حكاية ناي ♔
02-08-2024, 10:37 AM
محمد المليكشي أو أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم المليكشي البجائي الزواوي هو رجل دين سني مالكي أشعري قادري من جرجرة في الجزائر بشمال أفريقيا · .
النشأة
محمد المليكشي البجائي الزواوي هو فقيه مالكي زواوي جزائري ولد في بجاية نحو سنة 1271م الموافق لعام 669هـ.
وتنحدر أسرة المليكشي، التي اشتهرت بالعلم والفقه والجاه، من منطقة بني مليكش جنوب غرب مدينة بجاية أين يستقر العرش الأمازيغي المسمى آث مليكش ضمن منطقة القبائل في زواوة.
ويُعرَف بكونه الإمام العالم المحقق، أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم المشدالي البجائي، وقد أثر في قريبه العلامة «حسن المليكشي».
الترجمة
محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم، عرف بابن عمر المليكشي ثم التونسي الجزائري.
قال الحضرمي عنه في مشيخته:
«كان صدرًا في الطلبة والكتّاب، فقيهًا كاتبًا أديبًا حاجًا راوية متصوفًا فاضلًا صاحب خطة الإنشاء بتونس، شهيرًا ذا تواضع وإيثار وقبول حسن، رحل وحج، روى عن جماعة بالحجاز ومصر والإسكندرية كالرضي الطبري سمع عليه الكتب الخمسة، والسِّراج محمد بن طراد قاضي المدينة وخطيبها، وأبي محمد الدلاصي والنجم الطبري وغيرهم، وله شعر رائق ونثر فائق وكتابة بليغة وتآليف مستطرفة»
شيوخه
أخذ سيدي محمد المليكشي العلوم المختلفة عن عديد من العلماء من بينهم رضي الدين الطبري في مكة المكرمة، «السِّراج محمد بن طراد» قاضي المدينة المنورة وخطيبها، و«أبي محمد الدلاصي» شيخ الإقراء في مكة المكرمة، وغيرهم.
تلاميذه
أخذ العلم عن سيدي أبي عبد الله المليكشي عديد من الفضلاء من بينهم «الحضرمي»، و«خالد بن عيسى البلوي» المتوفى في 767هـ (1365م).
شعره
نظم سيدي أبو عبد الله المليكشي شعرا رائقا منه:
قفي للسلى لوعة الْبَين يَا علوي
وَلَا يَك هَذَا آخر الْعَهْد يَا شجوى
قفي سَاعَة فِي عرضة الدَّار وانظري
إِلَى عاشق مَا يستفيق من الْبلوى
ومنه هذه الأبيات:
أرى لَك يَا قلبِي بقلبي مُنْذر
بعثت بهَا سري إِلَيْك رَسُولا
فقابله بالبشرى وَأَقْبل بمنه
إِفقد هَب مسكي النسيم دَلِيلا
وَلَا تعتذر بالقطر أَو بَلل الندى
فَأحْسن مَا يلقى النسيم بليلا
ومنه أيضا هذه الأبيات الأخرى:
رضى نلت ما ترضين من كل ما يهوى
فلا توقفيني موقف الذل والشكوى
وصفحا عن الجاني المسيء لنفسه
كفاه الذى يلقاه من شدة البلوى
بما بيننا من خلوة معنوية
أرق من النجوى وأحلى من السلوى
قفي أتشكى لوعة البين ساعة
ولا يك هذا آخر العهد بالنجوى
قفي ساعة في عرصة الدار وانظري
إلى عاشق ما يستفيق من البلوى
وكم قد سألت الريح شوقا إليكم
فما حن مسراها علي ولا ألوى
فيا ريح حتى أنت ممن يغار بي
ويا نجد حتى أنت تهوى الذي أهوى
خلقت ولي قلب جليد على النوى
ولكن على فقد الأحبة لا يقوى
وفاته
كانت وفاة سيدي أبو عبد الله المليكشي في سنة 1339م، الموافق ليوم 1 محرم 740هـ.
وكانت وفاته في تونس أين تم دفنه في إحدى مقابرها.
قال عنه العلماء
قال عنه أحمد بابا التمبكتي في كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج:
«عرف بابن عمر المليكشي ثم التونسي الجزائري. كذا بخطه نسبة إلى جزائر أفريقيا لا إلى بلد جزيرة لأن النسب إليها جزيري
» – أحمد بابا التمبكتي، نيل الابتهاج بتطريز الديباج
قال عنه محمد مخلوف في كتاب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية:
«أبو عبد الله محمَّد بن عمر البجائي التونسي: عرف بابن عمر الفقيه الأريب المتفنن الكاتب البليغ العالم الأديب، كان صاحب خطة الإنشاء بتونس. حجّ وروى عن أئمة منهم رضي الدين الطبري روى عنه الكتب الخمسة بالحرم الشريف سنة 713هـ، وعنه جماعة منهم الحضرمي وخالد البلوي وأثنى عليه كثيراً في رحلته، له شعر رائق ونثر فائق وتآليف مستظرفة. توفي سنة 740هـ (1339م
» – محمد مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية
قال عنه خير الدين الزركلي في كتاب الأعلام للزركلي:
«المَليكشي 740هـ (1339م): محمد بن عمر بن علي المليكشي التونسي، أبو عبد الله: أديب، كان صاحب خطة الإنشاء بتونس. نعته المقري بكاتب الخلافة. وقال ابن الخطيب: كتب عند الأمراء بإفريقية، ودخل الأندلس سنة 18 ومدح الكبراء، ثم رجع إلى وطنه، وامتحن مدة ثم خلص. وقال الديسي (في تعريف الخلف) : له شعر رائق ونثر فائق وتآليف مستظرفة. توفي بتونس
» – خير الدين الزركلي، الأعلام للزركلي
قال عنه ابن حجر العسقلاني في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة:
«مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم المليكشي، أَبُو عبد الله، أخذ عَن عُلَمَاء بَلَده (بجاية)، وَحج، وَأخذ عَن الرضي الطَّبَرِيّ، وَمُحَمّد بن عبد الحميد الْقرشِي، وَغَيرهم، وعُنِي بِالْكِتَابَةِ وَالْأَدب، وَله فِي التصوف قدم راسخ. قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ فَاضلا كتب عِنْد الْأُمَرَاء بإفريقية، وَدخل الأندلس سنة 18، ومدح الكبراء، ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه، وامتحن مُدَّة ثمَّ خلص وَله شعر رائق. قَالَ وَبَينه وَبَين الشَّيْخ أبي بكر بن شرين مطارحات فمدح بهَا صَاحبهَا يحيى ابْن أبي طَالب العزفي وبسجلماسة ومدح بهَا الْأَمِير أَبَا عَليّ وَكَانَت وَفَاته بتونس سنة 740هـ
» – ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
قال عنه «زهير ظاظا» في كتاب «ترتيب الأعلام على الأعوام»:
«محمد بن عمر المليكشي التونسي: أديب، نعته المقري بكاتب الخلافة. وقال ابن الخطيب: كتب عند الأمراء بأفريقية، وامتحن مدة ثم خلص
» – زهير ظاظا، ترتيب الأعلام على الأعوام
قال عنه «محمد بن الغزي» في كتاب «ديوان الإسلام»:
«هو المليكشي: محمد بن عمر بن علي. الشيخ أبو عبد الله الإفريقي الأندلسي الصوفي الشاعر. توفي سنة 740هـ
» – محمد بن الغزي، ديوان الإسلام
قال عنه أحمد المقري التلمساني في كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب:
«وقال في الإكليل في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم المليكشي ما صورته: كاتب الخلافة، ومُشعشع الأدب الذي يزري بالسلافة، كان بطل مجال، ورب روية وارتجال. قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه وضاق ببعض الحوادث عطنه فتلوم تلوم النسيم بين الخمائل وحل منها محل الطيف من الوشاح الجائل ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة وميرة يانعة ثم آثر قطره فولى وجهه شطره واستقبله دهره بالإنابة وقلده خطة الكتابة فاستقامت حاله وحطت رحاله وله شعر أنيق وتصوف وتحقيق ورحلة إلى الحجاز سعيها في الخير وثيق ونسبها في الصالحات عريق
» – أحمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
قال عنه لسان الدين بن الخطيب في كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة:
«محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم المليكشي، يكنى أبا عبد الله. حاله: كان فاضلا، متخلقا، أديبا، شاعرا، صوفيا، جميل العشرة، حسن الخلق، كريم العهد، طيّب النفس. كتب عن الأمراء بإفريقية، ونال حظوة، ثم شرّق وحجّ، ولقي جلّة، ووصل الأندلس عام ثمانية عشر وسبعمائة، فلقي بغرناطة حفاية، وانسحبت بها عليه جراية، ثم انصرف إلى وطنه، وناله به اعتقال، ثم تخلّص من النّكبة، وأقام به، يزجى وقته إلى آخر عمره. وجرى ذكره في «الإكليل الزاهر»: كاتب الخلافة، ومشعشع الأدب المزري بالسّلافة، كان، يرحمه الله، بطل مجال، وربّ رويّة وارتجال، قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه، وضاق ببعض الحوادث عطنه، فتلوّم بها تلوّم النسيم بين الخمائل، وحلّ بها محل الطّيف من الوشاح الجائل، ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة، وميرة يانعة. ثم آثر قطره، فولّى وجهه شطره، واستقبله دهره بالإنابة، وقلّده خطّة الكتابة، فاستقامت حاله، وحطّت رحاله. وله شعر أنيق، وتصوّف وتحقيق، ورحلته إلى الحجاز سببها في الخبر وثيق، ونسبتها في الصالحات عريق» – لسان الدين بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة
النشأة
محمد المليكشي البجائي الزواوي هو فقيه مالكي زواوي جزائري ولد في بجاية نحو سنة 1271م الموافق لعام 669هـ.
وتنحدر أسرة المليكشي، التي اشتهرت بالعلم والفقه والجاه، من منطقة بني مليكش جنوب غرب مدينة بجاية أين يستقر العرش الأمازيغي المسمى آث مليكش ضمن منطقة القبائل في زواوة.
ويُعرَف بكونه الإمام العالم المحقق، أبو عبد الله محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم المشدالي البجائي، وقد أثر في قريبه العلامة «حسن المليكشي».
الترجمة
محمد بن عمر بن علي بن محمد بن إبراهيم، عرف بابن عمر المليكشي ثم التونسي الجزائري.
قال الحضرمي عنه في مشيخته:
«كان صدرًا في الطلبة والكتّاب، فقيهًا كاتبًا أديبًا حاجًا راوية متصوفًا فاضلًا صاحب خطة الإنشاء بتونس، شهيرًا ذا تواضع وإيثار وقبول حسن، رحل وحج، روى عن جماعة بالحجاز ومصر والإسكندرية كالرضي الطبري سمع عليه الكتب الخمسة، والسِّراج محمد بن طراد قاضي المدينة وخطيبها، وأبي محمد الدلاصي والنجم الطبري وغيرهم، وله شعر رائق ونثر فائق وكتابة بليغة وتآليف مستطرفة»
شيوخه
أخذ سيدي محمد المليكشي العلوم المختلفة عن عديد من العلماء من بينهم رضي الدين الطبري في مكة المكرمة، «السِّراج محمد بن طراد» قاضي المدينة المنورة وخطيبها، و«أبي محمد الدلاصي» شيخ الإقراء في مكة المكرمة، وغيرهم.
تلاميذه
أخذ العلم عن سيدي أبي عبد الله المليكشي عديد من الفضلاء من بينهم «الحضرمي»، و«خالد بن عيسى البلوي» المتوفى في 767هـ (1365م).
شعره
نظم سيدي أبو عبد الله المليكشي شعرا رائقا منه:
قفي للسلى لوعة الْبَين يَا علوي
وَلَا يَك هَذَا آخر الْعَهْد يَا شجوى
قفي سَاعَة فِي عرضة الدَّار وانظري
إِلَى عاشق مَا يستفيق من الْبلوى
ومنه هذه الأبيات:
أرى لَك يَا قلبِي بقلبي مُنْذر
بعثت بهَا سري إِلَيْك رَسُولا
فقابله بالبشرى وَأَقْبل بمنه
إِفقد هَب مسكي النسيم دَلِيلا
وَلَا تعتذر بالقطر أَو بَلل الندى
فَأحْسن مَا يلقى النسيم بليلا
ومنه أيضا هذه الأبيات الأخرى:
رضى نلت ما ترضين من كل ما يهوى
فلا توقفيني موقف الذل والشكوى
وصفحا عن الجاني المسيء لنفسه
كفاه الذى يلقاه من شدة البلوى
بما بيننا من خلوة معنوية
أرق من النجوى وأحلى من السلوى
قفي أتشكى لوعة البين ساعة
ولا يك هذا آخر العهد بالنجوى
قفي ساعة في عرصة الدار وانظري
إلى عاشق ما يستفيق من البلوى
وكم قد سألت الريح شوقا إليكم
فما حن مسراها علي ولا ألوى
فيا ريح حتى أنت ممن يغار بي
ويا نجد حتى أنت تهوى الذي أهوى
خلقت ولي قلب جليد على النوى
ولكن على فقد الأحبة لا يقوى
وفاته
كانت وفاة سيدي أبو عبد الله المليكشي في سنة 1339م، الموافق ليوم 1 محرم 740هـ.
وكانت وفاته في تونس أين تم دفنه في إحدى مقابرها.
قال عنه العلماء
قال عنه أحمد بابا التمبكتي في كتاب نيل الابتهاج بتطريز الديباج:
«عرف بابن عمر المليكشي ثم التونسي الجزائري. كذا بخطه نسبة إلى جزائر أفريقيا لا إلى بلد جزيرة لأن النسب إليها جزيري
» – أحمد بابا التمبكتي، نيل الابتهاج بتطريز الديباج
قال عنه محمد مخلوف في كتاب شجرة النور الزكية في طبقات المالكية:
«أبو عبد الله محمَّد بن عمر البجائي التونسي: عرف بابن عمر الفقيه الأريب المتفنن الكاتب البليغ العالم الأديب، كان صاحب خطة الإنشاء بتونس. حجّ وروى عن أئمة منهم رضي الدين الطبري روى عنه الكتب الخمسة بالحرم الشريف سنة 713هـ، وعنه جماعة منهم الحضرمي وخالد البلوي وأثنى عليه كثيراً في رحلته، له شعر رائق ونثر فائق وتآليف مستظرفة. توفي سنة 740هـ (1339م
» – محمد مخلوف، شجرة النور الزكية في طبقات المالكية
قال عنه خير الدين الزركلي في كتاب الأعلام للزركلي:
«المَليكشي 740هـ (1339م): محمد بن عمر بن علي المليكشي التونسي، أبو عبد الله: أديب، كان صاحب خطة الإنشاء بتونس. نعته المقري بكاتب الخلافة. وقال ابن الخطيب: كتب عند الأمراء بإفريقية، ودخل الأندلس سنة 18 ومدح الكبراء، ثم رجع إلى وطنه، وامتحن مدة ثم خلص. وقال الديسي (في تعريف الخلف) : له شعر رائق ونثر فائق وتآليف مستظرفة. توفي بتونس
» – خير الدين الزركلي، الأعلام للزركلي
قال عنه ابن حجر العسقلاني في كتاب الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة:
«مُحَمَّد بن عمر بن عَليّ بن إِبْرَاهِيم المليكشي، أَبُو عبد الله، أخذ عَن عُلَمَاء بَلَده (بجاية)، وَحج، وَأخذ عَن الرضي الطَّبَرِيّ، وَمُحَمّد بن عبد الحميد الْقرشِي، وَغَيرهم، وعُنِي بِالْكِتَابَةِ وَالْأَدب، وَله فِي التصوف قدم راسخ. قَالَ ابْن الْخَطِيب: كَانَ فَاضلا كتب عِنْد الْأُمَرَاء بإفريقية، وَدخل الأندلس سنة 18، ومدح الكبراء، ثمَّ رَجَعَ إِلَى وَطنه، وامتحن مُدَّة ثمَّ خلص وَله شعر رائق. قَالَ وَبَينه وَبَين الشَّيْخ أبي بكر بن شرين مطارحات فمدح بهَا صَاحبهَا يحيى ابْن أبي طَالب العزفي وبسجلماسة ومدح بهَا الْأَمِير أَبَا عَليّ وَكَانَت وَفَاته بتونس سنة 740هـ
» – ابن حجر العسقلاني، الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
قال عنه «زهير ظاظا» في كتاب «ترتيب الأعلام على الأعوام»:
«محمد بن عمر المليكشي التونسي: أديب، نعته المقري بكاتب الخلافة. وقال ابن الخطيب: كتب عند الأمراء بأفريقية، وامتحن مدة ثم خلص
» – زهير ظاظا، ترتيب الأعلام على الأعوام
قال عنه «محمد بن الغزي» في كتاب «ديوان الإسلام»:
«هو المليكشي: محمد بن عمر بن علي. الشيخ أبو عبد الله الإفريقي الأندلسي الصوفي الشاعر. توفي سنة 740هـ
» – محمد بن الغزي، ديوان الإسلام
قال عنه أحمد المقري التلمساني في كتاب نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب:
«وقال في الإكليل في ترجمة أبي عبد الله محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم المليكشي ما صورته: كاتب الخلافة، ومُشعشع الأدب الذي يزري بالسلافة، كان بطل مجال، ورب روية وارتجال. قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه وضاق ببعض الحوادث عطنه فتلوم تلوم النسيم بين الخمائل وحل منها محل الطيف من الوشاح الجائل ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة وميرة يانعة ثم آثر قطره فولى وجهه شطره واستقبله دهره بالإنابة وقلده خطة الكتابة فاستقامت حاله وحطت رحاله وله شعر أنيق وتصوف وتحقيق ورحلة إلى الحجاز سعيها في الخير وثيق ونسبها في الصالحات عريق
» – أحمد المقري التلمساني، نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب
قال عنه لسان الدين بن الخطيب في كتاب الإحاطة في أخبار غرناطة:
«محمد بن عمر بن علي بن إبراهيم المليكشي، يكنى أبا عبد الله. حاله: كان فاضلا، متخلقا، أديبا، شاعرا، صوفيا، جميل العشرة، حسن الخلق، كريم العهد، طيّب النفس. كتب عن الأمراء بإفريقية، ونال حظوة، ثم شرّق وحجّ، ولقي جلّة، ووصل الأندلس عام ثمانية عشر وسبعمائة، فلقي بغرناطة حفاية، وانسحبت بها عليه جراية، ثم انصرف إلى وطنه، وناله به اعتقال، ثم تخلّص من النّكبة، وأقام به، يزجى وقته إلى آخر عمره. وجرى ذكره في «الإكليل الزاهر»: كاتب الخلافة، ومشعشع الأدب المزري بالسّلافة، كان، يرحمه الله، بطل مجال، وربّ رويّة وارتجال، قدم على هذه البلاد وقد نبا به وطنه، وضاق ببعض الحوادث عطنه، فتلوّم بها تلوّم النسيم بين الخمائل، وحلّ بها محل الطّيف من الوشاح الجائل، ولبث مدة إقامته تحت جراية واسعة، وميرة يانعة. ثم آثر قطره، فولّى وجهه شطره، واستقبله دهره بالإنابة، وقلّده خطّة الكتابة، فاستقامت حاله، وحطّت رحاله. وله شعر أنيق، وتصوّف وتحقيق، ورحلته إلى الحجاز سببها في الخبر وثيق، ونسبتها في الصالحات عريق» – لسان الدين بن الخطيب، الإحاطة في أخبار غرناطة