حكاية ناي ♔
12-05-2023, 03:38 PM
وقعت حادثة شق صدر النبي صلى الله عليه وسلم أثناء استرضاعه في بني سعد؛ لنزع العلقة التي كانت حظ الشيطان منه، وقد ادَّعى القاضي عياض أن هذا الشق نتج عنه خاتم النبوة بين كتفيه، وهذا خلاف الثابت من أن الشق كان في صدره وبطنه.
قال القاضي: وهذا الخاتم هو أثر شق الملكين بين الكتفين. وقد تعقبه النووي فقال: هذا باطل؛ لأن الشق إنما كان في صدره وبطنه.
وقال القرطبي: أثره إنما كان خطًّا واضحًا من صدره إلى مراق بطنه كما في الصحيحين. قال: ولم يثبت قط أنه بلغ الشق حتى نفذ من وراء ظهره، ولو ثبت للزم عليه أن يكون مستطيلاً من بين كتفيه إلى قطنته؛ لأنه الذي يحاذي الصدر من سرته إلى مراق بطنه. قال: فهذه غفلة من هذا الإمام، ولعل ذلك وقع من بعض نُسَّاخ كتابه، فإنه لم يسمع عليه فيما عملت، كذا قال. وقد وقفت على مستند القاضي، وهو حديث عتبة بن عبد السلمي، الذي أخرجه أحمد والطبراني وغيرهما عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف كان بدء أمرك؟ فذكر القصة في ارتضاعه في بني سعد، وفيه أن الملكين لما شقا صدره صلى الله عليه وسلم قال أحدهما للأخر: خطه. فخاطه، وختم عليه بخاتم النبوة. انتهى.
فلما ثبت أن خاتم النبوة كان بين كتفيه، حمل ذلك عياضُ على أن الشق لما وقع في صدره ثم خيط حتى الْتَأَم كما كان، وقع الختم بين كتفيه، كان ذلك أثر الشق.
وفهم النووي وغيره أن قوله: بين كتفيه. متعلق بالشق، وليس كذلك، بل هو متعلق بأثر الختم، ويؤيده ما في حديث شداد بن أوس عند أبي يعلى في "الدلائل" لأبي نعيم، أن الملك لما أخرج قلبه وغسله ثم أعاده، ختم عليه بخاتم في يده من نور، فامتلأ نورًا، وذلك نور النبوة، فيحتمل أن يكون ظَهَر من وراء ظَهْره عند كتفه الأيسر؛ لأن القلب في تلك الجهة.
وفي حديث عائشة عند أبي دواد الطيالسي وابن أبي أسامة في "الدلائل" لأبي نعيم أيضًا: أن جبريل وميكائيل لما تراءيا له عند المبعث، "هبط جبريل، فسلقني لحلاوة القفا، ثم شق عن قلبي فاستخرجه، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم لأَمَهُ، ثم ألقاني، وخيم في ظهري حتى وجدت برد الخاتم في قلبي، وقال: اقرأ". الحديث. هذا مستند القاضي فيما ذكره، وليس بباطل[1].
وخلاصة ما قاله ابن حجر أن الخاتم لم يكن أثرًا لحادثة الشق؛ لأن الشق كان محله الصدر والبطن، والخاتم إنما كان بين كتفيه، كما في حديث جابر بن سمرة السابق.
قال القاضي: وهذا الخاتم هو أثر شق الملكين بين الكتفين. وقد تعقبه النووي فقال: هذا باطل؛ لأن الشق إنما كان في صدره وبطنه.
وقال القرطبي: أثره إنما كان خطًّا واضحًا من صدره إلى مراق بطنه كما في الصحيحين. قال: ولم يثبت قط أنه بلغ الشق حتى نفذ من وراء ظهره، ولو ثبت للزم عليه أن يكون مستطيلاً من بين كتفيه إلى قطنته؛ لأنه الذي يحاذي الصدر من سرته إلى مراق بطنه. قال: فهذه غفلة من هذا الإمام، ولعل ذلك وقع من بعض نُسَّاخ كتابه، فإنه لم يسمع عليه فيما عملت، كذا قال. وقد وقفت على مستند القاضي، وهو حديث عتبة بن عبد السلمي، الذي أخرجه أحمد والطبراني وغيرهما عنه، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف كان بدء أمرك؟ فذكر القصة في ارتضاعه في بني سعد، وفيه أن الملكين لما شقا صدره صلى الله عليه وسلم قال أحدهما للأخر: خطه. فخاطه، وختم عليه بخاتم النبوة. انتهى.
فلما ثبت أن خاتم النبوة كان بين كتفيه، حمل ذلك عياضُ على أن الشق لما وقع في صدره ثم خيط حتى الْتَأَم كما كان، وقع الختم بين كتفيه، كان ذلك أثر الشق.
وفهم النووي وغيره أن قوله: بين كتفيه. متعلق بالشق، وليس كذلك، بل هو متعلق بأثر الختم، ويؤيده ما في حديث شداد بن أوس عند أبي يعلى في "الدلائل" لأبي نعيم، أن الملك لما أخرج قلبه وغسله ثم أعاده، ختم عليه بخاتم في يده من نور، فامتلأ نورًا، وذلك نور النبوة، فيحتمل أن يكون ظَهَر من وراء ظَهْره عند كتفه الأيسر؛ لأن القلب في تلك الجهة.
وفي حديث عائشة عند أبي دواد الطيالسي وابن أبي أسامة في "الدلائل" لأبي نعيم أيضًا: أن جبريل وميكائيل لما تراءيا له عند المبعث، "هبط جبريل، فسلقني لحلاوة القفا، ثم شق عن قلبي فاستخرجه، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم أعاده مكانه، ثم لأَمَهُ، ثم ألقاني، وخيم في ظهري حتى وجدت برد الخاتم في قلبي، وقال: اقرأ". الحديث. هذا مستند القاضي فيما ذكره، وليس بباطل[1].
وخلاصة ما قاله ابن حجر أن الخاتم لم يكن أثرًا لحادثة الشق؛ لأن الشق كان محله الصدر والبطن، والخاتم إنما كان بين كتفيه، كما في حديث جابر بن سمرة السابق.