حكاية ناي ♔
11-30-2023, 11:22 AM
فرَّق العلماء بين المداراة والمداهنة، ومن العلماء الذين فرَّقوا بينهما القرطبي؛ فقد قال في الفرق بينهما: "أنَّ المدَاراة: بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين، أو هما معًا، وهي مباحة، وربما استُحبت، والمداهنة: ترك الدين لصلاح الدنيا"[1].
وقال الغزالي: "الفرق بين المدَاراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء؛ فإن أغضيت لسلامة دينك، ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء، فأنت مُدارٍ، وإن أغضيت لحظِّ نفسك، واجتلاب شهواتك، وسلامة جاهك، فأنت مُداهن"[2].
وقال ابن القيم: "المدَاراة صفة مدح، والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما: أن المدَاراة تلطُّف الإنسان بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، وأما المداهن، فهو الذي يتلطَّف مع صاحبه ليُقرَّه على ذنب أو يتركه على هواه، فالمدَاراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق، وقد ضُرِب لذلك مثلٌ من أروع الأمثلة، وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه، فجاء الطبيب الرفيق، فأخذ يُعالج هذه القرحة، ويُخرج ما فيها، ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم، ثم يتعاهدها، ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها، ثم يضع عليها خرقةً، فلا يزال يُتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال: لا بأس عليك، إنما هي شيء يسير، واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهَّى عنها، فلا يزال يزداد شرُّها وتكثر عفونتُها حتى يهلك"[3].
وقال ابن بطال: "المدَاراة من أخلاق المؤمنين... وقد ظن مَن لم يمعن النظر أن المدَاراة هي المداهنة، وذلك غلطٌ؛ لأن المدَاراة مندوب إليها، والمداهنة محرَّمة، والفرق بينهما بيِّن، وذلك أن المداهنة اشتُقَّ اسمُها من الدهان الذي يظهر على ظواهر الأشياء، ويستر بواطنها، وفسَّرها العلماء فقالوا: المداهنة هي أن يَلقى الفاسق المظهر، فيُؤالفه ويُؤاكله، ويُشاربه، ويرى أفعاله المنكرة، ويريه الرضا بها، ولا ينكرها عليه ولو بقلبه، وهو أضعفُ الإيمان، فهذه المداهنة التي برَّأ الله عز وجل منها نبيه عليه السلام بقوله: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9].
والمدَاراة هي الرفق بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي، ولا يُجاهر بالكبائر، والمعاطفة في ردِّ أهل الباطل إلى مراد الله بلين ولطف، حتى يرجعوا عمَّا هم عليه"[4].
وقال ابن حجر: وضابط المدَاراة: ألَّا يكون فيها قدح في الدين، والمداهنة المذمومة: أن يكون فيها تزيين القبيح، وتصويب الباطل، ونحو ذلك[5].
وقال ابن حِبَّان: "والمدَاراة التي تكون صدقة للمُداري هو تخلُّق الإنسان بالأشياء المستحسنة مع من يدفع إلى عشرته، ما لم يشُبْها معصية الله، والمداهنة هي استعمال المرء الخصال التي تستحسن منه في العشرة، وقد يشوبه ما يكره الله تعالى"[6].
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن: "وأما الفرق بين المداراة والمداهنة، فالمداهنة: ترك ما يجب لله من الغيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والتغافُل عن ذلك لغرض دنيوي وهوى نفساني... فالاستئناس والمعاشرة معالقدرة على الإنكار، هي المداهنة، وأما المداراة، فهي درء الشر المفسد بالقول اللين، وترك الغلظة، أو الإعراض عنه إذا خيف شره، أو حصل منه أكبر مما هو ملابس"[7].
وقال الشيخ صالح بن حميد: "إذا رغبت في كلمة عن المداهنة لتُميِّزها عن المداراة، فلتعلَمْ أن المداهنة إظهار الرضا عن الغلط من الظلم والفسق، ومن قول باطل أو عمل ممنوع، والمداهنة مسلك ذميم ينطوي تحت جناحيه الكذب، وخلف الوعد، أما الكذب فلأن المداهن يصِفُ الرجل بغير ما يعرِفه عنه، ومن دخل الكذب من باب، سهل عليه أن يأتيه من أبواب مُتفرِّقة، وأما إخلاف الوعد، فلأن المداهن يقصد إلى إرضاء صاحبه في الحال، فلا يُبالي أن يعده بشيء وهو عازم على ألَّا يَصدُقَ في وعده، المداهنون يجعلون ألسنتهم طوع بُغية الوجيه، ويعجلون إلى قول ما يشتهي أن يقولوه[8].
وقال الغزالي: "الفرق بين المدَاراة والمداهنة بالغرض الباعث على الإغضاء؛ فإن أغضيت لسلامة دينك، ولما ترى من إصلاح أخيك بالإغضاء، فأنت مُدارٍ، وإن أغضيت لحظِّ نفسك، واجتلاب شهواتك، وسلامة جاهك، فأنت مُداهن"[2].
وقال ابن القيم: "المدَاراة صفة مدح، والمداهنة صفة ذم، والفرق بينهما: أن المدَاراة تلطُّف الإنسان بصاحبه حتى يستخرج منه الحق أو يرده عن الباطل، وأما المداهن، فهو الذي يتلطَّف مع صاحبه ليُقرَّه على ذنب أو يتركه على هواه، فالمدَاراة لأهل الإيمان، والمداهنة لأهل النفاق، وقد ضُرِب لذلك مثلٌ من أروع الأمثلة، وذلك كرجل أصابته قرحة في قدمه، فجاء الطبيب الرفيق، فأخذ يُعالج هذه القرحة، ويُخرج ما فيها، ثم إذا به يضع الدواء الذي يُنبت اللحم، ثم يتعاهدها، ثم يضع عليها المراهم حتى ينشفها، ثم يضع عليها خرقةً، فلا يزال يُتابع هذا وهذا حتى نشفت رطوبتها، وأما المداهن فهو الذي أتى إلى صاحب هذه القرحة وقال: لا بأس عليك، إنما هي شيء يسير، واسترها عن عيون الناس بخرقة وتلهَّى عنها، فلا يزال يزداد شرُّها وتكثر عفونتُها حتى يهلك"[3].
وقال ابن بطال: "المدَاراة من أخلاق المؤمنين... وقد ظن مَن لم يمعن النظر أن المدَاراة هي المداهنة، وذلك غلطٌ؛ لأن المدَاراة مندوب إليها، والمداهنة محرَّمة، والفرق بينهما بيِّن، وذلك أن المداهنة اشتُقَّ اسمُها من الدهان الذي يظهر على ظواهر الأشياء، ويستر بواطنها، وفسَّرها العلماء فقالوا: المداهنة هي أن يَلقى الفاسق المظهر، فيُؤالفه ويُؤاكله، ويُشاربه، ويرى أفعاله المنكرة، ويريه الرضا بها، ولا ينكرها عليه ولو بقلبه، وهو أضعفُ الإيمان، فهذه المداهنة التي برَّأ الله عز وجل منها نبيه عليه السلام بقوله: ﴿ وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ ﴾ [القلم: 9].
والمدَاراة هي الرفق بالجاهل الذي يستتر بالمعاصي، ولا يُجاهر بالكبائر، والمعاطفة في ردِّ أهل الباطل إلى مراد الله بلين ولطف، حتى يرجعوا عمَّا هم عليه"[4].
وقال ابن حجر: وضابط المدَاراة: ألَّا يكون فيها قدح في الدين، والمداهنة المذمومة: أن يكون فيها تزيين القبيح، وتصويب الباطل، ونحو ذلك[5].
وقال ابن حِبَّان: "والمدَاراة التي تكون صدقة للمُداري هو تخلُّق الإنسان بالأشياء المستحسنة مع من يدفع إلى عشرته، ما لم يشُبْها معصية الله، والمداهنة هي استعمال المرء الخصال التي تستحسن منه في العشرة، وقد يشوبه ما يكره الله تعالى"[6].
وقال الشيخ عبداللطيف بن عبدالرحمن: "وأما الفرق بين المداراة والمداهنة، فالمداهنة: ترك ما يجب لله من الغيرة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،والتغافُل عن ذلك لغرض دنيوي وهوى نفساني... فالاستئناس والمعاشرة معالقدرة على الإنكار، هي المداهنة، وأما المداراة، فهي درء الشر المفسد بالقول اللين، وترك الغلظة، أو الإعراض عنه إذا خيف شره، أو حصل منه أكبر مما هو ملابس"[7].
وقال الشيخ صالح بن حميد: "إذا رغبت في كلمة عن المداهنة لتُميِّزها عن المداراة، فلتعلَمْ أن المداهنة إظهار الرضا عن الغلط من الظلم والفسق، ومن قول باطل أو عمل ممنوع، والمداهنة مسلك ذميم ينطوي تحت جناحيه الكذب، وخلف الوعد، أما الكذب فلأن المداهن يصِفُ الرجل بغير ما يعرِفه عنه، ومن دخل الكذب من باب، سهل عليه أن يأتيه من أبواب مُتفرِّقة، وأما إخلاف الوعد، فلأن المداهن يقصد إلى إرضاء صاحبه في الحال، فلا يُبالي أن يعده بشيء وهو عازم على ألَّا يَصدُقَ في وعده، المداهنون يجعلون ألسنتهم طوع بُغية الوجيه، ويعجلون إلى قول ما يشتهي أن يقولوه[8].