حكاية ناي ♔
03-11-2024, 09:07 AM
4- بيعة العقبة الأولى:
وكانت في موسم الحج في الثانية عشرة من النبوَّة، وكانوا اثني عشر رجلاً، فيهم خمسة من الستة الأوائل الذين أسلَموا في العام السابق، والسادس تخلَّف، وهو جابر بن عبدالله لرعاية أهله، وسبعة سواهم فيهم عبادة بن الصامت، وأربعة آخرون من الخزرج أيضًا، وأبو الهيثم بن التَّيِّهان، وعويم بن ساعدة من الأوس - رضي الله عنهم جميعًا.
وكانت عند العقبة بمنى، فبايعوه بيعة النساء؛ أي: وَفْق بيعتهن التي نزلتْ عند فتح مكة؛ فعن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: ((تعالَوا بايعوني على ألا تُشرِكوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تَفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تَعصوني في معروف، فمن وفَى منكم، فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعوقب به في الدنيا، فهو له كفارة، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فسَتَره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه، قال: فبايعتُه على ذلك[1]، ثم أرسَل معهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أولَ سفير للإسلام إلى المدينة، وهو مصعب بن عمير العبدري.
5- بيعة العقبة الثانية:
وكانت في الموسم التالي للحج في الثالثة عشرة من النبوة، وكان عددهم بضعًا وسبعين نفسًا من المسلمين من أهل يثرب، وقد واعَدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوسط أيام التشريق، وقد روى لنا الإمام أحمد بنودَ هذه البَيْعة عن جابر - رضي الله عنه - مفصلاً.
قال جابر: قلنا: يا رسول الله، نُبايعك، قال: تُبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العُسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تَنصُروني فتَمنعوني إذا قدِمتُ عليكم مما تَمنعون منه أنفسكم وأزواجَكم وأبناءكم ولكم الجنة))[2].
وقد قام أبو الهيثم بن التَّيِّهان أثناء البيعة، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطِعوها - يعني اليهود - فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن تَرجِع إلى قومك وتَدعَنا؟ قال: فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ((بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أُحارِب مَن حاربتُم، وأُسالِم مَن سالَمتُم))[3].
6- الهجـرة:
أذِن الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى المدينة، وكان هذا حدثًا عظيمًا، تغيَّرت معه ملامح وصورة الدعوة؛ حيث بدأ معه تأسيس المجتمع المسلم بكامل مقوِّماته، وضرَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قصة هجرته المثلَ الأعلى في الأخذ بالأسباب، وحُسْن التوكل على الله مع ذلك وبعد ذلك، وقد اصطحب معه صاحبه الصديق أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وقد حدث في طريق الهجرة أحداثٌ عظيمة سجَّلها التاريخ، وأوردها المؤرخون في كتب السير والتاريخ، والمجال لا يتَّسِع لإيرادها.
وبعد أن وصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأضاءت المدينة بحلوله بها، وانتقلت الدعوة إلى مرحلة تكوين المجتمع المسلم ببِنيتِه المتكامِلة، ومرَّت الدعوة بمراحل متعدِّدة، نُجمِلها فيما يلي:
• مرحلة تأسيس المسجد والتأليف بين المسلمين والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
• إثارة القلاقل والفتن من الداخل والخارج من اليهود والمنافقين، إضافة إلى قريش وغيرها من الخارج، وانتهتْ هذه المرحلة بصلح الحديبية سنة ست من الهجرة.
• مرحلة الهدنة مع قريش بعد صُلْح الحديبية، والتي انتهت بفتح مكة سنة ثمانٍ من الهجرة.
• مرحلة دخول الناس في دين الله أفواجًا.
7- غزوة بدر الكبرى:
وقعت في السنة الثانية من الهجرة، وكانت بحقٍّ موقعة الفرقان بين الحق والباطل، أيَّد فيها الله نبيَّه وأصحابه، وأنزل معهم الملائكة ونصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا، وأخزى الكفار وأطاح بصناديدهم، وقد أبلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاءً عظيمًا من حيث الأخذ بالأسباب، وإرساء قاعدة الشورى، وحُسْن التوكل على ربه - صلى الله عليه وسلم - كما أبلى صحابته بلاءً حسنًا.
وكانت بذلك هذه الغزوة بداية لانطلاق النور الدعوي في أرجاء الجزيرة العربية[4].
8- موقعة أحـد:
كانت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت محكًّا وتهيئة عظيمة للأمة لتتقلَّد ريادةَ العالم؛ حيث محَّص الله - عز وجل - فيها المؤمنين وربَّاهم ولقَّنهم درسًا عظيمًا في تقدير نبيهم - صلى الله عليه وسلم - حقَّ قدْره، وفي انكسارهم بخشوع لربهم، وتحقيق اليقين في أن النُّصرة من عند الله - عز وجل - وبيده، وقد انتفَع المؤمنون بهذا الدرس أيما انتفاع، وترجموا ذلك عمليًّا بعد المعركة مباشرة بمتابعتهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجيش قريش والذي عاد إلى مكة، ولم يسعَ إلى المدينة مرة أخرى كما توعد.
وفضح الله - تعالى - فيها المنافقين واليهود شرَّ فضيحة، وعرَّى خيانتهم وحقدهم وكراهيتهم لهذا الدين أيما تعريةٍ.
فكانت هذه الموقعة مدرسة تربويَّة تأديبية تأسيسية عظيمة للأمة[5].
وتلاحقت بعد ذلك أحداث وغزوات، نُجمِل بعضها فيما يلي:
في السنة الرابعة للهجرة:
كان من أهم أحداثها غزوة بني النضير، وفيها أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود بني النضير عن المدينة؛ لأنهم نقَضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
في السنة الخامسة:
كانت غزوة بني المصطلق، وغزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة.
في السنة السادسة:
كان صُلْح الحديبية، والذي يُعَد فتحًا عظيمًا ودليلاً دامغًا على صدق ونبوَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أبدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تساهلاً مع قريش إلى الدرجة التي كادت أن تَفتِن كثيرًا من المسلمين؛ حتى إنها تُعَدُّ دليلاً كبيرًا على صدِّيقية أبي بكر الذي لم يتملمَل في تصديق نبيِّه، وقال قولته المشهورة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: الزَم غرزَه يا عمر، إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم[6].
وفي هذه السنة حُرِّمت الخمر تحريمًا قاطعًا.
في السنة السابعة:
وقعت غزوة خيبر، وفيها دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون مكة واعتمَروا، وتزوَّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها صفية بنت حُيي بن أخطب.
في السنة الثامنة:
كانت غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وكان الفتح العظيم لمكة حيث ردَّ الله رسوله إلى بلده، فدخَلها - صلى الله عليه وسلم - ظافرًا منصورًا، متواضِعًا منكسرًا لربه.
وقال قولتَه الشهيرة حينما سأل أهل مكة: ((ماذا تظنون أني فاعلٌ بكم؟)) قالوا: إن تعفُ فهذا ظننا بك، وإن تُعاقِب فقد أسأنا - وفي لفظ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا أقول لكم إلا ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم))، وفي رواية قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))[7].
وكذلك وقعت غزوة حنين التي كانت ضد قبائل هوازن وثقيف، وكانت درسًا عظيمًا للمسلمين، وبيانًا عمليًّا لشجاعة وثبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كاد المسلمون أن يَنهزِموا لولا فضل الله، ثم ثبات النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي وقف ثابتًا يقول: ((أنا النبي لا كذِب، أنا ابن عبدالمطلب))[8].
فأيَّده الله ونصَره نصرًا مؤزرًا، وعنها قال الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].
في السنة التاسعة:
كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزواته - صلى الله عليه وسلم - وكان فيها تشريعات ودروس كثيرة للمسلمين، وفي هذه السنة قَدِمت الوفود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وسُمِّي هذه العام بعام الوفود.
السنة العاشرة:
حجة الوداع، وحَجَّ فيها مع النبي أكثر من مائة ألف مسلم.
وكانت في موسم الحج في الثانية عشرة من النبوَّة، وكانوا اثني عشر رجلاً، فيهم خمسة من الستة الأوائل الذين أسلَموا في العام السابق، والسادس تخلَّف، وهو جابر بن عبدالله لرعاية أهله، وسبعة سواهم فيهم عبادة بن الصامت، وأربعة آخرون من الخزرج أيضًا، وأبو الهيثم بن التَّيِّهان، وعويم بن ساعدة من الأوس - رضي الله عنهم جميعًا.
وكانت عند العقبة بمنى، فبايعوه بيعة النساء؛ أي: وَفْق بيعتهن التي نزلتْ عند فتح مكة؛ فعن عبادة بن الصامت: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال وحوله عصابة من أصحابه: ((تعالَوا بايعوني على ألا تُشرِكوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتان تَفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تَعصوني في معروف، فمن وفَى منكم، فأجره على الله ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعوقب به في الدنيا، فهو له كفارة، ومَن أصاب من ذلك شيئًا فسَتَره الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه، قال: فبايعتُه على ذلك[1]، ثم أرسَل معهم رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أولَ سفير للإسلام إلى المدينة، وهو مصعب بن عمير العبدري.
5- بيعة العقبة الثانية:
وكانت في الموسم التالي للحج في الثالثة عشرة من النبوة، وكان عددهم بضعًا وسبعين نفسًا من المسلمين من أهل يثرب، وقد واعَدوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أوسط أيام التشريق، وقد روى لنا الإمام أحمد بنودَ هذه البَيْعة عن جابر - رضي الله عنه - مفصلاً.
قال جابر: قلنا: يا رسول الله، نُبايعك، قال: تُبايعوني على السمع والطاعة، في النشاط والكسل، والنفقة في العُسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تَنصُروني فتَمنعوني إذا قدِمتُ عليكم مما تَمنعون منه أنفسكم وأزواجَكم وأبناءكم ولكم الجنة))[2].
وقد قام أبو الهيثم بن التَّيِّهان أثناء البيعة، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالاً وإنا قاطِعوها - يعني اليهود - فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن تَرجِع إلى قومك وتَدعَنا؟ قال: فتبسَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: ((بل الدم الدم، والهدم الهدم، أنا منكم وأنتم مني، أُحارِب مَن حاربتُم، وأُسالِم مَن سالَمتُم))[3].
6- الهجـرة:
أذِن الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - بالهجرة إلى المدينة، وكان هذا حدثًا عظيمًا، تغيَّرت معه ملامح وصورة الدعوة؛ حيث بدأ معه تأسيس المجتمع المسلم بكامل مقوِّماته، وضرَب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قصة هجرته المثلَ الأعلى في الأخذ بالأسباب، وحُسْن التوكل على الله مع ذلك وبعد ذلك، وقد اصطحب معه صاحبه الصديق أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - وقد حدث في طريق الهجرة أحداثٌ عظيمة سجَّلها التاريخ، وأوردها المؤرخون في كتب السير والتاريخ، والمجال لا يتَّسِع لإيرادها.
وبعد أن وصل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأضاءت المدينة بحلوله بها، وانتقلت الدعوة إلى مرحلة تكوين المجتمع المسلم ببِنيتِه المتكامِلة، ومرَّت الدعوة بمراحل متعدِّدة، نُجمِلها فيما يلي:
• مرحلة تأسيس المسجد والتأليف بين المسلمين والمؤاخاة بين المهاجرين والأنصار.
• إثارة القلاقل والفتن من الداخل والخارج من اليهود والمنافقين، إضافة إلى قريش وغيرها من الخارج، وانتهتْ هذه المرحلة بصلح الحديبية سنة ست من الهجرة.
• مرحلة الهدنة مع قريش بعد صُلْح الحديبية، والتي انتهت بفتح مكة سنة ثمانٍ من الهجرة.
• مرحلة دخول الناس في دين الله أفواجًا.
7- غزوة بدر الكبرى:
وقعت في السنة الثانية من الهجرة، وكانت بحقٍّ موقعة الفرقان بين الحق والباطل، أيَّد فيها الله نبيَّه وأصحابه، وأنزل معهم الملائكة ونصرهم نصرًا عزيزًا مؤزرًا، وأخزى الكفار وأطاح بصناديدهم، وقد أبلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بلاءً عظيمًا من حيث الأخذ بالأسباب، وإرساء قاعدة الشورى، وحُسْن التوكل على ربه - صلى الله عليه وسلم - كما أبلى صحابته بلاءً حسنًا.
وكانت بذلك هذه الغزوة بداية لانطلاق النور الدعوي في أرجاء الجزيرة العربية[4].
8- موقعة أحـد:
كانت في السنة الثالثة للهجرة، وكانت محكًّا وتهيئة عظيمة للأمة لتتقلَّد ريادةَ العالم؛ حيث محَّص الله - عز وجل - فيها المؤمنين وربَّاهم ولقَّنهم درسًا عظيمًا في تقدير نبيهم - صلى الله عليه وسلم - حقَّ قدْره، وفي انكسارهم بخشوع لربهم، وتحقيق اليقين في أن النُّصرة من عند الله - عز وجل - وبيده، وقد انتفَع المؤمنون بهذا الدرس أيما انتفاع، وترجموا ذلك عمليًّا بعد المعركة مباشرة بمتابعتهم مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لجيش قريش والذي عاد إلى مكة، ولم يسعَ إلى المدينة مرة أخرى كما توعد.
وفضح الله - تعالى - فيها المنافقين واليهود شرَّ فضيحة، وعرَّى خيانتهم وحقدهم وكراهيتهم لهذا الدين أيما تعريةٍ.
فكانت هذه الموقعة مدرسة تربويَّة تأديبية تأسيسية عظيمة للأمة[5].
وتلاحقت بعد ذلك أحداث وغزوات، نُجمِل بعضها فيما يلي:
في السنة الرابعة للهجرة:
كان من أهم أحداثها غزوة بني النضير، وفيها أجلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يهود بني النضير عن المدينة؛ لأنهم نقَضوا العهد بينهم وبين المسلمين.
في السنة الخامسة:
كانت غزوة بني المصطلق، وغزوة الأحزاب، وغزوة بني قريظة.
في السنة السادسة:
كان صُلْح الحديبية، والذي يُعَد فتحًا عظيمًا ودليلاً دامغًا على صدق ونبوَّة محمد - صلى الله عليه وسلم - حيث أبدى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تساهلاً مع قريش إلى الدرجة التي كادت أن تَفتِن كثيرًا من المسلمين؛ حتى إنها تُعَدُّ دليلاً كبيرًا على صدِّيقية أبي بكر الذي لم يتملمَل في تصديق نبيِّه، وقال قولته المشهورة لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: الزَم غرزَه يا عمر، إنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم[6].
وفي هذه السنة حُرِّمت الخمر تحريمًا قاطعًا.
في السنة السابعة:
وقعت غزوة خيبر، وفيها دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والمسلمون مكة واعتمَروا، وتزوَّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيها صفية بنت حُيي بن أخطب.
في السنة الثامنة:
كانت غزوة مؤتة بين المسلمين والروم، وكان الفتح العظيم لمكة حيث ردَّ الله رسوله إلى بلده، فدخَلها - صلى الله عليه وسلم - ظافرًا منصورًا، متواضِعًا منكسرًا لربه.
وقال قولتَه الشهيرة حينما سأل أهل مكة: ((ماذا تظنون أني فاعلٌ بكم؟)) قالوا: إن تعفُ فهذا ظننا بك، وإن تُعاقِب فقد أسأنا - وفي لفظ قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم - فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا أقول لكم إلا ما قال يوسف لإخوته: لا تثريب عليكم اليوم))، وفي رواية قال: ((اذهبوا فأنتم الطلقاء))[7].
وكذلك وقعت غزوة حنين التي كانت ضد قبائل هوازن وثقيف، وكانت درسًا عظيمًا للمسلمين، وبيانًا عمليًّا لشجاعة وثبات رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث كاد المسلمون أن يَنهزِموا لولا فضل الله، ثم ثبات النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي وقف ثابتًا يقول: ((أنا النبي لا كذِب، أنا ابن عبدالمطلب))[8].
فأيَّده الله ونصَره نصرًا مؤزرًا، وعنها قال الله - تعالى -: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ﴾ [التوبة: 25].
في السنة التاسعة:
كانت غزوة تبوك، وهي آخر غزواته - صلى الله عليه وسلم - وكان فيها تشريعات ودروس كثيرة للمسلمين، وفي هذه السنة قَدِمت الوفود على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودخل الناس في دين الله أفواجًا، وسُمِّي هذه العام بعام الوفود.
السنة العاشرة:
حجة الوداع، وحَجَّ فيها مع النبي أكثر من مائة ألف مسلم.