نور
03-10-2024, 01:37 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون، وبعد أن طوّف الخيال في دار الجمال، وسافر القلب بشوقه إلى تلك المنازل البهية، وتاقت الروح إلى الانتقال إلى ذلك النعيم المقيم، ألا يحثنا هذا الشعور العارم إلى اغتنام ما تبقى من رصيد العمر بصرفه في العمل لتلك الدار الأنيقة.
إن العاقل يتمنى ويشتاق لكنه يعمل للوصول إلى ما تمنى. فالجنة تحتاج إلى مسابقة، قال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد:21].
والجنة تحتاج إلى منافسة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [المطففين:22] ﴿ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴾ [المطففين:23] ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [المطففين:24] ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ [المطففين:25] ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين:26].
والجنة تحتاج إلى مسارعة، قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133].
فلا تكسل أيها الإنسان ولا تبطئ؛ فما هي إلا أيام قليلة من التعب تعقبها الراحة التامة والسعادة الدائمة. فانتصر على نفسك وهواك وشيطانك ودنياك، واجعل الله معبودك الواحد الذي تعبده وتتوكل عليه، واجعله ملاذك ومعاذك، واتبع سنة نبيك فيما أمر وفيما نهى، واجعله أسوتك وقدوتك. وافعل الخير كله ما استطعت، واجتنب الشر كله أينما توجهت، وأحسن معاملة الخالق ومعاملة المخلوقين، حتى يأتيك الموت وقد أديت وظيفة العبودية كما يحب رب البرية، فتصير بذلك من أهل الاستقامة، فعند ذلك تكون من أهل هاتين الآيتين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف:13] ﴿ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف:14]. فنسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يجعلنا من أهل الجنة.
هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير...
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون، وبعد أن طوّف الخيال في دار الجمال، وسافر القلب بشوقه إلى تلك المنازل البهية، وتاقت الروح إلى الانتقال إلى ذلك النعيم المقيم، ألا يحثنا هذا الشعور العارم إلى اغتنام ما تبقى من رصيد العمر بصرفه في العمل لتلك الدار الأنيقة.
إن العاقل يتمنى ويشتاق لكنه يعمل للوصول إلى ما تمنى. فالجنة تحتاج إلى مسابقة، قال تعالى: ﴿ سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ﴾ [الحديد:21].
والجنة تحتاج إلى منافسة، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ﴾ [المطففين:22] ﴿ عَلَى الأَرَائِكِ يَنظُرُونَ ﴾ [المطففين:23] ﴿ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ ﴾ [المطففين:24] ﴿ يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ ﴾ [المطففين:25] ﴿ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ﴾ [المطففين:26].
والجنة تحتاج إلى مسارعة، قال تعالى: ﴿ وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران:133].
فلا تكسل أيها الإنسان ولا تبطئ؛ فما هي إلا أيام قليلة من التعب تعقبها الراحة التامة والسعادة الدائمة. فانتصر على نفسك وهواك وشيطانك ودنياك، واجعل الله معبودك الواحد الذي تعبده وتتوكل عليه، واجعله ملاذك ومعاذك، واتبع سنة نبيك فيما أمر وفيما نهى، واجعله أسوتك وقدوتك. وافعل الخير كله ما استطعت، واجتنب الشر كله أينما توجهت، وأحسن معاملة الخالق ومعاملة المخلوقين، حتى يأتيك الموت وقد أديت وظيفة العبودية كما يحب رب البرية، فتصير بذلك من أهل الاستقامة، فعند ذلك تكون من أهل هاتين الآيتين: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف:13] ﴿ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأحقاف:14]. فنسأل الله تعالى باسمه الأعظم أن يجعلنا من أهل الجنة.
هذا وصلوا وسلموا على الهادي البشير...