حكاية ناي ♔
02-24-2024, 02:38 PM
يخرج رجال مفتولو العضلات منذ الفجر للتجول قرب زوارق راسية على ضفاف نهر أوبانغي في عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى .. هم "صائدو" رمال يخاطرون بحياتهم وصحتهم في البلد الذي يعد من أفقر دول العالم، لجمع هذه المادة الأساسية في البناء.
يبدأ أوديلون سليمة وزميل له بالغناء لتشجيع نفسيهما على العمل، وهما يحملان مجدافين ومجرفتين ودلوا ثمينا مصمما ليحوي الرمال فقط.
ويقول "الصائد" البالغ 36 عاما والذي يغوص أحيانا حتى عمق ثلاثة أمتار لجمع 35 كيلوغراما من الرمال "تحت الماء، أحمل الدلو الذي علي أن أملأه، فيما يتولى زميلي تحميل القارب بالرمال، حتى الوصول إلى الكمية المطلوبة".
يقول أوديلون، وهو أب لابنين ويعمل في هذا المجال منذ ستة أعوام، "نخاطر بحياتنا يوميا لإطعام عائلاتنا".
ويكسب عشرة آلاف فرنك إفريقي يوميا، أي ما يعادل 16 دولارا، في حين ينفق نصفها على استئجار زورقه. لكن متوسط مدخول الغواصين يصل إلى 7 آلاف فرنك (نحو 11 دولارا) لقاء العمل 12 ساعة يوميا.
ومع أن دخله يتخطى بمرتين متوسط الأجور في إفريقيا الوسطى، يواجه أوديلون صعوبات. ويقول "أدخر قسما من المال لدفع تكاليف دراسة نجلي وللاعتناء بأسرتي".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف السكان لم يأكلوا حتى الشبع في العام 2023، وكان 56% يعتمدون على المساعدات الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، إحدى الدول الأربع الأقل نموا في العالم.
ويواجه هؤلاء الغواصون الذين لا يرتدون سترات نجاة ولا يجهزون أنفسهم بأسطوانات أكسجين، خطر الغرق. ولا يوجد أي إحصاءات مرتبطة بهذه المهنة.
يقول أوديلون "في إحدى المرات، انقلب القارب بسبب الرياح العاتية .. ما تسبب بوفاة أحد زملائنا غرقا".
ولا ينكر صيادو الرمال هذه المخاطر، لكن في بلد يعيش 71% من سكانه تحت خط الفقر (أقل من 2.15 دولار في اليوم)، بحسب البنك الدولي، ينجذبون بوعود حصولهم على مردود أعلى من المتوسط.
وكان معظمهم عاطلين عن العمل قبل أن يوافقوا على التعرض لهذه المخاطر. ويقول جانيه بوتسيليا (42 عاما) "نحن في بلد يكاد من المستحيل العثور فيه على عمل، والأمر أسوأ لمن لا يحوزون شهادات جامعية".
وبعدما كان غواصا في السابق، بات راهنا رئيس جمعية صيادي الرمال ويمتلك 14 قاربا يؤجرها.
ويقول: "بفضل هذه المهنة، تمكنا جميعا هنا بمن في ذلك الشباب الذين يعملون معي، من إعالة عائلاتنا".
ويقول الخبير الاقتصادي ديداس سابون "لضمان سلامة الغواصين، ينبغي أن يدخل هذا القطاع في الاقتصاد الرسمي. لكن لجعله رسميا ثمة حاجة إلى معدات وآلات ثقيلة وموارد كثيرة".
تعد الرمال، على غرار أي مكان آخر في العالم، مادة أساسية في مجال البناء والأشغال العامة. وعند مزجه بالأسمنت، يستخدم لتصنيع الخرسانة.
تواصل بانغي وسكانها البالغ عددهم مليون نسمة التوسع، في حين تتضاعف مواقع البناء ويشهد هذا المجال طلبا كبيرا. وينفق رواد الأعمال 30 ألف فرنك إفريقي (نحو 50 دولارا) لقاء 8 أمتار مكعبة من رمال نهر أوبانغي.
ولا تستورد جمهورية إفريقيا الوسطى الرمال، بل تستخرجها من نهر أوبانغي وروافده في مدن أخرى مثل بانغي
يبدأ أوديلون سليمة وزميل له بالغناء لتشجيع نفسيهما على العمل، وهما يحملان مجدافين ومجرفتين ودلوا ثمينا مصمما ليحوي الرمال فقط.
ويقول "الصائد" البالغ 36 عاما والذي يغوص أحيانا حتى عمق ثلاثة أمتار لجمع 35 كيلوغراما من الرمال "تحت الماء، أحمل الدلو الذي علي أن أملأه، فيما يتولى زميلي تحميل القارب بالرمال، حتى الوصول إلى الكمية المطلوبة".
يقول أوديلون، وهو أب لابنين ويعمل في هذا المجال منذ ستة أعوام، "نخاطر بحياتنا يوميا لإطعام عائلاتنا".
ويكسب عشرة آلاف فرنك إفريقي يوميا، أي ما يعادل 16 دولارا، في حين ينفق نصفها على استئجار زورقه. لكن متوسط مدخول الغواصين يصل إلى 7 آلاف فرنك (نحو 11 دولارا) لقاء العمل 12 ساعة يوميا.
ومع أن دخله يتخطى بمرتين متوسط الأجور في إفريقيا الوسطى، يواجه أوديلون صعوبات. ويقول "أدخر قسما من المال لدفع تكاليف دراسة نجلي وللاعتناء بأسرتي".
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف السكان لم يأكلوا حتى الشبع في العام 2023، وكان 56% يعتمدون على المساعدات الإنسانية في جمهورية إفريقيا الوسطى، إحدى الدول الأربع الأقل نموا في العالم.
ويواجه هؤلاء الغواصون الذين لا يرتدون سترات نجاة ولا يجهزون أنفسهم بأسطوانات أكسجين، خطر الغرق. ولا يوجد أي إحصاءات مرتبطة بهذه المهنة.
يقول أوديلون "في إحدى المرات، انقلب القارب بسبب الرياح العاتية .. ما تسبب بوفاة أحد زملائنا غرقا".
ولا ينكر صيادو الرمال هذه المخاطر، لكن في بلد يعيش 71% من سكانه تحت خط الفقر (أقل من 2.15 دولار في اليوم)، بحسب البنك الدولي، ينجذبون بوعود حصولهم على مردود أعلى من المتوسط.
وكان معظمهم عاطلين عن العمل قبل أن يوافقوا على التعرض لهذه المخاطر. ويقول جانيه بوتسيليا (42 عاما) "نحن في بلد يكاد من المستحيل العثور فيه على عمل، والأمر أسوأ لمن لا يحوزون شهادات جامعية".
وبعدما كان غواصا في السابق، بات راهنا رئيس جمعية صيادي الرمال ويمتلك 14 قاربا يؤجرها.
ويقول: "بفضل هذه المهنة، تمكنا جميعا هنا بمن في ذلك الشباب الذين يعملون معي، من إعالة عائلاتنا".
ويقول الخبير الاقتصادي ديداس سابون "لضمان سلامة الغواصين، ينبغي أن يدخل هذا القطاع في الاقتصاد الرسمي. لكن لجعله رسميا ثمة حاجة إلى معدات وآلات ثقيلة وموارد كثيرة".
تعد الرمال، على غرار أي مكان آخر في العالم، مادة أساسية في مجال البناء والأشغال العامة. وعند مزجه بالأسمنت، يستخدم لتصنيع الخرسانة.
تواصل بانغي وسكانها البالغ عددهم مليون نسمة التوسع، في حين تتضاعف مواقع البناء ويشهد هذا المجال طلبا كبيرا. وينفق رواد الأعمال 30 ألف فرنك إفريقي (نحو 50 دولارا) لقاء 8 أمتار مكعبة من رمال نهر أوبانغي.
ولا تستورد جمهورية إفريقيا الوسطى الرمال، بل تستخرجها من نهر أوبانغي وروافده في مدن أخرى مثل بانغي