حكاية ناي ♔
11-16-2023, 12:39 PM
عن أنس رضي الله عنه قال: (ما مسست ديباجًا ولا حريرًا ألين مِن كفِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت رائحة قط أطيبَ من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد خدمتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي قط: أف، ولا قال لشيء فعلتُه: لِمَ فعلتَه؟ ولا لشيءٍ لم أفعله: ألا فعلتَ كذا؟)؛ متفق عليه.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما مسستُ حريرًا ولا ديباجًا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه قد خدَمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين؛ جاءت به أمُّه حين قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، فقالت: يا رسول الله، هذا أنس بن مالك يخدمك، فقَبِلَ عليه الصلاة والسلام أن يخدمه لله، ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده، فبارَكَ الله له في ماله وولده، حتى قيل: إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين، من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به، أما أولاده فبلَغوا مائة وعشرين ولدًا، أولاده من صلبه، كلُّ هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول: إنه ما مس ديباجًا ولا حريرًا أليَنَ من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة، إذا مسَّها الإنسان فإذا هي لينة.
وكما ألانَ اللهُ يده، فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه، قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159]؛ يعني صرتَ لينًا لهم ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159].
وكذلك أيضًا رائحته صلى الله عليه وسلم، ما شمَّ طِيبًا قط أحسنَ من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام طيِّبَ الريح، كثير استعمال الطِّيب، قال: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطِّيب، وجعل قرة عيني في الصلاة))، هو نفسه طيبٌ صلى الله عليه وسلم، حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عَرَقِه صلى الله عليه وسلم مِن حسنه وطِيبِه، ويتبرَّكون بعرقه؛ لأن من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أننا نتبرَّك بعرَقِه وبريقه وبثيابه، أما غير الرسول، فلا يُتبرَّكُ بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه.
يقول: ولقد خدمت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف قط، يعني ما تضجَّر منه أبدًا، عشر سنوات يخدمه ما تضجَّر منه، والواحد منا إذا خدمه أحدٌ أو صاحَبَه أحد لمدة أسبوع أو نحوه لا بد أن يجد منه تضجرًا، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه، ومع ذلك ما قال له: أف قط.
ولا قال لشيءٍ فعلتُ: لمَ فعلتَ كذا؟ حتى الأشياء التي يفعلها أنسٌ اجتهادًا منه، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤنبه أو يوبخه أو يقول: لمَ فعلتَ كذا؟ مع أنه خادم، وكذلك ما قال لشيء لم أفعله: لِمَ لمْ تفعل كذا وكذا؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
والعفو ما عفا من أخلاق الناس وما تيسَّر، يعني خُذْ من الناس ما تيسَّر، ولا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء، من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء، فاته كلُّ شيء، ولكن خذ ما تيسَّر، عامِلِ الناس بما إن جاءك قَبِلتَ وإنْ فاتَكَ لم تغضب؛ ولهذا قال: ما قال لشيء لم أفعله: لمَ لم تفعل كذا وكذا؟ وهذا من حُسنِ خلُقِه عليه الصلاة والسلام.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 559- 561)
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف الحافظ النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين في باب حسن الخلق ما نقله عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: ما مسستُ حريرًا ولا ديباجًا ألين من يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه قد خدَمَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين؛ جاءت به أمُّه حين قدم النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينة، فقالت: يا رسول الله، هذا أنس بن مالك يخدمك، فقَبِلَ عليه الصلاة والسلام أن يخدمه لله، ودعا له أن يبارك الله له في ماله وولده، فبارَكَ الله له في ماله وولده، حتى قيل: إنه كان له بستان يثمر في السنة مرتين، من بركة المال الذي دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم به، أما أولاده فبلَغوا مائة وعشرين ولدًا، أولاده من صلبه، كلُّ هذا ببركة دعوة النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول: إنه ما مس ديباجًا ولا حريرًا أليَنَ من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكانت يده صلى الله عليه وسلم لينة، إذا مسَّها الإنسان فإذا هي لينة.
وكما ألانَ اللهُ يده، فقد ألان الله سبحانه وتعالى قلبه، قال الله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ ﴾ [آل عمران: 159]؛ يعني صرتَ لينًا لهم ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ﴾ [آل عمران: 159].
وكذلك أيضًا رائحته صلى الله عليه وسلم، ما شمَّ طِيبًا قط أحسنَ من رائحة النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عليه الصلاة والسلام طيِّبَ الريح، كثير استعمال الطِّيب، قال: ((حُبِّب إليَّ من دنياكم النساء والطِّيب، وجعل قرة عيني في الصلاة))، هو نفسه طيبٌ صلى الله عليه وسلم، حتى كان الناس يتبادرون إلى أخذ عَرَقِه صلى الله عليه وسلم مِن حسنه وطِيبِه، ويتبرَّكون بعرقه؛ لأن من خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم أننا نتبرَّك بعرَقِه وبريقه وبثيابه، أما غير الرسول، فلا يُتبرَّكُ بعرقه ولا بثيابه ولا بريقه.
يقول: ولقد خدمت النبيَّ صلى الله عليه وسلم عشر سنين، فما قال لي: أف قط، يعني ما تضجَّر منه أبدًا، عشر سنوات يخدمه ما تضجَّر منه، والواحد منا إذا خدمه أحدٌ أو صاحَبَه أحد لمدة أسبوع أو نحوه لا بد أن يجد منه تضجرًا، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم عشر سنوات وهذا الرجل يخدمه، ومع ذلك ما قال له: أف قط.
ولا قال لشيءٍ فعلتُ: لمَ فعلتَ كذا؟ حتى الأشياء التي يفعلها أنسٌ اجتهادًا منه، ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يؤنبه أو يوبخه أو يقول: لمَ فعلتَ كذا؟ مع أنه خادم، وكذلك ما قال لشيء لم أفعله: لِمَ لمْ تفعل كذا وكذا؟ فكان عليه الصلاة والسلام يعامله بما أرشده الله سبحانه وتعالى إليه في قوله: ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199].
والعفو ما عفا من أخلاق الناس وما تيسَّر، يعني خُذْ من الناس ما تيسَّر، ولا تريد أن يكون الناس لك على ما تريد في كل شيء، من أراد أن يكون الناس له على ما يريد في كل شيء، فاته كلُّ شيء، ولكن خذ ما تيسَّر، عامِلِ الناس بما إن جاءك قَبِلتَ وإنْ فاتَكَ لم تغضب؛ ولهذا قال: ما قال لشيء لم أفعله: لمَ لم تفعل كذا وكذا؟ وهذا من حُسنِ خلُقِه عليه الصلاة والسلام.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 559- 561)