حكاية ناي ♔
02-15-2024, 07:40 AM
ارتكزت عداوة قريش للنبي صلى الله عليه وسلم وللمسلمين على أساس عقائدي محض، وحربها لهم لم تقم لحماية كيان أو أسرة أو قبيلة، لكنها قامت للقضاء على العقيدة التي وقفت لهدم الجاهلية بكل صورها وأشكالها، وإقامة الإسلام بدلا عنها[1]. قال تعالى: ﴿ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾ [2].
وقد كان لموقفهم آثار ملموسة على الدعوة الإسلامية، بعضها سلبي وبعضها إيجابي، ويوضح ذلك الآتي:
الآثار السلبية:
أولاً: إعراض القبائل العربية عن الإسلام، وتأخر دخولها فيه:
كان لصدود قريش عن الدخول في الإسلام وتضييقها على المسلمين، وامتحانهم بشتى أصناف الأذى والمحن، وتشويشها على غيرها من العرب فيما يتعلق بالدعوة الإسلامية، أثر في تأخر إسلام غيرها من القبائل، وذلك لما كان لها من مكانة عظيمة بين القبائل العربية، التي دانت لها بالسيادة الدينية، والتي كانت تنتظر بإسلامها إسلام قريش[3]، فلما أراد الله تعالى الخير لأهل مكة فتحها لنبيه صلى الله عليه وسلم -كما سيأتي - وتبع ذلك دخول العرب في دين الله أفواجاً.
ثانياً: امتناع بعض الناس من الدخول في الإسلام خوفاً من ألسنة قريش:
تمسكت قريش بآلهتها ودينها بشدة، وسفَّهت من فارق دين آبائه وأجداده، وتأثَّر من الناس من تأثَّر برأيهم، ولم يُسْلم، كما حدث مع أبي طالب في مرض وفاته، حين قال مخاطبا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد طمع في إسلامه-: يا ابن أخي والله لولا مخافة السَبَّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت، لقلتها.[4].
ثالثاً: افتتان بعض المسلمين عن دينه تحت ضغوط المحنة والأذى:
اشتدت وطأة قريش على المسلمين، تضطهدهم وتتفنن في أساليب تعذيبهم، وتكويهم بنار الفتنة طوال العهد المكي، وظل بعضهم تحت فتنة العذاب حتى تمكن من الإفلات بعد صلح الحديبية الميمون، وقد أدى ذلك إلى أن يتَضَعْضع بعض المسلمين أمام المحنة، ولم يطيقوا تحمل الأذى والاضطهاد ففتنوا عن دينهم وارتدوا، ثم أنها سنحت لهم الفرصة للهجرة فهاجروا وعادوا إلى الإسلام والتحقوا بزمرة المجاهدين في سبيل الله[5]، وفيهم قال تعالى ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [6].
ومنهم من كفر بلسانه ووافق المشركين مكرهاً، لما ناله من الأذى وقلبه مطمئن بالإيمان بالله ورسوله، ومنهم من شرح صدره بالكفر واطمأن به واستحب الحياة الدنيا على الآخرة[7]، وفي الصنفين قال تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [8].
وقد كان لموقفهم آثار ملموسة على الدعوة الإسلامية، بعضها سلبي وبعضها إيجابي، ويوضح ذلك الآتي:
الآثار السلبية:
أولاً: إعراض القبائل العربية عن الإسلام، وتأخر دخولها فيه:
كان لصدود قريش عن الدخول في الإسلام وتضييقها على المسلمين، وامتحانهم بشتى أصناف الأذى والمحن، وتشويشها على غيرها من العرب فيما يتعلق بالدعوة الإسلامية، أثر في تأخر إسلام غيرها من القبائل، وذلك لما كان لها من مكانة عظيمة بين القبائل العربية، التي دانت لها بالسيادة الدينية، والتي كانت تنتظر بإسلامها إسلام قريش[3]، فلما أراد الله تعالى الخير لأهل مكة فتحها لنبيه صلى الله عليه وسلم -كما سيأتي - وتبع ذلك دخول العرب في دين الله أفواجاً.
ثانياً: امتناع بعض الناس من الدخول في الإسلام خوفاً من ألسنة قريش:
تمسكت قريش بآلهتها ودينها بشدة، وسفَّهت من فارق دين آبائه وأجداده، وتأثَّر من الناس من تأثَّر برأيهم، ولم يُسْلم، كما حدث مع أبي طالب في مرض وفاته، حين قال مخاطبا الرسول - صلى الله عليه وسلم - وقد طمع في إسلامه-: يا ابن أخي والله لولا مخافة السَبَّة عليك وعلى بني أبيك من بعدي، وأن تظن قريش أني إنما قلتها جزعا من الموت، لقلتها.[4].
ثالثاً: افتتان بعض المسلمين عن دينه تحت ضغوط المحنة والأذى:
اشتدت وطأة قريش على المسلمين، تضطهدهم وتتفنن في أساليب تعذيبهم، وتكويهم بنار الفتنة طوال العهد المكي، وظل بعضهم تحت فتنة العذاب حتى تمكن من الإفلات بعد صلح الحديبية الميمون، وقد أدى ذلك إلى أن يتَضَعْضع بعض المسلمين أمام المحنة، ولم يطيقوا تحمل الأذى والاضطهاد ففتنوا عن دينهم وارتدوا، ثم أنها سنحت لهم الفرصة للهجرة فهاجروا وعادوا إلى الإسلام والتحقوا بزمرة المجاهدين في سبيل الله[5]، وفيهم قال تعالى ﴿ ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [6].
ومنهم من كفر بلسانه ووافق المشركين مكرهاً، لما ناله من الأذى وقلبه مطمئن بالإيمان بالله ورسوله، ومنهم من شرح صدره بالكفر واطمأن به واستحب الحياة الدنيا على الآخرة[7]، وفي الصنفين قال تعالى: ﴿ مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [8].