حكاية ناي ♔
02-24-2024, 01:50 PM
تعود الأهمية الاستراتيجية لنقاط الاختناق البحري إلى الواجهة مجددا، فانخفاض عدد السفن العابرة لقناة السويس لأعمال العنف عند منطقة مضيق باب المندب، وتراجع أعداد السفن التي تجتاز قناة بنما نتيجة الجفاف، يعززان المخاوف من أن تشق الاضطرابات طريقها إلى المنافذ البحرية في آسيا ومنطقة المحيط الهادئ.
ويمر عبر قناة بنما نحو ألف سفينة شهريا، تحمل نحو 40 مليون طن من البضائع، أي ما يعادل 6 % من التجارة العالمية، وتقلل القناة مسافة الإبحار بين المحيطين الأطلسي والهادئ بنحو ثمانية آلاف ميل بحري.
حاليا يبدو الوضع في القناة أبعد ما يكون عن الأوقات الطبيعية، فمستويات المياه انخفضت بشدة نتيجة الجفاف، وليس في مقدور القناة البالغ طولها 64 كيلومترا تعويم بعض أنواع السفن، وبات على السفن دفع مبالغ طائلة لسرعة المرور، ولا بديل آخر أمامها غير تمرير التكلفة عبر سلاسل التوريد.
أيضا تتجنب خطوط الشحن الدولية قناة السويس، فهجمات الحوثيين تسببت في تحويل معظم الحاويات بعيدا عن القناة التي تشهد في الأوقات العادية عبور 12 % من التجارة الدولية أي ما قيمته تريليون دولار سنويا.
هنا يقول لـ"الاقتصادية" الدكتور بروس سميث أستاذ الاقتصاد الدولي في مدرسة لندن للتجارة "قائمة العوامل التي تعطل سلاسل الإمداد كبيرة، من تغير المناخ إلى الهجمات الإرهابية، وأخطرها التي تحدث عند بوابات أو ممرات استراتيجية".
ويستدرك قائلا "ما لم ندرك أن التهديدات متزايدة للمنافذ البحرية ونعمل على إبعاد الصراعات الجيوسياسية عنها، فالتساؤل حول احتمال حدوث انهيار خطير في التجارة الدولية لن يكون إذا كان سيحدث أم لا، إنما متى سيحدث".
والسؤال الآن هل يمكن رهن التجارة العالمية لعدد محدود من المنافذ البحرية؟
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور جان رودريغ أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة لندن "أكثر من 80 % من البضائع المتداولة دوليا ينقل عبر المياه، فالشحن البحري هو العمود الفقري للتجارة العالمية، ومحرك العولمة، وعديد من طرق التجارة البحرية موجود منذ مئات وآلاف الأعوام".
رودريغ أضاف "التحديات الجديدة عززت الدعوات إلى ظهور طرق تجارة بحرية جديدة محتملة مثل طريق القطب الشمالي، الطريق سيصبح متاحا قريبا إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري، فالجليد البحري الصيفي حول سيبيريا سيذوب بالكامل بحلول عام 2035، وسمك الغطاء الجليدي انخفض في العقود الأربعة الماضية، فالملاحة في القطب الشمالي ستكون أكثر يسرا بحلول منتصف القرن".
توم اليسون العامل في مجال التأمين البحري يرى عدم واقعية تلك النظرة، ولـ"الاقتصادية" يقول "القطب الشمالي كطريق للشحن، في حاجة إلى سفن متخصصة، وسيظل موسميا فقط في أفضل الأحوال، ومن منظور التكلفة / الفائدة لا يبدو مربحا".
ويضيف "حتى لو بات متاحا اقتصاديا، فإننا سنواجه قضية الموانئ، فذوبان الجليد سيغرق عديدا من الموانئ الساحلية".
خلال الـ50 عاما الماضية لم تزد التجارة العالمية فحسب، بل شهدت تحولا من التجارة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا إلى التجارة عبر المحيط الهادئ بين آسيا وأوروبا، ووضع ذلك ضغوطا متزايدة على المنافذ البحرية التقليدية التي باتت تعاني اضطرابات متعددة الأشكال، ما يدفع إلى سرعة البحث عن حلول بديلة لضمان نمو التجارة العالمية.
ويمر عبر قناة بنما نحو ألف سفينة شهريا، تحمل نحو 40 مليون طن من البضائع، أي ما يعادل 6 % من التجارة العالمية، وتقلل القناة مسافة الإبحار بين المحيطين الأطلسي والهادئ بنحو ثمانية آلاف ميل بحري.
حاليا يبدو الوضع في القناة أبعد ما يكون عن الأوقات الطبيعية، فمستويات المياه انخفضت بشدة نتيجة الجفاف، وليس في مقدور القناة البالغ طولها 64 كيلومترا تعويم بعض أنواع السفن، وبات على السفن دفع مبالغ طائلة لسرعة المرور، ولا بديل آخر أمامها غير تمرير التكلفة عبر سلاسل التوريد.
أيضا تتجنب خطوط الشحن الدولية قناة السويس، فهجمات الحوثيين تسببت في تحويل معظم الحاويات بعيدا عن القناة التي تشهد في الأوقات العادية عبور 12 % من التجارة الدولية أي ما قيمته تريليون دولار سنويا.
هنا يقول لـ"الاقتصادية" الدكتور بروس سميث أستاذ الاقتصاد الدولي في مدرسة لندن للتجارة "قائمة العوامل التي تعطل سلاسل الإمداد كبيرة، من تغير المناخ إلى الهجمات الإرهابية، وأخطرها التي تحدث عند بوابات أو ممرات استراتيجية".
ويستدرك قائلا "ما لم ندرك أن التهديدات متزايدة للمنافذ البحرية ونعمل على إبعاد الصراعات الجيوسياسية عنها، فالتساؤل حول احتمال حدوث انهيار خطير في التجارة الدولية لن يكون إذا كان سيحدث أم لا، إنما متى سيحدث".
والسؤال الآن هل يمكن رهن التجارة العالمية لعدد محدود من المنافذ البحرية؟
من جانبه، قال لـ"الاقتصادية" الدكتور جان رودريغ أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة لندن "أكثر من 80 % من البضائع المتداولة دوليا ينقل عبر المياه، فالشحن البحري هو العمود الفقري للتجارة العالمية، ومحرك العولمة، وعديد من طرق التجارة البحرية موجود منذ مئات وآلاف الأعوام".
رودريغ أضاف "التحديات الجديدة عززت الدعوات إلى ظهور طرق تجارة بحرية جديدة محتملة مثل طريق القطب الشمالي، الطريق سيصبح متاحا قريبا إذا استمرت ظاهرة الاحتباس الحراري، فالجليد البحري الصيفي حول سيبيريا سيذوب بالكامل بحلول عام 2035، وسمك الغطاء الجليدي انخفض في العقود الأربعة الماضية، فالملاحة في القطب الشمالي ستكون أكثر يسرا بحلول منتصف القرن".
توم اليسون العامل في مجال التأمين البحري يرى عدم واقعية تلك النظرة، ولـ"الاقتصادية" يقول "القطب الشمالي كطريق للشحن، في حاجة إلى سفن متخصصة، وسيظل موسميا فقط في أفضل الأحوال، ومن منظور التكلفة / الفائدة لا يبدو مربحا".
ويضيف "حتى لو بات متاحا اقتصاديا، فإننا سنواجه قضية الموانئ، فذوبان الجليد سيغرق عديدا من الموانئ الساحلية".
خلال الـ50 عاما الماضية لم تزد التجارة العالمية فحسب، بل شهدت تحولا من التجارة عبر الأطلسي بين الولايات المتحدة وأوروبا إلى التجارة عبر المحيط الهادئ بين آسيا وأوروبا، ووضع ذلك ضغوطا متزايدة على المنافذ البحرية التقليدية التي باتت تعاني اضطرابات متعددة الأشكال، ما يدفع إلى سرعة البحث عن حلول بديلة لضمان نمو التجارة العالمية.