حكاية ناي ♔
08-26-2023, 12:28 PM
عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن: ((إنك ستأتي قومًا أهل كتاب، فإذا جئتَهم فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة، فإن هم أطاعوا لك بذلك فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتُرَدُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوا لك بذلك فإياك وكرائمَ أموالهم، واتقِ دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينه وبين الله حجابٌ))؛ متفق عليه[1].
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: أول الواجبات الشرعية هو توحيد الله تعالى، ونفي الشريك عنه، ومعنى التوحيد: إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا يُدعى إلا اللهُ وحده لا شريك له، ولا يستغاث إلا بالله وحده لا شريك له، ولا يُذبَح إلا لله وحده لا شريك له، ولا ينذر إلا لله وحده لا شريك له، ولا يتوكل إلا على الله وحده لا شريك له، ولا يخاف خوفَ السرِّ إلا من الله وحده لا شريك له[2]، وهكذا جميع أنواع العبادة، لا تُصرَف إلا لله وحده لا شريك له، وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)؛ ولهذا جاء في رواية للحديث عند البخاري: ((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحِّدوا الله تعالى))[3]، وفي رواية لهما: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله))[4].
الفائدة الثانية: دل الحديث على بطلان قول المتكلمين: إن أول الواجبات معرفة الله تعالى المعرفة المجردة[5]، أو النظر في معرفة الله، أو القصد إلى ذلك النظر، أو الشك، على الاختلاف المشهور فيما بينهم؛ حيث لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك، بل بدأ بأمرهم بالتوحيد، وقولُهُم هذا مخالفٌ لما جاء به الكتاب والسنة، وما بُعِث به الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولما أجمع عليه سلف الأمة[6]، قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك؛ كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشَّهادتان[7].
الفائدة الثالثة: لقد كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام الأولى هي: الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وما بعَث الله نبيًّا إلا أمره بدعوة قومه إلى التوحيد، ونهيهم عن الشرك؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ ولهذا يجب على العلماء والدعاة إلى الله تعالى الحرص على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، وبخاصة في المناطق التي يكثر فيها الشرك بالله تعالى؛ فليس من الحكمة ولا من منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دعوةُ أناس إلى فروع الشريعة وتفاصيلها، وإهمالُ دعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك، وهم واقعون في الشرك الأكبر المخرج عن ملة الإسلام.
يتعلق بهذا الحديث فوائد:
الفائدة الأولى: أول الواجبات الشرعية هو توحيد الله تعالى، ونفي الشريك عنه، ومعنى التوحيد: إفراد الله تعالى بالعبادة، فلا يُدعى إلا اللهُ وحده لا شريك له، ولا يستغاث إلا بالله وحده لا شريك له، ولا يُذبَح إلا لله وحده لا شريك له، ولا ينذر إلا لله وحده لا شريك له، ولا يتوكل إلا على الله وحده لا شريك له، ولا يخاف خوفَ السرِّ إلا من الله وحده لا شريك له[2]، وهكذا جميع أنواع العبادة، لا تُصرَف إلا لله وحده لا شريك له، وهذا هو معنى كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)؛ ولهذا جاء في رواية للحديث عند البخاري: ((فليكن أول ما تدعوهم إلى أن يوحِّدوا الله تعالى))[3]، وفي رواية لهما: ((فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله))[4].
الفائدة الثانية: دل الحديث على بطلان قول المتكلمين: إن أول الواجبات معرفة الله تعالى المعرفة المجردة[5]، أو النظر في معرفة الله، أو القصد إلى ذلك النظر، أو الشك، على الاختلاف المشهور فيما بينهم؛ حيث لم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بشيء من ذلك، بل بدأ بأمرهم بالتوحيد، وقولُهُم هذا مخالفٌ لما جاء به الكتاب والسنة، وما بُعِث به الرسل عليهم الصلاة والسلام، ولما أجمع عليه سلف الأمة[6]، قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله: الصحيح أن أول واجب يجب على المكلف: شهادة أن لا إله إلا الله، لا النظر، ولا القصد إلى النظر، ولا الشك؛ كما هي أقوال لأرباب الكلام المذموم، بل أئمة السلف كلهم متفقون على أن أول ما يؤمر به العبد الشَّهادتان[7].
الفائدة الثالثة: لقد كانت مهمة الأنبياء عليهم السلام الأولى هي: الأمر بالتوحيد والنهي عن الشرك، وما بعَث الله نبيًّا إلا أمره بدعوة قومه إلى التوحيد، ونهيهم عن الشرك؛ كما قال الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ﴾ [النحل: 36]، وقال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ ولهذا يجب على العلماء والدعاة إلى الله تعالى الحرص على الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك، وبخاصة في المناطق التي يكثر فيها الشرك بالله تعالى؛ فليس من الحكمة ولا من منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام دعوةُ أناس إلى فروع الشريعة وتفاصيلها، وإهمالُ دعوتهم إلى التوحيد ونبذ الشرك، وهم واقعون في الشرك الأكبر المخرج عن ملة الإسلام.