حكاية ناي ♔
12-02-2023, 02:53 PM
بعد أن أتم الله على رسوله فتح مكة، أرسل عددًا من السرايا لهدم الأوثان والأصنام التي كانت منتشرة في أنحاء شبه الجزيرة العربية، والتي كانت تعبد من دون الله، حيث أراد من هذه السرايا تطهير أرض جزيرة العرب من رموز الشرك والوثنية التي كان العرب قبل الإسلام يعتقدون فيها أنها تضر وتنفع، ويتخذونها أربابًا من دون الله، وبتلك السرايا دخلت جزيرة العرب في مرحلة جديدة من التوحيد الاعتقادي والعملي ونبذ أردان الشرك وأوحاله.
وكان من ضمن تلك السرايا، في شهر رمضان ما يلي:-
1- بعث خالد بن الوليد إلى العزى:
وكان ذلك عقب فتحه - صلى الله عليه وسلم - مكة، حيث أرسل خالد لخمس بقين من شهر رمضان (سنة 8 هـ) ليهدم العزى، وكانت أعظم أصنام العرب، وكانت بنخلة، وكان سدنتها من بني شيبان.
والعُزَّى بضم المهملة وفتح الزاي، اشتقوها من اسم الله تعالى العزيز سبحانه وتعالى عما يشركون، قالوا: العزى تأنيث الأعز، مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعز بمعنى العزيز، والعزى بمعنى العزيزة.
وجاء عن هشام بن السائب الكلبي قوله: "وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى".
ويذكر ابن الكلبي: أنها كانت لها مكانة عظيمة عند العرب عامة وقريش خاصة، حيث كانوا يزورونها ويهدون إليها ويتقربون عندها بالذبائح، وقد بلغ من تعظيمهم لها أن قريشًا حمت لها شعبًا من وادي حراض يقال له سقام يضاهون به حرم الكعبة، كما جعلوا لها منحرًّا خاصًّا ينحرون فيه هداياها يقال له: الغبغب.
وقد ذهب خالد على رأس سرية من ثلاثين فارسًا لهدمها على رؤوس الأشهاد، وعندما وصلت السرية إلى العزى قام إليها خالد "فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها" وهو يردد: "كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك".
ثم رجع خالد وأصحابه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدم تقريره بإنجاز المهمة، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - استدرك على قائد السرية كما يذكر الواقدي وكاتبه في روايتهما: "هل رأيت شيئًا؟، قال: لا" فقال: ارجع فإنك لم تصنع شيئًا".
فرجع خالد وهو مغتاظ فرجع خالد وهو متغيظ حنق على عدم إنهاء مهمته على الوجه المطلوب، فلما وصل إليها ونظرت السدنة إليه هربوا إلى الجبل، وأتى خالد العزى "فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها".
فقدم إليها خالد - رضي الله عنه -، "وضربها بالسيف حتى قتلها" ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك فقال: "تلك هي العزى، وقد أيست أن تعبد في بلادكم أبدًا".
وقد يبدو هذا الخبر غريبًا بعض الشيء وقد حاول الزرقاني تفسيره في "شرح المواهب"، فقال:
"أمرتهم بتجديدها أو تخبرهم أنها لو قطعت شجراتها أو كسرت حجارتها لم تزل عظمتها، وفي خروجها لخالد ثانية آية أخرى؛ لأنها لم تكن مشاهدة".
2- بعث عمرو بن العاص إلى سواع:
وكان ذلك في نفس الشهر، وأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سواع ليهدمه، وكان من أعظم اصنامهم، وذكر في القرآن في قصة نوح عليه السلام: ﴿ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً ﴾ [نوح: 23]، وسواع المذكور ضمن هذه الأصنام: هو اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار بعد ذلك لقبيلة هذيل المضرية، على ثلاثة أميال من مكة.
روى البخاري تعليقًا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: "صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما وَدٌّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع".
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية بقيادة عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لتحطيم سواع.
ويحدثنا عمرو بن العاص عن مهمته، فيقول: "فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟، قلت: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك، قلت: لِمَ؟، قال: تُمنع، قلت: حتى الآن أنت في الباطل، ويحك وهل يسمع أو يبصر؟!، قال: فدنوت منه فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته فلم يجدوا شيئًا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟. قال: أسلمت لله".
3- بعث سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة:
في نفس الشهر أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، وقد جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: ﴿ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴾ [النجم: 20].
مناة بفتح الميم والنون الخفيفة اسم صنم كانت على ساحل البحر الأحمر مما يلي قديدًا في منطقة تعرف بالمشلل. وكانت للأوس والخزرج وغسان ومن دان بدينهم، يعبدونها ويعظمونها في الجاهلية ويهلون منها للحج، وقد بلغ من تعظيمهم إياهم كانوا لا يطوفون بين الصفا والمروة تحرجًا وتعظيمًا لها حيث كان "ذلك سنة في آبائهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة".
وقد كان أول من نصبها لهم عمرو بن لحي الخزاعي ناصب الأوثان في جزيرة العرب.
وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرابع والعشرين من شهر رمضان رجلًا من أهلها سابقا الذين كانوا يعظمونها في الجاهلية وهو سعد بن زيد الأشهلي - رضي الله عنه - على رأس سرية قوتها عشرون فارسًا لهدمها وتنكيسها.
وتروي الروايات واقعة هدمها فتقول: انطلق زيد لهدمها فقابله سادنها متسائلًا: ما تريد؟ قال: "هدم مناة"، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد يمشي إليها، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها".
فصاح بها السادن صيحة الواثق: "مناة دونك بعض عصاتك" ولكن صيحته ذهبت أدراج الرياح، فلم يأبه سعد - رضي الله عنه - بكل ذلك ويضربها ضربة إيمانية قاتلة قضت عليها، ثم يقبل على الصنم مع أصحابه "فهدموه ولم يجدوا في خزانتها شيئًا، وانصرف راجعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبد الباقي الخولي
وكان من ضمن تلك السرايا، في شهر رمضان ما يلي:-
1- بعث خالد بن الوليد إلى العزى:
وكان ذلك عقب فتحه - صلى الله عليه وسلم - مكة، حيث أرسل خالد لخمس بقين من شهر رمضان (سنة 8 هـ) ليهدم العزى، وكانت أعظم أصنام العرب، وكانت بنخلة، وكان سدنتها من بني شيبان.
والعُزَّى بضم المهملة وفتح الزاي، اشتقوها من اسم الله تعالى العزيز سبحانه وتعالى عما يشركون، قالوا: العزى تأنيث الأعز، مثل الكبرى تأنيث الأكبر، والأعز بمعنى العزيز، والعزى بمعنى العزيزة.
وجاء عن هشام بن السائب الكلبي قوله: "وكانت العرب وقريش تسمي بها عبد العزى".
ويذكر ابن الكلبي: أنها كانت لها مكانة عظيمة عند العرب عامة وقريش خاصة، حيث كانوا يزورونها ويهدون إليها ويتقربون عندها بالذبائح، وقد بلغ من تعظيمهم لها أن قريشًا حمت لها شعبًا من وادي حراض يقال له سقام يضاهون به حرم الكعبة، كما جعلوا لها منحرًّا خاصًّا ينحرون فيه هداياها يقال له: الغبغب.
وقد ذهب خالد على رأس سرية من ثلاثين فارسًا لهدمها على رؤوس الأشهاد، وعندما وصلت السرية إلى العزى قام إليها خالد "فقطع السمرات وهدم البيت الذي كان عليها" وهو يردد: "كفرانك لا سبحانك إني رأيت الله قد أهانك".
ثم رجع خالد وأصحابه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقدم تقريره بإنجاز المهمة، ولكن النبي - صلى الله عليه وسلم - استدرك على قائد السرية كما يذكر الواقدي وكاتبه في روايتهما: "هل رأيت شيئًا؟، قال: لا" فقال: ارجع فإنك لم تصنع شيئًا".
فرجع خالد وهو مغتاظ فرجع خالد وهو متغيظ حنق على عدم إنهاء مهمته على الوجه المطلوب، فلما وصل إليها ونظرت السدنة إليه هربوا إلى الجبل، وأتى خالد العزى "فإذا امرأة عريانة ناشرة شعرها تحثو التراب على رأسها".
فقدم إليها خالد - رضي الله عنه -، "وضربها بالسيف حتى قتلها" ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره بذلك فقال: "تلك هي العزى، وقد أيست أن تعبد في بلادكم أبدًا".
وقد يبدو هذا الخبر غريبًا بعض الشيء وقد حاول الزرقاني تفسيره في "شرح المواهب"، فقال:
"أمرتهم بتجديدها أو تخبرهم أنها لو قطعت شجراتها أو كسرت حجارتها لم تزل عظمتها، وفي خروجها لخالد ثانية آية أخرى؛ لأنها لم تكن مشاهدة".
2- بعث عمرو بن العاص إلى سواع:
وكان ذلك في نفس الشهر، وأرسله رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى سواع ليهدمه، وكان من أعظم اصنامهم، وذكر في القرآن في قصة نوح عليه السلام: ﴿ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً ﴾ [نوح: 23]، وسواع المذكور ضمن هذه الأصنام: هو اسم صنم كان لقوم نوح عليه السلام ثم صار بعد ذلك لقبيلة هذيل المضرية، على ثلاثة أميال من مكة.
روى البخاري تعليقًا عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، قال: "صارت الأوثان التي كانت في قوم نوح في العرب بعد، أما وَدٌّ فكانت لكلب بدومة الجندل، وأما سواع فكانت لهذيل، وأما يغوث فكانت لمراد ثم لبني غطيف بالجرف عند سبأ، وأما يعوق فكانت لهمدان، وأما نسر فكانت لحمير لآل ذي الكلاع".
بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية بقيادة عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لتحطيم سواع.
ويحدثنا عمرو بن العاص عن مهمته، فيقول: "فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟، قلت: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك، قلت: لِمَ؟، قال: تُمنع، قلت: حتى الآن أنت في الباطل، ويحك وهل يسمع أو يبصر؟!، قال: فدنوت منه فكسرته وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته فلم يجدوا شيئًا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟. قال: أسلمت لله".
3- بعث سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة:
في نفس الشهر أرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سعد بن زيد الأشهلي لهدم مناة، وقد جاء ذكرها في القرآن، قال تعالى: ﴿ وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى ﴾ [النجم: 20].
مناة بفتح الميم والنون الخفيفة اسم صنم كانت على ساحل البحر الأحمر مما يلي قديدًا في منطقة تعرف بالمشلل. وكانت للأوس والخزرج وغسان ومن دان بدينهم، يعبدونها ويعظمونها في الجاهلية ويهلون منها للحج، وقد بلغ من تعظيمهم إياهم كانوا لا يطوفون بين الصفا والمروة تحرجًا وتعظيمًا لها حيث كان "ذلك سنة في آبائهم من أحرم لمناة لم يطف بين الصفا والمروة".
وقد كان أول من نصبها لهم عمرو بن لحي الخزاعي ناصب الأوثان في جزيرة العرب.
وقد بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الرابع والعشرين من شهر رمضان رجلًا من أهلها سابقا الذين كانوا يعظمونها في الجاهلية وهو سعد بن زيد الأشهلي - رضي الله عنه - على رأس سرية قوتها عشرون فارسًا لهدمها وتنكيسها.
وتروي الروايات واقعة هدمها فتقول: انطلق زيد لهدمها فقابله سادنها متسائلًا: ما تريد؟ قال: "هدم مناة"، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد يمشي إليها، فخرجت إليه امرأة عريانة سوداء ثائرة الرأس تدعو بالويل وتضرب صدرها".
فصاح بها السادن صيحة الواثق: "مناة دونك بعض عصاتك" ولكن صيحته ذهبت أدراج الرياح، فلم يأبه سعد - رضي الله عنه - بكل ذلك ويضربها ضربة إيمانية قاتلة قضت عليها، ثم يقبل على الصنم مع أصحابه "فهدموه ولم يجدوا في خزانتها شيئًا، وانصرف راجعا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".
شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبد الباقي الخولي