حكاية ناي ♔
12-12-2022, 09:01 AM
قال الله تعالى: ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ * وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ * وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ * بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ * وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ * إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 113 - 119]
• الوقفات التدبرية:
1- ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ﴾.
فهم- كما قال الإمام أحمد -: «مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب»؛ قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه؛ [ابن تيمية].
2- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾.
إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فلا أعظم إيمانًا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 18]؛ بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [النور: 36]، وللمساجد أحكام كثيرة، يرجع حاصلها إلى مضمون هذه الآيات الكريمة؛ [السعدي].
3- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
من أعلام قيام الساعة: تضييع المساجد؛ لذلك كل أمة وكل طائفة وكل شخص معين تطرق بجرم في مسجد يكون فعله سببًا لخلائه، فإن الله عز وجل [يعاقبهم] بروعة ومخافة [وذل وخزي] في الدنيا، [﴿ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾]؛ [الحرالي كما نقله عنه البقاعي].
4- ﴿ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ﴾.
﴿ وَسَعَى ﴾؛ أي: اجتهد وبذل وسعه.﴿ فِي خَرَابِهَا ﴾: الحسي والمعنوي؛
• فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها.
• والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها.
وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة؛ [السعدي].
5- ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾.
أي: إن لله تبارك وتعالى ملك الجهة التي تطلع منها الشمس، وملك الجهة التي تغيب منها، وله ملك جميع ما بينهما من الجهات والمخلوقات، فهو مالك الأرض كلها. فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة- بأمر الله لكم - فإنكم تتجهون إلى الله عز وجل في الحقيقة؛ لأن المصلي إذا توجه إلى القبلة، فقد استقبل وجه الله سبحانه حقيقة. [و]ختم الله سبحانه هذه الآية باسمين دالين على الإحاطة، فالله عز وجل واسع الرحمة والمغفرة والعلم، واسع الجود والعطاء، وغير ذلك من صفاته الحسنى، وهو ذو علم محيط بكل شيء، لا يغيب عن علمه شيء أبدًا؛ [الدرر السنية، التفسير الميسر].
6- ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾.
أي: إن كل أحد لا يخرج عن مشيئته وقدرته وملكه سبحانه، بل الجميع- حتى من ادعيت بنوته لله تعالى كعيسى عليه السلام- عبيد مقهورون مدبرون، وهم منقادون وخاضعون للنواميس الإلهية في أبدانهم وغيرها، طوعًا أو كرهًا؛ [الدرر السنية].
7- ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.
أي: خالقهما ومبدعهما ومنشئهما من العدم بلا آلة ولا مادة، على غير مثال سابق؛ [التفسير الميسر، طنطاوي].
8- ﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾.
فهذا أدل دليل على أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن الله لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44]؛ [ابن عثيمين].
9- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ﴾.
يطلبون آيات التعنت، لا آيات الاسترشاد، ولم يكن قصدهم تبين الحق؛ فإن الرسل قد جاؤوا من الآيات بما يؤمن بمثله البشر؛ [السعدي].
10- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾.
المراد أن المكذبين للرسل [﴿ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾، ولذلك] تتشابه أقوالهم وأفعالهم، فكما أن قوم موسى كانوا أبدًا في التعنت واقتراح الأباطيل، كقولهم: ﴿ لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ﴾ [البقرة: 61]، وقولهم: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]، [وقولهم]: ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ﴾ [البقرة: 67]، وقولهم: ﴿ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ [النساء: 153]، فكذلك هؤلاء المشركون يكونون أبدًا في العناد واللجاج وطلب الباطل؛ [الرازي].
11- ﴿ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119].
أي: إنك لست مؤاخذًا يا [أيها النبي]، على بقاء الكفار- أصحاب النار الملازمين لها- على كفرهم؛ فلن تسأل عنهم بعد أن بلغتهم بالحق؛ فإنما عليك البلاغ فحسب، وحسابهم على الله عز وجل.
[وفي قراءة ﴿ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ﴾ أي:] لا تسأل يا [أيها النبي]، عم لأولئك من العذاب؛ فإنهم في حال من الفظاعة والشناعة لا يتصورها عقل إنسان؛ وذلك لشدة ما أعد لهم من العذاب العظيم؛ [الدرر السنية].
• التوجيهات:
1- احذر أن تكون سببًا في منع إقامة طاعة من الطاعات في بيوت الله، فهذا من أشد الظلم، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ﴾.
2- جاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالبشارة والنذارة؛ فمن اهتم بالبشارات وحدها فقد أخطأ وأدى به ذلك إلى التفريط والغرور، ومن اهتم بالنذارات وحدها فقد أخطأ وأدى به ذلك إلى الإفراط والقنوط، ومن جمع بينهما فقد أصاب، ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾.
• العمل بالآيات:
1- تعاون مع إخوانك في ترتيب المسجد، وتهيئة أسباب الترغيب فيه؛ فذلك من تعظيم شعائر الله، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
2- اجلس في المسجد ذاكرًا الله تعالى من الصلاة إلى الصلاة، ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].
• الوقفات التدبرية:
1- ﴿ وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ ﴾.
فهم- كما قال الإمام أحمد -: «مختلفون في الكتاب، مخالفون للكتاب»؛ قد جمعوا وصفي الاختلاف الذي ذمه الله في كتابه؛ [ابن تيمية].
2- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾.
إذا كان لا أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه، فلا أعظم إيمانًا ممن سعى في عمارة المساجد بالعمارة الحسية والمعنوية؛ كما قال تعالى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [التوبة: 18]؛ بل قد أمر الله تعالى برفع بيوته وتعظيمها وتكريمها، فقال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ ﴾ [النور: 36]، وللمساجد أحكام كثيرة، يرجع حاصلها إلى مضمون هذه الآيات الكريمة؛ [السعدي].
3- ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾.
من أعلام قيام الساعة: تضييع المساجد؛ لذلك كل أمة وكل طائفة وكل شخص معين تطرق بجرم في مسجد يكون فعله سببًا لخلائه، فإن الله عز وجل [يعاقبهم] بروعة ومخافة [وذل وخزي] في الدنيا، [﴿ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾]؛ [الحرالي كما نقله عنه البقاعي].
4- ﴿ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا ﴾.
﴿ وَسَعَى ﴾؛ أي: اجتهد وبذل وسعه.﴿ فِي خَرَابِهَا ﴾: الحسي والمعنوي؛
• فالخراب الحسي: هدمها وتخريبها، وتقذيرها.
• والخراب المعنوي: منع الذاكرين لاسم الله فيها.
وهذا عام لكل من اتصف بهذه الصفة؛ [السعدي].
5- ﴿ وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾.
أي: إن لله تبارك وتعالى ملك الجهة التي تطلع منها الشمس، وملك الجهة التي تغيب منها، وله ملك جميع ما بينهما من الجهات والمخلوقات، فهو مالك الأرض كلها. فأي جهة توجهتم إليها في الصلاة- بأمر الله لكم - فإنكم تتجهون إلى الله عز وجل في الحقيقة؛ لأن المصلي إذا توجه إلى القبلة، فقد استقبل وجه الله سبحانه حقيقة. [و]ختم الله سبحانه هذه الآية باسمين دالين على الإحاطة، فالله عز وجل واسع الرحمة والمغفرة والعلم، واسع الجود والعطاء، وغير ذلك من صفاته الحسنى، وهو ذو علم محيط بكل شيء، لا يغيب عن علمه شيء أبدًا؛ [الدرر السنية، التفسير الميسر].
6- ﴿ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ﴾.
أي: إن كل أحد لا يخرج عن مشيئته وقدرته وملكه سبحانه، بل الجميع- حتى من ادعيت بنوته لله تعالى كعيسى عليه السلام- عبيد مقهورون مدبرون، وهم منقادون وخاضعون للنواميس الإلهية في أبدانهم وغيرها، طوعًا أو كرهًا؛ [الدرر السنية].
7- ﴿ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾.
أي: خالقهما ومبدعهما ومنشئهما من العدم بلا آلة ولا مادة، على غير مثال سابق؛ [التفسير الميسر، طنطاوي].
8- ﴿ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾.
فهذا أدل دليل على أن الله تعالى على كل شيء قدير، وأن الله لا يعجزه شيء في السموات ولا في الأرض، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44]؛ [ابن عثيمين].
9- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ ﴾.
يطلبون آيات التعنت، لا آيات الاسترشاد، ولم يكن قصدهم تبين الحق؛ فإن الرسل قد جاؤوا من الآيات بما يؤمن بمثله البشر؛ [السعدي].
10- ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾.
المراد أن المكذبين للرسل [﴿ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ ﴾، ولذلك] تتشابه أقوالهم وأفعالهم، فكما أن قوم موسى كانوا أبدًا في التعنت واقتراح الأباطيل، كقولهم: ﴿ لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ ﴾ [البقرة: 61]، وقولهم: ﴿ اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ ﴾ [الأعراف: 138]، [وقولهم]: ﴿ أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ﴾ [البقرة: 67]، وقولهم: ﴿ أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً ﴾ [النساء: 153]، فكذلك هؤلاء المشركون يكونون أبدًا في العناد واللجاج وطلب الباطل؛ [الرازي].
11- ﴿ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119].
أي: إنك لست مؤاخذًا يا [أيها النبي]، على بقاء الكفار- أصحاب النار الملازمين لها- على كفرهم؛ فلن تسأل عنهم بعد أن بلغتهم بالحق؛ فإنما عليك البلاغ فحسب، وحسابهم على الله عز وجل.
[وفي قراءة ﴿ ولا تسأل عن أصحاب الجحيم ﴾ أي:] لا تسأل يا [أيها النبي]، عم لأولئك من العذاب؛ فإنهم في حال من الفظاعة والشناعة لا يتصورها عقل إنسان؛ وذلك لشدة ما أعد لهم من العذاب العظيم؛ [الدرر السنية].
• التوجيهات:
1- احذر أن تكون سببًا في منع إقامة طاعة من الطاعات في بيوت الله، فهذا من أشد الظلم، ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ﴾.
2- جاء رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بالبشارة والنذارة؛ فمن اهتم بالبشارات وحدها فقد أخطأ وأدى به ذلك إلى التفريط والغرور، ومن اهتم بالنذارات وحدها فقد أخطأ وأدى به ذلك إلى الإفراط والقنوط، ومن جمع بينهما فقد أصاب، ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾.
• العمل بالآيات:
1- تعاون مع إخوانك في ترتيب المسجد، وتهيئة أسباب الترغيب فيه؛ فذلك من تعظيم شعائر الله، ﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ﴾ [الحج: 32].
2- اجلس في المسجد ذاكرًا الله تعالى من الصلاة إلى الصلاة، ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ ﴾ [التوبة: 18].