حكاية ناي ♔
11-14-2023, 10:07 AM
غياب الحضور والرؤية
يقول الدكتور طلال الثقفي بجامعة الطائف: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وبناء مجتمع حيوي ينعم بجودة الحياة أحد مرتكزات رؤية 2030، والأحياء السكنيَّة هي اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمدن، وللمكان أثره على نفسيَّة قاطنيه وشخصيَّاتهم، ودوره التنموي والاقتصادي الذي يحقق مدنيَّة الشعوب ورفاهيتها وحضارتها، ولذلك يُعوَّل على مراكز الأحياء القيام بدورها المنوط في تنمية الإنسان والمكان. وفي تقييمنا لدور مراكز الأحياء في الطائف؛ نجد بونًا بين ما تسعى لتحقيقه القيادة الرشيدة، ويحقق احتياجات الفرد من جهة، وبين ما تقوم به هذه المراكز من جهة أخرى، ففضلًا عن غياب بعض المراكز عن المشهد الاجتماعي، نجد غياب الرؤية الواضحة وعدم استيعاب التغيُّرات المتسارعة لدى البعض الآخر؛ ممَّا انعكس سلبًا على حضور المراكز وفاعليتها، وجودة مناشطها، وتداخل أعمالها مع جهات أخرى، وفقد المركز قيمته بتعطيل وظيفته، ممَّا أحدث فجوةً بين أبناء الحي ومركزهم.
لكنَّه استطرد بالقول: رغم أنَّ غالبيَّة مراكز الأحياء ليست نموذجيَّة، ولكن تستطيع الاستثمار في الممكن من خلال إيجاد مبادرات، وتقديم مقترحات تتكامل مع جهات أخرى، كما يمكنها أن تستثمر في رأس المال البشري في الأحياء وتوجُّه عقولهم وطاقاتهم بما ينهض بحيِّهم ومجتمعهم، وتعزِّز قيم المواطنة من خلال العمل التطوعي، ولا تقف مكتوفة الأيدي في المطالبة باحتياجات الحي عبر القنوات الرسميَّة. ودعا إلى تحديث منظومة مراكز الأحياء من حيث الفكر والمرافق والمبادرات، وتحديث وسائل الدعاية والنشر عبر المواقع الإلكترونيَّة ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستعانة بالمتخصصين في شؤون الأسرة والمجتمع لرسم رؤية واضحة وجاذبة لهذه المراكز، وتجويد وتقويم الأنشطة من خلال استطلاعات الرأي، ورصد مدى تفاعل ساكني الحي، والتكامل مع الجهات الأخرى كنوادي الأحياء، وأخيرًا نحن بحاجة إلى مركز يتلمَّس احتياجات الحي، لا احتياجات تبحث عمَّن يتلمَّسها.
دمج الفعاليَّات المتماثلة
وتحدث الدكتور د. إبراهيم سلامة الشراري جامعة الطائف عن الفرق بين جمعيَّات مراكز الأحياء والجمعيَّات الخيريَّة، فقال الجمعيَّات الخيريَّة دورها هو تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين، وهناك أمثلة كثيرة لجمعيَّات خيريَّة تعمل في مجال إغاثة الفقراء، ويكون التبرُّع من قبل أفراد، أو المؤسَّسات والشركات، أمَّا جمعيَّة مراكز الأحياء فدورها هو تقديم أنشطة اجتماعيَّة وتثقيفيَّة ورياضيَّة، وصحيَّة، وترفيهيَّة مختلفة، من أجل المساهمة في بناء الفرد القوي المحافظ على وطنه، ومن أهم القيم التي تعمل عليها التعاون - التكامل - التكافل - الاتقان - المسؤوليَّة. وأرى أنَّه لا بأس من الشراكة بين الجمعيَّتين، ودمج بعض الفعاليَّات والاشتراك في تفعيل الأنشطة المماثلة والاستفادة من الفرص المتوفرة في كل جمعيَّة، لخدمة المستفيدين، تماشيًا مع رؤية ٢٠٣٠م.
على الرغم من الأدوار الكبيرة المناطة بمراكز الأحياء في إقامة الأنشطة، وتحسين جودة الحياة، كأحد مرتكزات رؤية 2030، إلَّا أنَّ هذه المراكز تُواجَه باتِّهامات عديدة من أبرزها الابتعاد عن المشهد، وغيابها الواضح عن هموم المواطن، وعدم القيام بدورها بالشكل المأمول. وتتَّفق غالبية الآراء على ضرورة غربلة المراكز وتحديثها من حيث الفكر والمرافق والمبادرات، حتَّى تكون أكثر التصاقًا بالمواطن الذي أُسِّست من أجله. وتحدث الكاتب هاني الشريف قائلًا: للأسف مراكز الأحياء لم تخدم أهالي الأحياء الموجودة فيها فعليًّا، ولم تحقق المأمول منها، وبعضهم عذره أنَّه لا يوجد دعم لديه، ووصل حال بعضهم إلى الاعتقاد بأنَّ منصب رئيس مركز الحي هو تشريف وليس تكليفًا، والأدهى من ذلك أنَّ بعضها اتَّجه لتلميع بعض رجال الأعمال من خارج الحي، ومن خلال سنابات تبنوها وصرفوا لها بطائق تحتوي على جملة (إعلامي)، مع أنَّ ذلك من إختصاص وزارة الإعلام، وليس من إختصاص مراكز الأحياء، كما اتَّجه البعض منهم لعمل احتفالات لتكريم بعضهم بعضًا، وتوزيع الدروع والشهادات، وهذا لا يخدم الحي وساكنيه، وبعض المراكز أيضًا اتَّجهت لخدمة العمالة الموجودة في هذه الأحياء عن طريق (سفر إفطار صائم)، و(كسوة الشتاء) وغيرها، وتجاهلت مشكلات المواطن الذي يقطن في الحي. ومن وجهة نظر وطنية اقترح غربلة هذه المراكز وإقفالها والاكتفاء بالمركز الرئيس وتوزيع الدعم عن طريقه على جميع المراكز من خلال مكاتب صغيرة تُنشأ في هذه الأحياء، تحت إشراف مباشر من جمعيَّة مراكز الأحياء، والواجب أنْ تسعى هذه المراكز على خدمة أهالي الحي وإبراز تقارير عن مشكلاته من مطبات وحفر وتشوه بصري. كما سعينا لأن تكون أحياء الطائف على مستوى واحد من الدعم والخدمة، والابتعاد عن البرامج التقليديَّة والمملَّة التي هدفها البهرجة الإعلاميَّة. ونتطلَّع لأن تظل جمعيَّة مراكزالأحياء تضطلع بدورها الاجتماعي في تعزيز اللُّحمة الوطنيَّة، وتنمية وتطوير البيئة الاجتماعيَّة وتعزيز الترابط والأُلفة بين سكان الحي.
تلميع وتجاهل مشكلات المواطنين
رفض التجاوب
(المدينة) طرحت الهموم والأسئلة على طاولة المدير التنفيذي لجمعيَّة مراكز الأحياء بالطائف من باب الشفافيَّة، ومد جسور التواصل بين المسؤول والمواطن، إلَّا أنَّنا قُوبلنا بالرَّفض والامتناع عن الإجابة، ثم بعد ذلك تمَّ عرض الأسئلة على مدير الاتصال المؤسَّسى بجمعيَّة مراكز الأحياء بمنطقة مكَّة المكرَّمة ليعتذر هو الآخر عن الإجابة
يقول الدكتور طلال الثقفي بجامعة الطائف: الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، وبناء مجتمع حيوي ينعم بجودة الحياة أحد مرتكزات رؤية 2030، والأحياء السكنيَّة هي اللبنة الأولى في بناء الإنسان والمدن، وللمكان أثره على نفسيَّة قاطنيه وشخصيَّاتهم، ودوره التنموي والاقتصادي الذي يحقق مدنيَّة الشعوب ورفاهيتها وحضارتها، ولذلك يُعوَّل على مراكز الأحياء القيام بدورها المنوط في تنمية الإنسان والمكان. وفي تقييمنا لدور مراكز الأحياء في الطائف؛ نجد بونًا بين ما تسعى لتحقيقه القيادة الرشيدة، ويحقق احتياجات الفرد من جهة، وبين ما تقوم به هذه المراكز من جهة أخرى، ففضلًا عن غياب بعض المراكز عن المشهد الاجتماعي، نجد غياب الرؤية الواضحة وعدم استيعاب التغيُّرات المتسارعة لدى البعض الآخر؛ ممَّا انعكس سلبًا على حضور المراكز وفاعليتها، وجودة مناشطها، وتداخل أعمالها مع جهات أخرى، وفقد المركز قيمته بتعطيل وظيفته، ممَّا أحدث فجوةً بين أبناء الحي ومركزهم.
لكنَّه استطرد بالقول: رغم أنَّ غالبيَّة مراكز الأحياء ليست نموذجيَّة، ولكن تستطيع الاستثمار في الممكن من خلال إيجاد مبادرات، وتقديم مقترحات تتكامل مع جهات أخرى، كما يمكنها أن تستثمر في رأس المال البشري في الأحياء وتوجُّه عقولهم وطاقاتهم بما ينهض بحيِّهم ومجتمعهم، وتعزِّز قيم المواطنة من خلال العمل التطوعي، ولا تقف مكتوفة الأيدي في المطالبة باحتياجات الحي عبر القنوات الرسميَّة. ودعا إلى تحديث منظومة مراكز الأحياء من حيث الفكر والمرافق والمبادرات، وتحديث وسائل الدعاية والنشر عبر المواقع الإلكترونيَّة ووسائل التواصل الاجتماعي، والاستعانة بالمتخصصين في شؤون الأسرة والمجتمع لرسم رؤية واضحة وجاذبة لهذه المراكز، وتجويد وتقويم الأنشطة من خلال استطلاعات الرأي، ورصد مدى تفاعل ساكني الحي، والتكامل مع الجهات الأخرى كنوادي الأحياء، وأخيرًا نحن بحاجة إلى مركز يتلمَّس احتياجات الحي، لا احتياجات تبحث عمَّن يتلمَّسها.
دمج الفعاليَّات المتماثلة
وتحدث الدكتور د. إبراهيم سلامة الشراري جامعة الطائف عن الفرق بين جمعيَّات مراكز الأحياء والجمعيَّات الخيريَّة، فقال الجمعيَّات الخيريَّة دورها هو تقديم المساعدة للأشخاص المحتاجين، وهناك أمثلة كثيرة لجمعيَّات خيريَّة تعمل في مجال إغاثة الفقراء، ويكون التبرُّع من قبل أفراد، أو المؤسَّسات والشركات، أمَّا جمعيَّة مراكز الأحياء فدورها هو تقديم أنشطة اجتماعيَّة وتثقيفيَّة ورياضيَّة، وصحيَّة، وترفيهيَّة مختلفة، من أجل المساهمة في بناء الفرد القوي المحافظ على وطنه، ومن أهم القيم التي تعمل عليها التعاون - التكامل - التكافل - الاتقان - المسؤوليَّة. وأرى أنَّه لا بأس من الشراكة بين الجمعيَّتين، ودمج بعض الفعاليَّات والاشتراك في تفعيل الأنشطة المماثلة والاستفادة من الفرص المتوفرة في كل جمعيَّة، لخدمة المستفيدين، تماشيًا مع رؤية ٢٠٣٠م.
على الرغم من الأدوار الكبيرة المناطة بمراكز الأحياء في إقامة الأنشطة، وتحسين جودة الحياة، كأحد مرتكزات رؤية 2030، إلَّا أنَّ هذه المراكز تُواجَه باتِّهامات عديدة من أبرزها الابتعاد عن المشهد، وغيابها الواضح عن هموم المواطن، وعدم القيام بدورها بالشكل المأمول. وتتَّفق غالبية الآراء على ضرورة غربلة المراكز وتحديثها من حيث الفكر والمرافق والمبادرات، حتَّى تكون أكثر التصاقًا بالمواطن الذي أُسِّست من أجله. وتحدث الكاتب هاني الشريف قائلًا: للأسف مراكز الأحياء لم تخدم أهالي الأحياء الموجودة فيها فعليًّا، ولم تحقق المأمول منها، وبعضهم عذره أنَّه لا يوجد دعم لديه، ووصل حال بعضهم إلى الاعتقاد بأنَّ منصب رئيس مركز الحي هو تشريف وليس تكليفًا، والأدهى من ذلك أنَّ بعضها اتَّجه لتلميع بعض رجال الأعمال من خارج الحي، ومن خلال سنابات تبنوها وصرفوا لها بطائق تحتوي على جملة (إعلامي)، مع أنَّ ذلك من إختصاص وزارة الإعلام، وليس من إختصاص مراكز الأحياء، كما اتَّجه البعض منهم لعمل احتفالات لتكريم بعضهم بعضًا، وتوزيع الدروع والشهادات، وهذا لا يخدم الحي وساكنيه، وبعض المراكز أيضًا اتَّجهت لخدمة العمالة الموجودة في هذه الأحياء عن طريق (سفر إفطار صائم)، و(كسوة الشتاء) وغيرها، وتجاهلت مشكلات المواطن الذي يقطن في الحي. ومن وجهة نظر وطنية اقترح غربلة هذه المراكز وإقفالها والاكتفاء بالمركز الرئيس وتوزيع الدعم عن طريقه على جميع المراكز من خلال مكاتب صغيرة تُنشأ في هذه الأحياء، تحت إشراف مباشر من جمعيَّة مراكز الأحياء، والواجب أنْ تسعى هذه المراكز على خدمة أهالي الحي وإبراز تقارير عن مشكلاته من مطبات وحفر وتشوه بصري. كما سعينا لأن تكون أحياء الطائف على مستوى واحد من الدعم والخدمة، والابتعاد عن البرامج التقليديَّة والمملَّة التي هدفها البهرجة الإعلاميَّة. ونتطلَّع لأن تظل جمعيَّة مراكزالأحياء تضطلع بدورها الاجتماعي في تعزيز اللُّحمة الوطنيَّة، وتنمية وتطوير البيئة الاجتماعيَّة وتعزيز الترابط والأُلفة بين سكان الحي.
تلميع وتجاهل مشكلات المواطنين
رفض التجاوب
(المدينة) طرحت الهموم والأسئلة على طاولة المدير التنفيذي لجمعيَّة مراكز الأحياء بالطائف من باب الشفافيَّة، ومد جسور التواصل بين المسؤول والمواطن، إلَّا أنَّنا قُوبلنا بالرَّفض والامتناع عن الإجابة، ثم بعد ذلك تمَّ عرض الأسئلة على مدير الاتصال المؤسَّسى بجمعيَّة مراكز الأحياء بمنطقة مكَّة المكرَّمة ليعتذر هو الآخر عن الإجابة