حكاية ناي ♔
12-23-2022, 07:29 PM
عبد الله الهبطي (مواليد 890 هـ / 1485م - 963 ) هو أبو محمد عبد الله بن محمد الصنهاجي الهبطي. يعرف بـالهبطي الكبير، تمييزا له عن ابنه محمد المعروف بـمحمد الهبطي الصغير.
نشأته
ولد عبد الله الهبطي بقرية اهباطة من قبيلة سماته، إحدى قبائل شمال المغرب، على بعد نحو 50 كيلومترا من مدينة العرائش، وعاش أبو عبد الله الهبطي العصر الوطاسي، وكان مولده بعد احتلال البرتغال لطنجة بحوالي أربع عشرة سنة ، ويبدو أن التوسع الذي كانت تقوم به القوات البرتغالية لتضيف مناطق جديدة إلى مراكز احتلالها تشمل شمال المنطقة التي كانت تسكن بها أسرة عبد الله الهبطي ،فاضطرت هذه الأسرة إلى الجلاء والنزوح فنزحت تحت رعاية أخيه مسعود بن محمد الهبطي ، ومسعود هذا كان قد مكث في سجن البرتغاليين عشرين سنة ، وبعد ما ساعدت الظروف على خلاصه من قبضة البرتغاليين هاجر بالأسرة إلى الجبال الغمارية التي كانت في هذه الفترة قد نظمت بها حركات جهادية للمقاومة. ونزلت الأسرة أولا بقرية تيجساس من قبيلة بني زيان بجبال غمارة التي بها أتم الشيخ عبد الله الهبطي حفظ القرآن الكريم وشرع يدرس مبادئ العلوم ، وبعد مدة يسيرة من الزمن انتقلت أسرة الهبطي من قرية تيجساس إلى قرية تلمبوط ببقبيلة بني زجل التي كانت المنطلق لقراءته على عدة شيوخ ،كان في مقدمتهم الشيخ عبد الله القسطالي ــ الشدادي الزجلي وهو شيخه في القرآت والتفسير وعلوم القرأن الكريم ولازمه الهبطي ما يزيد عن ست سنين وتوطدت بين الشيخ القسطالي وتلميذه علاقة متينة ،وكا ن شيخه هذا يقدر مواهبه وجديته ،واستقامته، ونظرا لهذه العلاقة الطيبة ،كان الشيخ الهبطي لا ينقطع عن زيارة شيخه القسطالي بالرغم من تنقلاته العديدة وأسفاره الطويلة ـ 2 ـ شيخه أبو العباس أحمد الزقاق (ت920 هـ) الذي أخذ عنه علم الفقه والتوحيد وكان هذا الشيخ يحب تلميذه حبا كبيرا وتوطد هذا الحب من اليوم الذي سئل فيه الشيخ الزقاق عن مسألة وهو في حلقة الدرس فأجاب فيها على الفور ،لكن السائل طلب من الأستاذ الدليل فتأخر قليلا من أجل البحث عن الدليل فإذا بتلميذه عبد الله الهبطي يجيب عن شيخه الزقاق ففرح بهذا التدخل فرحا كبيرا ،ومن هذه اللحظة توطدت بينهما علاقة طيبة واستمرت هذه العلاقة الودية قائمة بين أسرة الزقاق والشيخ عبد الله الهبطي مدة غير قصيرة ،ـ 3ـ شيخه العلامة أبو العباس أحمد بن محمد العبادي التلمساني (ت(931هـ الذي ورد على فاس أيام السلطان محمد الشيخ الملقب بالبرتغالي (ت910) هـ وقدم هذا الشيخ للتدريس بالقرويين ،وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء ـ 4ـ الشيخ عبد الرحيم بن يجبش التازي الذي أحب الشيخ عبد الله الهبطي وقربه إليه ،غير أن الموت فارقه عن الحياة وذلك سنة (920 هـ) ونظرا لقصر الزمن الذي لم يسمح للشيخ الهبطي بالاستفادة من شيخه التازي فارق تازة واتصل بالشيخ الكبير عبد الله الغزواني الذي كان يشار إليه بالبنان في علم التصوف ،وبعد هذه الجولة عاد الشيخ الهبطي إلى جبال غمارة بعد أن تشبع بالأفكار الصوفية ،وبمجرد وصوله إليها قام بزيارة صديقه العلامة الشيخ أبي القاسم بن خجو (ت956هـ) فرحب به شيخه ترحيبا يليق بقيمته العلمية والأخلاقية وأكرمه وأخذ يسأله عن طول غيبته ،فانطلق الشيخ عبد الله الهبطي يعدد له محاسن التربية الصوفية ويرفع من شأنها وقيمتها غير أن ابن خجو قام في وجهه وعارضه في هذه البضاعة الصوفية ،لكن الهبطي كان يتمتع بالتسامح حيث تركه يعبر بحرية تامة دون انفعال ،وطال الحوار بين الصديقين ،وأخذ كل منهما يحتج بما لديه من النصوص ،ولم ينته الحوار بينهما إلا بعد مراجعة ثلاثين كتابا ،من خزانة الشيخ ابن خجو الذي كان عنيفا في أول الأمر إلى درجة أنه قال للهبطي يهون علي أن أراك يهوديا أو نصرانيا ،ولا أراك متعلقا بأذيال هؤلاء القوم، غير أن الشيخ الهبطي ما زال يقنع صاحبه ويبطل حججه ،ويبين له فوائد التربية الصوفية السليمة إلى أن أقنعه ،والغريب في الأمر هو أنه بعد مدة قليلة من هذا الحوار سنرى الشيخ أبا القاسم بن خجو يتحول إلى مدافع عن الصوفية ،بعد ما عارض صاحبها بنقاش ساخن جدا ،ــ وهو الفقيه الكبير الشهير والمفتي الأكبر بمنطقة شمال المغرب ،وبلاد الهبط ــ ويؤلف في ذلك كتابه :(ضياء النهار المجلى لغمام الأبصار في نصرة أهل السنة الفقراء الأخيار)بل سنرى الشيخ بن خجو بالرغم من تضلعه في العلوم الدينية ،وتفوقه في السن يتخذ من صديقه عبد الله الهبطي شيخه في التربية الصوفية ،وبهذا اللقاء الفكري والعلمي حصل بينهما تقارب كريم ،وهو تزوج الشيخ الهبطي بأخت بن خجو ،وبهذه المصاهرة شد كل منهما في الآخر وخرجا معا يتجولان في القبائل والمداشر يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر ،وقبل خروجهما للوعظ والإرشاد عين الشيخ الهبطي زوجته بالمواهب لتعليم النساء ودعوتهن إلى الله وإرشادهن إلى الطريق المستقيم.
نشأته
ولد عبد الله الهبطي بقرية اهباطة من قبيلة سماته، إحدى قبائل شمال المغرب، على بعد نحو 50 كيلومترا من مدينة العرائش، وعاش أبو عبد الله الهبطي العصر الوطاسي، وكان مولده بعد احتلال البرتغال لطنجة بحوالي أربع عشرة سنة ، ويبدو أن التوسع الذي كانت تقوم به القوات البرتغالية لتضيف مناطق جديدة إلى مراكز احتلالها تشمل شمال المنطقة التي كانت تسكن بها أسرة عبد الله الهبطي ،فاضطرت هذه الأسرة إلى الجلاء والنزوح فنزحت تحت رعاية أخيه مسعود بن محمد الهبطي ، ومسعود هذا كان قد مكث في سجن البرتغاليين عشرين سنة ، وبعد ما ساعدت الظروف على خلاصه من قبضة البرتغاليين هاجر بالأسرة إلى الجبال الغمارية التي كانت في هذه الفترة قد نظمت بها حركات جهادية للمقاومة. ونزلت الأسرة أولا بقرية تيجساس من قبيلة بني زيان بجبال غمارة التي بها أتم الشيخ عبد الله الهبطي حفظ القرآن الكريم وشرع يدرس مبادئ العلوم ، وبعد مدة يسيرة من الزمن انتقلت أسرة الهبطي من قرية تيجساس إلى قرية تلمبوط ببقبيلة بني زجل التي كانت المنطلق لقراءته على عدة شيوخ ،كان في مقدمتهم الشيخ عبد الله القسطالي ــ الشدادي الزجلي وهو شيخه في القرآت والتفسير وعلوم القرأن الكريم ولازمه الهبطي ما يزيد عن ست سنين وتوطدت بين الشيخ القسطالي وتلميذه علاقة متينة ،وكا ن شيخه هذا يقدر مواهبه وجديته ،واستقامته، ونظرا لهذه العلاقة الطيبة ،كان الشيخ الهبطي لا ينقطع عن زيارة شيخه القسطالي بالرغم من تنقلاته العديدة وأسفاره الطويلة ـ 2 ـ شيخه أبو العباس أحمد الزقاق (ت920 هـ) الذي أخذ عنه علم الفقه والتوحيد وكان هذا الشيخ يحب تلميذه حبا كبيرا وتوطد هذا الحب من اليوم الذي سئل فيه الشيخ الزقاق عن مسألة وهو في حلقة الدرس فأجاب فيها على الفور ،لكن السائل طلب من الأستاذ الدليل فتأخر قليلا من أجل البحث عن الدليل فإذا بتلميذه عبد الله الهبطي يجيب عن شيخه الزقاق ففرح بهذا التدخل فرحا كبيرا ،ومن هذه اللحظة توطدت بينهما علاقة طيبة واستمرت هذه العلاقة الودية قائمة بين أسرة الزقاق والشيخ عبد الله الهبطي مدة غير قصيرة ،ـ 3ـ شيخه العلامة أبو العباس أحمد بن محمد العبادي التلمساني (ت(931هـ الذي ورد على فاس أيام السلطان محمد الشيخ الملقب بالبرتغالي (ت910) هـ وقدم هذا الشيخ للتدريس بالقرويين ،وتخرج على يديه عدد كبير من العلماء ـ 4ـ الشيخ عبد الرحيم بن يجبش التازي الذي أحب الشيخ عبد الله الهبطي وقربه إليه ،غير أن الموت فارقه عن الحياة وذلك سنة (920 هـ) ونظرا لقصر الزمن الذي لم يسمح للشيخ الهبطي بالاستفادة من شيخه التازي فارق تازة واتصل بالشيخ الكبير عبد الله الغزواني الذي كان يشار إليه بالبنان في علم التصوف ،وبعد هذه الجولة عاد الشيخ الهبطي إلى جبال غمارة بعد أن تشبع بالأفكار الصوفية ،وبمجرد وصوله إليها قام بزيارة صديقه العلامة الشيخ أبي القاسم بن خجو (ت956هـ) فرحب به شيخه ترحيبا يليق بقيمته العلمية والأخلاقية وأكرمه وأخذ يسأله عن طول غيبته ،فانطلق الشيخ عبد الله الهبطي يعدد له محاسن التربية الصوفية ويرفع من شأنها وقيمتها غير أن ابن خجو قام في وجهه وعارضه في هذه البضاعة الصوفية ،لكن الهبطي كان يتمتع بالتسامح حيث تركه يعبر بحرية تامة دون انفعال ،وطال الحوار بين الصديقين ،وأخذ كل منهما يحتج بما لديه من النصوص ،ولم ينته الحوار بينهما إلا بعد مراجعة ثلاثين كتابا ،من خزانة الشيخ ابن خجو الذي كان عنيفا في أول الأمر إلى درجة أنه قال للهبطي يهون علي أن أراك يهوديا أو نصرانيا ،ولا أراك متعلقا بأذيال هؤلاء القوم، غير أن الشيخ الهبطي ما زال يقنع صاحبه ويبطل حججه ،ويبين له فوائد التربية الصوفية السليمة إلى أن أقنعه ،والغريب في الأمر هو أنه بعد مدة قليلة من هذا الحوار سنرى الشيخ أبا القاسم بن خجو يتحول إلى مدافع عن الصوفية ،بعد ما عارض صاحبها بنقاش ساخن جدا ،ــ وهو الفقيه الكبير الشهير والمفتي الأكبر بمنطقة شمال المغرب ،وبلاد الهبط ــ ويؤلف في ذلك كتابه :(ضياء النهار المجلى لغمام الأبصار في نصرة أهل السنة الفقراء الأخيار)بل سنرى الشيخ بن خجو بالرغم من تضلعه في العلوم الدينية ،وتفوقه في السن يتخذ من صديقه عبد الله الهبطي شيخه في التربية الصوفية ،وبهذا اللقاء الفكري والعلمي حصل بينهما تقارب كريم ،وهو تزوج الشيخ الهبطي بأخت بن خجو ،وبهذه المصاهرة شد كل منهما في الآخر وخرجا معا يتجولان في القبائل والمداشر يأمران بالمعروف وينهيان عن المنكر ،وقبل خروجهما للوعظ والإرشاد عين الشيخ الهبطي زوجته بالمواهب لتعليم النساء ودعوتهن إلى الله وإرشادهن إلى الطريق المستقيم.