مشاهدة النسخة كاملة : السبع الموبقات


حكاية ناي ♔
02-05-2024, 02:03 PM
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله، فلا مضلَّ له، ومن يضلل، فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].



﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].



﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]؛ أما بعد:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وأحسنَ الهَدْيِ هَدْيُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحْدَثاتُها، وكلَّ مُحْدَثَةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.



عباد الله:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتنبوا السبع الموبقات، قالوا: يا رسول الله، وما هن؟ قال: الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرَّم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات))[1].



يحذر النبي صلى الله عليه وسلم أُمَّتَه من الوقوع في الذنوب الْمُهلِكة، والكبائر العظيمة التي تُوبِق صاحبها وتُهلِكه، فالواجب على المسلم أن يبتعد عنها وما يقرب إليها، ويحذر الوقوع فيها، ويحذر إخوانه من ارتكابها، فمن وقع فيها فقد ظلم نفسه، وعرَّضها لعذاب الله تعالى ومَقْتِهِ.



أعظم هذه الموبقات المهلكات الشرك بالله عز وجل:

حيث إن الشرك أعظم ذنب عُصِيَ الله تعالى به، وأعظم ما نهى الله عنه، وحقيقته صرف عبادة من العبادات إلى غير الله عز وجل، أو ما صرف ما لله تعالى لغيره، أو هو أن يجعل لله شريكًا في عبادته، أو شريكًا في ربوبيته، أو شريكًا في أسمائه وصفاته.



الشرك أكبر الكبائر وأعظم الذنوب:

قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 48].



﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا ﴾ [النساء: 116].



﴿ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ﴾ [المائدة: 72].



يترك المرء الشرك - صغيره وكبيره - لا يتوكل إلا على الله عز وجل، لا يخلص العبادة إلا لله عز وجل، لا يرائي في عبادة الله عز وجل، لا يدعو إلا الله عز وجل، لا يستغيث ولا يستعين ولا يسأل إلا الله عز وجل، لا يحلف إلا بالله عز وجل، لا ينذر إلا لله عز وجل.



ومن أعظم الْمُوبقات السِّحْر:

السحر الذي هو شرٌّ وبلاء وفساد وكفر بالله عز وجل، والساحر شيطان كافر بالله عز وجل؛ حيث إنه لا يسحر إلا بالاستعانة بغير الله تعالى، يسجد لغير الله - أي الساحر - يستغيث بغير الله عز وجل، يستعين بالشياطين، يستنفع بهم ويستنفعون به، وأثَرُ السحر يظهر على بدن الإنسان وعقله، يفرقون بين المرء وخليله، وبين المرأة وزوجها.



قال تعالى: ﴿ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ﴾ [البقرة: 102]، ولكن ضرر السحر لا يقع إلا بإذن الله تعالى، ولا يضر إلا أن يشاء الله عز وجل: ﴿ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [البقرة: 102].



والساحر مُفْسِد شيطان، يجب على وليِّ الأمر قتله.



عن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حدُّ الساحر ضربة بالسيف))[2]، ولا يجوز للمسلم أن يأتي إلى السَّحَرة ونحوهم من العرافين والكهنة والمشعوذين.



عن جابر بن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى كاهنًا فصدَّقه بما يقول، فقد كَفَر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم))[3].



عن نافع، عن صفية، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أتى عرَّافًا فسأله عن شيء، لم تُقبَل له صلاة أربعين ليلةً))[4].



يحفظ المرء نفسه من شر السحرة الأفَّاكين بالتوكل على الله عز وجل، وتفويض الأمر إلى الله عز وجل، والمحافظة على الصلوات، والأذكار الواردات، وسورة البقرة.



عن زيد، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدثني أبو أمامة الباهلي، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((اقرؤوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركَها حسرة، ولا تستطيعها البَطَلة، قال معاوية: بلغني أن البطلة: السحرة))[5].



أعاذنا الله عز وجل من شر السَّحَرة الفَجرة.



ومن أعظم الموبقات قتل النفس التي حرَّم الله عز وجل إلا بالحق:

عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لن يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يصِب دمًا حرامًا))[6].



عن عبدالله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لَزوالُ الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم))[7].



قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 93]، ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُورًا ﴾ [الإسراء: 33].



حرمة المؤمن عند الله عز وجل عظيمة، ينتقم الله عز وجل لعباده الذي قُتِلوا ظلمًا وعدوانًا "بشِّرِ القاتل بالقتل".



يقِرُّ الله عز وجل عيون المؤمنين بهلاك الظالم الغاشم عاجلًا بإذن الله تعالى؛ فالإنسان بنيان بناه الله عز وجل وأكرمه بأنواع الكرامة، فلا يُعتدى عليه، بل من أشار على مؤمن بحديدة لعنته الملائكة حتى يضعها، فكيف إذا قتله؟!



نسأل الله تعالى أن ينتقم من النُّصَيرية الحاقدة، وأن ينصر إخواننا في الشام.



ومن أعظم الموبقات - عباد الله - الربا:

الربا كبيرة من الكبائر، وصاحبها ملعون محارب لله ورسوله صلى الله عليه وسلم.



الربا سبب الانهيار والفقر وغضب الله تعالى.



قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [البقرة: 278].



عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لعن الله آكِلَ الربا، ومُوكله، وشاهديه، وكاتبه))[8].



عن عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما ظهر في قوم الزنا والربا، إلا أحلوا بأنفسهم عقاب الله جل وعلا))[9].



اتقوا الله عباد الله، واحذروا المصارف الربوية، والمعاملات القائمة على الربا، لا يقدمن أحدكم على معاملة مالية حتى يسأل أهل العلم فيها.



ثم لتعلموا - عباد الله - أن من محاسن الدينِ الأمرَ بالإحسان إلى اليتامى، والقيام بشؤونهم، ورعاية أموالهم، وحفظها لهم، وحذَّر الله عز وجل من أكل أموال اليتامى ظلمًا.



قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا ﴾ [النساء: 10].



فمن كان عنده يتيم وهو دون البلوغ، فَلْيُحسن إليه، وله أن يأخذ من مال اليتيم بالمعروف إن كان فقيرًا.



قال تعالى: ﴿ وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا ﴾ [النساء: 6].



ومن الموبقات التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث التولي يوم الزحف:

فإذا التقى الصفَّان، وزحف الجيش إلى العدو يريد قتاله، فإنه يحرم الفرار إلا متحرِّفًا لقتال، أو متحيزًا إلى فئة، وإذا فرَّ بلا عذر، فقد باء بغضب من الله عز وجل، ومأواه جهنم، وبئس المصير.



قال تعالى: ﴿ وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفًا لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [الأنفال: 16].



فالأصل في المجاهد الشجاعة والإقدام، فلا يقع في قلبه هلع ولا فزع، بل يقوي قلبه بالله تعالى.



وأما الموبقة السابعة التي ذكرها النبي فهي قذف المحصنات الغافلات:

قذفهن ورمْيُهن بالفاحشة، ولا فرق بالحكم بين من قذف مؤمنةً، أو من قذف مؤمنًا، ولكن الله عز وجل ذكر المؤمنات المحصنات الغافلات؛ لأن أغلب القذف يقع على النساء المحصنات العفيفات الغافلات عن الفواحش، وقد كتب الله عز وجل على من قذف الحدَّ في الدنيا.



قال تعالى: ﴿ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ﴾ [النور: 4].



المؤمن يحفظ لسانه، ولا يشيع الفاحشة؛ لأن القذف إشاعة للفواحش.



نسأل الله عز وجل بمنِّه وكرمه أن يرزقنا طاعته، وأن يجنِّبنا معصيته.



أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم؛ إنه هو الغفور الرحيم.



الخطبة الثانية

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم؛ أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، واعملوا بطاعة الله، واجتنبوا معصية الله، توبوا إلى الله عز وجل، وأنيبوا إليه بالإيمان والعمل الصالح.



دعاكم ربكم إلى التوبة من الذنوب والآثام؛ فبابُ التوبة مفتوح.



عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله يقبل توبة العبد ما لم يُغَرْغِرْ))[10].



واعلم – عبدَالله - أن الله تعالى يفرح بتوبة العبد فرحًا عظيمًا.



عن الحارث بن سويد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ((لَلَّهُ أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن، من رجل في أرضٍ دَوِيَّةٍ مهلكةٍ، معه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فنام فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته، وعليها زادُه وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده))[11].



توبوا إلى الله عز وجل توبةً خالصةً لله عز وجل، ناصحةً لله عز وجل.



قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم: 8].



التوبة نور للعبد من ظلمات الذنوب والمعاصي.

التوبة تجديدٌ للقلب وتطهير له.



التوبة تزكية للنفس التي ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾ [الشمس: 9، 10].



رزقني الله وإياكم التوبةَ النصوح، وثبَّتنا وإياكم على دينه القويم، وأن يعيذنا وإياكم من الشيطان الرجيم، وأن يتوفانا وإياكم على الإسلام والسُّنَّة، غير مبدِّلين ولا مُغيِّرين.

رحيق الورد
02-05-2024, 02:05 PM
جزاك الله خير
وأحسن إليك فيما قدمت
دمت برضى الله وإحسانه وفضله