حكاية ناي ♔
01-29-2024, 10:54 AM
عبد الكريم الرفاعي (1322- 1393هـ/ 1904- 1973 م) عالِم عامل، وداعية مربٍّ، رائدُ العمل الدعوي المسجدي في دمشق الشام، وباعث نهضة علمية وتربوية فيها.
نشأته ودراسته
ولد عبد الكريم بن عبد الله الرفاعي في دمشق مطلع القرن العشرين الميلادي 1322هـ/ 1901م، في أواخر العهد العثماني في بلاد الشام. وكانت أسرته مستورةَ الحال، وكان منذ صغره ضعيف الجسم مريضًا، تعبت والدتُه كثيرًا في علاجه بعد وفاة زوجها، حتى أصابها اليأسُ من شفائه، وعهدت به إلى الشيخ علي الدقر ليتعلم على يديه.
سلك عبد الكريم طريق العلم الشرعي على يدي أستاذه الشيخ علي الدقر، وتلقى عنه مبادئ العلوم، حتى غدا أستاذا لحلقةٍ أو أكثر من الحلقات العلمية التي كان يعقدها شيخه لطلبة العلم، ثم أذن له شيخه بحضور دروس الشيخ بدر الدين الحسني، كما تلقى عبد الكريم أيضا عن الشيخ أمين سويد، علوم الفقه وأصوله وعلوم الحديث الشريف، كما استفاد عبد الكريم أيضا من دروس الشيخ محمود العطار أحد العلماء الأعلام في بلاد الشام.
نشاطه الدعوي
تنقل عبد الكريم في العديد من المعاهد الشرعية مثل (معهد الجمعية الغراء ـ معهد العلوم الشرعية) مدرسا ومربيا، يبث في طلابه روح الجد والإخلاص، ويحمِّلهم مسؤولية العلم والدعوة إلى الله.
واستقر عبد الكريم في جامع زيد بن ثابت الأنصاري إماما وخطيبا ومدرسا، وبدأ عمله الدعويَّ المتميز، حين أعاد للمسجد رسالته التي ينبغي أن تُؤدى فيه، فأخذ يجمع الشباب على دين الله عز وجل، وأسس الحلقات العلمية الشرعية، والحلقات القرآنية، ولم يكن عمله مقتصرا على تخريج طلاب العلم المتخصصين فقط بالعلوم الشرعية، بل كان يريد إلى جانب هؤلاء أن يتخرج الشباب المثقفون ثقافة عصرية، ويجمعون معها الثقافة الشرعية اللازمة، ليكون في المجتمع الطبيب المسلم، والمهندس المسلم، والموظف المسلم، والتاجر المسلم، والصناعي المسلم، والعامل المسلم، الذين يعيدون إلى النفوس الثقة بالإسلام وبالمسلمين من خلال علمهم وسلوكهم وصدقهم وإخلاصهم.
ومما توجه له عبد الكريم بالعناية الفائقة والاهتمام البالغ دفع الشباب إلى حفظ كتاب الله وإتقان تلاوته بقراءة متواترة عن رسول الله، واختار أن تكون رواية حفص عن عاصم، يتلقون ذلك عن شيخ القرآن في جامع زيد والمساجد التابعة له وهو الشيخ محيي الدين كردي أبي الحسن، والذي تخرج من بين يديه المئات من حفاظ القرآن الكريم وتخصص الكثير منهم في قراءاته، وانبثوا في أرجاء بلاد الشام والعديد من الدول العربية والإسلامية، يقومون بتحفيظ القرآن، وتلقين تجويده كما تلقوه هم بالسند المتصل إلى زيد بن ثابت إلى رسول الله.
نشاطه الاجتماعي
لم ينسَ عبد الكريم ما كان يعاني منه الكثير من أفراد مجتمعه، وخاصة في الأحياء الشعبية من الفقر والمرض والحاجة، فدعا إلى تأسيس الجمعيات الخيرية التي تعتني بشؤون الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام المحتاجين عملا بقول الله عز وجل: {وتعاونوا على البرِّ والتقوى} وبقول رسول الله: "واللهُ في عون العبد مادام العبد في عون أخيه"، وبذلك يقترن القول بالعمل، وينشأ المجتمع المسلم المتكافل الذي إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى.
وكان من ثمار هذا التوجُّه إنشاء جمعية البر والإحسان في حي قبر عاتكة، وجمعية إغاثة الفقير في حي باب سريجة، ولما ظهرت آثار هاتين الجمعيتين وكثرت أعباؤهما أسس الشيخ مع لفيف من العلماء وأهل الخير الصالحين جمعية ثالثة يشمل نشاطها مدينة دمشق بأسرها وهي جمعية النهضة الإسلامية، التي تقوم برعاية الفقراء والمحتاجين من أي حي كانوا وسد حاجة المرضى والعاجزين ومكافحة التسول والتشرد لتظهر عاصمة بلاد الشام بالمظهر الكريم الذي يليق بها، وكان الشيخ يختار لهذه الجمعيات الأعضاء والإداريين ممن تتوفر فيهم الثقة العظيمة، والسمعة الطيبة، والعاطفة الإيمانية النبيلة، الذين يعطون ولا يأخذون، ويبذلون ولا يطلبون إلا رضا الله عز وجل.
أبناؤه
للشيخ أبناء أكبرهم الشيخ أسامة الرفاعي وله ابن آخر معروف هو الشيخ سارية الرفاعي، أخذا عنه العلم الشرعي وخلفاه في دوره الدعوي والشرعي.
مرضه ووفاته
أصيب الشيخ بشلل نصفي أقعده عن العمل ستة أشهر، وقُبيل وفاته بعشَرة أيام غاب عن الوعي، ولم يُفق إلا لحظة وفاته، وكانت الوفاة بدمشق يوم الأربعاء 26 من المحرَّم 1393هـ الموافق 28 من فبراير (شُباط) 1973م. ودُفن في مقبرة الباب الصغير ضمن مقام شيخه إبراهيم الغلاييني الذي ضمَّ قبور عدد من العلماء.
نشأته ودراسته
ولد عبد الكريم بن عبد الله الرفاعي في دمشق مطلع القرن العشرين الميلادي 1322هـ/ 1901م، في أواخر العهد العثماني في بلاد الشام. وكانت أسرته مستورةَ الحال، وكان منذ صغره ضعيف الجسم مريضًا، تعبت والدتُه كثيرًا في علاجه بعد وفاة زوجها، حتى أصابها اليأسُ من شفائه، وعهدت به إلى الشيخ علي الدقر ليتعلم على يديه.
سلك عبد الكريم طريق العلم الشرعي على يدي أستاذه الشيخ علي الدقر، وتلقى عنه مبادئ العلوم، حتى غدا أستاذا لحلقةٍ أو أكثر من الحلقات العلمية التي كان يعقدها شيخه لطلبة العلم، ثم أذن له شيخه بحضور دروس الشيخ بدر الدين الحسني، كما تلقى عبد الكريم أيضا عن الشيخ أمين سويد، علوم الفقه وأصوله وعلوم الحديث الشريف، كما استفاد عبد الكريم أيضا من دروس الشيخ محمود العطار أحد العلماء الأعلام في بلاد الشام.
نشاطه الدعوي
تنقل عبد الكريم في العديد من المعاهد الشرعية مثل (معهد الجمعية الغراء ـ معهد العلوم الشرعية) مدرسا ومربيا، يبث في طلابه روح الجد والإخلاص، ويحمِّلهم مسؤولية العلم والدعوة إلى الله.
واستقر عبد الكريم في جامع زيد بن ثابت الأنصاري إماما وخطيبا ومدرسا، وبدأ عمله الدعويَّ المتميز، حين أعاد للمسجد رسالته التي ينبغي أن تُؤدى فيه، فأخذ يجمع الشباب على دين الله عز وجل، وأسس الحلقات العلمية الشرعية، والحلقات القرآنية، ولم يكن عمله مقتصرا على تخريج طلاب العلم المتخصصين فقط بالعلوم الشرعية، بل كان يريد إلى جانب هؤلاء أن يتخرج الشباب المثقفون ثقافة عصرية، ويجمعون معها الثقافة الشرعية اللازمة، ليكون في المجتمع الطبيب المسلم، والمهندس المسلم، والموظف المسلم، والتاجر المسلم، والصناعي المسلم، والعامل المسلم، الذين يعيدون إلى النفوس الثقة بالإسلام وبالمسلمين من خلال علمهم وسلوكهم وصدقهم وإخلاصهم.
ومما توجه له عبد الكريم بالعناية الفائقة والاهتمام البالغ دفع الشباب إلى حفظ كتاب الله وإتقان تلاوته بقراءة متواترة عن رسول الله، واختار أن تكون رواية حفص عن عاصم، يتلقون ذلك عن شيخ القرآن في جامع زيد والمساجد التابعة له وهو الشيخ محيي الدين كردي أبي الحسن، والذي تخرج من بين يديه المئات من حفاظ القرآن الكريم وتخصص الكثير منهم في قراءاته، وانبثوا في أرجاء بلاد الشام والعديد من الدول العربية والإسلامية، يقومون بتحفيظ القرآن، وتلقين تجويده كما تلقوه هم بالسند المتصل إلى زيد بن ثابت إلى رسول الله.
نشاطه الاجتماعي
لم ينسَ عبد الكريم ما كان يعاني منه الكثير من أفراد مجتمعه، وخاصة في الأحياء الشعبية من الفقر والمرض والحاجة، فدعا إلى تأسيس الجمعيات الخيرية التي تعتني بشؤون الفقراء والمرضى والأرامل والأيتام المحتاجين عملا بقول الله عز وجل: {وتعاونوا على البرِّ والتقوى} وبقول رسول الله: "واللهُ في عون العبد مادام العبد في عون أخيه"، وبذلك يقترن القول بالعمل، وينشأ المجتمع المسلم المتكافل الذي إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسد بالسهر والحُمَّى.
وكان من ثمار هذا التوجُّه إنشاء جمعية البر والإحسان في حي قبر عاتكة، وجمعية إغاثة الفقير في حي باب سريجة، ولما ظهرت آثار هاتين الجمعيتين وكثرت أعباؤهما أسس الشيخ مع لفيف من العلماء وأهل الخير الصالحين جمعية ثالثة يشمل نشاطها مدينة دمشق بأسرها وهي جمعية النهضة الإسلامية، التي تقوم برعاية الفقراء والمحتاجين من أي حي كانوا وسد حاجة المرضى والعاجزين ومكافحة التسول والتشرد لتظهر عاصمة بلاد الشام بالمظهر الكريم الذي يليق بها، وكان الشيخ يختار لهذه الجمعيات الأعضاء والإداريين ممن تتوفر فيهم الثقة العظيمة، والسمعة الطيبة، والعاطفة الإيمانية النبيلة، الذين يعطون ولا يأخذون، ويبذلون ولا يطلبون إلا رضا الله عز وجل.
أبناؤه
للشيخ أبناء أكبرهم الشيخ أسامة الرفاعي وله ابن آخر معروف هو الشيخ سارية الرفاعي، أخذا عنه العلم الشرعي وخلفاه في دوره الدعوي والشرعي.
مرضه ووفاته
أصيب الشيخ بشلل نصفي أقعده عن العمل ستة أشهر، وقُبيل وفاته بعشَرة أيام غاب عن الوعي، ولم يُفق إلا لحظة وفاته، وكانت الوفاة بدمشق يوم الأربعاء 26 من المحرَّم 1393هـ الموافق 28 من فبراير (شُباط) 1973م. ودُفن في مقبرة الباب الصغير ضمن مقام شيخه إبراهيم الغلاييني الذي ضمَّ قبور عدد من العلماء.