حكاية ناي ♔
12-02-2023, 02:59 PM
فتح المسلمون جزيرة رودس فى رمضان سنة 53 هــ، وهي من معارك المسلمين البحرية شرقي البحر المتوسط، والتي توسع فيها المسلمون منذ عهد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - واستكملها من بعده معاوية بن سفيان - رضي الله عنه.
ورودس: جزيرة مقابل الاسكندرية على بعد سفر ليلة منها في البحر، وكانت في ذلك الوقت تتبع بلاد الروم، وهي ضمن الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط، وقد قام معاوية بالاستيلاء على قبرص، ثم أتبعها برودس، وأرسل إليها جيشًا لفتحها.
وجاء في "البداية والنهاية" لابن كثير: "ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ففيها افتتح المسلمون وعليهم "جنادة بن أبي أمية" جزيرة رودس فأقام بها طائفة من المسلمين كانوة أشد شئ على الكفار، يعترضون لهم في البحر ويقطعون سبيلهم، وكان معاوية يدر عليهم الارزاق والاعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم عنده فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو أو كادهم أحد، وما زالوا كذلك حتى كانت إمرة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة" ا. هـ.
وقد أمر معاوية ببناء حصن بالجزيرة بعد فتحها، وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطًا يدفعون منه عن الشام، وكان ينوي أن يجعلها حجر عثرة في وجه الروم لمنازعتهم سلطانهم في البحر المتوسط، ورغم أن المسلمين كانوا قليلي الخبرة بالحروب البحرية، وصناعة الأساطيل، إلا أن النجاح الذي مرت به تجربتهم البحرية في عهد معاوية بن أبي سفيان كانت لها كبير الأثر في تدعيم سلطان الدولة الإسلامية في تلك الجزر وقتها، فقد غزت جيوش المسلمين في عهده قبرص ورودس وأرواد وحاولت اقتحام كريت، وقام معاوية بإرسال الفقهاء والعلماء لتعليم أهل جزيرة رودس الإسلام، حيث آثر أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني ويعلي راية الإسلام بين أهاليها.
وهكذا وجَّهَ معاوية - رضي الله عنه - أنظار المسلمين شطر البحر الأبيض المتوسط، وأوقفهم على أهمية جزره، فاستولى على ما استطاعت أساطيله أن تفتحه منها، وطرق باب غيرها ومهد الطريق لمن يأتي بعده من الخلفاء الأمويين، وكفل معاوية للمسلمين قوة بحرية نافست البيزنطيين أنفسهم سيادتهم القديمة على البحر الأبيض المتوسط ثم أخذ يعبئها لأهم عمل في تاريخها، وهو ضرب عاصمة البيزنطيين أنفسهم والاستيلاء عليها، لذا قام بالتوسع بحريًا ليضمن لنفسه من التفوق البحري ما يستطيع به زعزعة أركان الدولة البيزنطية.
شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبدالباقي
ورودس: جزيرة مقابل الاسكندرية على بعد سفر ليلة منها في البحر، وكانت في ذلك الوقت تتبع بلاد الروم، وهي ضمن الجزر الواقعة شرقي البحر المتوسط، وقد قام معاوية بالاستيلاء على قبرص، ثم أتبعها برودس، وأرسل إليها جيشًا لفتحها.
وجاء في "البداية والنهاية" لابن كثير: "ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين ففيها افتتح المسلمون وعليهم "جنادة بن أبي أمية" جزيرة رودس فأقام بها طائفة من المسلمين كانوة أشد شئ على الكفار، يعترضون لهم في البحر ويقطعون سبيلهم، وكان معاوية يدر عليهم الارزاق والاعطيات الجزيلة، وكانوا على حذر شديد من الفرنج، يبيتون في حصن عظيم عنده فيه حوائجهم ودوابهم وحواصلهم، ولهم نواطير على البحر ينذرونهم إن قدم عدو أو كادهم أحد، وما زالوا كذلك حتى كانت إمرة يزيد بن معاوية بعد أبيه، فحولهم من تلك الجزيرة، وقد كانت للمسلمين بها أموال كثيرة وزراعات غزيرة" ا. هـ.
وقد أمر معاوية ببناء حصن بالجزيرة بعد فتحها، وبعث إليها جماعة من المسلمين يتلون الدفاع عنها، وجعلها رباطًا يدفعون منه عن الشام، وكان ينوي أن يجعلها حجر عثرة في وجه الروم لمنازعتهم سلطانهم في البحر المتوسط، ورغم أن المسلمين كانوا قليلي الخبرة بالحروب البحرية، وصناعة الأساطيل، إلا أن النجاح الذي مرت به تجربتهم البحرية في عهد معاوية بن أبي سفيان كانت لها كبير الأثر في تدعيم سلطان الدولة الإسلامية في تلك الجزر وقتها، فقد غزت جيوش المسلمين في عهده قبرص ورودس وأرواد وحاولت اقتحام كريت، وقام معاوية بإرسال الفقهاء والعلماء لتعليم أهل جزيرة رودس الإسلام، حيث آثر أن يحيط المسلمين في رودس بالجو الإسلامي الديني ويعلي راية الإسلام بين أهاليها.
وهكذا وجَّهَ معاوية - رضي الله عنه - أنظار المسلمين شطر البحر الأبيض المتوسط، وأوقفهم على أهمية جزره، فاستولى على ما استطاعت أساطيله أن تفتحه منها، وطرق باب غيرها ومهد الطريق لمن يأتي بعده من الخلفاء الأمويين، وكفل معاوية للمسلمين قوة بحرية نافست البيزنطيين أنفسهم سيادتهم القديمة على البحر الأبيض المتوسط ثم أخذ يعبئها لأهم عمل في تاريخها، وهو ضرب عاصمة البيزنطيين أنفسهم والاستيلاء عليها، لذا قام بالتوسع بحريًا ليضمن لنفسه من التفوق البحري ما يستطيع به زعزعة أركان الدولة البيزنطية.
شارك في الإعداد: محمد مصطفى حميدة، ومصطفى عبدالباقي