حكاية ناي ♔
02-08-2024, 07:53 AM
جاء ذكر جعل النبي - صلى الله عليه وسلم- شعره غدائر عن أم هاني - رضي الله عنها - وأنس بن مالك وربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ وعائشة وأم سلمة - رضي الله عنها -.
أولاً: حديث أم هاني - رضي الله عنها - : قالت أم هانئ - رضي الله عنها - "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ " وفي رواية للترمذي " أَرْبَعُ ضَفَائِرَ ".
رواه أحمد (26350) (26844) وأبو داود (4191) والترمذي في جامعه (1781) وفي الشمائل (28) , (31) وابن ماجه (3631) بأسانيدهم عن عبد الله بن أبى نجيح عن مجاهد قال قالت أم هانئ - رضي الله عنها - فذكره ورواته ثقات ويأتي أنَّ مجاهداً ليس له سماع من أم هانئ - رضي الله عنها - فهو منقطع.
قال الترمذي حديث حسن غريب قال محمد [البخاري] لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ - رضي الله عنها - .
وهذا إشارة من الترمذي لضعف سند الحديث على القاعدة التي أشار إليها بقوله: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان رب حديث يكون غريباً لا يروى إلا من وجه واحد.
وقال الشيخ مقبل الوادعي في أحاديث معلة (523): هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي قال محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ - رضي الله عنها -.
وحسن إسناد الحديث الحافظ ابن حجر في الفتح (10/360) وصحح الحديث الألباني في مختصر الشمائل (23).
ثانياً: حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - : رواه الطبراني في المعجم الصغير (1006) حدثنا محمد بن إدريس الحلبي، حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، حدثنا وكيع، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعُ ضَفَائِرَ فِي رَأْسِهِ " إسناده ضعيف.
قال الطبراني لم يروه عن قتادة، إلا همام، ولا عنه إلا وكيع، تفرد به سهل بن صالح.
شيخ الطبراني محمد بن إدريس الحلبي لم أقف على من وثقه إلا قول الهيثمي في مجمع الزوائد (8/281): رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وسهل بن صالح الأنطاكي قال أبو حاتم ثقة وقال النسائي لا بأس به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ. وبقية رواته ثقات.
ورواه الإمام أحمد (11765) ثنا وكيع وبهز قالا حدثنا همام عن قتادة قال بهز في حديثه أنا قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- شَعْرٌ يُصِيبُ مَنْكِبَيْهِ" وقال بَهْزٌ "يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ" إسناده صحيح.
فرواه الإمام أحمد عن وكيع من غير ذكر الغدائر وبهذا اللفظ من غير ذكر الغدائر رواه الثقات بهز بن أسد عند أحمد (11765) وعفان بن مسلم عند أحمد (13152) (13429) وأبو داود الطيالسي وعمرو بن عاصم الكلابي عند ابن سعد (1/329) وعبد الصمد بن عبد الوارث عند أحمد (11856) ومسلم (2338) وحِبَّان بن هلال عند البخاري (5903) ومسلم (2338) وموسى بن إسماعيل عند البخاري (5904) يروونه عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
فرواية الطبراني رواية شاذة أو منكرة لمخالفة سهل بن صالح رواية الإمام أحمد عن وكيع فرواية أحمد أرجح لأمرين الأول لا يقارن حفظ أحمد وقدره بحفظ سهل بن صالح الثاني موافقة الثقات لأحمد في روايته. والمخالفة تحتمل أنَّها من سهل بن صالح الأنطاكي أو من شيخ الطبراني محمد بن إدريس الحلبي والله أعلم.
ثالثاً: حديث ربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ - رضي الله عنه -: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2755) حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا بهلول بن مورق، ثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بسوق ذي المجاز وهو يقول: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، وَرَجُلٌ يَتْلُوهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْبَلُوا مِنْهُ، وَيَرْمِي عَقِبَيْهِ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أَدْمَى عَقِبَيْهِ، وَلِلرَّجُلِ غَدَائِرُ تُوقِدُ وَجْنَتَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْمِيهِ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ " إسناده ضعيف.
محمد بن يونس بن موسى الكُديمي ضعيف قال جعفر الطيالسي الكديمي ثقة ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون وقال أحمد بن حنبل حسن المعرفة حسن الحديث ما وجد عليه إلا صحبته سليمان الشاذكوني وكذبه أبو داود وقال الدارقطني يتهم بوضع الحديث وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله وقال ابن حبان كان يضع الحديث وقال ابن عدي قد اتهم بالوضع وادعى الرواية عمن لم يرهم ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب تركه ابن صاعد وابن عقدة وقال الخليلي ليس بذاك القوي ومنهم من يقويه وتوسط فيه الحافظ ابن حجر فقال ضعيف.
ورواه الإمام أحمد بأسانيده (15590) عن سعيد بن خالد القَارِظِيّ (15593) وعن أبي الزناد (15597) وعن حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس يروونه عن ربيعة بن عباد الديلي - رضي الله عنه - أنَّه قال:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَمُرُّ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، وَرَجُلٌ أَحْوَلُ، وَضِيءُ الْوَجْهِ، ذُو غَدِيرَتَيْنِ يَتْبَعُهُ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ " وإسناده صحيح
وذكر في هذه الروايات أنَّ ذا الغديرتين أبو لهب وليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
فالحديث لا يصح ولو صح فالرجل في قوله: " وَلِلرَّجُلِ غَدَائِرُ تُوقِدُ وَجْنَتَيْهِ " أبو لهب وليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله أعلم.
تنبيه: في بعض نسخ المسند الروايات السابقة من زيادات عبد الله على المسند.
رابعاً: حديث عائشة - رضي الله عنها - : رواه أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة (566) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدة المِصِّيصِيُّ من كتابه وما أثبتناه إلا عنه قال: ثنا صُبَيْحُ بن عبد الله أبو محمد الفَرْغَانِيُّ قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّيُّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كَانَ مِنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-... وَكَانَ شَعَرُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ وَرُبَّمَا كَانَ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ وَكَانَ رُبَّمَا جَعَلَهُ غَدَائِرَ تَخْرُجُ الْأُذُنُ الْيُمْنَى مِنْ بَيْنَ غَدِيرَتَيْنِ تَكْتَنِفَانِهَا وَتَخْرُجُ الْأُذُنُ الْيُسْرَى مِنْ بَيْنِ غَدِيرَتَيْنِ تَكْتَنِفَانِهَا.... " إسناده ضعيف.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/298) أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرناه أبو عبد الله: محمد بن يوسف المؤذن، قال: حدثنا محمد بن عمران النسوي، قال حدثنا أحمد ابن زهير، قال: حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغاني به
صُبَيْحُ بن عبد الله الفَرْغَانِيُّ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل روى عنه أبي وقال صدوق. وقال البيهقي ليس بالمعروف وقال الذهبي في الميزان قال عبد الغنى المصري: منكر الحديث. وقال الخطيب في التلخيص: صاحب مناكير
وتفرده بالحديث من مناكيره والله أعلم.
وأشار إلى ضعف الحديث البيهقي بقوله: قد روى صبيح بن عبد الله الفرغاني وليس بالمعروف حديثاً آخر في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأدرج فيه تفسير بعض ألفاظه، ولم يبين قائل تفسيره فيما سمعنا، إلا أنَّه يوافق جملة ما روينا في الأحاديث الصحيحة، والمشهورة، فرويناه، والاعتماد على ما مضى.
خامساً: حديث أم سلمة - رضي الله عنها - : رواه الواقدي في المغازي (2/868) حدثني علي بن يزيد، عن أبيه، عن عمته، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " ضَفّرْت رَأْسَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم- بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَرْبَعَ ضَفَائِرَ فَلَمْ يُحِلّهُ حَتّى فَتَحَ مَكّةَ وَمُقَامُهُ بِمَكّةَ حَتّى حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إلَى حُنَيْنٍ حَلّهُ وَغَسَلْت رَأْسَهُ بِسِدْر" إسناده ضعيف.
محمد بن عمر الواقدي الأسلمي متروك ويزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة القرشي ذكره ابن حبان في ثقاته وذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وابنه علي له ترجمة في تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي وعمته لم أقف لها على ترجمة.
فأصح الأحاديث حديث أم هانئ - رضي الله عنها - وهو ضعيف لانقطاعه وبقية الأحاديث لا تصلح للاعتبار لضعفها الشديد فالذي يظهر لي فيما وقفت عليه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يثبت عنه أنَّه كان يجعل شعره غدائر والله أعلم.
أولاً: حديث أم هاني - رضي الله عنها - : قالت أم هانئ - رضي الله عنها - "قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- مَكَّةَ وَلَهُ أَرْبَعُ غَدَائِرَ " وفي رواية للترمذي " أَرْبَعُ ضَفَائِرَ ".
رواه أحمد (26350) (26844) وأبو داود (4191) والترمذي في جامعه (1781) وفي الشمائل (28) , (31) وابن ماجه (3631) بأسانيدهم عن عبد الله بن أبى نجيح عن مجاهد قال قالت أم هانئ - رضي الله عنها - فذكره ورواته ثقات ويأتي أنَّ مجاهداً ليس له سماع من أم هانئ - رضي الله عنها - فهو منقطع.
قال الترمذي حديث حسن غريب قال محمد [البخاري] لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ - رضي الله عنها - .
وهذا إشارة من الترمذي لضعف سند الحديث على القاعدة التي أشار إليها بقوله: كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم بالكذب ولا يكون الحديث شاذاً ويروى من غير وجه نحو ذاك فهو عندنا حديث حسن وما ذكرنا في هذا الكتاب حديث غريب فإن أهل الحديث يستغربون الحديث لمعان رب حديث يكون غريباً لا يروى إلا من وجه واحد.
وقال الشيخ مقبل الوادعي في أحاديث معلة (523): هذا حديث إذا نظرت إلى سنده وجدتهم رجال الصحيح، ولكن الإمام الترمذي قال محمد: لا أعرف لمجاهد سماعاً من أم هانئ - رضي الله عنها -.
وحسن إسناد الحديث الحافظ ابن حجر في الفتح (10/360) وصحح الحديث الألباني في مختصر الشمائل (23).
ثانياً: حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - : رواه الطبراني في المعجم الصغير (1006) حدثنا محمد بن إدريس الحلبي، حدثنا سهل بن صالح الأنطاكي، حدثنا وكيع، عن همام بن يحيى، عن قتادة، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: " كَانَتْ لِلنَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم- أَرْبَعُ ضَفَائِرَ فِي رَأْسِهِ " إسناده ضعيف.
قال الطبراني لم يروه عن قتادة، إلا همام، ولا عنه إلا وكيع، تفرد به سهل بن صالح.
شيخ الطبراني محمد بن إدريس الحلبي لم أقف على من وثقه إلا قول الهيثمي في مجمع الزوائد (8/281): رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات. وسهل بن صالح الأنطاكي قال أبو حاتم ثقة وقال النسائي لا بأس به وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ. وبقية رواته ثقات.
ورواه الإمام أحمد (11765) ثنا وكيع وبهز قالا حدثنا همام عن قتادة قال بهز في حديثه أنا قتادة عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم- شَعْرٌ يُصِيبُ مَنْكِبَيْهِ" وقال بَهْزٌ "يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ" إسناده صحيح.
فرواه الإمام أحمد عن وكيع من غير ذكر الغدائر وبهذا اللفظ من غير ذكر الغدائر رواه الثقات بهز بن أسد عند أحمد (11765) وعفان بن مسلم عند أحمد (13152) (13429) وأبو داود الطيالسي وعمرو بن عاصم الكلابي عند ابن سعد (1/329) وعبد الصمد بن عبد الوارث عند أحمد (11856) ومسلم (2338) وحِبَّان بن هلال عند البخاري (5903) ومسلم (2338) وموسى بن إسماعيل عند البخاري (5904) يروونه عن همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه -.
فرواية الطبراني رواية شاذة أو منكرة لمخالفة سهل بن صالح رواية الإمام أحمد عن وكيع فرواية أحمد أرجح لأمرين الأول لا يقارن حفظ أحمد وقدره بحفظ سهل بن صالح الثاني موافقة الثقات لأحمد في روايته. والمخالفة تحتمل أنَّها من سهل بن صالح الأنطاكي أو من شيخ الطبراني محمد بن إدريس الحلبي والله أعلم.
ثالثاً: حديث ربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ - رضي الله عنه -: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (2755) حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا محمد بن يونس بن موسى، ثنا بهلول بن مورق، ثنا ابن أبي ذئب، عن محمد بن المنكدر، عن ربيعة بن عِبَادٍ الدِّيلِيِّ، قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بسوق ذي المجاز وهو يقول: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ، قُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ تُفْلِحُوا "، وَرَجُلٌ يَتْلُوهُ مِنْ وَرَائِهِ، وَيَقُولُ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، لَا تَقْبَلُوا مِنْهُ، وَيَرْمِي عَقِبَيْهِ بِالْحِجَارَةِ حَتَّى أَدْمَى عَقِبَيْهِ، وَلِلرَّجُلِ غَدَائِرُ تُوقِدُ وَجْنَتَيْهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا الَّذِي يَرْمِيهِ؟ قَالُوا: عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ " إسناده ضعيف.
محمد بن يونس بن موسى الكُديمي ضعيف قال جعفر الطيالسي الكديمي ثقة ولكن أهل البصرة يحدثون بكل ما يسمعون وقال أحمد بن حنبل حسن المعرفة حسن الحديث ما وجد عليه إلا صحبته سليمان الشاذكوني وكذبه أبو داود وقال الدارقطني يتهم بوضع الحديث وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله وقال ابن حبان كان يضع الحديث وقال ابن عدي قد اتهم بالوضع وادعى الرواية عمن لم يرهم ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلى جده لئلا يعرف وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب تركه ابن صاعد وابن عقدة وقال الخليلي ليس بذاك القوي ومنهم من يقويه وتوسط فيه الحافظ ابن حجر فقال ضعيف.
ورواه الإمام أحمد بأسانيده (15590) عن سعيد بن خالد القَارِظِيّ (15593) وعن أبي الزناد (15597) وعن حسين بن عبدالله بن عبيدالله بن عباس يروونه عن ربيعة بن عباد الديلي - رضي الله عنه - أنَّه قال:" رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ يَمُرُّ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، وَرَجُلٌ أَحْوَلُ، وَضِيءُ الْوَجْهِ، ذُو غَدِيرَتَيْنِ يَتْبَعُهُ فِي فِجَاجِ ذِي الْمَجَازِ، وَيَقُولُ: إِنَّهُ صَابِئٌ كَاذِبٌ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: هَذَا عَمُّهُ أَبُو لَهَبٍ " وإسناده صحيح
وذكر في هذه الروايات أنَّ ذا الغديرتين أبو لهب وليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم-.
فالحديث لا يصح ولو صح فالرجل في قوله: " وَلِلرَّجُلِ غَدَائِرُ تُوقِدُ وَجْنَتَيْهِ " أبو لهب وليس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- والله أعلم.
تنبيه: في بعض نسخ المسند الروايات السابقة من زيادات عبد الله على المسند.
رابعاً: حديث عائشة - رضي الله عنها - : رواه أبو نعيم الأصبهاني في دلائل النبوة (566) حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدة المِصِّيصِيُّ من كتابه وما أثبتناه إلا عنه قال: ثنا صُبَيْحُ بن عبد الله أبو محمد الفَرْغَانِيُّ قال: ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العَمِّيُّ، عن جعفر بن محمد، عن أبيه وهشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كَانَ مِنْ صِفَةِ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم-... وَكَانَ شَعَرُهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ يَضْرِبُ مَنْكِبَيْهِ وَرُبَّمَا كَانَ إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ وَكَانَ رُبَّمَا جَعَلَهُ غَدَائِرَ تَخْرُجُ الْأُذُنُ الْيُمْنَى مِنْ بَيْنَ غَدِيرَتَيْنِ تَكْتَنِفَانِهَا وَتَخْرُجُ الْأُذُنُ الْيُسْرَى مِنْ بَيْنِ غَدِيرَتَيْنِ تَكْتَنِفَانِهَا.... " إسناده ضعيف.
ورواه البيهقي في دلائل النبوة (1/298) أخبرناه أبو عبد الله الحافظ، قال: أخبرناه أبو عبد الله: محمد بن يوسف المؤذن، قال: حدثنا محمد بن عمران النسوي، قال حدثنا أحمد ابن زهير، قال: حدثنا صبيح بن عبد الله الفرغاني به
صُبَيْحُ بن عبد الله الفَرْغَانِيُّ قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل روى عنه أبي وقال صدوق. وقال البيهقي ليس بالمعروف وقال الذهبي في الميزان قال عبد الغنى المصري: منكر الحديث. وقال الخطيب في التلخيص: صاحب مناكير
وتفرده بالحديث من مناكيره والله أعلم.
وأشار إلى ضعف الحديث البيهقي بقوله: قد روى صبيح بن عبد الله الفرغاني وليس بالمعروف حديثاً آخر في صفة النبي - صلى الله عليه وسلم-، وأدرج فيه تفسير بعض ألفاظه، ولم يبين قائل تفسيره فيما سمعنا، إلا أنَّه يوافق جملة ما روينا في الأحاديث الصحيحة، والمشهورة، فرويناه، والاعتماد على ما مضى.
خامساً: حديث أم سلمة - رضي الله عنها - : رواه الواقدي في المغازي (2/868) حدثني علي بن يزيد، عن أبيه، عن عمته، عن أم سلمة - رضي الله عنها - قالت: " ضَفّرْت رَأْسَ النّبِيّ - صلى الله عليه وسلم- بِذِي الْحُلَيْفَةِ أَرْبَعَ ضَفَائِرَ فَلَمْ يُحِلّهُ حَتّى فَتَحَ مَكّةَ وَمُقَامُهُ بِمَكّةَ حَتّى حِينَ أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ إلَى حُنَيْنٍ حَلّهُ وَغَسَلْت رَأْسَهُ بِسِدْر" إسناده ضعيف.
محمد بن عمر الواقدي الأسلمي متروك ويزيد بن عبد الله بن وهب بن زمعة القرشي ذكره ابن حبان في ثقاته وذكره البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً وابنه علي له ترجمة في تلخيص المتشابه للخطيب البغدادي وعمته لم أقف لها على ترجمة.
فأصح الأحاديث حديث أم هانئ - رضي الله عنها - وهو ضعيف لانقطاعه وبقية الأحاديث لا تصلح للاعتبار لضعفها الشديد فالذي يظهر لي فيما وقفت عليه أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم- لم يثبت عنه أنَّه كان يجعل شعره غدائر والله أعلم.