حكاية ناي ♔
01-08-2024, 08:48 AM
"ثم مضى النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى إذا كان بالأثيل[1]، وعُرض عليه الأسرى، فنظر إلى النضر بن الحارث فأبدَّه البصر، فقال لرجل إلى جنبه: محمد والله قاتلي، لقد نظر إليَّ بعينين فيهما الموت! فقال الذي إلى جنبه: والله ما هذا منك إلا رعب. فقال النضر لمصعب بن عمير: يا مصعب، أنت أقرب من ههنا بي رحماً، كلم صاحبك أن يجعلني كرجل من أصحابي، هو والله قاتلي إن لم تفعل. قال مصعب: إنك كنت تقول في كتاب الله كذا وكذا، [وتقول في نبيه كذا وكذا] قال: يا مصعب، فليجعلني كأحد أصحابي، إن قُتلوا قتلت، وإن منّ عليهم منّ عليّ. قال مصعب: إنك كنت تعذب أصحابه. قال: أما والله لو أسرتك قريش ما قتلت أبداً وأنا حي. قال مصعب: والله إني لأراك صادقاً، ولكن لست مثلك، قطع الإسلام العهود! فقال المقداد: أسيري، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "اضرب عنقه، اللهم أغن المقداد من فضلك" فقتله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ضرباً بالسيف بالأُثيلئ[2].
ثم خرج عليه الصلاة والسلام حتى إذا كان بعرق الظبية، أمر بقتل عقبة بن أبي معيط، وكان الذي أسره عبد الله بن سلمة، أحد بني العجلان، فقال عقبة حين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ قال: "النار"، وكان الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخو بني عمرو بن عوف[3].
وفي رواية أنه لما أقبل إليه عاصم بن ثابت ليقتله قال: يا معشر قريش، علام أقتل من بين من ههنا؟ قال: لعداوتك لله ولرسوله، فأمر به فضربت عنقه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بئس الرجل كنت والله ما علمت، كافراً بالله وبرسوله وبكتابه مؤذياً لنبيه، فأحمد الله الذي هو قتلك، وأقر عيني منك"[4]!
وقال حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل عقبة، قال: أتقتلني يا محمد من بين قريش؟ قال: " نعم، أتدرون ما صنع هذا بي؟ جاء وأنا ساجد خلف المقام، فوضع رجله على عنقي، وغمزها، فما رفع حتى ظننت أن عيني ستندران[5]، وجاء مرة أخرى بسلا[6] شاة، فألقاه على رأسي وأنا ساجد، فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي"[7]، قال ابن هشام: ويقال: بل قتله علي بن أبي طالب فيما ذكره الزهري وغيره من أهل العلم.اهـ[8].
والذي يظهر أن الذي قتله عاصم بن ثابت، فقد جاء في صحيح البخاري في قصة بئر معونة أن عاصم بن ثابت كان قد قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر.
قال الحافظ في الفتح: لعل العظيم المذكور هو عقبة بن أبي معيط، فإن عاصماً قتله بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-[9].
قال ابن كثير: كان هذان الرجلان من شر عباد الله، وأكثرهم كفراً، وعناداً، وبغياً، وحسداً، وهجاء للإسلام وأهله لعنهما الله، وقد فعل[10].
وأذكر بعضاً من مواقف هذين الرجلين، التي تدل على حقدهما وبغضهما للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللإسلام وأهله.
روى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: 28] [11].
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساجد، وحوله ناس من قريش، إذ جاءه عقبة بن أبي معيط بسلا جزور، فقذفه على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على من صنع ذلك، فقال: "اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، أو أبي ابن خلف" - شعبة الشاك - قال: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر، فألقوا في بئر، غير أن أمية أو أُبياً تقطعت أوصاله، فلم يلق في البئر[12].
وأما النضر بن الحارث فقد قال عنه ابن إسحاق: وكان من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلساً، فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم، من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم إليّ، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار[13]، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟
قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله، قال ابن إسحاق: وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن: قول الله عز وجل: ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾ [القلم: 15]. وكل ما ذكر فيه من الأساطير من القرآن[14].
وقد تقدم أنه كان حامل لواء المشركين في غزوة بدر.
ثم خرج عليه الصلاة والسلام حتى إذا كان بعرق الظبية، أمر بقتل عقبة بن أبي معيط، وكان الذي أسره عبد الله بن سلمة، أحد بني العجلان، فقال عقبة حين أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتله: فمن للصبية يا محمد؟ قال: "النار"، وكان الذي قتله عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح أخو بني عمرو بن عوف[3].
وفي رواية أنه لما أقبل إليه عاصم بن ثابت ليقتله قال: يا معشر قريش، علام أقتل من بين من ههنا؟ قال: لعداوتك لله ولرسوله، فأمر به فضربت عنقه. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "بئس الرجل كنت والله ما علمت، كافراً بالله وبرسوله وبكتابه مؤذياً لنبيه، فأحمد الله الذي هو قتلك، وأقر عيني منك"[4]!
وقال حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب عن الشعبي قال: لما أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- بقتل عقبة، قال: أتقتلني يا محمد من بين قريش؟ قال: " نعم، أتدرون ما صنع هذا بي؟ جاء وأنا ساجد خلف المقام، فوضع رجله على عنقي، وغمزها، فما رفع حتى ظننت أن عيني ستندران[5]، وجاء مرة أخرى بسلا[6] شاة، فألقاه على رأسي وأنا ساجد، فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي"[7]، قال ابن هشام: ويقال: بل قتله علي بن أبي طالب فيما ذكره الزهري وغيره من أهل العلم.اهـ[8].
والذي يظهر أن الذي قتله عاصم بن ثابت، فقد جاء في صحيح البخاري في قصة بئر معونة أن عاصم بن ثابت كان قد قتل عظيماً من عظمائهم يوم بدر.
قال الحافظ في الفتح: لعل العظيم المذكور هو عقبة بن أبي معيط، فإن عاصماً قتله بأمر النبي -صلى الله عليه وسلم-[9].
قال ابن كثير: كان هذان الرجلان من شر عباد الله، وأكثرهم كفراً، وعناداً، وبغياً، وحسداً، وهجاء للإسلام وأهله لعنهما الله، وقد فعل[10].
وأذكر بعضاً من مواقف هذين الرجلين، التي تدل على حقدهما وبغضهما للنبي -صلى الله عليه وسلم- وللإسلام وأهله.
روى البخاري في صحيحه من حديث عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو عن أشد ما صنع المشركون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: رأيت عقبة بن أبي معيط جاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يصلي، فوضع رداءه في عنقه، فخنقه به خنقاً شديداً، فجاء أبو بكر حتى دفعه عنه، فقال: ﴿ أَتَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّي اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ مِنْ رَبِّكُمْ ﴾ [غافر: 28] [11].
وروى البخاري ومسلم في صحيحهما من حديث عمرو بن ميمون عن عبد الله قال: بينما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ساجد، وحوله ناس من قريش، إذ جاءه عقبة بن أبي معيط بسلا جزور، فقذفه على ظهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فلم يرفع رأسه، فجاءت فاطمة فأخذته عن ظهره، ودعت على من صنع ذلك، فقال: "اللهم عليك الملأ من قريش: أبا جهل بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وعقبة بن أبي معيط، وشيبة بن ربيعة، وأمية بن خلف، أو أبي ابن خلف" - شعبة الشاك - قال: فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر، فألقوا في بئر، غير أن أمية أو أُبياً تقطعت أوصاله، فلم يلق في البئر[12].
وأما النضر بن الحارث فقد قال عنه ابن إسحاق: وكان من شياطين قريش، وممن كان يؤذي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وينصب له العداوة، وكان قد قدم الحيرة، وتعلم بها أحاديث ملوك الفرس، وأحاديث رستم واسفنديار، فكان إذا جلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مجلساً، فذكر فيه بالله، وحذر قومه ما أصاب من قبلهم من الأمم، من نقمة الله، خلفه في مجلسه إذا قام، ثم قال: أنا والله يا معشر قريش أحسن حديثاً منه، فهلم إليّ، فأنا أحدثكم أحسن من حديثه، ثم يحدثهم عن ملوك فارس ورستم واسفنديار[13]، ثم يقول: بماذا محمد أحسن حديثاً مني؟
قال ابن هشام: وهو الذي قال فيما بلغني: سأنزل مثل ما أنزل الله، قال ابن إسحاق: وكان ابن عباس - رضي الله عنهما - يقول فيما بلغني: نزل فيه ثمان آيات من القرآن: قول الله عز وجل: ﴿ إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ ﴾ [القلم: 15]. وكل ما ذكر فيه من الأساطير من القرآن[14].
وقد تقدم أنه كان حامل لواء المشركين في غزوة بدر.