حكاية ناي ♔
01-13-2024, 01:46 PM
قال حكيم بن حزام: انهزمنا يوم بدر، فجعلت أسعى وأقول: قاتل الله ابن الحنظلية، زعم أن النهار قد ذهب، والله إن النهار لكما هو! قال حكيم: وما ذاك بي إلا حباً أن يأتي الليل فيقصر عنا طلب القوم. فيدرك حكيماً عبيد الله وعبد الرحمن ابنا العوام على جمل لهما، فقال عبدالرحمن لأخيه: انزل فاحمل أبا خالد. وكان عبيدالله رجلاً أعرج لا رُجلة به، فقال عبيد الله: إنه لا رجلة بي كما ترى. قال عبدالرحمن: والله إن منه بد، ألا نحمل رجلاً إن متنا كفانا ما خلفنا من عيالنا، وإن عشنا حمل كلَّنا!؟ فنزل عبدالرحمن وأخوه وهو أعرج، فحملاه، فكانوا يتعاقبون الجمل، فلما دنا من مكة فكان بمر الظهران، قال: والله لقد رأيت ههنا أمراً ما كان يخرج على مثله أحد له رأي، ولكنّه شؤم ابن الحنظلية! إن جزوراً نحرت ههنا فلم يبق خباء إلا أصابه من دمها، فقالا: قد رأينا ذلك، ولكن رأيناك وقومنا مضيتم فمضينا معكم، فلم يكن لنا أمر معكم.
وقال مخلد بن خفاف عن أبيه: وكانت الدروع في قريش كثيرة، فلما انهزموا جعلوا يلقونها، وجعل المسلمون يتبعونهم ويلقطون ما طرحوا، ولقد رأيتني يومئذ ألتقط ثلاثة أدرع جئت بها أهلي، كانت عندنا بعد، فزعم لي رجل من قريش -ورأى درعاً منها عندنا فعرفها- فقال: هذه درع الحارث بن هشام.
وقال أبو عمرو بن أمية: أخبرني من انكشف يومئذ منهزماً، وإنه ليقول في نفسه: ما رأيت مثل هذا الأمر، فر منه إلا النساء !
وكان قباث بن أشيم الكناني يقول: شهدت مع المشركين بدراً، وإني لأنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني، وكثرة ما معنا من الخيل والرجال، فانهزمت فيمن انهزم، فلقد رأيتني وإني لأنظر إلى المشركين في كل وجه، وإني لأقول في نفسي: ما رأيت مثل هذا الأمر، فر منه إلا النساء! وصاحبني رجل، فبينا هو يسير معي إذ لحقنا من خلفنا، فقلت لصاحبي: أبك نهوض؟ قال: لا والله، ما هو بي. قال: وعقر، وترفعت [1]، فلقد صبّحتُ غيْقة[2] - عن يسار السقيا بينها وبين الفُرع[3] ليلة، والمدينة ثمانية بُرُد - قبل الشمس، كنت هادياً بالطريق ولم أسلك المحاج، وخفت من الطلب فتنكبت عنها، فلقيني رجل من قومي بغيقة فقال: ما وراءك؟ قلت: لا شيء! قتلنا وأسرنا وانهزمنا، فهل عندك من حملان؟ فقال: فحملني على بعير، وزودني زاداً حتى لقيت الطريق بالجحفة، ثم مضيت حتى دخلت مكة، وإني لأنظر إلى الحيسمان ابن حابس الخزاعي بالغميم[4]، فعرفت أنه يقدم ينعى قريشاً بمكة، فلو أردت أن أسبقه لسبقته، فتنكبت عنه حتى سبقني ببعض النهار، فقدمت وقد انتهى إلى مكة خبر قتلاهم، وهم يلعنون الخزاعي، ويقولون: ما جاءنا بخير! [5].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدت معه بدراً، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يطاردون ويقتلون، وأكبت طائفة على المغنم يحوزونه ويجمعونه.. الحديث[6].
وقال مخلد بن خفاف عن أبيه: وكانت الدروع في قريش كثيرة، فلما انهزموا جعلوا يلقونها، وجعل المسلمون يتبعونهم ويلقطون ما طرحوا، ولقد رأيتني يومئذ ألتقط ثلاثة أدرع جئت بها أهلي، كانت عندنا بعد، فزعم لي رجل من قريش -ورأى درعاً منها عندنا فعرفها- فقال: هذه درع الحارث بن هشام.
وقال أبو عمرو بن أمية: أخبرني من انكشف يومئذ منهزماً، وإنه ليقول في نفسه: ما رأيت مثل هذا الأمر، فر منه إلا النساء !
وكان قباث بن أشيم الكناني يقول: شهدت مع المشركين بدراً، وإني لأنظر إلى قلة أصحاب محمد في عيني، وكثرة ما معنا من الخيل والرجال، فانهزمت فيمن انهزم، فلقد رأيتني وإني لأنظر إلى المشركين في كل وجه، وإني لأقول في نفسي: ما رأيت مثل هذا الأمر، فر منه إلا النساء! وصاحبني رجل، فبينا هو يسير معي إذ لحقنا من خلفنا، فقلت لصاحبي: أبك نهوض؟ قال: لا والله، ما هو بي. قال: وعقر، وترفعت [1]، فلقد صبّحتُ غيْقة[2] - عن يسار السقيا بينها وبين الفُرع[3] ليلة، والمدينة ثمانية بُرُد - قبل الشمس، كنت هادياً بالطريق ولم أسلك المحاج، وخفت من الطلب فتنكبت عنها، فلقيني رجل من قومي بغيقة فقال: ما وراءك؟ قلت: لا شيء! قتلنا وأسرنا وانهزمنا، فهل عندك من حملان؟ فقال: فحملني على بعير، وزودني زاداً حتى لقيت الطريق بالجحفة، ثم مضيت حتى دخلت مكة، وإني لأنظر إلى الحيسمان ابن حابس الخزاعي بالغميم[4]، فعرفت أنه يقدم ينعى قريشاً بمكة، فلو أردت أن أسبقه لسبقته، فتنكبت عنه حتى سبقني ببعض النهار، فقدمت وقد انتهى إلى مكة خبر قتلاهم، وهم يلعنون الخزاعي، ويقولون: ما جاءنا بخير! [5].
روى الإمام أحمد في مسنده من حديث عبادة بن الصامت قال: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فشهدت معه بدراً، فالتقى الناس، فهزم الله العدو، فانطلقت طائفة في آثارهم يطاردون ويقتلون، وأكبت طائفة على المغنم يحوزونه ويجمعونه.. الحديث[6].