مشاهدة النسخة كاملة : جان بول سارتر


حكاية ناي ♔
10-30-2023, 11:42 AM
(21 يونيو 1905 باريس - 15 أبريل 1980 باريس) هو فيلسوف وروائي وكاتب مسرحي كاتب سيناريو وناقد أدبي وناشط سياسي فرنسي. بدأ حياته العملية أستاذاً. درس الفلسفة في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. حين احتلت ألمانيا النازية فرنسا، إنخرط سارتر في صفوف المقاومة الفرنسية السرية. عرف سارتر واشتهر لكونه كاتب غزير الإنتاج، ولأعماله الأدبية وفلسفته المسماة بالوجودية، ويأتي في المقام الثاني التحاقه السياسي باليسار المتطرف.

كان سارتر رفيق دائم للفيلسوفة والأديبة سيمون دي بوفوار، التي أطلق عليها أعدائها السياسيون «السارترية الكبيرة». برغم أن فلسفتهم قريبة إلا أنه لا يجب الخلط بينهما. لقد تأثر الكاتبان ببعضهما البعض.

أعمال سارتر الأدبية هي أعمال غنية بالموضوعات والنصوص الفلسفية بأحجام غير متساوية مثل الوجود والعدم (1943)، والكتاب المختصر الوجودية مذهب إنساني (1945) أو نقد العقل الجدلي (1960)، وأيضا النصوص الأدبية في مجموعة القصص القصيرة مثل الحائط، أو رواياته مثل الغثيان (1938)، والثلاثية طرق الحرية (1945).

كتب سارتر أيضا في المسرح مثل الذباب (1943) والغرفة المغلقة (1944) والعاهرة الفاضلة (1946) والشيطان والله الصالح (1951) ومساجين ألتونا (1959) وكانت هذه الأعمال جزءا كبيرا من إنتاجه الأدبي. في فترة متأخرة من عمره في عام 1964 تحديدا، أصدر سارتر كتابا يتناول السنوات الإحدى عشر الأولى من عمره بعنوان الكلمات بالإضافة إلى دراسة كبيرة على جوستاف فلوبير في كتاب بعنوان أحمق العائلة (1971-1972). لقد أصدر أيضا دراسات عن سير العديد من الكتاب مثل تينتوريتو ومالارميه وشارل بودلير وجان جينيه. كان سارتر يرفض دائما التكريم بسبب عنده وإخلاصه لنفسه ولأفكاره ومن الجدير بالذكر أنه رفض استلام جائزة نوبل في الأدب ولكنه قبل لقب دكتور honoris causa من الجامعة العبرية عام 1976.
حياته

«أنا لا أحاول الحفاظ على حياتي من خلال فلسفتي فهذا شئ حقير، ولا أحاول إخضاع حياتي لفلسفتي فهذا شئ متحذلق، لكن في الحقيقة الحياة والفلسفة شيء واحد» من كتاب دفاتر طرائف الحرب.
مقدمة
لقد ترك جان بول سارتر بوصفه كاتبا غزير الإنتاج أعمالا أدبية ضخمة على شكل روايات ومقالات ومسرحيات وكتابات فلسفية وسير ذاتية. أثرت فلسفته في فترة ما بعد الحرب وقد بقي مع ألبير كامو رمزا للمثقف الذي يأخذ إتجاها في كتاباته. منذ التحاقه بالمقاومة في 1941 (تم التشكيك في هذا الالتحاق بسبب موقفه الملتبس أثناء الاستعمار ) وحتى وفاته في 1980، لم يكف سارتر عن تغطية الأحداث التي تدور من حوله. فكان في الحقيقة يخوض جميع المعارك متخذا موقفا واضحا ومتبنيا بحماسة جميع القضايا التي كانت تبدو له عادلة. مثل فولتير

القرن العشرين، ناضل سارتر دون كلل حتى نهاية حياته. بعد الحرب أصبح رائد مجموعة من المثقفين في فرنسا. وقد أثرت فلسفته الوجودية، التي نالت شعبية واسعة، على معظم أدباء تلك الفترة. منح جائزة نوبل للآداب عام 1964. تميزت شخصياته بالانفصال عنه وبدت وكأنها موضوعات جدال وحوار أكثر منها مخلوقات بشرية، غير أنه تميز بوضع أبطاله في عالم من ابتكاره.

لم يكن سارتر مؤلفاً مسرحياً محترفاً، وبالتالي فقد كانت علاقته بالمسرح عفوية طبيعية. وكان بوصفه مؤلفاً مسرحياً، يفتقر أيضاً إلى تلك القدرة التي يتمتع بها المحترف بالربط بين أبطاله وبين مبدعيهم. كما كان يفتقر إلى قوة التعبير الشاعري بالمعنى الذي يجعل المشاهد يلاحق العمق الدرامي في روح البطل الدرامي.

تميزت موضوعات سارتر الدرامية بالتركيز على حالة أقرب إلى المأزق أو الورطة. ومسرحياته «الذباب» و«اللا مخرج» و«المنتصرون» تدور في غرف التـعذيب أو في غرفة في جهنم أو تحكي عن طاعون مصدره الذباب. وتدور معظمها حول الجهد الذي يبذله المرء ليختار حياته وأسلوبها كما يرغب والصراع الذي ينتج من القوى التقليدية في العالم التقليدي الذي يوقع البطل في مأزق ويحاول محاصرته والإيقاع به وتشويشه وتشويهه.

وإذا كان إدراك الحرية ووعيها هي الخطوة الأولى في الأخلاقية السارترية فإن اسـتخدامه لهذه الحرية وتصرفه بها -التزامه- هو الخطوة الثانية. فالإنسان قبل أن يعي حريته ويستثمر هذه الحرية هو عدم أو هو مجرد «مشـيئ» أي أنه أقرب إلى الأشـياء منه إلى الكائن الحي. إلا أنه بعد أن يعي حريته يمسي مشـروعاً له قيمته المميزة.

في مسرحيتيه الأخيرتين «نكيرازوف» (1956) و«سجناء التونا» (1959) يطرح سارتر مسائل سياسية بالغة الأهمية. غير أن مسرحياته تتضمن مسائل أخرى تجعلها أقرب إلى الميتافيزيقيا منها إلى السياسة. فهو يتناول مواضيع مثل: شرعية اسـتخدام العنف، نتائج الفعل، العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين الفرد والتاريخ. من مسرحياته أيضاً: «الشيطان واللورد» و«رجال بلا ظلال».

وقد ساهم أيضا في إعطاء الجزائر استقلالها ووقف أمام حركة بلاده الاستعمارية وكان قوله المشهور السلام هو الحرية
الشباب والتوجه
طفولته
ولد جون بول سارتر في شهر يناير عام 1905 في عائلة بسيطة برجوازية. كان والده يعمل بالجيش ونشأت والدته في عائلة من المفكرين والمدرسين وكان عمه رجل سياسي وكانت والدته ابنة عم ألبرت شوايتزر. لم يتعرف سارتر إلى والده الذي مات بعد خمسة عشر شهرا من ولادته ومع ذلك فقد كان حاضرا من خلال جده، وهو رجل ذو شخصية قوية والذي قام بتربيته حتى التحق بالمدرسة العامة وهو في العاشرة من عمره. عاش «بولو» الصغير، كما أطلق عليه، عشر سنوات من عام 1907 إلى 1917 مع والدته وعائلتها في سعادة وحب وهناء. اكتشف سارتر القراءة في مكتبة البيت الكبيرة وفضلها عن مصادقة الأطفال في سنه. انتهت هذه الفترة السعيدة عام 1917 عندما تزوجت والدته بجوزيف مانسي مهندس بحري والذي كان سارتر يبغضه كثيرا. كان يبلغ سارتر الثانية عشر من عمره عندما انتقل للعيش ب «روشيل» وظل بها حتى الخامسة عشر من عمره. كانت هذه السنوات الثلاث سنوات تعيسة ففد ترك سارتر مناخ الأسرة السعيدة ليصطدم بحقيقة زملائه الطلاب الذين مثلوا له العنف. أدى مرض سارتر عام 1920 إلى عودته إلى باريس كما أدى خوف والدته على أن تفسد أخلاقه بسبب زملائه الفاسدين بالمدرسة إلى أن تجعله يبقى معها بباريس.
دراسته
سارتر وسيمون دى بوفوار أمام تمثال بلزاك في باريس في عشرينات القرن العشرين

التحق سارتر وهو في السادسة عشر من عمره بالثانوية في مدرسة «هنري الرابع»، وهناك تعرف إلى بول نيزان كاتب مبتدئ ونشأت بينهم صداقه استمرت حتى وفاته في عام 1940. ساهمت هذه الصداقة في تكوين شخصية سارتر. برع سارتر في مجال الفكاهة. استعد سارتر بصحبة صديقه نيزان، للمسابقة الخاصة بالتحاق المدرسة التقليدية العليا «بمدرسة لويس لو جران». وقام في هذه المدرسة بكتابة أول أعماله الأدبية، وخاصة قصتين قصيرتين يحكى فيهما حكايتين مأساويتين لمدرسين في القرية. يظهر في هتين القصتين بوضوح أسلوب سارتر الساخر، والمليء بالنفور من الحياة الاجتماعية المصطنعة. ويستكمل سارتر في الوقت نفسه كفكاهي مع صديقه نيزان، يمثلان المشاهد القصيرة ويلقيان النكات بين الحصص المدرسية. وبعد عامين من التحاقهما بـ«لويس لو جراند» أصبحا هو ونيزان مشتركان في المسابقة. تمييز سارتر، بعد فترة وجيزة في «المدرسة المدعوة بالتقليدية والعليا» كما أطلق عليها نيزان. ظل سارتر المحرك الأساسي لكل أعمال الشغب التي وصلت إلى اشتراكه بالتمثيل بمسرحية ضد الحكم العسكري في العرض الاحتفالي «بالمدرسة التقليدية العليا» مع زملائه وذلك عام 1927. عقب هذا الحدث استقالة جوستاف لانسون مدير المدرسة، والذي قام في نفس العام بالتوقيع هو وزملائه من دفعته على عريضة (تم إعلانها في 15 أبريل في مجلد «أوروبا») ضد قانون المنظمة العامة للأمة لوقت الحرب، والذي يلغى حرية الفكر والرأي. كان سارتر يميل إلى معارضة السلطة، كما كان له مكانة كبيرة لدى أساتذته الذين كانوا يستضيفونه في المطعم الخاص بهم. كان سارتر مجتهد حيث أنه كان يقرأ أكثر من 300 كتاب في العام، ويكتب الأغاني والأشعار والقصص القصيرة والروايات. كون سارتر علاقات صداقة مع من أصبحوا فيما بعد مشهورين مثل ريمون آرون وموريس ميرلو-بونتي. وبالرغم من هذا لم يكن سارتر يهتم بالسياسة طوال الأربعة أعوام التي قضاها بالمدرسة التقليدية العليا. لم يكن يشترك بأي مظاهرة ولا يتملكه ولع بأي قضية. أثار رسوبه في مسابقة شهادة الأستاذية في الفلسفة عام 1928 استغراب محبيه، مما جعلهم يشكون في صحة تقييم الحكام. وفاز في هذه المسابقة ريمون أرون بالمركز الأول (الذي، كما صرح سارتر نفسه، بأنه قدم شيء متميز للغاية). عمل سارتر بجهد كبير من أجل التحضير للمسابقة التالية التي تعرف فيها إلى سيمون دى بوفوار عن طريق صديق مشترك رينيه ماهو، والذي كان يطلق عليها اسم «قندس» نسبة للإنجليزية «بيفر» (والتي تعنى قندس: فمن جهة هذا الحيوان يمثل العمل والحماس، ومن جهة أخرى إيقاع الكلمة قريب من الاسم «بوفوار»). أطلق سارتر عليها هذا الاسم أيضا كما أنه أصبح رفيقها حتى آخر أيامها. حصل سارتر على المركز الأول في المحاولة الثانية في المسابقة، وحصلت سيمون دي بوفوار على المركز الثاني. طلب سارتر، بعد تأدية الخدمة العسكرية، أن يتم نقله إلى اليابان حيث أنها لطالما أثارت اهتمامه. ولكن لم يتحقق هذا الحلم حيث أن تم إرساله إلى «هارف» الثانوية، والتي يطلق عليها «فرنسوا الأول» منذ 1931. كان هذا اختبارًا حقيقيًا لسارتر، الذي طالما أخافته الحياة المنظمة والذي نقد دائما في كتاباته حياة الريفية المملة.

سنينى معاك
10-30-2023, 11:44 AM
سلم ذوقكـ على حسن الانتـــــــقاااء
بـ إنتظآر جديدك وعذب أطرٌوحآتك
كل الوووود