مشاهدة النسخة كاملة : تدبروا أقوال الصلاة


نور
02-29-2024, 04:57 AM
كتب الدكتور سلطان بن فهد الطبيشى

الصلاة عمود الإسلام، وقرة عين لمن أدَّاها وخشع فيها كما أمر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومما يساعد على الخشوع فيها: تدبر وفهم ما يقال فيها من قرآن أو أذكار. يقول ابن جرير الطبري:" إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته!.

وكانت تمرُّ بي ـ كما تمرُّ بالكثيرين غيري ـ بعض الأذكار في الصلاة لا أتبين معناها، وأسأل عنها أحياناً فلا أجد إجابة واضحة؛ فشرعت في البحث مستعيناً بالله، وقرأت ما شُرح من الأذكار والأقوال الثابتة الصحيحة المتعلقة بالصلاة، وجمعت واجتهدت في الترجيح بين الأقوال في الشرح لتعم الفائدة، وأسأل الله العزيز العليم أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ... والله الموفق.


1ـ يبدأ المصلي الصلاةَ بالتكبير فيقول: الله أَكْبَرُ، رافعاً يديه، ثم يضع يمينه على شماله، ثم يقول دعاء من أدعية الاستفتاح مثل: ( سُبْحَانَكَ اللهم وَبِحَمْدِكَ، وتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ ولا إِلَهَ غَيْرُكَ).

( الله أَكْبَرُ) أي: الله أكبر من كل شيء، أكبر من الدنيا وما فيها؛ فمن ينشغل في صلاته بالتفكير في الدنيا ينبغي له أن يستشعر أن الله أكبر من كل شيء، ويجاهد نفسه.

(سُبْحَانَكَ اللهم ) أي: أنزهك يا الله تنزيها عن كل سوء ونقص وعما لا يليق بك.

(وَبِحَمْدِكَ ) أي: بقوتك سبحتك لا بحولي ولا بقوتي.

( وتَبَارَكَ اسْمُكَ ) أي: كثرت بركة اسمك، وقيل: تعاظم ذاتك.

(وَتَعَالَى جَدُّكَ ) تعالى من العلو، والجَدُّ: العظمة أي عَلاَ جَلاَلُك وعظَمَتُك.

(ولا إِلَهَ غَيْرُكَ) ولا إله يعبد بحق سواك سبحانك.


2ـ ثم يقول: ( أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ). وله أن يزيد عليه: ( من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ ).

(أَعُوذُ بِاللَّهِ من الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) أي: أعتصم بالله وألتجأ إليه من الشيطان الرجيم أي الملعون أن يضرني في ديني ودنياي أو يصدني عما يحب الله.

(من هَمْزِهِ ونَفْخِهِ ونَفْثِهِ ) ( من هَمْزِهِ ) المراد به الجنون، ( ونَفْخِهِ ) المراد به: الكِبْرُ، ( ونَفْثِهِ ) المراد به: السحر.



3ـ ثم يقرأ سورة الفاتحة: بِسْمِ اللَّهِ الرحمنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرحمنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5).

(بِسْمِ اللَّهِ ) معناه: أبدأ مستعيناً بالله لا بحولي ولا بقوتي .

( الرحمنِ الرَّحِيمِ ) الرحمن لجميع الخلق الرحيم بالمؤمنين.

(الْحَمْدُ لِلَّهِ ) الثناء على الله تعالى بما هو أهله، والشكر له .

(رَبِّ ) الرب هو المالك المتصرف .

( الْعَالَمِينَ ) جمع عالم وهو كل موجود سوى الله عز وجل، والعوالم: أصناف المخلوقات في السماوات وفي الأرض مثل عالم الإنس، وعالم الجن، وعالم الملائكة وغيرها، فهو المالك والمتصرف بها.

(مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) : يوم الجزاء والحساب فالله هو المالك والمتصرف بيوم القيامة .

( إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ) أي: لا نعبد إلا إياك ولا نتوكل إلا عليك وحدك سبحانك، وهذا هو كمال الطاعة، والدين يرجع كله إلى هذين المعنيين فالأول: إثبات العبادة والتبرؤ من الشرك. والثاني: التبرؤ من الحول والقوة وتفويض الأمر إلى الله عز وجل.

وإنما قدَّم إِيَّاكَ نَعْبُدُ على وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ لأن العبادة له هي المقصودة والاستعانة وسيلة إليها، والأصل أن يقدم ما هو الأهم فالأهم.
اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهم غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ (7). ثم يقول ( آمين )

(اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) أي: دلنا على الصراط المستقيم وأرشدنا إليه ووفقنا له واجعلنا أهلاً له، و( الصراط المستقيم ) هو: الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه وهو المتابعة لله وللرسول صلى الله عليه وسلم.

وسؤال المؤمن الهداية في كل ركعة من الصلاة لأنه في كل حال محتاج إلى الله تعالى ليثبته على الهداية وأن يستمر عليها إلى الممات.
( صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عليهم ) دلنا وأرشدنا لصراط الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وأدم هدايتنا عليه.
( غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ ) المغضوب عليهم هم: اليهود، والضالون هم: النصارى.

والمعنى: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم ممن تقدم وصفهم ونعتهم وهم أهل الهداية والاستقامة، غير صراط المغضوب عليهم وهم الذين علموا الحق ولم يعملوا به مثل اليهود، وغير صراط الضالين وهم الذين فقدوا العلم فعبدوا الله بجهل مثل النصارى.
(آمِينَ ) ويستحب لمن يقرأ الفاتحة أن يقول بعدها: ( آمين ) ومعناه: اللهم استجب.


4ـ ثم يقرأ ما يتيسر من سور القرآن كسورة الإخلاص: قُلْ هو الله أَحَدٌ (1) اللهُ الصَّمَدُ (2) لم يَلِدْ ولم يُولَدْ (3) ولم يَكُنْ له كُفُوًا أَحَدٌ ? ( 4)

(قُلْ هو الله أَحَدٌ ) يعني: هو الواحد الأحد الذي لا نظير ولا مثيل له لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.

(اللهُ الصَّمَدُ ) الصمد: السيد العظيم الذي تَصْمُد إليه الخلائق في حوائجهم ونوازلهم.

(لم يَلِدْ ولم يُولَدْ ) أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.

(ولم يَكُنْ له كُفُوًا أَحَدٌ ) ليس له من خلقه مثيل ولا نظير، ولم يكن أحد يكافئه أو يماثله من صاحبة أو غيرها.



5ـ ثم يركع ويقول: ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ ) والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو يزيد عليها.

أي: أنا أنزه ربي وخالقي عن السوء والنقص وعمَّا لا يليق به؛ فهو العظيم في كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته.


6ـ ثم يرفع رأسه قائلاً: ( سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حمْداً كثيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ، مِلْءَ السَّمَوَاتِ وَمِلْءَ الأرْضِ وَمِلْءَ ما بَيْنَهُما وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أهْلَ الثَّناءِ والمَجْدِ، أحَقُّ ما قَالَ العَبْدُ وكلنا لَكَ عَبْدٌ، لا مانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدّ مِنْكَ الجَدُّ ).

(سمع الله لِمَنْ حَمِدَهُ) أي: أجاب الله دعاء من أثنى عليه وشكره.

(رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ ) أي: ربنا تقبل منا ولك الثناء والشكر على هدايتك لنا لما يرضيك عنا.

( حمْداً كثيراً ) ثناءً وشكراً كثيراً.

(طَيِّباً ) أي: خالصاً عن الرياء والسمعة فهو لوجهك الكريم.

( مُبارَكاً فِيهِ ) أي: حمداً كثيراً غاية الكثرة، دائماً لا ينقطع.

)مِلْءَ السّموات والأرض وَمِلْءَ ما بَيْنَهُما(معناه: حمداً من كثرته يملأ السماوات والأرض وما بينهما.

(وَمِلْءَ ما شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ) ذلك أي: غير ما ذكر كالعرش والكرسي وما تحت الثرى وغيرها.

(أهْلَ الثَّناءِ والمَجْدِ ) يعني: أنت يا آلله أهل بأن يثنوا عليك ويعظموك.

(أحَقُّ ما قَالَ العَبْدُ) أي: أنت أحق بما قال العبد فيك من المدح والثناء والشكر الكثير من غيرك.

(وكلنا لَكَ عَبْدٌ) أي: كل من السموات والأرض مُقِرُّون بالعبودية لك وحدك.

(لا مانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ) أي: لا راد من أردت إعطائه.

(وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ ) أي: لا معطي للذي منعته.

( وَلا يَنْفَعُ ذَا الجَدّ مِنْكَ الجَدُّ ) ولا ينفع ذا الغنى منك غناه، ولا جِدُّهُ واجتهاده وإنما ينفعه إيمانه وعمله الصالح.



7ـ ثم يسجد ويقول ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلى ) والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو يزيد عليها.

أي: أنزه ربي الذي هو الأعلى في كل شيء في ذاته وأسمائه وصفاته وقدره عن كل نقص وعيب وسوء.


8ـ ثم يرفع رأسه مكبراً قائلاً بين السجدتين : ( رَبِّيَ اغْفِرْ لِّي ) والأفضل أن يكررها ثلاثاً أو يزيد عليها.

(ربي اغفر لي) أي: استر عليّ ذنوبي، كبيرها وصغيرها، ولا تفضحني بها واعف عني.


9ـ ثم يسجد السجدة الثانية ويقول فيها ( سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعلى) يكررها ثم يرفع رأسه للركعة الثانية ويفعل ويقول فيها كما فعل في الركعة الأولى ، ثم بعد السجدة الثانية من الركعة الثانية يقول التشهد ، وهو التَّحِيَّاتُ لِلَّـهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ ، السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيْنَا ، وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله.... ).

(التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ ): جمع تحية وهي: التعظيم، فله سبحانه أنواع التعظيم كلها كما يستحقها، فهو عظيم في ذاته، وفي أسمائه، وفي صفاته.

(وَالصَّلَوَاتُ ): المراد الصلوات الفرائض والنوافل لله.

(وَالطَّيِّبَاتُ ): تشمل الأفعال والأقوال والأوصاف الصالحة هي لله يتعبد ويتقرب بها إليه سبحانه.

(السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النبي ) أي: لك من الله أيها النبي السلامة من المكاره والآفات والعيوب والنقائص ولك السلامة أيضاً من النار، ومن كل وصفٍ لا يليق، ومن كل أخلاق ذميمة، ومن كل شر.

قال شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - : ندعو له بالسلامة التي وعده الله بها ؛ ليعلم الناس أنه عبد من عباد الله، ليس إلهاً يعبد مع الله، فالإله ما هو بحاجة لطلب الناس له السلامة، والنبي عبد من عباد الله يحتاج إلى طلب السلامة؛ فلهذا شرع الله لنا أن نسلم عليه(2).
ويستحضر المصلي عندما يقول ( أيُّها النبيُّ ) النبي صلى الله عليه وسلم كأنه أمامه يخاطبه يستحضره في ذهنه وفي قلبه.

وقد يسأل سائل : هذا الدعاء في حياته عليه الصلاة والسلام واضحاً، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسلامة وقد مات صلى الله عليه وسلم ؟
أجاب عن هذا السؤال الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله - بقوله: ليس الدعاء بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة، فهناك أهوال يوم القيامة، ولهذا كان دعاء الرسل إذا عَبَرَ النَّاس على الصِّراط:" اللَّهُمَّ، سَلِّمْ ؛ سَلِّمْ(3)،فلا ينتهي المرء مِن المخاوف والآفات بمجرد موته. إذاً ندعو للرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّلامة من هول الموقف، ونقول أيضاً: قد يكون بمعنى أعم، أي: أنَّ السَّلامَ عليه يشمل السَّلامَ على شرعِه وسُنَّته، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى: [فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ]النساء:59 قالوا: إليه في حياته، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته(4).

(وَرَحْمَةُ اللَّهِ ) أي: إحسانه ورحمته عليك أيها النبي.

(وَبَرَكَاتُهُ ) أي: عليك بركات الله وهو الخير الكثير من كل شيء.

(السَّلَامُ عَلَيْنَا ) المراد بها الحاضرين من الإمام والمأمومين والملائكة عليهم الصلاة والسلام، فالمصلي يدعو لهؤلاء بالسلامة من العيوب والنقائص والمكاره والآفات كلها.

(وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ ): العبد الصالح هو القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده، والمعنى: ويدعو لكل عبد صالح في السماء والأرض بالسلامة من العيوب والنقائص والمكاره والآفات كلها.

(أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله ): أقر وأجزم بأن لا معبود بحق إلا الله.

(وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ): أقر وأجزم بأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عبد لله ورسول مرسل للناس كافة، وسمي رسولنا محمداً لأنه محمود ولأنه الذي كثرت خصاله المحمودة.



10ـ ثم إذا كانت الركعة الأخيرة ذكر هذا التشهد وزاد عليه: ( اللهم صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ على إبراهيم وَعَلَى آلِ إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهم بَارِكْ على مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ،كما بَارَكْتَ على إبراهيم وَعَلَى آلِ إبراهيم إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ).

(اللهم صَلِّ على مُحَمَّدٍ ) الصلاة من الله: ثناؤه على رسوله في الملأ الأعلى، وقيل: صلى الله على محمد معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته.

( وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ) هم أهله وأتباعه على دينه.

(كما صَلَّيْتَ على إبراهيم ) أي: صلاة مثل صلاتك على إبراهيم.

( وَعَلَى آلِ إبراهيم ) هم أهله وأتباعه على دينه. معناه: اجعل لمحمد وآله صلاة منك كما جعلتها لإبراهيم وآله.

( إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) ( إنك حميد ) أي: أنت سبحانك محمود الأفعال مستحق لجميع المحامد و( مجيد ) المتصف بالمجد وهو ذو الشرف التام الكامل والعظمة والكرم والصفات المحمودة.

ومناسبة ختم هذا الدعاء بهذين الاسمين أن المطلوب تكريم الله لنبيه وثناؤه عليه والتنويه به وذلك يستلزم طلب الحمد والمجد.
( اللهم بَارِكْ على مُحَمَّدٍ ) ( اللهم بارك ) البركة هي الثبوت والدوام أي أدم شرفه وكرامته وتعظيمه، والتزكية والتطهير من العيوب كلها.
( وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ ) هم أهله وأتباعه على دينه.

(كما بَارَكْتَ على إبراهيم ) كما سبقت منك البركة على إبراهيم نسألك البركة على محمد.

( وَعَلَى آلِ إبراهيم ) هم إسماعيل وإسحاق وأولادهما.

( إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) ( إنك حميدٌ ) أي: أنت سبحانك محمود الأفعال مستحق لجميع المحامد و( مجيد ) المتصف بالمجد وهو ذو الشرف التام الكامل والعظمة والكرم والصفات المحمودة.

11ـ ثم يستعيذ بالله من أربع، فيقول ( اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ، وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسـِيحِ الدَّجَّالِ ).

(اللهم إني أَعُوذُ بِكَ من عَذَابِ الْقَبْرِ) يراد من عذاب القبر: عقوبته وما فيه من الأهوال والشدائد. فمطلوب من كل مسلم أن يسأل الله أن يدفع عنه عذاب القبر بأن يعينه على فعل الطاعات وترك المحرمات.

( وَمِنْ عَذَابِ النَّارِ) يرادُ: من عذاب النار عقوبتها وما أعد الله فيها للكفار والعصاة، فمطلوب من كل مسلم أن يلجأ إلى الله ويسأله بأن يدفع عنه عذاب النار ويعينه على فعل الطاعات وترك المحرمات.

(وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ) الفتنة: الامتحان والاختبار، وفتنة المحيا: ما يعرض للإنسان مدة حياته من الامتحان بالشهوات والشبهات، وفتنة الممات: ما يحدث للإنسان عند موته وفي القبر من سؤال منكر ونكير مع الحيرة والخوف.

(وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ) ( ومن فتنة المسيح ) أي: ابتلائه وامتحانه، والدجال رجل مضل، وخروجه أحد علامات الساعة الكبرى، وفتنته أنه عندما يخرج يقدره الله على أشياء من مقدوراته سبحانه وتعالى فينخدع بها بعض الذين يظهر فيهم فيصدقونه فمن ذلك قدرته على إحياء الأموات، وإمطار السماء، وإنبات الأرض وغيرها، وفائدة تمكينه من هذه الخوارق امتحان العباد فمن صدقه كفر بالله، فعلى المسلم أن يسأل الله أن يحميه من فتنة المسيح الدجال بتثبيته وتقوية إيمانه إذا أدرك زمن الدجال.

ـ ثم يسلم بعد ذلك عن يمينه قائلاً: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ، وعن شماله قائلاً: السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ.

هو دعاء للحاضرين من المصلين والملائكة بالسلامة من العيوب والنقائص والمكاره والآفات كلها. نسأل الله أن يفقهنا في ديننا، والحمد لله رب العالمين.

مجنون بحبك
02-29-2024, 04:57 AM
جزاك الله خيـر
وبارك الله في جهودك
وأسال الله لك التوفيق دائما