حكاية ناي ♔
12-02-2023, 02:55 PM
الحمد لله الغالب أمره، وأشهد أن لا إله إلا الله المتحقق وعده وأشهد أن محمدا رسوله وعبده، صلى الله وسلم عليه و على آله وصحبه .
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله فتقوى الله هي العز والشرف.
أيها المسلمون:
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تفاصيل حياته نقلت إلينا نقلا دقيقا، تلكم السيرة العطرة التي تزين الدهر بها، وأضاءت العقول والقلوب، ولم يمر ولن يمر على تاريخ البشرية مثلها، جوانب سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلها مشرقة، ولعلنا نفتح نافذة على جانب منها وإشراقة من إشراقاتها، لنسمع شيئا يسيرا منها، إنه الجانب العسكري أو المنهج العسكري النبوي، فلئن كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة فهو نبي الملحمة (نبي الملحمة الذي بعث بجهاد أعداء الله).
جاء في وصفه في بعض الكتب المتقدمة (الضحوك القتال) والمراد أنه لا يمنعه ضحكه وحسن خلقه من إقامة حد الله وحق الله.
عباد الله:
سيرة نبينا ليست تاريخا يسرد ويقرأ ولا احتفالات بمولده إنما يجب أن تكون سيرة تحتذى وواقعا يحقق ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
إخوة الإيمان:
اهتم سلفنا الصالح بتعليم أولادهم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم ويتواصون بتعلمها وتدارسها, يقول زين العابدين علي بن الحسين بن علي: ((كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه كما نعلم السورة من القرآن)).
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: (كان أبي يعلمنا المغازي و يعدها علينا وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها).
فيا مؤمنون: من منا من الآباء و الأولياء كان في منهجه و تربيته لأولاده أن يعلمهم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم؟
عباد الله:
نتعلم مغازي نبينا لنشحن النفوس بالقوة والعزة، لتعلم الأجيال أنه لا بد من الإعداد والقوة التي تحمي الإسلام وبلاد الإسلام، لتعلم الأجيال أنه لا يمكن أن تنعم دولة بالأمن والأمان ما لم تكن لها قوة تحميها من الأعداء، في زمن لا يعرف إلا لغة القوة والتحالفات العسكرية. نتعلم مغازي نبينا لنعرف أسباب النصر وأسباب الهزيمة، نتعلم مغازي نبينا لنرى عظمة الجهود التي بذلت نصرة للدين ونشرا للإسلام وإعلاء لكلمة الله، نتعلم مغازي نبينا لنتعلم كيف نتغلب على الصعوبات والتحديات، نتعلم مغازي نبينا حتى نتيقن أن طريق الحق وطريق العزة لابد فيه من آلام ومعاناة، معاناة تصقل النفوس وتمحص الصفوف، نتعلم مغازي نبينا لتعلم أجيالنا أن الأمة لم يكتب عليها الذل ولا التبعية بل أمتنا أمة الشجاعة وأمة لا ترضى بالضيم ولا الذل، نتعلم مغازي نبينا لنعرف العالم بأخلاق الإسلام في ساحات الوغى ومواجهة الأعداء.
معشر المؤمنين:
المعارك التي قادها نبينا نبي الملحمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرون غزوة نشب القتال في تسع منها فقط وهي (بدر وأحد والخندق وبني قريظة وبني المصطلق وخيبر وفتح مكة وحين والطائف) بينما فر الأعداء في تسع عشرة غزوة منها بدون قتال.
وكان لكل غزوة منهج و تكتيك عسكري نبوي فمن ذلك تخويف وردع من أراد الاعتداء على أموال وديار المسلمين بالحشود العسكرية والتعبئة الشعبية كما وقع في غزوة بدر الأولى وكما وقع في غزوة تبوك حيث لم يحصل قتال بل ترهيب للأعداء، حيث أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة المسلمين للروم حيث كان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف رجل و عشرة آلاف من الخيل.
ومن المنهج النبوي العسكري: أن تعلق قلوب الجيوش بالله، فمهما كانت الاستعدادات فقد تأتي المفاجآت، فلا بد من التعلق بالله تعالى، وشاهد ذلك ما وقع في غزوة بدر الكبرى.
ومن المنهج النبوي العسكري: مباغتة من يتربص سوءا بالمسلمين قبل أن يتم له مراده، وقطع الطريق على العدو وحسم أمره بحزم وعزم، كما وقع ذلك في غزوة خيبر حينما فاجأ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة اليهود وهم في طريقهم إلى أعمالهم فقاتلهم وانتصر عليهم.
ومن المنهج النبوي العسكري: أن أهل الغدر والخيانة لا ينبغي التسامح معهم مهما تصنعوا من حسن الطوية ومهما لمعوا، وذلك كما وقع في غزوة بني النضير من اليهود.
عباد الله:
يطول المقام في الحديث عن المنهج النبوي العسكري في غزواته لكن هي إشارات لبعض الغزوات، وفي البقية منها الكثير من العبرة و العظات.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك عبادك الصالحين .
♦♦♦
الخطبة الثانية
الحمد لله...... أما بعد:
فيا مسلمون ها أنتم تسمعون وتشاهدون تحركات دول العالم عسكريا، أصبح الحديث عن القوة، وإن المسلمين أولى وأحق من يسعي لتملك القوة والإعداد لها، ألم يأمرنا ربنا بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60] وأمة لا قوة لها لا قيمة لها .
عباد الله:
إن أشد ما يضعف القوة الركون إلى وسائل الترفيه وعيش حياة المترفين، الترف يؤدي للاسترخاء والغفلة عن خطورة العدو وعدم المبالاة في رده ودفعه.
يا قوم:
إن غفلنا واستكنا وركنا للدنيا فعدونا يتربص بنا دوائر السوء للانقضاض علينا تأملوا رعاكم الله قول الله: ﴿ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ﴾ [النساء: 102] ألا فلنحذر من الغفلة وليسع كل واحد منا في ألا يؤتى الإسلام من قبله، لنكن سببا في الاجتماع والألفة، وسببا في صلاح وإصلاح المجتمع، وسباقين للأخذ في كل سبب من أسباب القوة.
أما بعد:
فاتقوا الله عباد الله فتقوى الله هي العز والشرف.
أيها المسلمون:
سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم تفاصيل حياته نقلت إلينا نقلا دقيقا، تلكم السيرة العطرة التي تزين الدهر بها، وأضاءت العقول والقلوب، ولم يمر ولن يمر على تاريخ البشرية مثلها، جوانب سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم كلها مشرقة، ولعلنا نفتح نافذة على جانب منها وإشراقة من إشراقاتها، لنسمع شيئا يسيرا منها، إنه الجانب العسكري أو المنهج العسكري النبوي، فلئن كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة فهو نبي الملحمة (نبي الملحمة الذي بعث بجهاد أعداء الله).
جاء في وصفه في بعض الكتب المتقدمة (الضحوك القتال) والمراد أنه لا يمنعه ضحكه وحسن خلقه من إقامة حد الله وحق الله.
عباد الله:
سيرة نبينا ليست تاريخا يسرد ويقرأ ولا احتفالات بمولده إنما يجب أن تكون سيرة تحتذى وواقعا يحقق ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ﴾ [الأحزاب: 21].
إخوة الإيمان:
اهتم سلفنا الصالح بتعليم أولادهم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم ويتواصون بتعلمها وتدارسها, يقول زين العابدين علي بن الحسين بن علي: ((كنا نعلم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم وسراياه كما نعلم السورة من القرآن)).
وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص قال: (كان أبي يعلمنا المغازي و يعدها علينا وسراياه ويقول: يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيعوا ذكرها).
فيا مؤمنون: من منا من الآباء و الأولياء كان في منهجه و تربيته لأولاده أن يعلمهم مغازي النبي صلى الله عليه وسلم؟
عباد الله:
نتعلم مغازي نبينا لنشحن النفوس بالقوة والعزة، لتعلم الأجيال أنه لا بد من الإعداد والقوة التي تحمي الإسلام وبلاد الإسلام، لتعلم الأجيال أنه لا يمكن أن تنعم دولة بالأمن والأمان ما لم تكن لها قوة تحميها من الأعداء، في زمن لا يعرف إلا لغة القوة والتحالفات العسكرية. نتعلم مغازي نبينا لنعرف أسباب النصر وأسباب الهزيمة، نتعلم مغازي نبينا لنرى عظمة الجهود التي بذلت نصرة للدين ونشرا للإسلام وإعلاء لكلمة الله، نتعلم مغازي نبينا لنتعلم كيف نتغلب على الصعوبات والتحديات، نتعلم مغازي نبينا حتى نتيقن أن طريق الحق وطريق العزة لابد فيه من آلام ومعاناة، معاناة تصقل النفوس وتمحص الصفوف، نتعلم مغازي نبينا لتعلم أجيالنا أن الأمة لم يكتب عليها الذل ولا التبعية بل أمتنا أمة الشجاعة وأمة لا ترضى بالضيم ولا الذل، نتعلم مغازي نبينا لنعرف العالم بأخلاق الإسلام في ساحات الوغى ومواجهة الأعداء.
معشر المؤمنين:
المعارك التي قادها نبينا نبي الملحمة محمد صلى الله عليه وسلم ثمان وعشرون غزوة نشب القتال في تسع منها فقط وهي (بدر وأحد والخندق وبني قريظة وبني المصطلق وخيبر وفتح مكة وحين والطائف) بينما فر الأعداء في تسع عشرة غزوة منها بدون قتال.
وكان لكل غزوة منهج و تكتيك عسكري نبوي فمن ذلك تخويف وردع من أراد الاعتداء على أموال وديار المسلمين بالحشود العسكرية والتعبئة الشعبية كما وقع في غزوة بدر الأولى وكما وقع في غزوة تبوك حيث لم يحصل قتال بل ترهيب للأعداء، حيث أظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم قوة المسلمين للروم حيث كان عدد جيش المسلمين ثلاثين ألف رجل و عشرة آلاف من الخيل.
ومن المنهج النبوي العسكري: أن تعلق قلوب الجيوش بالله، فمهما كانت الاستعدادات فقد تأتي المفاجآت، فلا بد من التعلق بالله تعالى، وشاهد ذلك ما وقع في غزوة بدر الكبرى.
ومن المنهج النبوي العسكري: مباغتة من يتربص سوءا بالمسلمين قبل أن يتم له مراده، وقطع الطريق على العدو وحسم أمره بحزم وعزم، كما وقع ذلك في غزوة خيبر حينما فاجأ النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة اليهود وهم في طريقهم إلى أعمالهم فقاتلهم وانتصر عليهم.
ومن المنهج النبوي العسكري: أن أهل الغدر والخيانة لا ينبغي التسامح معهم مهما تصنعوا من حسن الطوية ومهما لمعوا، وذلك كما وقع في غزوة بني النضير من اليهود.
عباد الله:
يطول المقام في الحديث عن المنهج النبوي العسكري في غزواته لكن هي إشارات لبعض الغزوات، وفي البقية منها الكثير من العبرة و العظات.
اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك عبادك الصالحين .
♦♦♦
الخطبة الثانية
الحمد لله...... أما بعد:
فيا مسلمون ها أنتم تسمعون وتشاهدون تحركات دول العالم عسكريا، أصبح الحديث عن القوة، وإن المسلمين أولى وأحق من يسعي لتملك القوة والإعداد لها، ألم يأمرنا ربنا بقوله: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60] وأمة لا قوة لها لا قيمة لها .
عباد الله:
إن أشد ما يضعف القوة الركون إلى وسائل الترفيه وعيش حياة المترفين، الترف يؤدي للاسترخاء والغفلة عن خطورة العدو وعدم المبالاة في رده ودفعه.
يا قوم:
إن غفلنا واستكنا وركنا للدنيا فعدونا يتربص بنا دوائر السوء للانقضاض علينا تأملوا رعاكم الله قول الله: ﴿ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً ﴾ [النساء: 102] ألا فلنحذر من الغفلة وليسع كل واحد منا في ألا يؤتى الإسلام من قبله، لنكن سببا في الاجتماع والألفة، وسببا في صلاح وإصلاح المجتمع، وسباقين للأخذ في كل سبب من أسباب القوة.