍ من آباءِ علم الاجتماع إلى جانبِ أوغست كونت وكارل ماركس وإميل دوركهايم، لَمْ يَعتبِر فيبر نفسه عالم اجتماعٍ بل وجدَ نفسهُ أكثر في علمِ التأريخ.على عكسِ إميل دوركهايم، لم يُؤمن فيبر بما يُعرَفُ بالتفسيرات أُحادية السَّبب، واقترح بدلًا من ذلك أنّه لأيِّ نتيجةٍ يُمكن أن تكون هناكَ أسبابٌ متعددة، وعلى عكسِ دوركهايم أيضًا، فقد كان فيبر مؤيدًا رئيسيًا لمناهضة الوضعيّة المنهجيّة، حيثُ دافعَ عن دراسة العمل الاجتماعي من خلال الأساليب التفسيرية (بدلًا من الأساليب التجريبية البحتة)، بناءً على فهمِ الغرض والمعاني التي يُعلِّقُها الأفراد على أفعالهم. كان هَمُّ فيبر الفكريّ الرئيسي هو فهمُ عمليّات العَقْلَنة والعَلْمَنة وما أعقب ذلك من إحساسٍ بخيبةِ الأمل. لقد صاغَ المؤرّخ الألماني أطروحةً تقولُ إنَّ مثل هذه العمليات ناتجةٌ عن طريقةٍ جديدةٍ للتفكير في العالَم، وترتبطُ بظهور الرأسمالية والحداثة.اشتهرَ فيبر بأطروحته الأخرى التي تجمعُ بين علمِ الاجتماع الاقتصادي وعلمِ اجتماع الدين، مع التأكيدِ على أهميّة التأثيراتِ الثقافيّةِ المُضمَّنة في الدين كوسيلةٍ لفهم نشأة الرأسمالية (على عكس الماديّة التاريخيّة لماركس). طَوَّرّ فيبر نظريته أولاً في عملهِ الأساسي، الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية (1905)، حيث عزا الزهد في البروتستانتيّة باعتبارها واحدةً مما يُعرف بالصلات الاختياريّة أو التجاذبات الاختياريّة الرئيسيّة التي أدَّت إلى ظهورِ مفاهيم من قَبيل اقتصاد السوق والأسواق الرأسماليّة والدولة القومية ومصطلحات أخرى برزت في العالَم الغربي. جادلَ ماكس في موضوع تعزيزِ الرأسماليّة كعقيدةٍ أساسيّةٍ للبروتستانتيّة، فاقترحَ أنَّ رُوح الرأسماليّةِ متأصِّلَةٌ في القيم الدينيّة البروتستانتيّة.تُشكّل الأخلاق البروتستانتية الجزء الأول في تحقيقات فيبر الأوسع نطاقًا في موضوعِ الأديان العالميّة، حيث قام لاحقًا بفحصِ ودراسةِ ديانات الصين والهند، وكذلك اليهودية القديمة، مع إيلاء اهتمامٍ خاصٍّ لعواقبها الاقتصاديّة المختلفة وظروف التقسيم الطَّبَقي الاجتماعي. في بحثٍ رئيسي آخر صدرَ تحت عنوان «السياسة كمهنة»، عَرَّفَ فيبر مصطلح الدولة على أنَّها كيانٌ يدَّعِي بنجاحٍ احتكار الاستخدام المشروع للقوة المادية داخل إقليمٍ مُعيّن. يُعتبر ماكس أوَّل من صنّّف السُّلْطَة الاجتماعيّة إلى أشكالٍ متميزة: سلطة كاريزميّة، وتقليديّة، وقانونيّة عقلانيّة. لقد أكَّد تحليلُ فيبر للبيروقراطية أنَّ مؤسسات الدولة الحديثة تعتمدُ بشكلٍ متزايدٍ على السلطة الأخيرة (السلطة القانونيّة العقلانيّة). قدم عالِم الاجتماع الألماني مجموعةً متنوّعةً من المساهمات الأخرى في التاريخ الاقتصادي وفي المنهجيّة الاقتصاديّة، بل إنَّ تحليلهُ للحداثة والعقلانية أثَّرَ وبشكلٍ كبيرٍ على النظرية النقدية المرتبطةِ بمدرسة فرانكفورت.كانَ فيبر بعد الحربِ العالميّة الأولى من بينِ مُؤسِّسِي الحزب الديمقراطي الألماني الليبرالي، كما ترشح أيضًا لمقعدٍ في البرلمان دون جدوى وعملَ مستشارًا للجنة التي صاغت دستور فايمار الذي وُصفَ «بالدستور الديمقراط