حكاية ناي ♔
12-23-2023, 11:32 AM
أمهات المؤمنين:
قال الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾[1].
قال ابن كثير: أي في الحرمة والاحترام، والتوقير والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع.
قال صاحب المواهب: سواء من مات عنها أو ماتت عنه وهي تحته.
ونقل عن البغوي قوله: كن أمهات المؤمنين دون النساء. روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها[2].
وفضلت زوجاته صلى الله عليه وسلم على النساء، وثوابهن وعقابهن مضاعفان، قال تعالى: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾[3].
ولا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾[4].
وأفضلهن خديجة وعائشة رضي الله عنهما.
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع وهن: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وميمونة، وسودة، وجويرية، وصفية.
وماتت عنده صلى الله عليه وسلم اثنتان: خديجة، وزينب أم المساكين.
خديجة بنت خويلد:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي. من الذؤابة في قريش نسبًا، وبيتًا، وشرفًا، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس، قصي بن كلاب.
قال ابن هشام: كانت خديجة يومئذٍ أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهن شرفًا، وأكثرهن مالًا[5].
وقد سبق لها أن تزوجت مرتين قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
تزوجت عتيق بن عابد بن عبدالله بن مخزوم، فولدت له عبدالله، وجارية اسمها هند، أسلمت وصحبت[6]، ومات عتيق.
ثم تزوجت أبا هالة بن النباش بن زرارة التميمي، ومات عنها أيضًا وقد ولدت له: هندًا وهالة وهما ذكران، وكلاهما أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وتقدم لخطبتها كثير من أشراف قريش، وكلهم كان حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك، لشرفها وجمالها ومالها، وقد أعرضت عن ذلك وانصرفت إلى تنمية أموالها بالتجارة، فقد كانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه..
وسمعت بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما اتصف به من أمانة وصدق.. فعرضت عليه أن يخرج بأموالها إلى الشام.. وتم ذلك، وكان ذلك سبب تعرفها عليه صلى الله عليه وسلم ثم زواجها منه برغبة منها.
كان عمره صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خمسًا وعشرين سنة، وكانت هي في الخامسة والثلاثين[7] وكانت أول امرأة تزوجها، ولم يتزوج عليها حتى ماتت رضي الله عنها.
وكان أولاده جميعًا منها إلا إبراهيم، كما ذكرت ذلك في الفصل السابق.
وقد أكرمها الله تعالى فكانت أول من آمن به حينما أكرمه الله تعالى بالنبوة وكانت لها مواقف مشهودة بعد ذلك في نصرة الدعوة، والوقوف إلى جانبه صلى الله عليه وسلم.
وظل صلى الله عليه وسلم يذكرها بعد ذلك ويكرم كل من يلوذ بها، حتى أثار هذا المسلك غيرة عائشة رضي الله عنها فقالت: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن. قال: فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة.
فيقول: "إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد"[8].
وفي موقف آخر من مواقف الغيرة قالت عائشة: استأذنت هالة بنت خويلد، أخت خديجة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك فقال: (اللهم هالة) قالت: فغرت فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها[9].
هذه المواقف من الغيرة من امرأة بعد موتها تبين مكانتها عنده صلى الله عليه وسلم، وحسن الوفاء منه صلى الله عليه وسلم.
وقد نقل علي رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في بيان مكانتها: "خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة"[10].
وعن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب[11].
ماتت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت في الحجون، وهي ابنة خمس وستين، ولم يكن يومئذٍ يصلى على الجنازة، وكانت مدة مقامها معه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة أو ثلاثين، والله أعلم.
قال ابن إسحاق: وكانت خديجة وزيرة صدق وكان يسكن إليها، وماتت هي وأبو طالب في عام واحد. قيل فسماه عام الحزن[12].
واقتصاره صلى الله عليه وسلم على امرأة واحدة في ريعان شبابه، وبقاؤه معها وحدها مدة خمس وعشرين سنة، وهي تكبره بخمس عشرة سنة، يخرس كل الألسنة، ويكم الأفواه التي تحاول أن تصفه صلى الله عليه وسلم بما هو بريء منه من كونه غلبت عليه الشهوات. متذرعين بتعدد زوجاته بعد ذلك.
وإن الدراسة الواعية لتعدد زوجاته لتبرز وتظهر ما كان وراء ذلك من حِكَم وتشريعات يدركها كل دارس منصف.
قال الله تعالى: ﴿ النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ ﴾[1].
قال ابن كثير: أي في الحرمة والاحترام، والتوقير والإعظام، ولكن لا تجوز الخلوة بهن، ولا ينتشر التحريم إلى بناتهن وأخواتهن بالإجماع.
قال صاحب المواهب: سواء من مات عنها أو ماتت عنه وهي تحته.
ونقل عن البغوي قوله: كن أمهات المؤمنين دون النساء. روي ذلك عن عائشة رضي الله عنها[2].
وفضلت زوجاته صلى الله عليه وسلم على النساء، وثوابهن وعقابهن مضاعفان، قال تعالى: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا ﴾[3].
ولا يحل سؤالهن إلا من وراء حجاب، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ﴾[4].
وأفضلهن خديجة وعائشة رضي الله عنهما.
ولا خلاف أنه صلى الله عليه وسلم توفي عن تسع وهن: عائشة، وحفصة، وأم حبيبة، وزينب بنت جحش، وأم سلمة، وميمونة، وسودة، وجويرية، وصفية.
وماتت عنده صلى الله عليه وسلم اثنتان: خديجة، وزينب أم المساكين.
خديجة بنت خويلد:
هي خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزى بن قصي. من الذؤابة في قريش نسبًا، وبيتًا، وشرفًا، يلتقي نسبها بنسب النبي صلى الله عليه وسلم في الجد الخامس، قصي بن كلاب.
قال ابن هشام: كانت خديجة يومئذٍ أوسط نساء قريش نسبًا، وأعظمهن شرفًا، وأكثرهن مالًا[5].
وقد سبق لها أن تزوجت مرتين قبل زواجها من الرسول صلى الله عليه وسلم.
تزوجت عتيق بن عابد بن عبدالله بن مخزوم، فولدت له عبدالله، وجارية اسمها هند، أسلمت وصحبت[6]، ومات عتيق.
ثم تزوجت أبا هالة بن النباش بن زرارة التميمي، ومات عنها أيضًا وقد ولدت له: هندًا وهالة وهما ذكران، وكلاهما أسلم وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وتقدم لخطبتها كثير من أشراف قريش، وكلهم كان حريصًا على نكاحها لو قدر على ذلك، لشرفها وجمالها ومالها، وقد أعرضت عن ذلك وانصرفت إلى تنمية أموالها بالتجارة، فقد كانت تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه..
وسمعت بمحمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وما اتصف به من أمانة وصدق.. فعرضت عليه أن يخرج بأموالها إلى الشام.. وتم ذلك، وكان ذلك سبب تعرفها عليه صلى الله عليه وسلم ثم زواجها منه برغبة منها.
كان عمره صلى الله عليه وسلم يومئذٍ خمسًا وعشرين سنة، وكانت هي في الخامسة والثلاثين[7] وكانت أول امرأة تزوجها، ولم يتزوج عليها حتى ماتت رضي الله عنها.
وكان أولاده جميعًا منها إلا إبراهيم، كما ذكرت ذلك في الفصل السابق.
وقد أكرمها الله تعالى فكانت أول من آمن به حينما أكرمه الله تعالى بالنبوة وكانت لها مواقف مشهودة بعد ذلك في نصرة الدعوة، والوقوف إلى جانبه صلى الله عليه وسلم.
وظل صلى الله عليه وسلم يذكرها بعد ذلك ويكرم كل من يلوذ بها، حتى أثار هذا المسلك غيرة عائشة رضي الله عنها فقالت: ما غرت على امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة، هلكت قبل أن يتزوجني، لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت من قصب، وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن. قال: فربما قلت له: كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة.
فيقول: "إنها كانت، وكانت، وكان لي منها ولد"[8].
وفي موقف آخر من مواقف الغيرة قالت عائشة: استأذنت هالة بنت خويلد، أخت خديجة، على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك فقال: (اللهم هالة) قالت: فغرت فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش، حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيرًا منها[9].
هذه المواقف من الغيرة من امرأة بعد موتها تبين مكانتها عنده صلى الله عليه وسلم، وحسن الوفاء منه صلى الله عليه وسلم.
وقد نقل علي رضي الله عنه قوله صلى الله عليه وسلم في بيان مكانتها: "خير نسائها مريم ابنة عمران، وخير نسائها خديجة"[10].
وعن أبي هريرة قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، هذه خديجة قد أتت، معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب، فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني، وبشرها ببيت في الجنة من قصب، لا صخب فيه ولا نصب[11].
ماتت خديجة بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين، ودفنت في الحجون، وهي ابنة خمس وستين، ولم يكن يومئذٍ يصلى على الجنازة، وكانت مدة مقامها معه صلى الله عليه وسلم خمسًا وعشرين سنة أو ثلاثين، والله أعلم.
قال ابن إسحاق: وكانت خديجة وزيرة صدق وكان يسكن إليها، وماتت هي وأبو طالب في عام واحد. قيل فسماه عام الحزن[12].
واقتصاره صلى الله عليه وسلم على امرأة واحدة في ريعان شبابه، وبقاؤه معها وحدها مدة خمس وعشرين سنة، وهي تكبره بخمس عشرة سنة، يخرس كل الألسنة، ويكم الأفواه التي تحاول أن تصفه صلى الله عليه وسلم بما هو بريء منه من كونه غلبت عليه الشهوات. متذرعين بتعدد زوجاته بعد ذلك.
وإن الدراسة الواعية لتعدد زوجاته لتبرز وتظهر ما كان وراء ذلك من حِكَم وتشريعات يدركها كل دارس منصف.