حكاية ناي ♔
01-13-2024, 01:41 PM
الوفاء:
ومن أهم المواقف الدالَّة على التزام المسلمين بخُلُق الوفاء وتعظيمهم له في السِّلم والحرب:
قال حذيفة بن اليمان: "ما منعني أن أَشهَد بدرًا إلا أني خرجتُ أنا وأَبي حُسَيلٌ، قال: فأخذَنا كفارُ قريش قالوا: إنكم تُريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منَّا عهدَ الله وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينة، ولا نُقاتِل معه، فأتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرْناه الخبرَ، فقال: ((انصرِفا، نَفِي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم))[1].
قال النَّووي في تعليقه على الحديث: "وفيه الوفاء بالعهد، أمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء، وهذا ليس للإيجاب؛ فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام ونائبه، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم ألا يَشيع عن أصحابه نَقْضُ العهد"[2].
ومن مواقف الوفاء أيضًا: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قَتْل أبي البحتري بن هشام حيث قال: ((مَن لقي أبا البحتري بن هشام بن الحارث بن أسد، فلا يقتله))[3].
وإنما نهى عن قتْله كما قال ابن إسحاق وفاء له وحِفْظًا للجميل؛ "لأنه أَكَفُّ القومِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، كان لا يؤذيه ولا يَبلُغه عنه شيء يَكرَهه، وكان ممن قام في نقْض الصحيفة"[4].
وقد حرص الصحابةُ على تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، لولا أن أبا البحتري أصرَّ على القتال، فاضطرَّ المجذر بن زياد إلى قتْله بعد تحذيره وإخباره بعدم رغبته في قتله.
الطاعة:
الإسلام يأمر بالطاعة المُطلَقة لله - عز وجل - ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أما طاعة أُولي الأمر، فإنها مُقيَّدة بكونها في المعروف، ولا تجوز الطاعةُ في المعصية بحال، ومن مواقف الطاعة في هذه الغزوة:
• التزام الصحابة بحُسْن معاملة الأسرى.
• التزام الصحابة بعدم قَتْل مَن نُهِي عن قتْله بقَدْر الاستطاعة.
• ما أظهره الصحابة من الطاعة المُطلَقة حين استشارهم في قتال قريش قائلاً: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، فقام أبو بكر وعمر فقالا وأحسَنا، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امضِ لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتِلون، فوالذي بعثك بالحق لو سِرْت بنا إلى بَرْك الغِماد، لجالدنا معك من دونه حتى تَبلُغه، أو قال: "لنكونن بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومن خلْفك، وحتى يفتح الله عليك"[5].
ثم قام سعد بن معاذ فقال: "آمنا بك وصدَّقناك، وشهِدنا أن ما جئتَ به هو الحقُّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطاعة لكَ، فامضِ يا رسول الله لما أردتَ، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضتَ بنا البحرَ لخُضناه معك ما تخلَّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلْقى بنا عدوًّا غدًا، إنَّا لصُبُر في الحرب، صُدُق عند اللقاء، لعلَّ الله يريك منا ما تَقَر به عينُك، فسِر على بركة الله" [6].
ومن أهم المواقف الدالَّة على التزام المسلمين بخُلُق الوفاء وتعظيمهم له في السِّلم والحرب:
قال حذيفة بن اليمان: "ما منعني أن أَشهَد بدرًا إلا أني خرجتُ أنا وأَبي حُسَيلٌ، قال: فأخذَنا كفارُ قريش قالوا: إنكم تُريدون محمدًا، فقلنا: ما نريده، ما نريد إلا المدينة، فأخذوا منَّا عهدَ الله وميثاقَه لننصرفنَّ إلى المدينة، ولا نُقاتِل معه، فأتينا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فأخبرْناه الخبرَ، فقال: ((انصرِفا، نَفِي لهم بعهدهم، ونستعين الله عليهم))[1].
قال النَّووي في تعليقه على الحديث: "وفيه الوفاء بالعهد، أمرهما النبي صلى الله عليه وسلم بالوفاء، وهذا ليس للإيجاب؛ فإنه لا يجب الوفاء بترك الجهاد مع الإمام ونائبه، ولكن أراد النبي صلى الله عليه وسلم ألا يَشيع عن أصحابه نَقْضُ العهد"[2].
ومن مواقف الوفاء أيضًا: نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن قَتْل أبي البحتري بن هشام حيث قال: ((مَن لقي أبا البحتري بن هشام بن الحارث بن أسد، فلا يقتله))[3].
وإنما نهى عن قتْله كما قال ابن إسحاق وفاء له وحِفْظًا للجميل؛ "لأنه أَكَفُّ القومِ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، كان لا يؤذيه ولا يَبلُغه عنه شيء يَكرَهه، وكان ممن قام في نقْض الصحيفة"[4].
وقد حرص الصحابةُ على تنفيذ وصية النبي صلى الله عليه وسلم، لولا أن أبا البحتري أصرَّ على القتال، فاضطرَّ المجذر بن زياد إلى قتْله بعد تحذيره وإخباره بعدم رغبته في قتله.
الطاعة:
الإسلام يأمر بالطاعة المُطلَقة لله - عز وجل - ولرسوله صلى الله عليه وسلم، أما طاعة أُولي الأمر، فإنها مُقيَّدة بكونها في المعروف، ولا تجوز الطاعةُ في المعصية بحال، ومن مواقف الطاعة في هذه الغزوة:
• التزام الصحابة بحُسْن معاملة الأسرى.
• التزام الصحابة بعدم قَتْل مَن نُهِي عن قتْله بقَدْر الاستطاعة.
• ما أظهره الصحابة من الطاعة المُطلَقة حين استشارهم في قتال قريش قائلاً: ((أشيروا عليَّ أيها الناس))، فقام أبو بكر وعمر فقالا وأحسَنا، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امضِ لما أراك الله، فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنَّا معكما مقاتِلون، فوالذي بعثك بالحق لو سِرْت بنا إلى بَرْك الغِماد، لجالدنا معك من دونه حتى تَبلُغه، أو قال: "لنكونن بين يديك وعن يمينك وعن شمالك ومن خلْفك، وحتى يفتح الله عليك"[5].
ثم قام سعد بن معاذ فقال: "آمنا بك وصدَّقناك، وشهِدنا أن ما جئتَ به هو الحقُّ، وأعطيناك على ذلك عهودنا ومواثيقنا على السَّمع والطاعة لكَ، فامضِ يا رسول الله لما أردتَ، فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضتَ بنا البحرَ لخُضناه معك ما تخلَّف منا رجل واحد، وما نكره أن تلْقى بنا عدوًّا غدًا، إنَّا لصُبُر في الحرب، صُدُق عند اللقاء، لعلَّ الله يريك منا ما تَقَر به عينُك، فسِر على بركة الله" [6].