حكاية ناي ♔
10-17-2023, 05:54 PM
(25 ديسمبر 1923- 4 نوفمبر 2015) كان مؤرخًا فرنسيًا، وناقدًا أدبيًا، وفيلسوفًا في العلوم الاجتماعية تندرج أعماله في الأنثروبولوجيا الفلسفية، وألف ما يقارب ثلاثين كتابًا وامتدت كتاباته إلى العديد من الميادين الأكاديمية. على الرغم من الاستقبال المتباين لأعماله في كل من هذه المجالات، هناك مجموعة متزايدة من المؤلفات الثانوية حول عمله وتأثيره في مجالات مختلفة مثل النقد الأدبي، والنظرية النقدية، والأنثروبولوجيا، وعلم اللاهوت، وعلم النفس، وعلم الأساطير، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، والدراسات الثقافية، والفلسفة.
إن مساهمات جيرارد الأساسية في الفلسفة والاختصاصات الأُخرى تندرج في مجال المنظومات المعرفية والأخلاقية للرغبة، فهو يعتبر أن التطور البشري ينتج عن سيرورة محاكاة رصديّة أي أن الطفل يكوّن رغبته الخاصة من خلال تعلّمه محاكاة تصرفات البالغين إذ تضطلع هذه المحاكاة بربط اكتساب الهوية والمعرفة والثروة المادية بتطور رغبة امتلاك شيء ما بحوزة الاخرين.
إن مصدر كل النزاعات والمنافسات والعداءات هو الرغبة المحاكاتية (العداء المحاكاتي) التي يصل فيها النزاع إلى مراحل تدميرية بين الأفراد وطبقات المجتمع الأُخرى ما يدفعهم إلى إلقاء اللوم على شخص ما أو شيء ما بهدف حلّ النزاع بعملية تسمى «آلية كبش الفداء»، عندها يتوحد بنو البشر على المستوى الفردي والجماعي بهدف حل النزاع من خلال قتل الملك أو الشخص الذي يُعتبر الأقل دعمًا للنزاع بسبب عدم تحملهم المسؤولية أو القدرة على التفكير الذاتي لمعرفة دورهم الخاص في النزاع، وبعد موت ذلك الشخص يشعرون براحة كبيرة لكن توحدهم هذا يدفعهم للتفكير بأن ذلك الملك الميت أصبح إلهًا بما معناه التقديس أو التأليه. أو يكون بطريقة أخرى فيعزون ذنبًا لشخص بريء إذ يعتقدون أنّ قتل هذا الشخص يجلب السكينة والوحدة المشتركة الضرورية في تأسيس حضارة الإنسان.
بالنسبة لجيرارد فهو يعتبر الدين والأساطير محطات ضرورية في التطور البشري لاحتواء العنف الناشئ جراء العداء المحاكاتي والتوزيع غير المنصف في الأشياء المرغوبة، فقد وجّه الدِّين دافع كبش الفداء نحو مفاهيم تخيلية مثل الشياطين وإبليس التي شهد غيابها تصاعدًا في النزاع البشري بحسب آراء جيرارد. كانت أفكار جيرارد على النقيض التام مع أفكار ما بعد الحداثة التي كانت سائدة طوال حياته فضلًا عن آراءه التشاؤمية في طبيعة الإنسان التي كانت هي الأُخرى كانت على النقيض مع الاتجاهات السائدة آنذاك. يعتبر جيرارد الدين أداة أساسية في التماسك، متبنيًا وموسعًا العديد من أفكار نيتشه، فهو يعتقد أن الهدف الرئيسي من النصوص المقدسة هو إنهاء ممارسة التضحية البشرية من خلال تغيير، بشكل طقسي، السلوك الذي تُحدثه آلية كبش الفداء.
كان جيرارد استاذًا في جامعة جونز هوبكينز منذ عام 1957 وحتى عام 1981، ثم درّس في جامعة ستانفرد حيث لُقّب بالزميل المميّز في معهد هوفر؛ مركز التفكير المحافظ في ستانفورد.
في عام 2005، أصبح جيرارد مع الأعضاء الأربعين الملقبين بـ«الخالدين» في الأكاديمية الفرنسية نظرًا لما قدموه من مساهمات.
سيرة حياته
وُلد جيرارد في بلدة لفينون في 25 ديسمبر من عام 1923. درس تاريخ العصور الوسطى في المدرسة الوطنية للمواثيق في باريس وكان موضوع أطروحته «الحياة الخاصة في أفينون في النصف الثاني من القرن الخامس عشر».في عام 1947 حصل جيرارد على زمالة دراسية لعام واحد في جامعة إنديانا وقضى آغلب حياته المهنية في الولايات المتحدة. نال جيرارد شهادة الدكتوراه في عام 1950 من جامعة إنديانا وكان عنوان الأطروحة «وجهة نظر الأمريكان تجاه فرنسا، 1940-1943».
استمر هناك حتى عام 1953. على الرغم من أن دراسته كانت حول التاريخ، عُيّن بهدف تدريس الأدب الفرنسي أيضًا إذ إنه كان معروفًا بصفته ناقدًا أدبيًا في هذا المجال من خلال كتابته عدة مقالات مؤثرة حول كُتاب مرموقين مثل ألبير كامو ومارسيل بروست.
شغل جيرارد عدة مناصب في كل من جامعة ديوك وكلية برين ماور منذ عام 1953 وحتى عام 1957، ثم ذلك انتقل إلى جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور حيث أصبح أستاذًا في عام 1961 بشكل دائم. في العام ذاته، ألّف كتابه الأول: الخداع، والرغبة، والرواية، 1966. كان جيرارد يتنقل ما بين جامعة بافالو في نيويورك وجامعة جون هوبكينز لعدة سنوات، وفي هذه الفترة أيضًا ألّف عدة كتب منها كتاب العنف والمقدس (1972؛ تُرجم إلى الإنجليزية في عام 1977) وكتاب الأشياء المخبأة منذ تأسيس العالم (1978؛ تُرجم إلى الإنجليزية في عام 1987).
في عام 1981 أصبح جيرارد استاذًا في جامعة ستانفورد في اختصاص اللغة، والأدب، والحضارة الفرنسية، واستمر في التدريس هناك حتى تقاعده في عام 1995. خلال هذه الفترة ألّف كتاب كبش فداء (1982)، وكتاب الطريق القديم للرجال المنحرفين (1985)، وكتاب مسرح الحسد: ويليام شكسبير (1991)، وكتاب عندما تبدأ هذه الأشياء (1994).
في عام 1985، حصل جيرارد على أولى شهاداته الفخرية من الجامعة الحرة بأمستردام في هولندا، ونال الكثير في ما بعد.
في عام 1990، أسس مجموعة من المفكرين منتدى حول العنف والدين لغرض «استكشاف، ونقد، وتطوير نموذج المحاكاة للعلاقة بين العنف والدين في تكوين وصيانة الثقافة».
تعقد المنظمة مؤتمرًا سنويًا يخصص للنقاش حول مواضيع متعلقة بنظرية المحاكاة، وموضوع كبش الفداء، والعنف، والدين. كان جيرارد يشغل الكرسي الشرفي في تلك المنظمة، وكان عالم اللاهوت الكاثوليكي رايموند شواغير مشاركًا في تأسيسها وأول رئيس لها.
إن أعمال جيرارد شجعت مشاريع البحوث متعددة الاختصاص والبحوث التجريبية مثل مشروع نظرية المحاكاة الذي ترعاه مؤسسة جون تيمبلتون.
في 17 مارس من عام 2005، عُيّن جيرارد في أكاديمية اللغة الفرنسية. فارق جيرارد الحياة في منزلة بمدينة ستانفورد، كاليفورنيا، بعد معاناة طويلة مع المرض في 4 نوفمبر من عام 2015.
إن مساهمات جيرارد الأساسية في الفلسفة والاختصاصات الأُخرى تندرج في مجال المنظومات المعرفية والأخلاقية للرغبة، فهو يعتبر أن التطور البشري ينتج عن سيرورة محاكاة رصديّة أي أن الطفل يكوّن رغبته الخاصة من خلال تعلّمه محاكاة تصرفات البالغين إذ تضطلع هذه المحاكاة بربط اكتساب الهوية والمعرفة والثروة المادية بتطور رغبة امتلاك شيء ما بحوزة الاخرين.
إن مصدر كل النزاعات والمنافسات والعداءات هو الرغبة المحاكاتية (العداء المحاكاتي) التي يصل فيها النزاع إلى مراحل تدميرية بين الأفراد وطبقات المجتمع الأُخرى ما يدفعهم إلى إلقاء اللوم على شخص ما أو شيء ما بهدف حلّ النزاع بعملية تسمى «آلية كبش الفداء»، عندها يتوحد بنو البشر على المستوى الفردي والجماعي بهدف حل النزاع من خلال قتل الملك أو الشخص الذي يُعتبر الأقل دعمًا للنزاع بسبب عدم تحملهم المسؤولية أو القدرة على التفكير الذاتي لمعرفة دورهم الخاص في النزاع، وبعد موت ذلك الشخص يشعرون براحة كبيرة لكن توحدهم هذا يدفعهم للتفكير بأن ذلك الملك الميت أصبح إلهًا بما معناه التقديس أو التأليه. أو يكون بطريقة أخرى فيعزون ذنبًا لشخص بريء إذ يعتقدون أنّ قتل هذا الشخص يجلب السكينة والوحدة المشتركة الضرورية في تأسيس حضارة الإنسان.
بالنسبة لجيرارد فهو يعتبر الدين والأساطير محطات ضرورية في التطور البشري لاحتواء العنف الناشئ جراء العداء المحاكاتي والتوزيع غير المنصف في الأشياء المرغوبة، فقد وجّه الدِّين دافع كبش الفداء نحو مفاهيم تخيلية مثل الشياطين وإبليس التي شهد غيابها تصاعدًا في النزاع البشري بحسب آراء جيرارد. كانت أفكار جيرارد على النقيض التام مع أفكار ما بعد الحداثة التي كانت سائدة طوال حياته فضلًا عن آراءه التشاؤمية في طبيعة الإنسان التي كانت هي الأُخرى كانت على النقيض مع الاتجاهات السائدة آنذاك. يعتبر جيرارد الدين أداة أساسية في التماسك، متبنيًا وموسعًا العديد من أفكار نيتشه، فهو يعتقد أن الهدف الرئيسي من النصوص المقدسة هو إنهاء ممارسة التضحية البشرية من خلال تغيير، بشكل طقسي، السلوك الذي تُحدثه آلية كبش الفداء.
كان جيرارد استاذًا في جامعة جونز هوبكينز منذ عام 1957 وحتى عام 1981، ثم درّس في جامعة ستانفرد حيث لُقّب بالزميل المميّز في معهد هوفر؛ مركز التفكير المحافظ في ستانفورد.
في عام 2005، أصبح جيرارد مع الأعضاء الأربعين الملقبين بـ«الخالدين» في الأكاديمية الفرنسية نظرًا لما قدموه من مساهمات.
سيرة حياته
وُلد جيرارد في بلدة لفينون في 25 ديسمبر من عام 1923. درس تاريخ العصور الوسطى في المدرسة الوطنية للمواثيق في باريس وكان موضوع أطروحته «الحياة الخاصة في أفينون في النصف الثاني من القرن الخامس عشر».في عام 1947 حصل جيرارد على زمالة دراسية لعام واحد في جامعة إنديانا وقضى آغلب حياته المهنية في الولايات المتحدة. نال جيرارد شهادة الدكتوراه في عام 1950 من جامعة إنديانا وكان عنوان الأطروحة «وجهة نظر الأمريكان تجاه فرنسا، 1940-1943».
استمر هناك حتى عام 1953. على الرغم من أن دراسته كانت حول التاريخ، عُيّن بهدف تدريس الأدب الفرنسي أيضًا إذ إنه كان معروفًا بصفته ناقدًا أدبيًا في هذا المجال من خلال كتابته عدة مقالات مؤثرة حول كُتاب مرموقين مثل ألبير كامو ومارسيل بروست.
شغل جيرارد عدة مناصب في كل من جامعة ديوك وكلية برين ماور منذ عام 1953 وحتى عام 1957، ثم ذلك انتقل إلى جامعة جونز هوبكينز في بالتيمور حيث أصبح أستاذًا في عام 1961 بشكل دائم. في العام ذاته، ألّف كتابه الأول: الخداع، والرغبة، والرواية، 1966. كان جيرارد يتنقل ما بين جامعة بافالو في نيويورك وجامعة جون هوبكينز لعدة سنوات، وفي هذه الفترة أيضًا ألّف عدة كتب منها كتاب العنف والمقدس (1972؛ تُرجم إلى الإنجليزية في عام 1977) وكتاب الأشياء المخبأة منذ تأسيس العالم (1978؛ تُرجم إلى الإنجليزية في عام 1987).
في عام 1981 أصبح جيرارد استاذًا في جامعة ستانفورد في اختصاص اللغة، والأدب، والحضارة الفرنسية، واستمر في التدريس هناك حتى تقاعده في عام 1995. خلال هذه الفترة ألّف كتاب كبش فداء (1982)، وكتاب الطريق القديم للرجال المنحرفين (1985)، وكتاب مسرح الحسد: ويليام شكسبير (1991)، وكتاب عندما تبدأ هذه الأشياء (1994).
في عام 1985، حصل جيرارد على أولى شهاداته الفخرية من الجامعة الحرة بأمستردام في هولندا، ونال الكثير في ما بعد.
في عام 1990، أسس مجموعة من المفكرين منتدى حول العنف والدين لغرض «استكشاف، ونقد، وتطوير نموذج المحاكاة للعلاقة بين العنف والدين في تكوين وصيانة الثقافة».
تعقد المنظمة مؤتمرًا سنويًا يخصص للنقاش حول مواضيع متعلقة بنظرية المحاكاة، وموضوع كبش الفداء، والعنف، والدين. كان جيرارد يشغل الكرسي الشرفي في تلك المنظمة، وكان عالم اللاهوت الكاثوليكي رايموند شواغير مشاركًا في تأسيسها وأول رئيس لها.
إن أعمال جيرارد شجعت مشاريع البحوث متعددة الاختصاص والبحوث التجريبية مثل مشروع نظرية المحاكاة الذي ترعاه مؤسسة جون تيمبلتون.
في 17 مارس من عام 2005، عُيّن جيرارد في أكاديمية اللغة الفرنسية. فارق جيرارد الحياة في منزلة بمدينة ستانفورد، كاليفورنيا، بعد معاناة طويلة مع المرض في 4 نوفمبر من عام 2015.