مشاهدة النسخة كاملة : معنويات السوق النفطية في اتجاه صعودي والغلبة للمخاطر الجيوسياسية


حكاية ناي ♔
01-27-2024, 04:18 PM
بينما تركز أسواق النفط على التوترات في الشرق الأوسط، تصاعدت المخاطر الجيوسياسية على جبهة أخرى بعد هجمات طائرات دون طيار أوكرانية على منشآت نفط على ساحل بحر البلطيق الروسي، ما زاد المخاطر في الحرب المستمرة منذ عامين، بحسب ساكسو بنك.
يأتي ذلك في وقت استمرت فيه تقلبات أسعار النفط مع تزايد التوترات ومشكلات الطقس في الولايات المتحدة التي تسببت في تعطل الإنتاج.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إنه رغم استمرار تصاعد التوترات في البحر الأحمر مع قيام الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بضربات جديدة، إلا أن معنويات المخاطرة بشكل عام كانت إيجابية مع بدء الأسواق في تقدير توقعات اقتصادية أفضل في أعقاب البيانات الاقتصادية القوية الأخيرة.
وأكد المحللون أن الضربات الجديدة على المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون المتمردون تزيد من مخاطر الصراع، موضحين أن استمرار خفض إنتاج دول تحالف "أوبك +" يعزز أسعار النفط الخام.
وأشاروا إلى مكاسب العقود الآجلة للنفط الخام مع زيادة معنويات السوق بشكل صعودي.

المخاطر الجيوسياسية

قال سيفين شيميل مدير شركة "في جي أندستري" الألمانية، إن المخاطر الجيوسياسية لها الغلبة والتأثير الأكبر في سوق النفط الخام، حيث من المرجح أن تؤدي الهجمات الأمريكية الجديدة على جماعة الحوثي إلى تجنب مزيد من السفن طريق البحر الأحمر وهو الأمر الذي من شأنه إطالة مدة الرحلات وتشديد إمدادات السفن ورفع علاوة مخاطر الحرب الإضافية وأسعار الشحن.
وأوضح أن البنزين وقود النقل الرئيس قفز إلى أعلى مستوياته منذ عدة أشهر بسبب الطلب الإندونيسي والتوترات في البحر الأحمر، مشيرا إلى تراجع التوترات نسبيا مع إعلان المؤسسة الوطنية للنفط الليبية رفع إعلان القوة القاهرة عن حقل الشرارة بعد أسبوعين من توقف الإنتاج بسبب الحصار الذي فرضه السكان.

خفض الإنتاج

أكد روبين نوبل مدير شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، أنه إضافة إلى المخاوف المتعلقة بالإمدادات الناجمة عن الصراع الإقليمي خفض بعض كبار المنتجين إنتاجهم من النفط الخام إلى مستويات لم تشهدها الأسواق منذ ذروة جائحة فيروس كورونا للدفاع عن توازن السوق وتماسك أسعار النفط على الرغم من ارتفاع الأحجام من دول أخرى في "أوبك +" مثل روسيا وإيران.
وأشار إلى التزام السعودية القوى والصائب كقائد في رئاسة تحالف "أوبك +" منذ يوليو الماضي بالحفاظ على إنتاجها عند تسعة ملايين برميل يوميا لكنها في الأشهر الأخيرة ضخت أقل من هدفها - وفقا للأرقام التي نشرتها أمانة أوبك-.
من ناحيته، ذكر ماركوس كروج كبير محللي شركة "أيه كنترول" لأبحاث النفط والغاز، أن تقارير دولية تشير إلى أن إيران، التي تم إعفاؤها من حصة "أوبك +" أثناء خضوعها للعقوبات الأمريكية، شهدت نموا في إنتاجها بشكل كبير حيث ضخت 3.10 مليون برميل يوميا في ديسمبر- وفقا لأحدث مسح عن إنتاج "أوبك +" الذي أجرته ستاندرد آند بورز جلوبال-.
وأفاد بأن روسيا وهي خاضعة أيضا لعقوبات غربية أجرت تخفيضات متواضعة في الصادرات بمقدار 300 ألف برميل يوميا في الربع الأول من 2024، مبينا أن أحدث البيانات تشير إلى أن روسيا باعت ما متوسطه 2.15 مليون برميل يوميا إلى الصين في 2023 ما زاد حصتها في السوق الصينية إلى 19 في المائة.

انخفاض مخزونات الخام الأمريكية

قالت جولميرا رازيفا كبير محللي المركز الاستراتيجي للطاقة في أذربيجان، "ربما تكون أسعار النفط الخام قد تلقت أيضا دعما من انخفاض مخزونات الخام الأمريكية إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر وذلك بسبب تأثر مصافي التكرير من الطقس القاسي المقترن بارتفاع الأسعار".
وأفادت بأن مخزونات الخام التجارية الأمريكية من المرجح أن تنخفض بمقدار ثلاثة ملايين برميل إلى 427 مليون برميل وهو ما سيمثل أدنى مستوى منذ أكتوبر، وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، لافتة إلى توقع "ستاندرد آند بورز جلوبال كوموديتي إنسايتس" بانخفاض الإنتاج إلى 12.4 مليون برميل يوميا بسبب الظروف المناخية القاسية حيث أدى الطقس البارد والتحديات التشغيلية إلى توقف الإنتاج خاصة في داكوتا الشمالية وتكساس.


أسعار النفط

تراجعت أسعار النفط الثلاثاء لتفقد بعض المكاسب التي حققتها الإثنين، إذ يعكف المتعاملون على دراسة مجموعة من المعطيات المقلقة المتضاربة على صعيدي العرض والطلب مع تزايد التوتر في منطقة الشرق الأوسط ومشكلات خاصة ببرودة الطقس تتسبب في تعطل للإنتاج بالولايات المتحدة.
وخلال التعاملات أمس، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنحو 59 سنتا إلى 79.47 دولار للبرميل، في حين انخفضت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 54 سنتا إلى 74.22 دولار للبرميل.
وهبط خام برنت مجددا دون مستوى 80 دولارا للبرميل بعد أن استقر فوقه الإثنين للمرة الأولى منذ 26 ديسمبر.
ولا تزال التقلبات هي السمة الغالبة على العقود الآجلة للنفط مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن عديد من مؤشرات العرض والطلب.
وكان الخامان قد ارتفعا بنحو 2 في المائة الإثنين، إذ أثار هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على محطة أوست لوجا لتصدير الوقود التابعة لشركة نوفاتك مخاوف بشأن الإمدادات ومن ثم ارتفاع الأسعار. ويرجح محللون أن تستأنف نوفاتك عملياتها هناك إلى حد كبير في غضون أسابيع.
وقال محللون من "إيه.إن.زد للأبحاث" في تقرير إنه في حين لحقت أضرار بأرصفة التحميل في المحطة، فقد "أثرت لفترة وجيزة في الصادرات"، إلا أن هذه الخطوة تثير احتمالات انتقال الحرب الروسية - الأوكرانية إلى مرحلة جديدة، إذ يستهدف الطرفان البنية التحتية الرئيسة للطاقة، بحسب "رويترز".
ولا يزال بعض المحللين متفائلين بشأن العوامل الأساسية للسوق على المدى القريب بسبب هذه الصراعات المستمرة.
وفي ليبيا، استؤنف الإنتاج في حقل الشرارة النفطي الذي تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ألف برميل يوميا، بعد انتهاء الاحتجاجات التي أوقفت الإنتاج منذ أوائل الشهر الجاري.
وفي الولايات المتحدة، قالت إدارة خطوط الأنابيب في ولاية نورث داكوتا الإثنين إن 20 في المائة من إنتاج النفط في الولاية ظل متوقفا بسبب البرد الشديد والصعوبات التشغيلية.
وقال ليون لي المحلل لدى "سي.إم.سي ماركتس" في شنغهاي "بدون أي مخاوف بشأن الركود، فإن تأثير الطقس الحاد في إنتاج النفط الأمريكي وتصاعد الصراعات الجيوسياسية لا يزال يدعم أسعار النفط".
ورجح استطلاع أجرته "رويترز" انخفاض مخزونات النفط الخام الأمريكية بنحو ثلاثة ملايين برميل خلال الأسبوع الذي انتهى في 19 يناير.

بلسم الروح
01-27-2024, 04:19 PM
سلمت يداك على الطرح الطيب
لاعدمنـآ هذا التميز