حكاية ناي ♔
12-21-2022, 07:13 PM
محمد بن العربي بن محمد الهاشمي العلوي المدغري (مواليد 7 ذو الحجة 1301 أو 1302 هـ 1884م، القصر الجديد، مدغرة الرشيدية، تافيلالت - توفي 23 محرم 1384 هـ، فاس) شيخ وفقيه مغربي، يعتبر مؤسس السلفية الوطنية في المغرب الأقصى، حيث جمع بين الدعوة إلى السلف ومقارعة الاحتلال، وأعطى روحا جديدة للسلفية التي لا تهتم فقط بتصحيح العقيدة بل تولي أيضا اهتماما بمصير المغرب ومتطلبات مستقبله. وصفه الزعيم الاتحادي عبد الرحيم بوعبيد ب«أب الحركة الوطنية».من أبرز تلامذته: محمد بن الحسن الوزاني، وعلال الفاسي، ومحمد المختار السوسي. كان من الشخصيات الصوفية الدرقاوية ذات الأهمية البالغة في تاريخ الطائفة حتى بداية القرن الرابع عشر الهجري. وبعد اتصاله بأبي شعيب الدكالي أخذ عنه افكار السلفية النهضوية في المشرق، فانقلب من فقيه عادي إلى مفكر إسلامي. ويقول محمد عابد الجابري:
«أن أصداء السلفية النهضوية في المشرق لم تتطور في المغرب إلى سلفية جديدة فعلا، إلا عبر الشيخ أبي شعيب الدكالي، ومع السلفي المناضل محمد بن العربي العلوي، وتلاميذه…"، (...)"… بالفعل، كان الشيخ محمد بن العربي العلوي نموذجا للعالم السلفي المناضل الشعبي في المغرب، سواء أثناء عقد الحماية أو خلال عهد الاستقلال…".»
مسيرته
ولد محمد بن العربي العلوي بالقصر الجديد بمدغرة وهي إحدى واحات تافيلالت.
بعد أن حفظ القرآن وجَوَّده، ودرس الحديث وبعض المتون والشعر الجاهلي، اصطحبه والده إلى فاس سنة 1898م، وأسكنه في "مدرسة الصفارين"، وبقي معه بفاس بضع سنوات يشد أزره، ويذلل معه كل الصعوبات التي تعترض دراسته التي كان يتابعها «بالمدرسة المصباحية»، المركز الرئيس آنذاك للدراسات العلمية والأدبية والتاريخية والمنطقية والفلكية، بالإضافة إلى التفسير والحديث وغيرها من العلوم. ومن بين أساتذته بجامعة القرويين الفقهاء: عبد السلام بناني، ومحمد بناني، والتهامي جنون.
وانخرط عام 1260 هـ، وهو في فاس، في طائفة الشيخ أحمد البدوي، الذي أصبح شيخه فأسلم له مقاليد تربيته إلى أن بلغ مرتبة «الفطام» فأذن له شيخه في تلقين الأوراد ودعوة الناس إلى طريق الله. فرجع محمد بن العربي إلى بلده عام 1270 هـ، وقد برزت مكانته الصوفية والعلمية بعد وفاة شيخه عام 1275ھ، إذ جدد عليه العديد من أصحابه عهد الطريقة الدرقاوية البدوية، كخليفة لوراثة شيخ الطائفة البدوية.
بعد تخرجه من «جامعة القرويين» بأعلى شهادة تمنحها الجامعة آنذاك سنة 1912، كانت أول وظيفة أسندت إليه، هي تعيينه «عدلا بأحباس فاس الجديد» في آخر نفس السنة.
وبعد التوقيع على معاهدة الحماية سنة 1912م، وإرغام الفرنسيين المولى عبد الحفيظ على التنازل عن العرش واستقراره بطنجة، انتقل الفقيه محمد بن العربي من فاس إلى طنجة كأستاذ لأبناء عبد الحفيظ، ثم عاد إلى مدينة فاس سنة 1915م، وبعدها عين قاضيا بفاس الجديد والأحواز، وكان قضاء فاس آنذاك مقسما بين ثلاث قضاة: فاس الجديد والأحواز، وقاضي الرصيف، وقاضي السماط. بقي بهذا المنصب مدة، ثم ترأس مجلس الاستئناف بالرباط سنة 1928، ثم وزارة العدل سنة 1938.
«أن أصداء السلفية النهضوية في المشرق لم تتطور في المغرب إلى سلفية جديدة فعلا، إلا عبر الشيخ أبي شعيب الدكالي، ومع السلفي المناضل محمد بن العربي العلوي، وتلاميذه…"، (...)"… بالفعل، كان الشيخ محمد بن العربي العلوي نموذجا للعالم السلفي المناضل الشعبي في المغرب، سواء أثناء عقد الحماية أو خلال عهد الاستقلال…".»
مسيرته
ولد محمد بن العربي العلوي بالقصر الجديد بمدغرة وهي إحدى واحات تافيلالت.
بعد أن حفظ القرآن وجَوَّده، ودرس الحديث وبعض المتون والشعر الجاهلي، اصطحبه والده إلى فاس سنة 1898م، وأسكنه في "مدرسة الصفارين"، وبقي معه بفاس بضع سنوات يشد أزره، ويذلل معه كل الصعوبات التي تعترض دراسته التي كان يتابعها «بالمدرسة المصباحية»، المركز الرئيس آنذاك للدراسات العلمية والأدبية والتاريخية والمنطقية والفلكية، بالإضافة إلى التفسير والحديث وغيرها من العلوم. ومن بين أساتذته بجامعة القرويين الفقهاء: عبد السلام بناني، ومحمد بناني، والتهامي جنون.
وانخرط عام 1260 هـ، وهو في فاس، في طائفة الشيخ أحمد البدوي، الذي أصبح شيخه فأسلم له مقاليد تربيته إلى أن بلغ مرتبة «الفطام» فأذن له شيخه في تلقين الأوراد ودعوة الناس إلى طريق الله. فرجع محمد بن العربي إلى بلده عام 1270 هـ، وقد برزت مكانته الصوفية والعلمية بعد وفاة شيخه عام 1275ھ، إذ جدد عليه العديد من أصحابه عهد الطريقة الدرقاوية البدوية، كخليفة لوراثة شيخ الطائفة البدوية.
بعد تخرجه من «جامعة القرويين» بأعلى شهادة تمنحها الجامعة آنذاك سنة 1912، كانت أول وظيفة أسندت إليه، هي تعيينه «عدلا بأحباس فاس الجديد» في آخر نفس السنة.
وبعد التوقيع على معاهدة الحماية سنة 1912م، وإرغام الفرنسيين المولى عبد الحفيظ على التنازل عن العرش واستقراره بطنجة، انتقل الفقيه محمد بن العربي من فاس إلى طنجة كأستاذ لأبناء عبد الحفيظ، ثم عاد إلى مدينة فاس سنة 1915م، وبعدها عين قاضيا بفاس الجديد والأحواز، وكان قضاء فاس آنذاك مقسما بين ثلاث قضاة: فاس الجديد والأحواز، وقاضي الرصيف، وقاضي السماط. بقي بهذا المنصب مدة، ثم ترأس مجلس الاستئناف بالرباط سنة 1928، ثم وزارة العدل سنة 1938.