حكاية ناي ♔
02-08-2024, 08:08 AM
إنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِي لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّارِ.
إن من سعادة المرء في الدنيا والآخرة أن يرزقه الله ذُريَّةً طيبةً صالحةً تطيع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تتعدَّى حدود الله بعد أن جد واجتهد في تربية أولاده التربية الصالحة ودعا الله بدعاء الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، واتقى الله في أهله وأولاده ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وعظَّم المسؤولية في نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ؛ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ))[1].
عباد الله، إن أعظم ما ينشأ عليه أبناؤنا الصغار أن يتعلموا القرآن، وأن يوجهوا التوجيه الصحيح إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة لينشَأوا على حب الله ورسوله وعلى التعلُّق بالقرآن العظيم؛ قال تعالى آمِرًا نبيَّه ومُصْطفاه يحيى: ﴿ يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيًّا.
وأخذ القرآن في الصغر من المطالب العظيمة التي اعتنى بها المسلمون اعتناء بالغًا فعلَّموا أولادهم القرآن، وجدُّوا واجتهدوا في ذلك لنيل الخيرية في الدنيا والآخرة، ((خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه))، وحتى يسهل عليهم العلم والمعرفة والأحكام؛ إذ القرآن هو أصل العلوم ومنبع المعارف والأحكام، وأنه يهدي إلى الخير العظيم والفضل الكبير،﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].
وحفظ القرآن وقراءته وإتقانه في الصغر من أعظم أسباب حفظ الصبي وحلول البركة في عِلْمه وعَمَله وعُمره، والله سبحانه أكرم هذه الأمة بالقرآن العظيم الذي هو أفضل الكلام، وجَمَع فيه ما يحتاج إليه من الأخبار والمواعظ والأمثال والآداب والأحكام والبراهين الساطعة على توحيد الله عز وجل، فحق لنا أن نعتزَّ بالقرآن وأن نفخر به.
وصاحب القرآن مغبوط: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حَسَدَ إلَّا علَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ الكِتابَ، وقامَ به آناءَ اللَّيْلِ، ورَجُلٌ أعْطاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يَتَصَدَّقُ به آناءَ اللَّيْلِ والنَّهارِ))[2].
قال ابن مسعود: اقرؤُوا القرآنَ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُعذِّب قلبًا وعَى القرآنِ، إِنَّ هذا القرآنَ مأدُبَةُ اللهِ فاقبلُوا مِنْ مأدُبَتِهِ ما استَطَعْتُمْ، ومن أحَبَّ القرآن فليبشر.
نسأل الله تعالى أن يرفعنا بالقرآن، وأن ينفعنا به، وأن يُبارك لنا فيه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
لتعلموا عباد الله أن حفظ القرآن من أيسر الأمور: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، يسَّره الله للحفظ والمدكر.
﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾: هل من مُتَّعِظ بمواعظه، قال ابن عباس: لولا أن الله يَسَّره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلَّم بكلام الله عز وجل.
وإن حفظ القرآن في الصدور يتركَّز على ثلاثة أسس بعد الإخلاص لله عز وجل وإرادة وجه الله في حفظ القرآن:
الأساس الأول:
تصحيح القراءة والاستماع لها حتى ينطق بالآية النطق الصحيح ولا يستعجل:﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].
أما الأساس الثاني: فهو التكرار، ولا وسيلة للحفظ وتثبيته أنفع من تكرار الآية وتردادها وقد علم ذلك بالعلم والحس والأثر.
أما الأساس الثالث: فهو المراجعة وتعاهد القرآن:
قال عليه الصلاة والسلام: ((تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها))[3].
فالمقصود عباد الله العناية بالقرآن ولا سيما الصغار، فإن القرآن حامل لراية الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ))[4].
نسأل الله عز وجل من فضله، اللهم احفظنا بالقرآن، وبارك لنا فيه، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهْلُك وخاصَّتُك إله الحق.
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71]، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ، وَكُلَّ ضَلالَةٍ في النَّارِ.
إن من سعادة المرء في الدنيا والآخرة أن يرزقه الله ذُريَّةً طيبةً صالحةً تطيع الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولا تتعدَّى حدود الله بعد أن جد واجتهد في تربية أولاده التربية الصالحة ودعا الله بدعاء الصالحين: ﴿ وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74]، واتقى الله في أهله وأولاده ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6]، وعظَّم المسؤولية في نفسه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ؛ فالأميرُ الذي على الناسِ راعٍ عليهم وهو مسؤولٌ عنهم، والرجلُ راعٍ على أهلِ بيتِهِ وهو مسؤولٌ عنهم، والمرأةُ راعيةٌ على بيتِ بَعْلها وولدِهِ وهي مسؤولةٌ عنهم، وعبدُ الرجلِ راعٍ على بيتِ سيدِهِ وهو مسؤولٌ عنهُ، ألا فكلُّكم راعٍ وكلُّكم مسؤولٌ عن رعيتِهِ))[1].
عباد الله، إن أعظم ما ينشأ عليه أبناؤنا الصغار أن يتعلموا القرآن، وأن يوجهوا التوجيه الصحيح إلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة لينشَأوا على حب الله ورسوله وعلى التعلُّق بالقرآن العظيم؛ قال تعالى آمِرًا نبيَّه ومُصْطفاه يحيى: ﴿ يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ﴾ [مريم: 12]، قال ابن عباس رضي الله عنهما: من قرأ القرآن قبل أن يحتلم فهو ممن أوتي الحكم صبيًّا.
وأخذ القرآن في الصغر من المطالب العظيمة التي اعتنى بها المسلمون اعتناء بالغًا فعلَّموا أولادهم القرآن، وجدُّوا واجتهدوا في ذلك لنيل الخيرية في الدنيا والآخرة، ((خيرُكم من تعلَّم القرآنَ وعلَّمه))، وحتى يسهل عليهم العلم والمعرفة والأحكام؛ إذ القرآن هو أصل العلوم ومنبع المعارف والأحكام، وأنه يهدي إلى الخير العظيم والفضل الكبير،﴿ إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ﴾ [الإسراء: 9].
وحفظ القرآن وقراءته وإتقانه في الصغر من أعظم أسباب حفظ الصبي وحلول البركة في عِلْمه وعَمَله وعُمره، والله سبحانه أكرم هذه الأمة بالقرآن العظيم الذي هو أفضل الكلام، وجَمَع فيه ما يحتاج إليه من الأخبار والمواعظ والأمثال والآداب والأحكام والبراهين الساطعة على توحيد الله عز وجل، فحق لنا أن نعتزَّ بالقرآن وأن نفخر به.
وصاحب القرآن مغبوط: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا حَسَدَ إلَّا علَى اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتاهُ اللَّهُ الكِتابَ، وقامَ به آناءَ اللَّيْلِ، ورَجُلٌ أعْطاهُ اللَّهُ مالًا، فَهو يَتَصَدَّقُ به آناءَ اللَّيْلِ والنَّهارِ))[2].
قال ابن مسعود: اقرؤُوا القرآنَ، فإنَّ اللهَ تعالى لا يُعذِّب قلبًا وعَى القرآنِ، إِنَّ هذا القرآنَ مأدُبَةُ اللهِ فاقبلُوا مِنْ مأدُبَتِهِ ما استَطَعْتُمْ، ومن أحَبَّ القرآن فليبشر.
نسأل الله تعالى أن يرفعنا بالقرآن، وأن ينفعنا به، وأن يُبارك لنا فيه.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنب يغفر لكم إنَّه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
لتعلموا عباد الله أن حفظ القرآن من أيسر الأمور: ﴿ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾ [القمر: 17]، يسَّره الله للحفظ والمدكر.
﴿ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ ﴾: هل من مُتَّعِظ بمواعظه، قال ابن عباس: لولا أن الله يَسَّره على لسان الآدميين، ما استطاع أحد من الخلق أن يتكلَّم بكلام الله عز وجل.
وإن حفظ القرآن في الصدور يتركَّز على ثلاثة أسس بعد الإخلاص لله عز وجل وإرادة وجه الله في حفظ القرآن:
الأساس الأول:
تصحيح القراءة والاستماع لها حتى ينطق بالآية النطق الصحيح ولا يستعجل:﴿ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ ﴾ [القيامة: 16] ﴿ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا ﴾ [طه: 114].
أما الأساس الثاني: فهو التكرار، ولا وسيلة للحفظ وتثبيته أنفع من تكرار الآية وتردادها وقد علم ذلك بالعلم والحس والأثر.
أما الأساس الثالث: فهو المراجعة وتعاهد القرآن:
قال عليه الصلاة والسلام: ((تَعاهَدُوا هذا القُرْآنَ، فَوالذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ لَهو أشَدُّ تَفَلُّتًا مِنَ الإبِلِ في عُقُلِها))[3].
فالمقصود عباد الله العناية بالقرآن ولا سيما الصغار، فإن القرآن حامل لراية الإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَعَمِلَ بِمَا فِيهِ، أُلْبِسَ وَالِدَاهُ تَاجًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ))[4].
نسأل الله عز وجل من فضله، اللهم احفظنا بالقرآن، وبارك لنا فيه، واجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهْلُك وخاصَّتُك إله الحق.