مشاهدة النسخة كاملة : حدث في السنة الثامنة من الهجرة (8)


حكاية ناي ♔
02-03-2024, 12:55 PM
22- وفي رمضان من هذه السنة: أقام النبي - صلى الله عليه وسلم - بمكة تسعة عشر يومًا يقصر الصلاة.

الشرح:

عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنه - قَالَ: أَقَامَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يقصر الصلاة[1].



23- وفي هذه السنة: كانت سرية أسامة بن زيد - رضي الله عنه - إلى الحرقات.

الشرح:

ذكر البخاري هذه السرية في صحيحه[2]، وفيها قصة الرجل الذي قال: لا إله إلا الله، فقتله أسامة بن زيد، فأنكر عليه النبي - صلى الله عليه وسلم -.



قال ابن حجر رحمه الله:

وَهَذِهِ السَّرِيَّة يُقَال لَهَا: سَرِيَّة غَالِب بن عُبَيْد الله اللَّيْثِيّ، وَكَانَتْ فِي رَمَضَان سَنَة سَبْع فِيمَا ذَكَرَهُ اِبْن سَعْد عَنْ شَيْخه, وَكَذَا ذَكَرَهُ اِبْن إِسْحَق فِي "الْمَغَازِي": حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ أَسْلَمَ عَنْ رِجَال مِنْ قَوْمه، قَالُوا: بَعَثَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - غَالِب بن عُبَيْد الله الْكَلْبِيّ، ثُمَّ اللَّيْثِيّ إِلَى أَرْض بني مُرَّة وَبِهَا مِرْدَاس بن نَهِيك حَلِيف لَهُمْ مِنْ بني الْحُرَقَة فَقَتَلَهُ أُسَامَة. اهـ[3].



وعليه؛ فهذه السرية هي هي سرية غالب بن عبيد الله الليثي التي سبق شرحها[4].



24- وفي رمضان من هذه السنة: كانت سرية خالد بن الوليد - رضي الله عنه - لهدم العُزَّى فَهُدِمَتْ.

الشرح:

قال ابن إسحاق رحمه الله: ثم بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى العُزَّى، وكانت بنخلة[5]، وكانت بيتًا يعظمه هذا الحيُّ من قريش، وكنانة ومضر كلها، وكانت سدنتها[6] وحُجَّابها بني شيبان من بني سُلَيم حلفاء بني هاشم، فلما سمع صاحبها السُّلَمي بمسير خالد إليها، علَّق عليها سيفه، وأسند[7] في الجبل، الذي هي فيه وهو يقول:
أيَّا عُزَّ شُدّي شدَّة لا شَوَى[8] لها
على خالدٍ، ألْقي القناعَ وشَمّري
أيا عُزَّ إنْ لم تقتلي المرءَ خالدًا
فبوئي بإثمٍ عاجلٍ أو تنصَّري



فلما انتهى إليها خالد هدمها، ثم رجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.اهـ[9].



وكانت العُزَّى أعظم آلهة قريش.



25- وفي رمضان من هذه السنة: كانت سرية عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لهدم سواعٍ فَهُدِمَتْ.

الشرح:

قال ابن سعد رحمه الله:

ثم سرية عمرو بن العاص إلى سُواع في شهر رمضان سنة ثمان، وهو صنم لهذيل ليهدمه.



قال عمرو: فانتهيت إليه وعنده السادن، فقال: ما تريد؟ قلت: أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أهدمه، قال: لا تقدر على ذلك، قلت: لِمَ؟ قال: تُمنع، قلت: حتى الآن وأنت على الباطل؟ ويحك وهل يسمع أو يبصر. قال: فدنوت منه فكسرته، وأمرت أصحابي فهدموا بيت خزانته، فلم يجدوا فيها شيئًا، ثم قلت للسادن: كيف رأيت؟ قال: أسلمتُ لله تعالى. اهـ[10].



26- وفي رمضان من هذه السنة: كانت سرية سعد بن زيد الأشهلي لهدم مَناة فهدمها.

الشرح:

ثم سرية سعد بن زيد الأشهلي إلى مناة في شهر رمضان سنة ثمان، وكانت بالمُشلَّل، للأوس، والخزرج وغسَّان.



فخرج في عشرين فارسًا حتى انتهى إليها وعليها سادن، فقال السادن: ما تريد؟ قال: هدم مناة، قال: أنت وذاك، فأقبل سعد يمشي إليها، وتخرج إليه امرأة سوداء عُريانة ثائرة الرأس، تدعو بالويل، وتضرب صدرها، فقال السادن: مناة! دُونَكِ بعضَ عُصاتكِ، ويضربها سعد بن زيد فيقتلها، ويُقبل إلى الصنم مع أصحابه فهدموه، ولم يجدوا في خزانتها شيئًا، وانصرف راجعًا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لستٍّ بقيت من شهر رمضان. اهـ[11].



(الأغصان الندية شرح الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية)

رحيق الورد
02-03-2024, 12:59 PM
جزاك الله خيرا
وجعلة فى ميزان حسناتك