مشاهدة النسخة كاملة : جورج لوكاش


حكاية ناي ♔
11-16-2023, 12:42 PM
(1885-1971) فيلسوف وكاتب وناقد ووزير مجري ماركسي ولد في بودابست عاصمة المجر.

يعده معظم الدارسين مؤسس الماركسية الغربية في مقابل فلسفة الاتحاد السوفيتي. أسهم بعدة أفكار منها «التشيؤ» و«الوعي الطبقي» تندرج تحت النظرية والفلسفة الماركسية. وكان نقده الأدبي مؤثرا في مدرسة الواقعية الأدبية وفي الرواية بشكل عام باعتبارها نوعا أدبيا. خدم لفترة وجيزة كوزير للثقافة في المجر بعد الثورة المجرية 1956 التي قامت على الرئيس ماتياش راكوشي.
الحياة والسياسة
ما قبل الماركسية

بينما كان جورج لوكاش يدرس في الجامعة قسم اللغات في بودابست، انضم إلى حركات اشتراكية متعددة وتواصل مع المعارض إرفن تسابو الذي ينتمي إلى أحد مدارس الفكر اللاسلطوي. اطلع المعارض تسابو الطالب جورج على كتابات الفيلسوف الفرنسي الثوري جورج سيرويل الذي كانت آراؤه ونظرياته في تلك الفترة في أوجها وكانت أفكاراً حداثية وضد الوضعية.

وبين عامي 1904 إلى 1908 كان جورج مهتما بالمجموعات المسرحية التي يكتبها أتباع المدارس الواقعية والحداثية أمثال الكاتب النرويجي هنريك إبسن والكاتب السويدي أوجست سترندبرغ والأديب الألماني غرهارت هاوبتمان.

قضى لوكاش وقتا طويلا في ألمانيا وتعرف على العديد من مثقفيها وكتابها. ذهب إلى برلين بغرض الدراسة في عام 1906. وذهب مرة أخرى في عامي 1909 و 1910. وتعرف هناك على عالم الاجتماع الألماني الشهير جورج زيمل. وفي مدينة هايلدبرغ في سنة 1913 تعرف على عالم الاجتماع المعروف ماكس فيبر وأصبحا صديقين. ثم تعرف على الفيلسوف الماركسي إرنست بلوخ ثم على الشاعر ستيفان جورج.

كان لوكاش في ذلك الوقت منتميا إلى النظام المثالي المأخوذ عن مثالية الفلاسفة الألمان. وهذا النظام كان متأثر بالفلسفة الكانتية المنسوبة إلى الفيلسوف الألماني الأشهر إيمانويل كانت والتي هيمنت على جامعات ألمانيا لوقت طويل. وتنسب هذه الفلسفة المثالية أيضا إلى فلاسفة آخرين أيضا منهم الفيلسوف اليوناني أفلاطون والفيلسوف الألماني هيجل والفيلسوف الدانماركي سورين كيركغور والعالم الألماني دلتاي والروائي الروسي فيودور دوستويفسكي. ألّف جورج لوكاش كتابين في ذلك الوقت هما «الروح والجسد» و«نظرية الرواية» نشرا في 1910 و 1916 على التوالي.

عاد لوكاش إلى مدينته بودابست في 1915 وكان يدير صالونا ثقافيا أو حلقة ثقافية تدعى حلقة الأحد أو حلقة لوكاش. يتحدث فيها في المقام الأول عن الموضوعات الثقافية والنقدية في أعمال الروائي الروسي ديستوفسكي الذي كان مستحوذا على اهتمامات لوكاش في فترة إقامته في هيلدبرغ في ألمانيا. ويتحدث فيه أيضا عن الأحداث المستجدة التي تلقى اهتماما من مريديه.

وينضم إلى لوكاش في صالونه الثقافي في بودابست العديد من المثقفين من الشخصيات المشهورة في المجر ذلك الوقت مثل عالم الاجتماع كارل مانهايم والملحّن بيلا بارتوك والمؤلف السينمائي بيلا بالاش والمؤرخ كارل بولاني وغيرهم كثير. وكان بعضهم يحضر هذا الاجتماع كل إسبوع. وفي السنة الأخيرة من الحرب العالمية الأولى فضّت هذه الاجتماعات وتفرق المشاركون في تلك الندوات بسبب الأجواء السياسية. وفي ذلك الوقت دعا العديد من القادة الشيوعيين جورج لوكاش إلى الانضمام إلى الحزب الشيوعي المجري.
فلسفته
وعي الطبقة العاملة

لقد حاول لوكاش في كتاباته تجديد الفكر الماركسي وإلقاء الضوء على جوانبه الثورية خصوصا البعد الجدلي منه. ففي كتابه «التاريخ والوعي الطبقي» الذي يحمل عنوانا صغيرا آخر: «دراسات في الجدلية الماركسية» يعمل لوكاش على إعادة الاعتبار للذات. فالتاريخ برأيه ينتج عن التفاعل بين الذات والموضوع أي عن وعي الناس بالقوانين التي تحكمهم، وبعيداً عن إقامة التوازن بين الطرفين، كان لوكاش يميل نحو إعطاء الأهمية للوعي.

هذا الوعي الذي يجد فعاليته في وعي الطبقة العاملة التي أحالتها الرأسمالية إلى بضاعة. ولا يمكن لهذه أن تتحرر إلا برفضها الكامل غير المشروط لوضعها كبضاعة. فالبروليتاريا في هذه الحالة، تمثل المبدأ السالب والعنصر المحرك في الجدلية. لأنها عندما تناضل من أجل تحررها فإنها تناضل في الوقت نفسه ضد الخضوع بشكل عام، وعندما تناضل لإنقاذ نفسها فإنها تناضل أيضا من أجل إنقاذ البشرية كلها من التشيؤ.

صمتى لغتى
11-16-2023, 12:43 PM
شكر جزيلا للطرح القيم
ننتظر المزيد من ابداع مواضيعك الرائعه
تحيتي وتقديري لك