حكاية ناي ♔
01-08-2024, 08:50 AM
تعددت أسماء النبي صلى الله عليه وسلم تعددًا ينبئ بسمو قدره، وعلو شأنه عند ربِّه، وحمل كل اسم من دلالات العظمة ومعاني الفخامة ما يليق بمقامه صلى الله عليه وسلم، فمنها ما أُضِيف إلى لفظ الجلالة إضافة تشريف وتكريم، ومنها ما يدل على خصيصة من خصائصه التي حباه بها ربه سبحانه وتعالى، وهذه الأسماء الشريفة لا نعرف لها حدًّا ولا حصرًا؛ إذ أكثرها صفات، ومن المعلوم أن صفاته صلى الله عليه وسلم كثيرة، ولا عجب في ذلك، ألم تر أن العلماء لما استقرؤوا صفات الأسد، واستقصوا النظر فيها، أوصلوا أسماءه إلى خمسمائة اسم؟! فما بالنا بصفات حبيبنا صلى الله عليه وسلم؟
يقول ابن القيم: وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:
أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل؛ كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيرُهُ من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله؛ كرسول الله ونبيِّه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة.
وأما إن جُعِلَ له من كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين؛ كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم، إلى أمثال ذلك. وفي هذا قال مَن قال من الناس: إن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم. قاله أبو الخطاب ابن دحية، ومقصوده الأوصاف. زاد المعاد، 1/ 84.
قال الشيخ النواوي:
قال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي": قال بعض الصوفية: لله تعالى ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، فأما أسماء الله تعالى فهذا عدد صغير فيها، وأما أسماء النبي فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البيِّن، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا. ثم ذكرها مفصلة مشروحة، فاستوعب وأجاد، ثم قال: وله وراء هذه أسماء. وقد ذكر الشيخ شرف الدين الطيبي في كتابه "الكاشف" وغيره أيضًا هذه الأسماء، وهي:
محمد وأحمد ومحمود والماحي والحاشر والعاقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي الملاحم والشاهد والمبشر والنذير والضحوك والمتوكل والفاتح والأمين والمصطفى والخاتم والرسول والنبي والأمي والقيِّم ونبي التوبة والقاسم والعبد وعبد الله والمزمِّل والمدثِّر والشفيع والشافع والمشفع والحبيب والخطيب والحيي والخليل والداعي والسراج المنير وحريص عليكم ورؤوف رحيم والطيب وذو العزم والصاحب والصالح والسيد والقائد والإمام والحرز والنور والأزهر والأجود والشكور والكريم. الجامع لأوصاف الرسول لابن العاقولي ص14.
ومع كثرة هذه الأسماء، فإنه لم يشتهر منها إلا ما رواه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سَمَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، فقال: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي".
ويعتبر اسم "محمد" من أشهر هذه الأسماء، وهو اسم منقول من الصفة، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه صلى الله عليه وسلم:
وشق له من اسمه ليجله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فذو العرش محمود وهذا محمدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقد ذكر ابن القيم تعليلاً جميلاً لتسميته بهذا الاسم، فقال: تسميته صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم لِما اشتمل عليه من مسماه وهو الحمد، فإنه صلى الله عليه وسلم محمود عند الله، ومحمود عند ملائكته، ومحمود عند إخوانه من المرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم، فإن ما فيه من صفات الكمال محمود عند كل عاقل، وإن كابر عقله جحودًا أو عنادًا أو جهلاً باتصافه بها، ولو علم اتصافه بها لحمده، فإنه يُحْمَد من اتصف بصفات الكمال، ويجهل وجودها فيه، فهو في الحقيقة حامد له، وهو صلى الله عليه وسلم اختص من مسمى الحمد بما لم يجتمع لغيره؛ فإنه اسمه محمد وأحمد، وأمته الحمَّادون، يحمدون الله في السراء والضراء، وصلاته وصلاة أمته مفتَتَحة بالحمد، وخطبته مفتتحة بالحمد، وكتابه مفتتح بالحمد، هكذا عند الله في اللوح المحفوظ أن خلفاءه وأصحابه يكتبون المصحف مفتتحًا بالحمد، وبيده صلى الله عليه وسلم لواء الحمد يوم القيامة، ولما يسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة، ويؤذن له فيها، يحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذٍ، وهو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]. وإذا قام في ذلك المقام، حمده حينئذٍ أهل الموقف كلهم؛ مسلمهم وكافرهم، أولهم وآخرهم، و هو محمود صلى الله عليه وسلم بما ملأ الأرض من الهدى والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وفتح به القلوب، وكشف به الظلمة عن أهل الأرض، واستنقذهم من أسر الشياطين، ومن الشرك بالله والكفر به والجهل به، حتى نال به أتباعه شرف الدنيا والآخرة. ابن القيم، جلاء الأفهام 1/ 88، 89.
كما أورد ابن العاقولي في كتابه "الجامع لأوصاف الرسول" تفسيرًا ضافيًا لأسمائه صلى الله عليه وسلم، فقال:
• الماحي: من قولك: محوت الخط إذا أزلته، وجاء مفسرًا في الحديث الذي محيت به سيئات مَن تبعه، ومن قوله: يمحو الله به الكفر، أي: بإظهار الحجة على بطلانه، وكل ما قامت الحجة على أنه باطل، فلا أثر لوجوده الصوري.
• الحاشر: أي يُحشَر الناس على أثره وزمان نبوته، فهو إسناد مجازي؛ لأنه سبب في حشرهم، لا يحشرون حتى يُحشَر.
• العاقب: هو الذي يخلف في الخير مَن كان قبله، وكذلك العَقُوب.
• المقفِّي: بكسر الفاء بمعنى العاقب، وبالفتح بمعنى الكريم، مأخوذ من القفا، والقفاوة: البر. وسُمِّيَ به لكرمه.
• نبي الرحمة: من قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. وهي العطف والإشفاق.
• نبي الملاحم: من كونه يحارب الكفار. والملحمة: الحرب. والملاحم جمعها. وهذا من رحمته بهم؛ لأنه يُدْخِلُهم في الإسلام قهرًا، فيصيرون إلى الجنة، قال أبو هريرة في قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]. أي: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.
• الشاهد: من قوله تعالى: ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]. أو من مشاهدته الحال، فأخبر بما شاهد منها ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ [النجم: 12].
• المبشر والنذير: من قوله تعالى: ﴿ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [البقرة: 119]. فالبشارة في الخير، والإنذار في العذاب.
• الضحوك: لتبسمه؛ لأنه كان بسومًا غير عبوس، وهو اسمه بالتوراة.
• المتوكل: لتوكله على الله تعالى، وهو التفويض لأموره كلها إليه تعالى.
• الفاتح: أي أبواب العلوم على الأمة الأميَّة.
• الأمين: سمَّاه به قومه في الجاهلية؛ لما شاهدوا من صدقه وأمانته.
• المصطفى: من الاصطفاء، وهو تناول صفوة الشيء.
• الخاتم: من ختمت الشيء: إذا بلغت آخره، وهو آخر الأنبياء بعثة.
• النبي: من النبأ؛ لإنبائه عن الله تعالى. أو من النبوة، وهي الارتفاع. أو من النبئ، وهو الطريق، وهو في العرف: الرسول الذي لم ينزل عليه كتاب.
• الرسول: هو النبي الذي أنزل عليه كتاب، ولا عكس.
• الأمِّيُّ: نسبة إلى أم القرى "مكة". أو إلى أمه؛ لبقائه على أصل الخلقة في عدم تعلم الكتابة.
• القَيِّم: ومعناه: الجامع لمكارم الأخلاق، الكامل فيها. أو الجامع لشمل الناس؛ بتأليفه بينهم وجمع شتاتهم.
• نبي التوبة: لمجيئه بقبول التوبة المجردة عن القربان وقتل النفس.
• القاسم: يقسم مال الله تعالى على عباده.
• العبد: من قولهم: طريق مُعَبَّد. أي: مُذَلَّل موطَّأ. وكان قد ذهب ووطئ، فسُمِيَ عبدًا لذلك. أو قولهم للمكرم: المعبد، قال حاتم بن عبد الله الطائي:
تقول: ألا تُمسِك عليك فإنني أرى المال عند الباخلين مُعَبَّدَا؟!
• المزمل: مِن تزمَّل الرجل بثيابه. أي: تدَّثر. من قوله عندما أُنزل عليه: "زمِّلوني".
• المدَّثر: وهو ما يُدَثَّر به الإنسان فوق الشعار، قاله صاحب "المجمل" من قوله عندما أُنزِل عليه: "زملوني".
• الحبيب: أي: أحبه الله تعالى محبة زائدة على محبته غيره، ومحبته تعالى عباده عبارة عن إرادته بهم الخير.
• الخطيب: لأنه خطيب الأنبياء يوم القيامة.
• الداعي: من قوله تعالى: ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ [يوسف: 108].
• السراج المنير: استُعير لما في دعوته من الظهور التام الحجة على صدقه.
• حريص عليكم: من الحرص على الخير؛ أي: هدايتهم وإنقاذهم.
• رؤوف رحيم: مشتقان من أسمائه تعالى.
• الطيب: من قوله تعالى: ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ﴾ [النور: 26].
• ذو العزم: أي: ذو الجد. وقيل: الحزم. أُمِر بالاقتداء بهم، فسُمِّيَ بذلك.
• الصاحب: من قوله تعالى: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ﴾ [النجم: 2].
• الصالح: من قول الأنبياء: مرحبًا بالأخ الصالح.
• السيد: من قولهم: ساد قومه يسودهم، فهو سيد.
• الأجود: لأنه كان أجود الناس.
• الشكور: من قوله: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". حيث قام حتى تورمت قدماه.
• الكريم: لكرمه على الله تعالى. ابن العاقولي، الجامع لأوصاف الرسول ص15، 16 باختصار.
يقول ابن القيم: وأسماؤه صلى الله عليه وسلم نوعان:
أحدهما: خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل؛ كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة.
والثاني: ما يشاركه في معناه غيرُهُ من الرسل، ولكن له منه كماله، فهو مختص بكماله دون أصله؛ كرسول الله ونبيِّه وعبده والشاهد والمبشر والنذير ونبي الرحمة ونبي التوبة.
وأما إن جُعِلَ له من كل وصف من أوصافه اسم، تجاوزت أسماؤه المائتين؛ كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم، إلى أمثال ذلك. وفي هذا قال مَن قال من الناس: إن لله ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم. قاله أبو الخطاب ابن دحية، ومقصوده الأوصاف. زاد المعاد، 1/ 84.
قال الشيخ النواوي:
قال الإمام الحافظ القاضي أبو بكر بن العربي المالكي في كتابه "عارضة الأحوذي في شرح الترمذي": قال بعض الصوفية: لله تعالى ألف اسم، وللنبي صلى الله عليه وسلم ألف اسم، فأما أسماء الله تعالى فهذا عدد صغير فيها، وأما أسماء النبي فلم أحصها إلا من جهة الورود الظاهر بصيغة الأسماء البيِّن، فوعيت منها أربعة وستين اسمًا. ثم ذكرها مفصلة مشروحة، فاستوعب وأجاد، ثم قال: وله وراء هذه أسماء. وقد ذكر الشيخ شرف الدين الطيبي في كتابه "الكاشف" وغيره أيضًا هذه الأسماء، وهي:
محمد وأحمد ومحمود والماحي والحاشر والعاقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي الملاحم والشاهد والمبشر والنذير والضحوك والمتوكل والفاتح والأمين والمصطفى والخاتم والرسول والنبي والأمي والقيِّم ونبي التوبة والقاسم والعبد وعبد الله والمزمِّل والمدثِّر والشفيع والشافع والمشفع والحبيب والخطيب والحيي والخليل والداعي والسراج المنير وحريص عليكم ورؤوف رحيم والطيب وذو العزم والصاحب والصالح والسيد والقائد والإمام والحرز والنور والأزهر والأجود والشكور والكريم. الجامع لأوصاف الرسول لابن العاقولي ص14.
ومع كثرة هذه الأسماء، فإنه لم يشتهر منها إلا ما رواه البخاري ومسلم عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال: سَمَّى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أسماء، فقال: "أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب الذي ليس بعده نبي".
ويعتبر اسم "محمد" من أشهر هذه الأسماء، وهو اسم منقول من الصفة، يقول حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه صلى الله عليه وسلم:
وشق له من اسمه ليجله https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فذو العرش محمود وهذا محمدُ https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
وقد ذكر ابن القيم تعليلاً جميلاً لتسميته بهذا الاسم، فقال: تسميته صلى الله عليه وسلم بهذا الاسم لِما اشتمل عليه من مسماه وهو الحمد، فإنه صلى الله عليه وسلم محمود عند الله، ومحمود عند ملائكته، ومحمود عند إخوانه من المرسلين، ومحمود عند أهل الأرض كلهم وإن كفر به بعضهم، فإن ما فيه من صفات الكمال محمود عند كل عاقل، وإن كابر عقله جحودًا أو عنادًا أو جهلاً باتصافه بها، ولو علم اتصافه بها لحمده، فإنه يُحْمَد من اتصف بصفات الكمال، ويجهل وجودها فيه، فهو في الحقيقة حامد له، وهو صلى الله عليه وسلم اختص من مسمى الحمد بما لم يجتمع لغيره؛ فإنه اسمه محمد وأحمد، وأمته الحمَّادون، يحمدون الله في السراء والضراء، وصلاته وصلاة أمته مفتَتَحة بالحمد، وخطبته مفتتحة بالحمد، وكتابه مفتتح بالحمد، هكذا عند الله في اللوح المحفوظ أن خلفاءه وأصحابه يكتبون المصحف مفتتحًا بالحمد، وبيده صلى الله عليه وسلم لواء الحمد يوم القيامة، ولما يسجد بين يدي ربه عز وجل للشفاعة، ويؤذن له فيها، يحمد ربه بمحامد يفتحها عليه حينئذٍ، وهو صاحب المقام المحمود الذي يغبطه به الأولون والآخرون، قال تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ﴾ [الإسراء: 79]. وإذا قام في ذلك المقام، حمده حينئذٍ أهل الموقف كلهم؛ مسلمهم وكافرهم، أولهم وآخرهم، و هو محمود صلى الله عليه وسلم بما ملأ الأرض من الهدى والإيمان والعلم النافع والعمل الصالح، وفتح به القلوب، وكشف به الظلمة عن أهل الأرض، واستنقذهم من أسر الشياطين، ومن الشرك بالله والكفر به والجهل به، حتى نال به أتباعه شرف الدنيا والآخرة. ابن القيم، جلاء الأفهام 1/ 88، 89.
كما أورد ابن العاقولي في كتابه "الجامع لأوصاف الرسول" تفسيرًا ضافيًا لأسمائه صلى الله عليه وسلم، فقال:
• الماحي: من قولك: محوت الخط إذا أزلته، وجاء مفسرًا في الحديث الذي محيت به سيئات مَن تبعه، ومن قوله: يمحو الله به الكفر، أي: بإظهار الحجة على بطلانه، وكل ما قامت الحجة على أنه باطل، فلا أثر لوجوده الصوري.
• الحاشر: أي يُحشَر الناس على أثره وزمان نبوته، فهو إسناد مجازي؛ لأنه سبب في حشرهم، لا يحشرون حتى يُحشَر.
• العاقب: هو الذي يخلف في الخير مَن كان قبله، وكذلك العَقُوب.
• المقفِّي: بكسر الفاء بمعنى العاقب، وبالفتح بمعنى الكريم، مأخوذ من القفا، والقفاوة: البر. وسُمِّيَ به لكرمه.
• نبي الرحمة: من قوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]. وهي العطف والإشفاق.
• نبي الملاحم: من كونه يحارب الكفار. والملحمة: الحرب. والملاحم جمعها. وهذا من رحمته بهم؛ لأنه يُدْخِلُهم في الإسلام قهرًا، فيصيرون إلى الجنة، قال أبو هريرة في قوله تعالى: ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ ﴾ [آل عمران: 110]. أي: خير الناس للناس، تأتون بهم في السلاسل في أعناقهم حتى يدخلوا في الإسلام.
• الشاهد: من قوله تعالى: ﴿ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا ﴾ [النساء: 41]. أو من مشاهدته الحال، فأخبر بما شاهد منها ﴿ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ﴾ [النجم: 12].
• المبشر والنذير: من قوله تعالى: ﴿ بَشِيرًا وَنَذِيرًا ﴾ [البقرة: 119]. فالبشارة في الخير، والإنذار في العذاب.
• الضحوك: لتبسمه؛ لأنه كان بسومًا غير عبوس، وهو اسمه بالتوراة.
• المتوكل: لتوكله على الله تعالى، وهو التفويض لأموره كلها إليه تعالى.
• الفاتح: أي أبواب العلوم على الأمة الأميَّة.
• الأمين: سمَّاه به قومه في الجاهلية؛ لما شاهدوا من صدقه وأمانته.
• المصطفى: من الاصطفاء، وهو تناول صفوة الشيء.
• الخاتم: من ختمت الشيء: إذا بلغت آخره، وهو آخر الأنبياء بعثة.
• النبي: من النبأ؛ لإنبائه عن الله تعالى. أو من النبوة، وهي الارتفاع. أو من النبئ، وهو الطريق، وهو في العرف: الرسول الذي لم ينزل عليه كتاب.
• الرسول: هو النبي الذي أنزل عليه كتاب، ولا عكس.
• الأمِّيُّ: نسبة إلى أم القرى "مكة". أو إلى أمه؛ لبقائه على أصل الخلقة في عدم تعلم الكتابة.
• القَيِّم: ومعناه: الجامع لمكارم الأخلاق، الكامل فيها. أو الجامع لشمل الناس؛ بتأليفه بينهم وجمع شتاتهم.
• نبي التوبة: لمجيئه بقبول التوبة المجردة عن القربان وقتل النفس.
• القاسم: يقسم مال الله تعالى على عباده.
• العبد: من قولهم: طريق مُعَبَّد. أي: مُذَلَّل موطَّأ. وكان قد ذهب ووطئ، فسُمِيَ عبدًا لذلك. أو قولهم للمكرم: المعبد، قال حاتم بن عبد الله الطائي:
تقول: ألا تُمسِك عليك فإنني أرى المال عند الباخلين مُعَبَّدَا؟!
• المزمل: مِن تزمَّل الرجل بثيابه. أي: تدَّثر. من قوله عندما أُنزل عليه: "زمِّلوني".
• المدَّثر: وهو ما يُدَثَّر به الإنسان فوق الشعار، قاله صاحب "المجمل" من قوله عندما أُنزِل عليه: "زملوني".
• الحبيب: أي: أحبه الله تعالى محبة زائدة على محبته غيره، ومحبته تعالى عباده عبارة عن إرادته بهم الخير.
• الخطيب: لأنه خطيب الأنبياء يوم القيامة.
• الداعي: من قوله تعالى: ﴿ أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ ﴾ [يوسف: 108].
• السراج المنير: استُعير لما في دعوته من الظهور التام الحجة على صدقه.
• حريص عليكم: من الحرص على الخير؛ أي: هدايتهم وإنقاذهم.
• رؤوف رحيم: مشتقان من أسمائه تعالى.
• الطيب: من قوله تعالى: ﴿ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ ﴾ [النور: 26].
• ذو العزم: أي: ذو الجد. وقيل: الحزم. أُمِر بالاقتداء بهم، فسُمِّيَ بذلك.
• الصاحب: من قوله تعالى: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ ﴾ [النجم: 2].
• الصالح: من قول الأنبياء: مرحبًا بالأخ الصالح.
• السيد: من قولهم: ساد قومه يسودهم، فهو سيد.
• الأجود: لأنه كان أجود الناس.
• الشكور: من قوله: "أفلا أكون عبدًا شكورًا". حيث قام حتى تورمت قدماه.
• الكريم: لكرمه على الله تعالى. ابن العاقولي، الجامع لأوصاف الرسول ص15، 16 باختصار.