حكاية ناي ♔
12-11-2023, 05:38 PM
(1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.
سيرته وحياته
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. ولد في بغداد عام 1863م وتوفي بها في 24 فبراير 1936م، ونشأ ودرس على يد أبيه وعلى يد علماء عصره، وعين مدرسًا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عين عضواً في مجلس المعارف عام 1887م، ثم مديراً لمطبعة الولاية ومحرراً لجريدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عين عضواً في محكمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إسطنبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفكريها، وبعد إعلان العمل بالدستور في عام 1908م، عين أستاذًا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإسطنبول ثم عاد لبغداد، وعين أستاذاً في مدرسة الحقوق، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضواً في مجلس الأعيان. ونظم الشعر باللغة العربية واللغة الفارسية، وتميز إنتاج جميل صدقي الزهاوي بالكثرة والتنوع بين الشعر والنثر. وكان فخورا ومعتدا بنفسه فكتب عن نفسه في أواخر حياته قائلا: "كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولتي (الجرئ) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية"، وكان يجاهر بإيمانه في نظرية التطور ويخالف آراء المجتمع العربي في وقته وينعتها بالجهل والتخلف، ونسبت إليه الزندقة في أواخر حياته لكثرة تفلسفه في العلوم، ولكنه كان مسلما ولم يكن ملحدا على الرغم من شيوع ذلك عند عامة الناس، وله شعر جميل في وصف الذات الإلهية وجمال صنع الخالق، وله مقالات فلسفية في كبريات المجلات العربية.
وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد، واتخذ في آخر أيامه مجلساً في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، ولقد كان مولعاً بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فيه الشيخ إبراهيم أفندي الراوي وفي قرينه الرصافي:
مقال صحيح إن في الشعر حكمة وما كل شعر في الحقيقة محكم
وأشعر أهل الأرض عندي بلا مرا جميل الزهاوي والرصافي المقدم
كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلباً في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:
على كل عود صاحب وخليل وفي كل بيت رنة وعويل
وفي كل عين عبرة مهراقة وفي كل قلب حسرة وعليل
كأن الجدوع القائمات منابر علت خطباء عودهن نقول
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب (ويقصد به النقاب الذي يخفى معالم الوجه وليس الحجاب بالمفهوم الحالي) وأسرف في ذلك، حيث قال:
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم ؟
اسفري فالسفور للناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم
اسفري فالسفور فيه صلاح للفريقين ثم نفع عميم
زعموا ان في السفور انثلاماً كذبوا فالسفور طهر سليم
لايقي عفة الفتاة حجاب بل يقيها تثقيفها والعلوم
وقال أيضا:
مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا ريث فقد كان حارساً كذابا
وله أبيات أخرى في ديوان (الزهاوي، طبعة دار الدعوة، بيروت) أسرف فيها في هجاء العرب ومدح الإنجليز قال فيها:
تبصَّرْ أيها العربي واتركْ ولاءَ التركِ من قومٍ لئامِ
ووالِ الإنكليزَ رجال عدلٍ وصدقٍ في الفعالِ وفي الكلامِ
و لكنه شعر وكما باقي العرب إنَّ سقوط الخلافة الاسلامية بداية المهانة والضعف لهم، فرَثِئَ الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني بأبيات مشهورة:
وقد بعث الله الخليفة رحمة إلى الناس إن الله للناس يرحم
أقام به الديان أركان دينه فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة به إزدان من خود الحكومة معصم
وكم لأمير المؤمنين مآثر بهن صنوف الناس تدري وتعلم
ويشهد حتى الأجنبي بفضله فكـيف يسيءالظـن من هـو مسلـم
سلام على العهد الحميدي إنه لأسعـد عهد في الزمان وأنعم
وكتب فيه طه حسين: "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار، لقد كان شاعر العقل، وكان معري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم،"
وكتب فيه الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي ومما قال فيه: (شعر الزهاوي يمتاز بسهولة الألفاظ واضح المعاني ثر الإنتاج وكذلك يتسم بالتأثر بالعلوم التي درسها واشتهر بالشعر الوطني والاجتماعي والفلسفة والوصف وأنشد في أغلب الفنون الشعرية).
وهناك شارع سمي باسمهِ يقع في منطقة الأعظمية قرب البلاط الملكي وهذا الشارع يربط بين الطريق إلى جامع الإمام الأعظم ومنطقة الوزيرية العريقة في بغداد.
لقد كانت العداوة بينه وبين معروف الرصافي شديدة (حيث قال الرصافي أشياء كثيرة في النيل من الزهاوي) ولكن فرصة مواتية جاءت للزهاوي لرد الصاع صاعين للرصافي عندما سألوه عن رأيه في أحمد شوقي (وهذا مجال لعداوة أخرى) فأجابهم قائلا بلهجته البغدادية:
«هذا شنو أحمد شوقي، ولا شيء! تلميذي معروف الرصافي ينظم شعراً أحسن منه!»
في الوقت الذي كان كلاهما أستاذا بأدبه وشعره. هذا ما وثقه خالد القشطيني بمذكراته الطريفة عن هذا الصراع بين الشاعرين القمتين.
قال عنه المؤرخ الشاعر وليد الأعظمي: ((كان الزهاوي شديد الأعجاب بنفسه محباً للشهرة ويميل إلى مخالفة الناس، ويدعي المعرفة بالعلوم كلها كالفلسفة والفلك والجاذبية والتشريح مما أثار ضجة كادت تودي بحياته، وهو شاعر مكثر، وشعره ثقيل غير سائغ بسبب حشر النظريات العلمية فيه، وكان يحسن اللغة العربية والتركية والفارسية والكردية، وشيئاً من اللغة الفرنسية، وترك عدة دواوين منها (الكلم المنظوم) وديوان (اللباب)، وديوان (الأوشال)، و (الثمالة)، و (رباعيات الزهاوي)، وهي ترجمة لرباعيات الخيام)).
ومن شعره قصائد جميلة منها:
قَد كنت في درب ببغداد ماشياً وَبَغداد فيها للمشاة دروبُ
فَصادَفَت شيخاً قد حنى الدهر ظهرَه له فوق مستن الطَريق دَبيبُ
عليه ثياب رثة غير أنها نظاف فَلَم تدنس لهن جيوبُ
تدلّ غضونٌ في وَسيع جبينه عَلى أنه بين الشيوخ كَئيبُ
يَسير الهُوَينا وَالجماهير خلفه يسبونه وَالشيخ لَيسَ يجيبُ
له وقفة يقوى بها ثم شهقة تكادَ لها نفس الشَفيق تذوبُ
فَساءَلت من هَذا فَقالَ مجاوب هوَ الحق جاءَ اليوم فهو غَريبُ
فجئت إليه ناصراً ومؤازراً وَدَمعي لإشفاقي عليه صَبيبُ
وَقلت له إنا غَريبان ههنا وكل غَريب للغريب نَسيبُ
وفاته
تشييع جنازة الزهاوي. محمد رضا الشبيبي ومعروف الرصافي جالسان في المقعد الخلفي - 1936.
توفي الزهاوي في شهر ذي القعدة عام 1354 هـ/ شباط 1936م، ودفن بمشهد حافل في مدخل مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبرهِ حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي ابن أخيه.
سيرته وحياته
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. ولد في بغداد عام 1863م وتوفي بها في 24 فبراير 1936م، ونشأ ودرس على يد أبيه وعلى يد علماء عصره، وعين مدرسًا في مدرسة السليمانية ببغداد عام 1885م، وهو شاب ثم عين عضواً في مجلس المعارف عام 1887م، ثم مديراً لمطبعة الولاية ومحرراً لجريدة الزوراء عام 1890م، وبعدها عين عضواً في محكمة استئناف بغداد عام 1892م، وسافر إلى إسطنبول عام 1896م، فأعجب برجالها ومفكريها، وبعد إعلان العمل بالدستور في عام 1908م، عين أستاذًا للفلسفة الإسلامية في دار الفنون بإسطنبول ثم عاد لبغداد، وعين أستاذاً في مدرسة الحقوق، وعند تأسيس الحكومة العراقية عين عضواً في مجلس الأعيان. ونظم الشعر باللغة العربية واللغة الفارسية، وتميز إنتاج جميل صدقي الزهاوي بالكثرة والتنوع بين الشعر والنثر. وكان فخورا ومعتدا بنفسه فكتب عن نفسه في أواخر حياته قائلا: "كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولتي (الجرئ) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية"، وكان يجاهر بإيمانه في نظرية التطور ويخالف آراء المجتمع العربي في وقته وينعتها بالجهل والتخلف، ونسبت إليه الزندقة في أواخر حياته لكثرة تفلسفه في العلوم، ولكنه كان مسلما ولم يكن ملحدا على الرغم من شيوع ذلك عند عامة الناس، وله شعر جميل في وصف الذات الإلهية وجمال صنع الخالق، وله مقالات فلسفية في كبريات المجلات العربية.
وكان له مجلس يحفل بأهل العلم والأدب، وأحد مجالسه في مقهى الشط وله مجلس آخر يقيمه عصر كل يوم في قهوة رشيد حميد في الباب الشرقي من بغداد، واتخذ في آخر أيامه مجلساً في مقهى أمين في شارع الرشيد وعرفت هذه القهوة فيما بعد بقهوة الزهاوي، ولقد كان مولعاً بلعبة الدامة وله فيها تفنن غريب، وكان من المترددين على مجالسه الشاعر معروف الرصافي، والأستاذ إبراهيم صالح شكر، والشاعر عبد الرحمن البناء، وكانت مجالسه لا تخلو من أدب ومساجلة ونكات ومداعبات شعرية، وكانت له كلمة الفصل عند كل مناقشة ومناظرة، ولقد قال فيه الشيخ إبراهيم أفندي الراوي وفي قرينه الرصافي:
مقال صحيح إن في الشعر حكمة وما كل شعر في الحقيقة محكم
وأشعر أهل الأرض عندي بلا مرا جميل الزهاوي والرصافي المقدم
كان الزهاوي معروفا على مستوى العراق والعالم العربي وكان جريئاً وطموحاً وصلباً في مواقفه، فاختلف مع الحكّام عندما رآهم يلقون بالأحرار في غياهب السجن ومن ثم تنفيذ أحكام الإعدام بهم فنظم قصيدة في تحيّة الشهداء مطلعها:
على كل عود صاحب وخليل وفي كل بيت رنة وعويل
وفي كل عين عبرة مهراقة وفي كل قلب حسرة وعليل
كأن الجدوع القائمات منابر علت خطباء عودهن نقول
دافع الزهاوي عن حقوق المرأة وطالبها بترك الحجاب (ويقصد به النقاب الذي يخفى معالم الوجه وليس الحجاب بالمفهوم الحالي) وأسرف في ذلك، حيث قال:
اسفري فالحجاب يا ابنة فهر هو داء في الاجتماع وخيم
كل شيء إلى التجدد ماض فلماذا يقر هذا القديم ؟
اسفري فالسفور للناس صبح زاهر والحجاب ليل بهيم
اسفري فالسفور فيه صلاح للفريقين ثم نفع عميم
زعموا ان في السفور انثلاماً كذبوا فالسفور طهر سليم
لايقي عفة الفتاة حجاب بل يقيها تثقيفها والعلوم
وقال أيضا:
مزقي يا ابنة العراق الحجابا أسفري فالحياة تبغي انقلابا
مزقيه وأحرقيه بلا ريث فقد كان حارساً كذابا
وله أبيات أخرى في ديوان (الزهاوي، طبعة دار الدعوة، بيروت) أسرف فيها في هجاء العرب ومدح الإنجليز قال فيها:
تبصَّرْ أيها العربي واتركْ ولاءَ التركِ من قومٍ لئامِ
ووالِ الإنكليزَ رجال عدلٍ وصدقٍ في الفعالِ وفي الكلامِ
و لكنه شعر وكما باقي العرب إنَّ سقوط الخلافة الاسلامية بداية المهانة والضعف لهم، فرَثِئَ الخليفة العثماني عبد الحميد الثاني بأبيات مشهورة:
وقد بعث الله الخليفة رحمة إلى الناس إن الله للناس يرحم
أقام به الديان أركان دينه فليست على رغم العدى تتهدم
وصاغ النهى منه سوار عدالة به إزدان من خود الحكومة معصم
وكم لأمير المؤمنين مآثر بهن صنوف الناس تدري وتعلم
ويشهد حتى الأجنبي بفضله فكـيف يسيءالظـن من هـو مسلـم
سلام على العهد الحميدي إنه لأسعـد عهد في الزمان وأنعم
وكتب فيه طه حسين: "لم يكن الزهاوي شاعر العربية فحسب ولا شاعر العراق بل شاعر مصر وغيرها من الأقطار، لقد كان شاعر العقل، وكان معري هذا العصر، ولكنه المعري الذي اتصل بأوروبا وتسلح بالعلم،"
وكتب فيه الشاعر العراقي فالح الحجية في كتابه الموجز في الشعر العربي ومما قال فيه: (شعر الزهاوي يمتاز بسهولة الألفاظ واضح المعاني ثر الإنتاج وكذلك يتسم بالتأثر بالعلوم التي درسها واشتهر بالشعر الوطني والاجتماعي والفلسفة والوصف وأنشد في أغلب الفنون الشعرية).
وهناك شارع سمي باسمهِ يقع في منطقة الأعظمية قرب البلاط الملكي وهذا الشارع يربط بين الطريق إلى جامع الإمام الأعظم ومنطقة الوزيرية العريقة في بغداد.
لقد كانت العداوة بينه وبين معروف الرصافي شديدة (حيث قال الرصافي أشياء كثيرة في النيل من الزهاوي) ولكن فرصة مواتية جاءت للزهاوي لرد الصاع صاعين للرصافي عندما سألوه عن رأيه في أحمد شوقي (وهذا مجال لعداوة أخرى) فأجابهم قائلا بلهجته البغدادية:
«هذا شنو أحمد شوقي، ولا شيء! تلميذي معروف الرصافي ينظم شعراً أحسن منه!»
في الوقت الذي كان كلاهما أستاذا بأدبه وشعره. هذا ما وثقه خالد القشطيني بمذكراته الطريفة عن هذا الصراع بين الشاعرين القمتين.
قال عنه المؤرخ الشاعر وليد الأعظمي: ((كان الزهاوي شديد الأعجاب بنفسه محباً للشهرة ويميل إلى مخالفة الناس، ويدعي المعرفة بالعلوم كلها كالفلسفة والفلك والجاذبية والتشريح مما أثار ضجة كادت تودي بحياته، وهو شاعر مكثر، وشعره ثقيل غير سائغ بسبب حشر النظريات العلمية فيه، وكان يحسن اللغة العربية والتركية والفارسية والكردية، وشيئاً من اللغة الفرنسية، وترك عدة دواوين منها (الكلم المنظوم) وديوان (اللباب)، وديوان (الأوشال)، و (الثمالة)، و (رباعيات الزهاوي)، وهي ترجمة لرباعيات الخيام)).
ومن شعره قصائد جميلة منها:
قَد كنت في درب ببغداد ماشياً وَبَغداد فيها للمشاة دروبُ
فَصادَفَت شيخاً قد حنى الدهر ظهرَه له فوق مستن الطَريق دَبيبُ
عليه ثياب رثة غير أنها نظاف فَلَم تدنس لهن جيوبُ
تدلّ غضونٌ في وَسيع جبينه عَلى أنه بين الشيوخ كَئيبُ
يَسير الهُوَينا وَالجماهير خلفه يسبونه وَالشيخ لَيسَ يجيبُ
له وقفة يقوى بها ثم شهقة تكادَ لها نفس الشَفيق تذوبُ
فَساءَلت من هَذا فَقالَ مجاوب هوَ الحق جاءَ اليوم فهو غَريبُ
فجئت إليه ناصراً ومؤازراً وَدَمعي لإشفاقي عليه صَبيبُ
وَقلت له إنا غَريبان ههنا وكل غَريب للغريب نَسيبُ
وفاته
تشييع جنازة الزهاوي. محمد رضا الشبيبي ومعروف الرصافي جالسان في المقعد الخلفي - 1936.
توفي الزهاوي في شهر ذي القعدة عام 1354 هـ/ شباط 1936م، ودفن بمشهد حافل في مدخل مقبرة الخيزران في الأعظمية، وبنيت على قبرهِ حجرة ودفن على مقربة منه علامة العراق الشيخ أمجد الزهاوي ابن أخيه.