نور
02-26-2024, 03:36 AM
ينبغي على كل ذي لُبًّ وفطنة أن يحذر مغبة المعاصي وعواقب الذنوب؛ إذ أن الذنوب سموم مهلكة، ولها تأثيرات قبيحة، ومرارتها تزيد على حلاوتها أضعافًا مضاعفة، والعاقل من أعد لنفسه زادًا يتوصل به إلى ربه؛ فإنه ليس بين العبد وبين الله – تعالى – قرابة ولا رحم؛ وإنما هو سبحانه قائم بالقسط حاكم بالعدل؛ فمع أنه غفور رحيم، لكنه ذو عذاب أليم! فالحذر الحذر !!
ومن الأسباب التي تزيل أثر تعلق القلب بالذنب ما يأتي :
أولاً :اعلم أن الذنب إما أن يكون: بسبب الغفلة؛ فطريق علاجه العلم .
فعلى التائب أن يسلك طريق الهداية من تَعَلُّم العلم، وتعليمه، والدعوة إليه، والعمل به، ويعتقد أن الذنوب مضرة يجب تركها، ويتذكر إنذارات القرآن الكريم ووعيده للعاصين، وما جرى للعصاة على اختلاف الأمم بسبب ذنوبهم .
وإن كان الذنب بسبب غلبة الشهوة ونوازع النفس، فطريق علاجه الصبر واحتساب الأجر عند الله – تعالى – وما أطفأ العبدُ جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة، فليتوضأ وليصل وليعمر أوقاته بتقوى الله، ويزكي نفسه بطاعته – تعالى – ويطهرها من خبائث الأخلاق وذميم الخصال .
ثانيًا : أن يعتصم بالله :
فمن اعتصم به – سبحانه – ولجأ إليه في كل أحواله تولاه ونصره على عدويه اللذين لا يفارقانه أبدًا، وهما النفس والشيطان الرجيم، ولم يخذله أبدًا؛ قال – تعالى : "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[آل عمران: 101].
وأن يعتصم بحبل الله :وهو القرآن الكريم ويعمل بأوامره وأحكامه، ويهتدي به ويداوم على تلاوته وتدبره والاتعاظ بأخباره .
ثالثًا : أن يخاف تعجيل العقوبة في الدنيا؛ فقد يُحْرَمُ العبدُ الرزق بالذنب يصيبه، وكذلك يخاف الفقر والمرض إن هو أصرَّ على عصيانه .
قال صلى الله عليه وسلم : «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم» (رواه «ابن ماجه»(4019)، وفي سنده كلام، لكن له شواهد ينجبر بها، وانظر لذلك: «فتح الباري») .
رابعًا : أن يطيب مطعمه ولا يأكل إلا حلالاً :
فالعبادة مع أكل الحرام كالبناء على أمواج البحر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"[البقرة: 172]»،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذَّي بالحرام فأنى يستجاب لذلك (رواه مسلم) .
خامسًا : أن يذكر العبد أنه قائم بين يدي الله غدًايحاسبه على كل أعماله؛ فينظر إلى لذة المعصية التي نالها قد ولَّت، والعقوبة عليها قد حلَّت، فيزجر نفسه ويخاف الذنوب التي عملها، ويقطع كل سبب يبعده عن الله تعالى .
سادسًا : أن يذكر سرعة لقاء ربه :
فهو يتوقع في كل لحظة نزول الموت به؛ وما بعد الموت من مُسْتَعْتَبٍ، وما بعد الدنيا من دار، إلا الجنة أو النار، ويتفكر في أمر المعاد وهول المطالع، وشدة بطش الله – تعالى – وأليم عذابه؛ قال الله تعالى : "وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ"[مريم: 39].
سابعًا : البعد عن قرناء السوء، وتخير الأصحاب واستبدالهم بجليس صالح يذكره بالله ويدله عليه، والعلماء في كل عصر مصابيح الدُّجى، فعليه بمجالستهم، والتزود من علمهم وتوجيهاتهم، وسيجد بذلك الربح الوفير والخير الكثير إن شاء الله؛ قال صلى الله عليه وسلم : «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير (الحداد)، فحامل المسك إما أن يُحْذيكَ (يعطيك بلا ثمن، هدية)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة» (رواه البخاري ومسلم) .
ثامنًا : أن يستعيذ بالله من شر وساوس الشيطان الرجيم، قال الله تعالى : "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"[فصلت: 36].
تاسعًا : الاستغفار من أكبر الحسنات؛ فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله، أو غلبه الهوى على نفسه، أو تغير حاله في رزق أو غيره، فعليه بالتوبة والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص؛ ففي الاستغفار كل شيء، فمن أراد الولد فعليه بالاستغفار، ومن أراد الجنة فعليه بالاستغفار، قال الله تعالى حكاية عن نبيه نوح وقوله لقومه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"[نوح: 10 - 12].
عاشرًا : إمساك فضول النظر والكلام والطعام، وطاعة الله حيثما كان وأينما كان، وإتباع السيئة بالحسنة، وعدم الإصرار على الذنب؛ قال تعالى : "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"[هود: 114].
وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ : «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»(رواه «الترمذي ورواه الإمام أحمد في المسند) .
ومن الأسباب التي تزيل أثر تعلق القلب بالذنب ما يأتي :
أولاً :اعلم أن الذنب إما أن يكون: بسبب الغفلة؛ فطريق علاجه العلم .
فعلى التائب أن يسلك طريق الهداية من تَعَلُّم العلم، وتعليمه، والدعوة إليه، والعمل به، ويعتقد أن الذنوب مضرة يجب تركها، ويتذكر إنذارات القرآن الكريم ووعيده للعاصين، وما جرى للعصاة على اختلاف الأمم بسبب ذنوبهم .
وإن كان الذنب بسبب غلبة الشهوة ونوازع النفس، فطريق علاجه الصبر واحتساب الأجر عند الله – تعالى – وما أطفأ العبدُ جمرة الغضب والشهوة بمثل الوضوء والصلاة، فليتوضأ وليصل وليعمر أوقاته بتقوى الله، ويزكي نفسه بطاعته – تعالى – ويطهرها من خبائث الأخلاق وذميم الخصال .
ثانيًا : أن يعتصم بالله :
فمن اعتصم به – سبحانه – ولجأ إليه في كل أحواله تولاه ونصره على عدويه اللذين لا يفارقانه أبدًا، وهما النفس والشيطان الرجيم، ولم يخذله أبدًا؛ قال – تعالى : "وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ"[آل عمران: 101].
وأن يعتصم بحبل الله :وهو القرآن الكريم ويعمل بأوامره وأحكامه، ويهتدي به ويداوم على تلاوته وتدبره والاتعاظ بأخباره .
ثالثًا : أن يخاف تعجيل العقوبة في الدنيا؛ فقد يُحْرَمُ العبدُ الرزق بالذنب يصيبه، وكذلك يخاف الفقر والمرض إن هو أصرَّ على عصيانه .
قال صلى الله عليه وسلم : «لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم» (رواه «ابن ماجه»(4019)، وفي سنده كلام، لكن له شواهد ينجبر بها، وانظر لذلك: «فتح الباري») .
رابعًا : أن يطيب مطعمه ولا يأكل إلا حلالاً :
فالعبادة مع أكل الحرام كالبناء على أمواج البحر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال :"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ"[البقرة: 172]»،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب، ومطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذَّي بالحرام فأنى يستجاب لذلك (رواه مسلم) .
خامسًا : أن يذكر العبد أنه قائم بين يدي الله غدًايحاسبه على كل أعماله؛ فينظر إلى لذة المعصية التي نالها قد ولَّت، والعقوبة عليها قد حلَّت، فيزجر نفسه ويخاف الذنوب التي عملها، ويقطع كل سبب يبعده عن الله تعالى .
سادسًا : أن يذكر سرعة لقاء ربه :
فهو يتوقع في كل لحظة نزول الموت به؛ وما بعد الموت من مُسْتَعْتَبٍ، وما بعد الدنيا من دار، إلا الجنة أو النار، ويتفكر في أمر المعاد وهول المطالع، وشدة بطش الله – تعالى – وأليم عذابه؛ قال الله تعالى : "وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ"[مريم: 39].
سابعًا : البعد عن قرناء السوء، وتخير الأصحاب واستبدالهم بجليس صالح يذكره بالله ويدله عليه، والعلماء في كل عصر مصابيح الدُّجى، فعليه بمجالستهم، والتزود من علمهم وتوجيهاتهم، وسيجد بذلك الربح الوفير والخير الكثير إن شاء الله؛ قال صلى الله عليه وسلم : «إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك، ونافخ الكير (الحداد)، فحامل المسك إما أن يُحْذيكَ (يعطيك بلا ثمن، هدية)، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحًا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة» (رواه البخاري ومسلم) .
ثامنًا : أن يستعيذ بالله من شر وساوس الشيطان الرجيم، قال الله تعالى : "وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"[فصلت: 36].
تاسعًا : الاستغفار من أكبر الحسنات؛ فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله، أو غلبه الهوى على نفسه، أو تغير حاله في رزق أو غيره، فعليه بالتوبة والاستغفار؛ ففيهما الشفاء إذا كانا بصدق وإخلاص؛ ففي الاستغفار كل شيء، فمن أراد الولد فعليه بالاستغفار، ومن أراد الجنة فعليه بالاستغفار، قال الله تعالى حكاية عن نبيه نوح وقوله لقومه: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا"[نوح: 10 - 12].
عاشرًا : إمساك فضول النظر والكلام والطعام، وطاعة الله حيثما كان وأينما كان، وإتباع السيئة بالحسنة، وعدم الإصرار على الذنب؛ قال تعالى : "إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ"[هود: 114].
وقال صلى الله عليه وسلم في وصيته لمعاذ : «اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن»(رواه «الترمذي ورواه الإمام أحمد في المسند) .