حكاية ناي ♔
11-27-2023, 03:17 PM
عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنْ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العمل وهو يحب أن يَعمَلَ به؛ خشيةَ أن يَعمل به الناسُ فيُفرَضَ عليهم))؛ متفق عليه.
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عائشة رضي الله عنها في باب الرفق بالمسلمين والشفقة عليهم، قالت عائشة رضي الله عنها: "إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العمل وهو يحبُّ أن يفعله؛ خشية أن يعمل به الناس فيُفرَض عليهم".
قولها: "إنْ كان" "إنْ" هذه مخفَّفة من الثقيلة، وأصلها "إنَّ"، ويقول النحْويون: إن اسمها محذوف ويسمُّونه ضميرَ الشأن، وجملة (كان لَيدعُ) خبرها، فالجملة هنا ثبوتية وليست سلبية، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل وهو يحب أن يفعله؛ لئلا يعمل به الناسُ، فيُفرَض عليهم، فيشُقَّ عليهم.
ومن ذلك ما فعله في رمضان عليه الصلاة والسلام؛ صلى في رمضان ذات ليلة، فعَلِم به أناسٌ من الصحابة، فاجتمعوا إليه وصلَّوْا معه، وفي الليلة الثانية صلَّوا أكثر، وفي الثالثة أكثر وأكثر، ثم ترك الصلاة في المسجد، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أما بعد، فإنه لم يَخْفَ عليَّ مكانُكم))؛ يعني ما جرى منهم من الاجتماع ((ولكني كَرِهتُ أن تُفرَضَ عليكم فتَعجِزوا عنها))، فترَكَ هذا القيامَ جماعة؛ خوفًا من أن يفرض على الأمة، وهذا من شفقته صلى الله عليه وسلم.
وكان يقول: لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لَفعَلتُ كذا وكذا، أو لأمرتُ بكذا وكذا؛ مثل قوله: ((لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهم بالسِّواك عند كل صلاة)).
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم حين تأخَّرَ في صلاة العشاء حتى ذهب عامَّةُ الليل، فقال: ((إنه لَوقتُها))؛ يعني آخر الوقت، ثم قال: ((لولا أن أشُقَّ على أمتي)).
فهو عليه الصلاة والسلام كان يَدَعُ العمل، ويدع الأمر بالعمل؛ خوفًا من أن يشُقَّ على الأمَّة.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 557- 558).
قال سَماحة العلَّامةِ الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -:
قال المؤلِّف رحمه الله تعالى فيما نقله عن عائشة رضي الله عنها في باب الرفق بالمسلمين والشفقة عليهم، قالت عائشة رضي الله عنها: "إنْ كان النبي صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العمل وهو يحبُّ أن يفعله؛ خشية أن يعمل به الناس فيُفرَض عليهم".
قولها: "إنْ كان" "إنْ" هذه مخفَّفة من الثقيلة، وأصلها "إنَّ"، ويقول النحْويون: إن اسمها محذوف ويسمُّونه ضميرَ الشأن، وجملة (كان لَيدعُ) خبرها، فالجملة هنا ثبوتية وليست سلبية، والمعنى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يترك العمل وهو يحب أن يفعله؛ لئلا يعمل به الناسُ، فيُفرَض عليهم، فيشُقَّ عليهم.
ومن ذلك ما فعله في رمضان عليه الصلاة والسلام؛ صلى في رمضان ذات ليلة، فعَلِم به أناسٌ من الصحابة، فاجتمعوا إليه وصلَّوْا معه، وفي الليلة الثانية صلَّوا أكثر، وفي الثالثة أكثر وأكثر، ثم ترك الصلاة في المسجد، فقال عليه الصلاة والسلام: ((أما بعد، فإنه لم يَخْفَ عليَّ مكانُكم))؛ يعني ما جرى منهم من الاجتماع ((ولكني كَرِهتُ أن تُفرَضَ عليكم فتَعجِزوا عنها))، فترَكَ هذا القيامَ جماعة؛ خوفًا من أن يفرض على الأمة، وهذا من شفقته صلى الله عليه وسلم.
وكان يقول: لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لَفعَلتُ كذا وكذا، أو لأمرتُ بكذا وكذا؛ مثل قوله: ((لولا أن أشُقَّ على أمَّتي لأمرتُهم بالسِّواك عند كل صلاة)).
ومثله قوله صلى الله عليه وسلم حين تأخَّرَ في صلاة العشاء حتى ذهب عامَّةُ الليل، فقال: ((إنه لَوقتُها))؛ يعني آخر الوقت، ثم قال: ((لولا أن أشُقَّ على أمتي)).
فهو عليه الصلاة والسلام كان يَدَعُ العمل، ويدع الأمر بالعمل؛ خوفًا من أن يشُقَّ على الأمَّة.
المصدر: «شرح رياض الصالحين» (2/ 557- 558).