مشاهدة النسخة كاملة : من مشاهد الرحمة


حكاية ناي ♔
10-30-2023, 11:21 AM
قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾[1].

وقال تعالى: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾[2].

وقال تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾[3].


فالآية الأولى تبين أن إرساله صلى الله عليه وسلم للناس، إنما هو رحمة من الله بعباده.

والآية الثانية تصف النبي صلى الله عليه وسلم بالرأفة والرحمة، شهادة له من الله سبحانه وتعالى.

والآية الثالثة تؤكد ما جاء في الآية الأولى من أن لين النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو برحمة الله تعالى.


وهكذا كان إرساله رحمة من الله تعالى.

وكان سلوكه صلى الله عليه وسلم الرحمة بالمؤمنين.

وكفى بالله شهيدًا.



قواعد عامة في الرحمة:

كثيرة هي أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الرحمة، ولكن بعضها كان يتناول جوانب معينة في الحياة، وبعضها جاء قواعد عامة تدخل ميادين كثيرة، ونذكر في هذه الفقرة بعض هذه القواعد:

1- الرحمة للناس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يرحم الله من لا يرحم الناس"[4] وهكذا فرحمة الله للإنسان مرتبطة برحمة هذا الإنسان للناس ومتوقفة عليها. وكلمة "الناس" تشمل كل عباد الله تعالى، بغض النظر عن الجنس واللون والدين.


2- الرفق: وقد وردت أحاديث كثيرة في الحث على الرفق منها: "من يحرم الرفق، يحرم الخير"[5].

"إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه"[6].


وعن عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا عائشة، إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على سواه"[7] والرفق: هو اللطف واللين وهما من نتاج الرحمة.


3- التيسير: وقد وردت أحاديث كثيرة أيضًا تحض على سلوك طريق التيسير، سواء بالنسبة للإنسان مع نفسه، أو بالنسبة للناس. ومن ذلك.

"إن هذا الدين يسر، ولن يشاد الدين أحدٌ إلا غلبه، فسددوا وقاربوا، وأبشروا.."[8].

وقال صلى الله عليه وسلم: "يسروا ولا تعسروا، وسكنوا ولا تنفروا"[9].


وقالت عائشة رضي الله عنها: "ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما، ما لم يكن إثمًا، فإن كان إثمًا كان أبعد الناس منه"[10].


4- الستر: ومن الرحمة الستر على الناس.

قال صلى الله عليه وسلم: "لا يستر عبد عبدًا في الدنيا، إلا ستره الله يوم القيامة"[11].


5- تفريج الكربات: وهذا ميدان رحب واسع تستطيع الرحمة أن تعمل فيه بكل طاقاتها.

عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من نفَّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ومن ستر مسلمًا ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.."[12].


وعن عبدالله بن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة، فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"[13].


6- الإحسان: وهو مبدأ عام يدخل كل ميادين الحياة.

قال صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء، فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح، وليحد أحدكم شفرته، فليرح ذبيحته"[14].


إنه الإحسان العام، ويختار النبي صلى الله عليه وسلم ميدانًا قلما يفكر الناس بالإحسان فيه، ليجعل منه مثالًا للإحسان، فالذبيحة من الإحسان إليها عدم تعذيبها وذلك بسرعة الذبح ويكون ذلك بأن يحد شفرته.

وإذا كان الإحسان مطلوبًا في هذا المجال، فطلبه في بقية المجالات من باب أولى.


هذه بعض القواعد العامة التي وضعها الرسول صلى الله عليه وسلم لتكون من خلال تطبيقاتها وسائل لتحقيق الرحمة في المجتمع الإسلامي.



مشاهد من رحمة النبي صلى الله عليه وسلم:

إنك أنى اتجهت في استطلاع سيرة النبي صلى الله عليه وسلم فإنك واجد الرحمة والرأفة في كل تصرف من تصرفاته، ونختار في هذه الفقرة بعض هذه الأخبار.


1- رحمة الصغار: فقد كان صلى الله عليه وسلم يخفف صلاته عندما يسمع بكاء صبي.


عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إني لأدخل في الصلاة، وأنا أريد إطالتها، فأسمع بكاء الصبي، فأتجوز في صلاتي، مما أعلم من شدة وجد أمه من بكائه"[15].

وهكذا يختصر صلاة جماعة يؤم فيها المسلمين من أجل بكاء طفل.


ودخل أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: تقبلون الصبيان؟ فما نقبلهم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة"[16].


2- الرحمة بالكبار: وأمثلتها كثيرة منها:

عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا فيها. قال: فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذٍ، ثم قال: "أيها الناس، إن منكم منفرين، فأيكم ما صلى بالناس فليوجز، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة"[17].


وعن مالك بن الحويرث قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيمًا رفيقًا، فلما رأى شوقنا إلى أهالينا قال: "ارجعوا فكونوا فيهم، وعلموهم.."[18].


وعن جرير بن عبدالله، قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، قال: فجاء قوم حفاة عراة، مجتابي النمار أو العباء[19]، متقلدي السيوف، عامتهم من مضر، بل كلهم من مضر، فتمعر وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل ثم خرج، فأمر بلالًا فأذن وأقام، فصلى ثم خطب فقال: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ﴾ إلى آخر الآية ﴿ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾[20] والآية التي في الحشر ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ ﴾[21] تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع برِّه، من صاع تمره، حتى قال: ولو بشق تمرة" قال: فجاء رجل من الأنصار بصرَّة كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت، ثم تتابع الناس، حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل، كأنه مذهبة[22]..


3- الرحمة بالضعفاء: قال صلى الله عليه وسلم: "السَّاعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله، أو القائم الليل الصائم النهار"[23].


وقال صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار بالسبابة والوسطى، وفرج بينهما شيئًا[24].


4- الرحمة بالبنات: ظلت البنات - والنساء بشكل عام - مهيضات الجناح، حتى جاء الإسلام فأخذ بأيديهن، حتى وقفن منتصبات القامة، يبايعن الرسول صلى الله عليه وسلم ويجادلنه، وإنما كان ذلك في ظل ﴿ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ ﴾[25] و﴿ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ... ﴾[26].


ومع ذلك تظل رواسب الجاهلية قائمة في بعض النفوس، فكانت وصية النبي الكريم، رحمة لهنَّ وعطفًا عليهنَّ وإنصافًا لهنَّ.


عن عائشة رضي الله عنها: قالت: دخلت امرأة معها ابنتان لها تسأل، فلم تجد عندي شيئًا غير تمرة، فأعطيتها إياها، فقسمتها بين ابنتيها، ولم تأكل منها، ثم قامت فخرجت، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم علينا فأخبرته فقال: "من يلي من هذه البنات شيئًا، فأحسن إليهن، كنَّ له سترًا من النار"[27].


وعن أنس رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو" وضم أصابعه[28].


5- الرحمة بالأرقاء: كان الرقيق يعامل معاملة الحيوان حتى جاء الإسلام، فعادت عندئذٍ له إنسانيته.


قال صلى الله عليه وسلم في حقهم: "إخوانكم خولكم[29] جعلهم الله تحت أيديكم.، فمن كان أخوه تحت يده، فليطعمه مما يأكل، وليلبسه مما يلبس، ولا تكلفوهم ما يغلبهم، فإن كلفتموهم فأعينوهم"[30].


وهكذا يرتقي بهم صلى الله عليه وسلم إلى مكانة الأخوة، وفي قوله: "فمن كان أخوه تحت يده" تأكيد لذلك ولفت نظر إلى كيفية التطبيق العملي، فلو كان للإنسان أخ شقيق يساعده في عمله، فكيف تكون معاملته له؟ فهذه مثلها.

وقد جعل الإسلام كفارة ضرب الرقيق عتقه.


ضرب ابن عمر رضي الله عنهما، غلامًا له، ثم قال له: أوجعتك؟ قال: لا، قال: فأنت عتيق. ثم أخذ ابن عمر شيئًا من الأرض فقال: ما لي فيه من الأجر ما يزن هذا، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ضرب غلامًا له، حدًا لم يأته، أو لطمه، فإن كفارته أن يعتقه"[31].


وعن سويد بن مقرن قال: "لقد رأيتني، وإني لسابع إخوة لي، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وما لنا خادم غير واحد، فعمد أحدنا فلطمه، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نعتقه"[32].


ولقد كان من رحمة الإسلام بهم أن منع سادتهم من مناداتهم بـ "عبدي وأمتي" ولكن ليقل: "فتاي وفتاتي"[33].


وهكذا أضحى الرق قيدًا مؤقتًا يعامل فيه الرقيق معاملة الأخوة، وإذا رغب الرقيق بالخروج من القيد فإن الوسائل ميسرة. قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَبْتَغُونَ الْكِتَابَ مِمَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا ﴾[34].


قال ابن حزم: وهذا يفيد الوجوب على السيد إذا طلب رقيقه المكاتبة أن يكاتبه. وتلك هي الغاية في الرحمة.


6- الرحمة بالحيوان: وإذا تركنا مجال الإنسان وانتقلنا إلى عالم الحيوان، فإن رحمة الإسلام قد شملته كما شملت الإنسان.

قال صلى الله عليه وسلم: "عذبت امرأة في هرة سجنتها حتى ماتت، فدخلت فيها النار"[35].


وقال صلى الله عليه وسلم: "بينما رجل يمشي بطريق، اشتد عليه العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها، فشرب ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خفه ثم أمسكه بفيه، فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له"[36].


وقد أمر صلى الله عليه وسلم بتقوى الله في الحيوانات فقال - وقد مرَّ ببعير قد لحق ظهره بطنه -: "اتقوا الله في هذه البهائم المعجمة، فاركبوها صالحة، وكلوها صالحة"[37].


كما نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تتخذ الحيوانات هدفًا أو غرضًا تسدد له السهام وغيرها.

عن ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تتخذوا شيئًا فيه الروح غرضًا"[38].


وعن سعيد بن جبير قال: كنت عند ابن عمر، فمروا بفتية نصبوا دجاجة يرمونها، فلما رأوا ابن عمر تفرقوا عنها، وقال ابن عمر: من فعل هذا؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم لعن من فعل هذا[39].


ذلك بعض ما جاء بشأن الرحمة بالحيوان وقد مرَّ بنا قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء".



مجتمع الرحمة:

وفي ظلال تطبيق تلك القواعد، والتأسي بتلك المشاهد التطبيقية من الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه، وصل المجتمع المسلم إلى التصور الذي وضعه الرسول صلى الله عليه وسلم.


قال صلى الله عليه وسلم: "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى"[40].


نعم وصل فعلًا إلى تحقيق هذا التصور في واقع الحياة بشهادة الله تعالى.

قال تعالى: ﴿ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾[41].

تلك هي صفة المجتمع الإسلامي ﴿ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ﴾.



داء الغلظة وقسوة القلب:

إن وجود الرحمة في القلوب، يقتضي انتفاء غلظ القلوب وقساوتها. وهذا ما نوهت به الآية الكريمة السابقة الذكر، ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾[42].


فقد نفى الله سبحانه عن نبيه غلظ القلب..

وغلظ القلب ربما تعقبه درجة أشد، وهي ما عبَّر عنه القرآن الكريم بـ "قسوة القلوب"[43] ثم هي بعد ذلك درجات.


و"قسوة القلب مرض من الأمراض الخلقية، يجفف في داخل النفس الإنسانية عاطفة الإحساس بآلام الآخرين وحاجاتهم، ويشتد هذا المرض، ويشتد معه الجفاف النفسي، حتى ينعدم الشعور بالواجب الفطري.. وفي هذه الحالة من حالات الجفاف النفسي تمسي القلوب مثل الحجارة التي لا ترشح بأي عطاء، أو أشد قسوة من الحجارة، لأن من الحجارة ما تتشقق قسوته الظاهرة، فيندفع العطاء من باطنه الرخو ماء عذبًا نقيًا، ولكن بعض الذين قست قلوبهم يجف من أغوارها كل أثر للفيض والعطاء"[44].


ولا يمكن للإنسان المسلم أن يصل إلى هذا المستوى من قسوة القلب، لأنه في هذه الحالة تكون قد جفت من قلبه كل ينابيع الإيمان.


فالمسلم قد ينخفض في قلبه مستوى الرحمة، ولكنه لا يصل إلى غلظ القلب فضلًا عن قسوة القلب.

وحينما يظهر له أن عاطفة الرحمة قد بدأت نبضاتها تضعف فعليه أن يعالج نفسه قبل استفحال الداء.


وتلفت الآية الكريمة نظرنا إلى التوافق بين "الظاهر والباطن" فإنه حين ينتفي غلظ القلب وهو أمر باطن، ينبغي أن ينتفي معه أمر آخر وهو غلظ اللسان الذي عبرت عنه الآية بالفظاظة.


وأخيرًا فمن أراد رحمة الله تعالى، فعليه أن يرحم من في الأرض كما قال صلى الله عليه وسلم:

"الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض، يرحمكم من في السماء"[45].

عيوني تضمك
10-30-2023, 11:29 AM
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ خير الثواب .
دمت برضى الرحمن