حكاية ناي ♔
11-06-2023, 01:33 PM
فيلسوف ألماني، ولد في ماربورغ، 11 فبراير 1900. اشتهر بعمله الشهير الحقيقة والمنهج، وأيضاً بتجديده في نظرية تفسيرية (الهرمنيوطيقا).
وقد توفي في هايدلبرغ، 13 مارس 2002.
حياته
ولد هانز جورج جادامير في ماربورغ بألمانيا، وهو نجل أستاذ الكيمياء الدوائية، والذي عمل في وقت لاحق منصب رئيس الجامعة هناك. وقد تجاهل جادامير توصيات والده بدراسة العلوم الطبيعية واختار دراسة العلوم الإنسانية. ولذلك درس في فروتسواف تحت قيادة هونجسولاد. ولكنه سرعان ما عاد إلى ماربورغ للدراسة مع الفلاسفة الكانطيين الجدد بول نتروب ونيكولاي هارتمان، والذين تتلمذ على يدهم حتى حصل على الدكتوراه سنة 1922 بعمل قدمه عن أفلاطون جوهر المتعة في حوارات أفلاطون.
وبعد فترة وجيزة، قام جادامير بزيارة فرايبورغ ودرس مع مارتن هايدغر، والذي لم يصل آنذاك إلى الأستاذية حيث كان مدرساً مساعداً، وبفضل هايدغر، فقد أدرج اسم جادامير في مجموعة من الطلاب والذين برزوا فكريا فيما بعد، ومن بينهم ليو شتراوس وكارل لوث وحنة آرندت، وأصبحت علاقة الصداقة بين هايدغر وجادامير وثيقة حتى أنه عندما شغل هايدغر منصباً هاماً في ماربورغ، اختار جادامير أن يتبعه هناك، وكان من المحتمل أن يكون التأثير القوي لهايدغر على فكر جادامير تأثيراً ذو طابع خاص، والذي بدوره قد أسهم بدرجة كبيرة على تشكيل فكره. بالإضافة إلى أنه أسهم بشكل فعال في انفصال جادامير عن تيارات الكانطيين الجدد التي كانت قد تشكلت منذ فترة طويلة.
وقد قدم جادامير شهادة التأهيل لدرجة الأستاذية عام 1929، وقام بالتدريس في ماربورغ خلال السنوات الأولى من الثلاثينات (1930) من القرن العشرين. وخلافاً لهايدغر، فإن جادامير كان دائم الرفض للنازية، حيث يمكن اعتباره وبشكل علني ضد النازية. ولم يشغل جادامير أي منصب ملموس خلال سنوات الحكم النازي، وبالمثل لم ينضم لأي حزب إلا في نهاية الحرب عندما شغل منصبا في لايبزيغ. وفي عام 1946، وبعد انتهاء الحرب ونظرا لاعتباره شخصية لم تلوث بعد من قبل النظام النازي، استطاع جادامير أن يشغل منصب رئيس جامعة لايبزيغ. ولم يظهر جادامير فقط معارضته للنازية فحسب، إلا أنه أيضا ومع ميلاد الجمهورية الألمانية الديمقراطية أبدى معارضته الشديدة لنظام الشيوعية. وهذا دفعه إلى الانتقال إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية حيث القبول المبدئي لشغل منصب في فرانكفورت أم ماين، ثم حل بعد ذلك محل كارل ياسبرس في هايدلبرغ عام 1949، وكان هذا المنصب الذي شغله حتى وفاته عام 2002.
وطوال هذه الفترة أكمل جادامير عمله الشهير «الحقيقة والمنهج» الذي نشر عام 1960م، والذي أضاف له الجزء الثاني أيضا عام 1986م. وقد اشترك في المناظرة الشهيرة مع يورغن هابرماس حول إمكانية التفوق التاريخي والثقافي بحثاً عن الحالة الاجتماعية التي شكلها التفكير النقدي. ولم تنته المناظرة أبداً بضربة قاضية لأي منهما بل أنها كانت بداية لصداقة حارة بين جادامير وهابرماس، بالإضافة إلى أن جادامير سهل الطريق لهابرماس لإمكانية انضمامه للوسط الأكاديمي بمساندته له في شغل منصب أستاذ في هايدلبرغ. وكان هنالك محاولة مشابهة أخرى من جاك دريدا ولكنها لم تكن على المستوى المطلوب؛ حيث أن كلا المفكرين كان لديهم القليل من النقاط المشتركة. ورأى دريدا أن خطأه في عدم إيجاد نقاط بحث أساسية مشتركة بينه وبين جادامير يعد أكبر كارثة في حياته الفكرية. وأعرب في النعي الذي خصصه لجادمير عن إعجابه واحترامه الشديد للمفكر الألماني.
وقد توفي في هايدلبرغ، 13 مارس 2002.
حياته
ولد هانز جورج جادامير في ماربورغ بألمانيا، وهو نجل أستاذ الكيمياء الدوائية، والذي عمل في وقت لاحق منصب رئيس الجامعة هناك. وقد تجاهل جادامير توصيات والده بدراسة العلوم الطبيعية واختار دراسة العلوم الإنسانية. ولذلك درس في فروتسواف تحت قيادة هونجسولاد. ولكنه سرعان ما عاد إلى ماربورغ للدراسة مع الفلاسفة الكانطيين الجدد بول نتروب ونيكولاي هارتمان، والذين تتلمذ على يدهم حتى حصل على الدكتوراه سنة 1922 بعمل قدمه عن أفلاطون جوهر المتعة في حوارات أفلاطون.
وبعد فترة وجيزة، قام جادامير بزيارة فرايبورغ ودرس مع مارتن هايدغر، والذي لم يصل آنذاك إلى الأستاذية حيث كان مدرساً مساعداً، وبفضل هايدغر، فقد أدرج اسم جادامير في مجموعة من الطلاب والذين برزوا فكريا فيما بعد، ومن بينهم ليو شتراوس وكارل لوث وحنة آرندت، وأصبحت علاقة الصداقة بين هايدغر وجادامير وثيقة حتى أنه عندما شغل هايدغر منصباً هاماً في ماربورغ، اختار جادامير أن يتبعه هناك، وكان من المحتمل أن يكون التأثير القوي لهايدغر على فكر جادامير تأثيراً ذو طابع خاص، والذي بدوره قد أسهم بدرجة كبيرة على تشكيل فكره. بالإضافة إلى أنه أسهم بشكل فعال في انفصال جادامير عن تيارات الكانطيين الجدد التي كانت قد تشكلت منذ فترة طويلة.
وقد قدم جادامير شهادة التأهيل لدرجة الأستاذية عام 1929، وقام بالتدريس في ماربورغ خلال السنوات الأولى من الثلاثينات (1930) من القرن العشرين. وخلافاً لهايدغر، فإن جادامير كان دائم الرفض للنازية، حيث يمكن اعتباره وبشكل علني ضد النازية. ولم يشغل جادامير أي منصب ملموس خلال سنوات الحكم النازي، وبالمثل لم ينضم لأي حزب إلا في نهاية الحرب عندما شغل منصبا في لايبزيغ. وفي عام 1946، وبعد انتهاء الحرب ونظرا لاعتباره شخصية لم تلوث بعد من قبل النظام النازي، استطاع جادامير أن يشغل منصب رئيس جامعة لايبزيغ. ولم يظهر جادامير فقط معارضته للنازية فحسب، إلا أنه أيضا ومع ميلاد الجمهورية الألمانية الديمقراطية أبدى معارضته الشديدة لنظام الشيوعية. وهذا دفعه إلى الانتقال إلى جمهورية ألمانيا الاتحادية حيث القبول المبدئي لشغل منصب في فرانكفورت أم ماين، ثم حل بعد ذلك محل كارل ياسبرس في هايدلبرغ عام 1949، وكان هذا المنصب الذي شغله حتى وفاته عام 2002.
وطوال هذه الفترة أكمل جادامير عمله الشهير «الحقيقة والمنهج» الذي نشر عام 1960م، والذي أضاف له الجزء الثاني أيضا عام 1986م. وقد اشترك في المناظرة الشهيرة مع يورغن هابرماس حول إمكانية التفوق التاريخي والثقافي بحثاً عن الحالة الاجتماعية التي شكلها التفكير النقدي. ولم تنته المناظرة أبداً بضربة قاضية لأي منهما بل أنها كانت بداية لصداقة حارة بين جادامير وهابرماس، بالإضافة إلى أن جادامير سهل الطريق لهابرماس لإمكانية انضمامه للوسط الأكاديمي بمساندته له في شغل منصب أستاذ في هايدلبرغ. وكان هنالك محاولة مشابهة أخرى من جاك دريدا ولكنها لم تكن على المستوى المطلوب؛ حيث أن كلا المفكرين كان لديهم القليل من النقاط المشتركة. ورأى دريدا أن خطأه في عدم إيجاد نقاط بحث أساسية مشتركة بينه وبين جادامير يعد أكبر كارثة في حياته الفكرية. وأعرب في النعي الذي خصصه لجادمير عن إعجابه واحترامه الشديد للمفكر الألماني.