مشاهدة النسخة كاملة : الصراعات قبل ظهور الإسلام


حكاية ناي ♔
12-02-2023, 02:54 PM
لقد سبق ظهورَ الإسلام صراعاتٌ، وأخذَتْ طابع الحروب المتقطعة بين الفُرس والرومان من ناحية، وبين قبائل العرب المتحاربة من ناحية أخرى، أما الفُرس والرومان، فقد كانت حروبهم من أجل السيطرة على ما يسمى بالهلال الخصيب من أرض الشام، وقد أثبت القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: ﴿ غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ﴾ [الروم: 2، 3]، وفي أثناء الحروب حاولت كلٌّ من الفُرس والروم استمالةَ بعض قبائل العرب، وإدخالها في تبعيتها، لإقامة قواعد حربية داخل الجزيرة للانطلاق منها للقتال، وقد استطاع الفُرس استمالة قبائل اللَّخْميين العرب؛ عرب الفرات، وإدخال إمارتهم في تبعيتها، واتخذ من تلك الإمارة قاعدةً للزحف على قبائل الغساسنة العرب في جنوب الشام، فكانوا يقومون بحماية ممتلكات الرومِ بالشام من غارات البدوِ واللَّخميين حلفاءِ الفُرس، وكان من أشهر الحروب ما يسمى بـ: (يوم حليمة) [1].

هذا ما كان يحدث في شمال الجزيرة، أما في جنوبها، فقد نشب صراع وقتالٌ بين أتباع اليهود والمسيحية، وقد أخذ هذا الصراع طابع الحروب الدينية، حتى إن زعيم اليهود (ذو نواس) أنذر رعاياه مِن أهل نجران الذين دخلوا في المسيحية، بترك دِينهم، واعتناق اليهودية بالقوة وبالسيف، وحين رفَضوا خد لهم أخاديد النار، وألقى بهم فيها، وقضى عليهم حرقًا، وكان ذلك في أكتوبر 523م[2]، وقد حكى القرآن الكريم قصةَ هؤلاء المؤمنين الذين آثَروا الموت ولم يتركوا دينهم: ﴿ قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ﴾ [البروج: 4 - 8]، ثم كانت حملة أبرهة على مكة، وعاد فاشلاً إلى اليمن عام 571م، وفي هذا العام (عام الفيل) وُلِد رحمةُ الله للعالمين، خاتم الأنبياء والمرسلين (محمد بن عبدالله) صلى الله عليه وسلم، وقد حكى القرآنُ الكريم قصةَ أصحاب الفيل؛ قال تعالى: ﴿ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ ﴾ [الفيل: 1 - 5].

كانت تلك هي الأجواء السائدة؛ حروب دينية، وصراعات قَبَلية، حتى هبط الوحي، وجاء الإسلام ليدعوَ الناس إلى تصحيح عقائدهم المنحرفة، فبينما اليهود حرَّفوا التوراة وبدَّلوها، والنصارى عبَدوا المسيح من دون الله، وتشبَّهوا بمن كان قبلهم من أصحاب العقائد الضالة (مثل البوذيين، وقدماء المصريين، وغيرهم)، فإن العربَ كذلك قد أدخَلوا عبادة الأصنام، وانحرَفوا عن دين إبراهيم عليه السلام؛ ولهذا كانت دعوةُ الإسلام دعوةً إلى النظر في تلك العقائد بعين العقل، وإحاطة الفكر، ومراجعة تلك العقائد وردِّها إلى أصل واحد، وقد سلك الإسلام مسلَكَ الدعوة السلمية الهادئة، وكان من أهم التوجيهات وأبرزها ما جاء في كتاب الله - عز وجل - في قوله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ [النحل: 125]، ومع هذا التوجيهِ الحكيم، كانت تتنزل توجيهاتٌ أخرى تأمُرُ بالصبر والاحتمال، وعدم رد الإساءة بالإساءة، وكان منها: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾ [المعارج: 5]، ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10]، ﴿ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾ [المدثر: 7]، ومع الصبر الجميل كانت الدعوةُ إلى مكارم الأخلاق، وأهمها العفوُ والصفح عن المسيئين، والإحسان إليهم، والسلام مع الجاهلين..، وكانت تلك التوجيهات: ﴿ فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ﴾ [الزخرف: 89]، ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ [الأعراف: 199]، ﴿ وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]، واشتدَّ الأذى برسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وعُذِّبوا، وفُتِنوا فتنة شديدة، حتى فرَّ مَن فرَّ منهم إلى الحبشة، وأهل الشرك مصرُّون على إيذاء المسلمين بكل ما يملِكون، حتى ضاقت بالمسلمين السبل، فما كان إلا الخروج وترك الوطن فرارًا بالدين، ومع أن المسلمين ترَكوا ديارهم وأموالهم للمشركين، فإن هؤلاء المشركين أصَرُّوا على العنادِ والاعتداء، فماذا يفعَل المسلمون؟

أليس المسلمون على حقٍّ؟ ومن حقهم أن يؤمِنوا بالله ربِّهم؟

أليس المسلمون قد ظُلِموا وأُخرِجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربُّنا الله؟

مَن مِن البشر يحتمل ما زاد على ثلاثَ عَشْرةَ سنة كلها إيذاء وتعذيب وحصار؟ أليس رد العدوان ضرورة حتمية؟ أليس الدفاعُ عن العقيدة وعن النفس حقًّا لا جدال فيه؟ أليس الضرب على أيدي المعاندين وتقليم أظفار الطغاة والمستكبرين حكمةً وعدلاً؟ وهذا ما كان.

خرَج المسلمون من مكةَ أرضِهم، فرُّوا بدِينهم، وهربوا من الأذى والتعذيب؛ يقول ابن القيم: "ولَمَّا اشتد أذى المشركين على مَن أسلم، وفُتِن منهم مَن فُتِن، حتى يقولوا لأحدهم: اللاتُ والعزى "إلهُك" من دون الله؟ فيقول: نعم، وحتى إن الجُعَلَ لَيمرُّ بهم فيقولون: وهذا إلهك من دون الله؟ فيقول: نعم، ومر عدوُّ الله أبو جهل بسُميَّة أمِّ عمار بن ياسر، وهي تعذَّبُ وزوجها وابنها، فطعَنها بحربة في فَرْجِها حتى قتَلها - أذن الله سبحانه لهم بالهجرة)[3]، فهذه صورةٌ واحدة مما لاقاه المسلمون!

أُخرِج رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما أُخرِج مَن قَبْله مِن الرسل؛ ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنَّكُمْ مِنْ أَرْضِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ لَنُهْلِكَنَّ الظَّالِمِينَ ﴾ [إبراهيم: 13]، لَمَّا خرَج صلى الله عليه وسلم وهاجَر، نزَل عليه قول الله تعالى: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ * الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 39، 40]، يقول الشيخ الألوسي: (والمراد أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم الذين في مكة؛ فقد نقل الواحدي وغيرُه أن المشركين كانوا يُؤذُونهم، وكانوا يأتون النبيَّ صلى الله عليه وسلم بين مضروبٍ ومشجوجٍ، ويتظلَّمون إليه صلوات الله تعالى وسلامُه عليه، فيقول لهم: ((اصبِروا؛ فإني لم أؤمر بالقتال))، حتى هاجَر، فأنزلت هذه الآية، وهي أول آيةٍ نزَلَتْ في القتال بعدما نُهِي عنه في نيف وسبعين آية على ما روى الحاكمُ في المستدرك، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما)[4]، وفي أسباب النزول للإمام السيوطي: (أخرج أحمدُ والترمذيُّ وحسَّنه، والحاكم وصححه، عن ابن عباس قال: خرَج النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكة، فقال أبو بكر: أخرَجوا نبيَّهم، لَيَهْلِكُنَّ، فأنزل الله: ﴿ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴾ [الحج: 39] قال أبو بكرٍ: لقد علمتُ أنه سيكون قتالٌ)[5].

ومن هنا تتضح أمور، منها:
1- أن القتالَ كان مشروعًا في الدِّيانات السابقة، وأنه كان قائمًا بين الفُرْس والرومان، وبين قبائل العرب وبعضها قبل مجيء الإسلام.

2- أن الإسلامَ بدأ دعوته باللِّين، وبالحجَّة وبالإقناع، ولم يُجبِر أحدًا على الدخول فيه، بل إن مَن دخل في الإسلام دخَله محبًّا لله، راضيًا به، قابلاً للتضحيةِ في سبيله، وظل هكذا أكثرَ مِن ثلاثَ عشرةَ سنة.

3- أن الإذنَ بالقتال والسماحَ به كان ضرورةً حتمية لوَضْع حدٍّ ونهاية لتاريخ طويلٍ من المعاناة، وصفحات مليئة بالاضطهاد، والذي لا يتحمله إلا أناسٌ قد رُوِّضت نفوسهم، وطُوِّعت أفئدتهم، خضوعًا وإذعانًا لأوامرِ الله تعالى وتوجيهاتِ الرسول صلى الله عليه وسلم بالصبرِ والاحتمال.

4- ومع أن الأمرَ أمرُ الله تعالى، والحُكمَ حُكمُه جل وعز، فإن الأمر كان ثقيلاً على النفس؛ لأن القتال شاقٌّ على النفس، والنفس إن قبِلَتْه فإنما تقبله كُرْهًا لا انشراحًا واستشرافًا؛ لهذا نجد تقرير ذلك في قوله تعالى: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 216]، ونجد ذلك أيضًا في أعظمِ لقاء، وأول لقاءٍ حاسم بين أهل الحقِّ وأهل الباطل؛ يوم بدر، يوم الفرقان، يوم التقى الجمعان؛ قال تعالى: ﴿ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ ﴾ [الأنفال: 5].

ومن هنا يتضح أن منهجَ الدعوة يتدرَّجُ ويتنوَّع حسَب ظروف الدعوة، وطبيعة المرحلة، وإذا كان القولُ اللَّيِّن هو الكلمةَ الأولى، فليس هو الكلمةَ الأخيرة، ففي مرحلة الاستضعاف والاضطهاد كانت الأوامرُ بالصبر والاحتمال، وفي مرحلة القوةِ والتمكين فإن ردَّ العدوانِ وحقَّ الدفاع عن الدِّين والعِرْض والأرض والنفس والمال حقٌّ مشروع، وواجبٌ حتمي، والأمر يدور حسَب القوة والضعف، والاستطاعة والقدرة؛ يقول الأستاذ عبدالله الزبير عبدالرحمن: (فلم يكن القتالُ مِن أول الإسلام واجبًا مفروضًا على الأمة، بل كان القتال في العهد المكي من الدعوة خيارًا مُستبعَدًا، وأمرًا محظورًا، لا يجوز للمسلمين أن يقاتلوا أعداءَهم حتى الدفاع عن النفس... ولعل تحريم القتال في الفترةِ المكية يرجع إلى:
1- أسباب تربوية؛ ليتربى الفردُ العربي المسلم على الصبرِ على ما لا يَصبِرُ عليه عادة من الضَّيم يقعُ على شخصِه، أو على مَن يلوذ به، وليتربى كذلك على ضبطِ أعصابه، فلا يندفع لأول مؤثِّر، وليتربى أيضًا على أن يتبع مجتمعًا منظَّمًا، له قيادة يرجع إليها، ولا يتصرَّفُ إلا وَفْقَ ما تأمُرُه، ويرجع كذلك إلى:
2- أسباب دعوية؛ لأن الدعوةَ السلمية أشد أثرًا، وأنفذُ في مِثل بيئة قريش ذات العنجهيَّة والشرف، والتي قد يدفَعُها القتال معها - في مِثْل هذه الفترة - إلى زيادةِ العناد، ونشأةِ ثارات دموية جديدة، كثاراتِ حروب داحسَ والغبراء، وحرب البسوس..، وربما لِما يعلَمُه الله من أن كثيرًا من المُعانِدين الذين يَفتِنون أوائلَ المسلمين عن دينهم ويُعذِّبونهم - هم أنفسهم سيكونون من جندِ الإسلام المخلِص، بل من قادته، مثل: عمر بن الخطاب، وخالد بن الوليد...، ولعل ذلك كان عائدًا إلى أسبابٍ تخص الجماعةَ المسلمة في تلك المرحلة؛ من قلةِ عدد المسلمين، وانحصارهم في مكة..، ففي هذه الحالة قد تنتهي المعركةُ المحدودة إلى استئصال المجموعة المسلِمة القليلة، فتنمحي الجماعةُ، ويبقى الشِّركُ..)[6].

ومن هنا يمكن القول بأنه في فترةِ الاستضعاف والقلة، فإن منهجَ الدعوة يكون بأساليبِ الحِكمة والحُجَّة، والموعظة الحسنة، مع الصبر والاحتمال؛ للحِفاظِ على كيان الدعوة، وضمانِ استمرارها، وعدمِ استئصالها، وهذا ما كان في مكةَ، أما في المدينة وقد صار للمسلمين دولةٌ وكيان، فمِن حقهم في هذه الحال أن يواجِهوا أعداءَ الدعوة، وأن يزيلوا من طريقها العقباتِ، فيكون المنهج في هذه الحال هو استعمالَ القوةِ كوسيلةٍ حتمية من وسائل ردِّ العدوان، وحماية الدعوة وأصحابها، وتهيئة المناخ لِمَن أراد أن يدخلَ في دين الله، وألا يجد حرَجًا في إظهار دِينه وإقامة شعائرِه، بلا أذى أو إكراهٍ، وبهذا يتضحُ أن منهج الدعوةِ يتغيَّر حسَب كل مرحلة بما يناسبها، كما أن فرضَ القتال كان ضرورة وتشريعًا اقتضته المرحلةُ لتثبيتِ كيانِ الدولة والدعوة، وإظهار الدِّين[7].

صمتى لغتى
12-02-2023, 02:55 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله