حكاية ناي ♔
12-23-2022, 09:30 AM
" الرسول وأبو بكر ومولاه، ودليلهما يخرجون من مكة ويمرون في طريقهم إلى المدينة على خيمتي امرأة عجوز تُسمى ( أُم معبد ) كانت تجلس قرب الخيمة تَسقي وتُطعم، فيسألونها لحمًا وتمرًا ليشتروا منها، فلم يجدوا عندها شيئًا، ينظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في جانب الخيمة، بعد أن نَفِدَ زادهم وجاعوا.... ".
الرسول صلى الله عليه وسلم: ما هذه الشاة يا أُم معبد؟
أم معبد: شاة خلَّفها الجَهد[1] عن الغنم.
الرسول صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟
أم معبد: هي أجهد من ذلك (أضعف من ذلك).
الرسول صلى الله عليه وسلم: أتأذنين لي أن أحلبها؟
أم معبد: بأبي وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الشاة، فيمسح بيده ضرعها، ويُسمي الله -جل ثناؤه- ويدعو لأم معبد في شاتها، حتى فتحت الشاة رجليها، ودرَّت للحلب، فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء ثم تركه عندها وبايعها وارتحلوا عنها..
"وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنزًا عِجافا يتمايلن من الضعف، فيرى أبو معبد اللبن!! ".
أبو معبد (متعجبًا): من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب[2] حيال ولا حلوب في البيت؟
أم معبد: لا والله إنه مرّ بنا رجل مبارَك من حاله كذا وكذا.
أبو معبد: صفيه لي يا أمَّ معبد.
أم مَعبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم
رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة، أبلج[3] (1) الوجهِ لم تَعبه نُحلةٌ[4] (2)، ولم تُزرِ به صُقلَة[5] (3)، وسيم قسيم[6] (4) في عينيه دعَج[7] (5) وفي أشفاره وَطَف[8] (6)، وفي صوته صهل[9] (7) وفي عنقه سطَ[10](8) وفي لحيته كثاثة[11] (9)، أزجُّ أقرَن[12] (10)، إِن صمت، فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجملُ الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصلٌ لا نزرٌ ولا هذَر[13] (11)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحدرنَ، رَبعة لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قِصَر[14] (12)، غُصن بين غصنينْ فهو أنضَر الثلاثة منظرًا، وأحسنهُم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال: أنصَتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود[15] (13)، لا عابس ولا مفنَّد[16] (14).
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا مِن أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنَّ إِن وجدت إِلى ذَلك سبيلا.
وأصبح صوتٌ بمكة عاليًا يسمعون الصوت، ولا يدرون مَن صاحبه وهو يقول:
جزى الله ربُّ الناسِ خيرَ جزائه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رفيقين قالا خيمتي أمِّ مَعبد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هما نَزلاها بالهدى، واهتدت به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقد فاز مَن أمسى رفيق محمد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
[حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، انظر: "منال الطالب" (ص: 132)].
قال ابن كثير: "قصة أم معبد مشهورة مروية مِن طرق يشد بعضها بعضًا".
الرسول صلى الله عليه وسلم: ما هذه الشاة يا أُم معبد؟
أم معبد: شاة خلَّفها الجَهد[1] عن الغنم.
الرسول صلى الله عليه وسلم: هل بها من لبن؟
أم معبد: هي أجهد من ذلك (أضعف من ذلك).
الرسول صلى الله عليه وسلم: أتأذنين لي أن أحلبها؟
أم معبد: بأبي وأمي إن رأيت بها حلبًا فاحلبها.
الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو الشاة، فيمسح بيده ضرعها، ويُسمي الله -جل ثناؤه- ويدعو لأم معبد في شاتها، حتى فتحت الشاة رجليها، ودرَّت للحلب، فدعا بإناء كبير، فحلب فيه حتى امتلأ، ثم سقى المرأة حتى رويت، وسقى أصحابه حتى رَوُوا (أي شبعوا)، ثم شرب آخرهم، ثم حلب في الإناء مرة ثانية حتى ملأ الإناء ثم تركه عندها وبايعها وارتحلوا عنها..
"وبعد قليل أتى زوج المرأة (أبو معبد) يسوق أعنزًا عِجافا يتمايلن من الضعف، فيرى أبو معبد اللبن!! ".
أبو معبد (متعجبًا): من أين لك هذا اللبن يا أم معبد والشاء عازب[2] حيال ولا حلوب في البيت؟
أم معبد: لا والله إنه مرّ بنا رجل مبارَك من حاله كذا وكذا.
أبو معبد: صفيه لي يا أمَّ معبد.
أم مَعبد تصف الرسول صلى الله عليه وسلم
رأيت رجلًا ظاهر الوضاءة، أبلج[3] (1) الوجهِ لم تَعبه نُحلةٌ[4] (2)، ولم تُزرِ به صُقلَة[5] (3)، وسيم قسيم[6] (4) في عينيه دعَج[7] (5) وفي أشفاره وَطَف[8] (6)، وفي صوته صهل[9] (7) وفي عنقه سطَ[10](8) وفي لحيته كثاثة[11] (9)، أزجُّ أقرَن[12] (10)، إِن صمت، فعليه الوقار، وإن تكلم سما وعلاه البهاء، أجملُ الناس وأبهاهم من بعيد، وأجلاهم وأحسنهم من قريب، حلوُ المنطق، فصلٌ لا نزرٌ ولا هذَر[13] (11)، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحدرنَ، رَبعة لا يأس من طول، ولا تقتحمه عين من قِصَر[14] (12)، غُصن بين غصنينْ فهو أنضَر الثلاثة منظرًا، وأحسنهُم قدرًا، له رفقاء يحفون به، إن قال: أنصَتوا لقوله، وإن أمر تبادروا لأمره، محشود محفود[15] (13)، لا عابس ولا مفنَّد[16] (14).
قال أبو معبد: هو والله صاحب قريش الذي ذُكر لنا مِن أمره ما ذكر بمكة، ولقد هممت أن أصحبه، ولأفعلنَّ إِن وجدت إِلى ذَلك سبيلا.
وأصبح صوتٌ بمكة عاليًا يسمعون الصوت، ولا يدرون مَن صاحبه وهو يقول:
جزى الله ربُّ الناسِ خيرَ جزائه https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
رفيقين قالا خيمتي أمِّ مَعبد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
هما نَزلاها بالهدى، واهتدت به https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
فقد فاز مَن أمسى رفيق محمد https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
[حديث حسن قوي أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي، انظر: "منال الطالب" (ص: 132)].
قال ابن كثير: "قصة أم معبد مشهورة مروية مِن طرق يشد بعضها بعضًا".