حكاية ناي ♔
01-22-2024, 04:15 PM
من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن خلقهم ولم يتركهم هملاً، بل هداهم إلى طرق معايشهم في هذه الحياة الدنيا بالسعي في مناكب الأرض، والإفادة من خبراتهم؛ للتعرف على سنن الله في الكون المسخَّرة لمصالحهم.
ولما كانت الغاية من خلقهم عبادة الله سبحانه وتعالى بالقيام بما أمر، واستعمار الأرض على وفق المنهج الرباني، كانت الحاجة الماسة إلى من يبين لهم معالم الطريق وسبل الرشاد وإلا كانت الحجة لهم: كيف نؤدي المطلوب منا ولم نبلغ به؟ فكانت الحكمة الربانية أن يرسل إليهم ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، إن الإنسان لا يستطيع بقدراته لقاصرة، وعقله الكليل أن يرسم منهج الحياة لنفسه ولمجتمعه ولإنسانيته.
وحفاظاً على كرامة الإنسان ورحمة به من أن يكون حقل تجارب للأنظمة الوضعية، والاجتهادات البشرية، تولى الله سبحانه وتعالى هداية الإنسان إلى المنهج الذي يحقق له السكينة والطمأنينة والسعادة في حياته الدنيا، ولتتصل هذه الحياة بالحياة الأخرى. فيكسب سعادة الدنيا والآخرة.
فكانت المشيئة الإلهية باصطفاء رسل من البشر؛ ليبلغوا الناس رسالات ربهم ويقوموا بالوظائف، والمهام المطلوبة منهم تجاه البشر.
إن الذين يدعون إلى الاستغناء عن الرسالات، والكفر بالمرسلين، يريدون الشقاء للإنسانية، والأخذ بيدها إلى متاهات شبهات العقول القاصرة والخضوع إلى مقاييس الشهوات المستعرة، إنهم يريدون إنسانية تعيسة لا تعرف لها هدفاً، ولا تعرف للقيم الرفيعة مورداً.
إن حاجة البشرية إلى النفحات الربانية، التي تشعها الرسالات، أشد من حاجتها إلى الماء والهواء، فكما أنزل الماء الذي تحيا به النفوس والأرض، وجعل منها الجنات والزروع والثمار اليانعة، أنزل الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح لتثمر العمل الصالح، والخلق الحسن الذي تحقق من خلاله إنسانية الإنسان: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].
فالله سبحانه وتعالى ضرب مثلاً للوحي المنزل بالماء الذي ينزل من السحب، فتسيل به الوديان، وكل واد يحمل من هذا الماء بمقدار استيعابه وطاقته، لتسقى به الأرض الميتة فتحيا، وينبت الزرع وتخرج الثمار، وكذلك الوحي المنزل من الله تعالى، تأخذ قلوب المؤمنين من هذا الوحي بمقدار استعدادها واستيعابها، لتحيا به النفوس، وتطمئن به القلوب، وتنشط الأعضاء للعبادة والطاعة، فكما أن حياة الأرض بالماء فإن حياة النفوس بالوحي، وكما أن السيل يحمل في طريقه إلى الأرض غثاء أو زبداً لا يلبث أن ذهب سدى ثم يبقى الماء الصافي الذي ينتفع به، فكذلك العلم الذي تحمله القلوب يثير الشهوات والشبهات ليقلقها ويذهبها ويقضي عليها، كما يثير الدواء وقت شربه أخلاط البدن فيتكرب بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء، فإنه أثارها ليذهب بها[1].
ولما كانت الغاية من خلقهم عبادة الله سبحانه وتعالى بالقيام بما أمر، واستعمار الأرض على وفق المنهج الرباني، كانت الحاجة الماسة إلى من يبين لهم معالم الطريق وسبل الرشاد وإلا كانت الحجة لهم: كيف نؤدي المطلوب منا ولم نبلغ به؟ فكانت الحكمة الربانية أن يرسل إليهم ﴿ رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ﴾ [النساء: 165]، إن الإنسان لا يستطيع بقدراته لقاصرة، وعقله الكليل أن يرسم منهج الحياة لنفسه ولمجتمعه ولإنسانيته.
وحفاظاً على كرامة الإنسان ورحمة به من أن يكون حقل تجارب للأنظمة الوضعية، والاجتهادات البشرية، تولى الله سبحانه وتعالى هداية الإنسان إلى المنهج الذي يحقق له السكينة والطمأنينة والسعادة في حياته الدنيا، ولتتصل هذه الحياة بالحياة الأخرى. فيكسب سعادة الدنيا والآخرة.
فكانت المشيئة الإلهية باصطفاء رسل من البشر؛ ليبلغوا الناس رسالات ربهم ويقوموا بالوظائف، والمهام المطلوبة منهم تجاه البشر.
إن الذين يدعون إلى الاستغناء عن الرسالات، والكفر بالمرسلين، يريدون الشقاء للإنسانية، والأخذ بيدها إلى متاهات شبهات العقول القاصرة والخضوع إلى مقاييس الشهوات المستعرة، إنهم يريدون إنسانية تعيسة لا تعرف لها هدفاً، ولا تعرف للقيم الرفيعة مورداً.
إن حاجة البشرية إلى النفحات الربانية، التي تشعها الرسالات، أشد من حاجتها إلى الماء والهواء، فكما أنزل الماء الذي تحيا به النفوس والأرض، وجعل منها الجنات والزروع والثمار اليانعة، أنزل الوحي الذي به حياة القلوب والأرواح لتثمر العمل الصالح، والخلق الحسن الذي تحقق من خلاله إنسانية الإنسان: ﴿ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ﴾ [الرعد: 17].
فالله سبحانه وتعالى ضرب مثلاً للوحي المنزل بالماء الذي ينزل من السحب، فتسيل به الوديان، وكل واد يحمل من هذا الماء بمقدار استيعابه وطاقته، لتسقى به الأرض الميتة فتحيا، وينبت الزرع وتخرج الثمار، وكذلك الوحي المنزل من الله تعالى، تأخذ قلوب المؤمنين من هذا الوحي بمقدار استعدادها واستيعابها، لتحيا به النفوس، وتطمئن به القلوب، وتنشط الأعضاء للعبادة والطاعة، فكما أن حياة الأرض بالماء فإن حياة النفوس بالوحي، وكما أن السيل يحمل في طريقه إلى الأرض غثاء أو زبداً لا يلبث أن ذهب سدى ثم يبقى الماء الصافي الذي ينتفع به، فكذلك العلم الذي تحمله القلوب يثير الشهوات والشبهات ليقلقها ويذهبها ويقضي عليها، كما يثير الدواء وقت شربه أخلاط البدن فيتكرب بها شاربه وهي من تمام نفع الدواء، فإنه أثارها ليذهب بها[1].