حكاية ناي ♔
11-18-2023, 10:27 AM
عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلًا أكَلَ عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله، فقال: ((كُلْ بيمينِك))، قال: لا أستطيع! قال: ((لا استطعتَ! ما منَعَه إلا الكِبرُ))، قال: فما رفعها إلى فيه. رواه مسلم.
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
أما الحديث الثاني، فهو حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلًا أكَلَ عند النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى، فقال: ((كُلْ بيمينك))، قال: لا أستطيع. ما منَعَه إلا الكبر؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت))؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرَف أنه متكبِّر، فقال: ((لا استطعت))؛ أي دعا عليه بأن الله تعالى يُصيبُه بأمر لا يستطيع معه رفعَ يده اليمنى إلى فمه، فلما قال: ((لا استطعت))، أجاب الله دعوته فلم يرفعها إلى فمه بعد ذلك، صارت - والعياذ بالله - قائمة كالعصا، لا يستطيع رفعها؛ لأنه استكبر على دين الله عز وجل.
وفي هذا دليلٌ على وجوب الأكل باليمين والشرب باليمين، وأن الأكل باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان، وكذلك الشرب باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان؛ لأنه إذا فعَل ذلك؛ أي: أكل بشماله أو شرب بشماله، شابَهَ الشيطانَ وأولياء الشيطان، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يأكل أحدُكم بشماله، ولا يشرب بشماله؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)).
وإذا نظرنا الآن إلى الكفار، وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم، وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبِّهٌ بالشيطان وأولياء الشيطان.
ويجب على من رآه أن يُنكِر عليه، لكن بالتي هي أحسن، إما أن يُعرِّض إذا كان يخشى أن يخجل صاحبه أو أن يستنكف ويستكبر، يعرِّض فيقول: مِن الناس مَن يأكل بشماله أو يشرب بشماله، وهذا حرام ولا يجوز.
أو إذا كان معه طالبُ علم، سأل طالب العلم وقال له: ما تقول فيمن يأكل بالشمال ويشرب بالشمال؟ حتى ينتبهَ الآخر، فإنِ انتبَهَ فهذا المطلوب، وإن لم ينتبه قيل له - ولو سرًّا -: لا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك؛ حتى يعلم دينَ الله تعالى وشرعه.
يوجد بعض المترفين يأكل باليمين ويشرب باليمين، إلا إذا شرب وهو يأكل فإنه يشرب بالشمال، يدَّعي أنه لو شرب باليمين لوَّث الكأس، فيقال له: المسألة ليست هيِّنة، وليست على سبيل الاستحباب حتى تقول: الأمر هين، بل أنت إذا شربت بالشمال فأنت عاصٍ؛ لأنه محرَّم، والمحرَّم لا يجوز إلا للضرورة، ولا ضرورة للشرب بالشمال خوفًا من أن يتلوث الكأس بالطعام.
ثم إنه يمكن ألا يتلوث، يمكن أن تمسكه بين الإبهام والسبابة من أسفله وحينئذٍ لا يتلوث، والإنسان الذي يريد الخير والحقَّ يسهُل عليه فعلُه، أما المعاند أو المترَف أو الذي يقلِّد أعداء الله من الشيطان وأوليائه، فهذا له شأن آخرُ، والله الموفق.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 543- 544)
قَالَ سَماحةُ العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
أما الحديث الثاني، فهو حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه: أن رجلًا أكَلَ عند النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى، فقال: ((كُلْ بيمينك))، قال: لا أستطيع. ما منَعَه إلا الكبر؛ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا استطعت))؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عرَف أنه متكبِّر، فقال: ((لا استطعت))؛ أي دعا عليه بأن الله تعالى يُصيبُه بأمر لا يستطيع معه رفعَ يده اليمنى إلى فمه، فلما قال: ((لا استطعت))، أجاب الله دعوته فلم يرفعها إلى فمه بعد ذلك، صارت - والعياذ بالله - قائمة كالعصا، لا يستطيع رفعها؛ لأنه استكبر على دين الله عز وجل.
وفي هذا دليلٌ على وجوب الأكل باليمين والشرب باليمين، وأن الأكل باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان، وكذلك الشرب باليسار حرام، يأثم عليه الإنسان؛ لأنه إذا فعَل ذلك؛ أي: أكل بشماله أو شرب بشماله، شابَهَ الشيطانَ وأولياء الشيطان، قال النبي عليه الصلاة والسلام: ((لا يأكل أحدُكم بشماله، ولا يشرب بشماله؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله)).
وإذا نظرنا الآن إلى الكفار، وجدنا أنهم يأكلون بيسارهم ويشربون بيسارهم، وعلى هذا فالذي يأكل بشماله أو يشرب بشماله متشبِّهٌ بالشيطان وأولياء الشيطان.
ويجب على من رآه أن يُنكِر عليه، لكن بالتي هي أحسن، إما أن يُعرِّض إذا كان يخشى أن يخجل صاحبه أو أن يستنكف ويستكبر، يعرِّض فيقول: مِن الناس مَن يأكل بشماله أو يشرب بشماله، وهذا حرام ولا يجوز.
أو إذا كان معه طالبُ علم، سأل طالب العلم وقال له: ما تقول فيمن يأكل بالشمال ويشرب بالشمال؟ حتى ينتبهَ الآخر، فإنِ انتبَهَ فهذا المطلوب، وإن لم ينتبه قيل له - ولو سرًّا -: لا تأكل بشمالك ولا تشرب بشمالك؛ حتى يعلم دينَ الله تعالى وشرعه.
يوجد بعض المترفين يأكل باليمين ويشرب باليمين، إلا إذا شرب وهو يأكل فإنه يشرب بالشمال، يدَّعي أنه لو شرب باليمين لوَّث الكأس، فيقال له: المسألة ليست هيِّنة، وليست على سبيل الاستحباب حتى تقول: الأمر هين، بل أنت إذا شربت بالشمال فأنت عاصٍ؛ لأنه محرَّم، والمحرَّم لا يجوز إلا للضرورة، ولا ضرورة للشرب بالشمال خوفًا من أن يتلوث الكأس بالطعام.
ثم إنه يمكن ألا يتلوث، يمكن أن تمسكه بين الإبهام والسبابة من أسفله وحينئذٍ لا يتلوث، والإنسان الذي يريد الخير والحقَّ يسهُل عليه فعلُه، أما المعاند أو المترَف أو الذي يقلِّد أعداء الله من الشيطان وأوليائه، فهذا له شأن آخرُ، والله الموفق.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (3/ 543- 544)