حكاية ناي ♔
03-15-2024, 11:30 AM
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، مُسْبِغِ النِّعْمَةِ عَلَى الْعِبَادِ أَجْمَعِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ، وَيَحْكُمُ مَا يُرِيدُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أَفْضَلُ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَمَسَّكَ بِهَدْيِهِمْ إلى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، فَهِيَ وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].
عِبَادَ اللَّهِ؛ بدأنا في خطبة سابقة بذكر (السنن المهجورة في حياة المسلم اليومية)، والمقصود بهذه السنن ما غفل عنه الناس؛ إما لجهلهم بفضلها، وإما لقلة العاملين بها، وكان الحديث في جمعة ماضية عن (السنن المهجورة عند النوم)، وبيَّنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، وحديثنا اليوم عن (السنن المهجورة عند الوضوء)، وكم هو جميل أن يتعلم المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية وضوئه حتى يسير على نهجه ويقتفي أثره، وإليكم بعضًا من السنن التي ينبغي للعبد أن يفعلها عند كل وضوء تطبيقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واحتسابًا للأجر.
أولًا: من السنة عند الخلاء الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى، وأن يقول الدعاء الوارد في ذلك؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء، قال: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ))؛ متفق عليه.
وعن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا خرَجَ مِن الخلاءِ قال: ((غُفرانَك)).
ثانيًا: من السنة التي يغفل عنها بعض الناس السِّواك عند الوضوء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ))،ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فيَبْعَثُهُ الله مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي... ))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: من السنن المهجورة عند الوضوء: المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة، وذلك لفعل النبي عليه الصلاة والسلام؛ كما في حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: ((ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَها فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ واحِدَةٍ فَفَعَلَ ذلكَ ثَلاثًا)). ومعنى هذا كما قال ابن القيم: "كان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه". وقال ابن حجر رحمه الله: "وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة".
رابعًا: إسباغ الوضوء على المكاره: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟))، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إلى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ))؛ رواه مسلم.
قال القاضي عياض رحِمه الله: "إسباغ الوضوء: تَمامه، والمكاره تكون بشدَّة البرد، وألَم الجسم ونحوه".
خامسًا: من السنن المهجورة وقليل من الناس من ينتبه لها هي الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف أثناء الوضوء: فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالـمُدِّ".
سادسًا: النطق بالشهادتين، وذكر الدعاء المأثور بعد الانتهاء من الوضوء؛ لحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدالله ورَسولُهُ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ))؛ رواه مسلم.
وزاد الترمذي: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ))؛ صححه الألباني.
ومن الأدعية بعد الوضوء وهو يُقال أيضًا كفَّارة للمجلس ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من توضَّأَ فقال: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ في رقٍّ ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامة)).
بارك الله لي ولكم في الكِتاب والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، قلت مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، فَيَا فَوْزَ الْمُسْتَغْفِرِينَ!
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ، وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، أَمَّا بَعْدُ:
سابعًا: صلاة ركعتينِ بعد الوضوء من السنن المهجورة التي يغفل عنها بعض الناس؛ عن عثمان بن عفان، قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضَّأ نحو وُضوئي هذا، ثم قال: ((من تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ))؛ رواه البخاري.
وعن أَبي هُريرةَرضي الله عنهأَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِبلالٍ:((يَا بِلالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَل عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَديَّ في الجَنَّة))،قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عنْدِي مِنْ أَنِّي لَم أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذلكَ الطُّهورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ؛ متفقٌ عَلَيْهِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ الْخَلْقِ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي قَوْلِهِ الْكَرِيمِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ، أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ فِي السِّرِّ وَالْعَلَنِ، فَهِيَ وَصِيَّتُهُ لِعِبَادِهِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].
عِبَادَ اللَّهِ؛ بدأنا في خطبة سابقة بذكر (السنن المهجورة في حياة المسلم اليومية)، والمقصود بهذه السنن ما غفل عنه الناس؛ إما لجهلهم بفضلها، وإما لقلة العاملين بها، وكان الحديث في جمعة ماضية عن (السنن المهجورة عند النوم)، وبيَّنا هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الأمر، وحديثنا اليوم عن (السنن المهجورة عند الوضوء)، وكم هو جميل أن يتعلم المسلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية وضوئه حتى يسير على نهجه ويقتفي أثره، وإليكم بعضًا من السنن التي ينبغي للعبد أن يفعلها عند كل وضوء تطبيقًا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم واحتسابًا للأجر.
أولًا: من السنة عند الخلاء الدخول بالرجل اليسرى والخروج باليمنى، وأن يقول الدعاء الوارد في ذلك؛ لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل الخلاء، قال: ((اللهمَّ إنِّي أعوذ بك من الخُبُثِ والخبائِثِ))؛ متفق عليه.
وعن عائشةَ رضي الله عنها، قالت: "كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إذا خرَجَ مِن الخلاءِ قال: ((غُفرانَك)).
ثانيًا: من السنة التي يغفل عنها بعض الناس السِّواك عند الوضوء؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ وُضُوءٍ))،ولحديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كُنَّا نُعِدُّ لَهُ سِوَاكَهُ وَطَهُورَهُ، فيَبْعَثُهُ الله مَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَهُ مِنَ اللَّيْلِ، فَيَتَسَوَّكُ وَيَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي... ))؛ رواه مسلم.
ثالثًا: من السنن المهجورة عند الوضوء: المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة، وذلك لفعل النبي عليه الصلاة والسلام؛ كما في حديث عبدالله بن زيد رضي الله عنه قال: ((ثُمَّ أدْخَلَ يَدَهُ فاسْتَخْرَجَها فَمَضْمَضَ، واسْتَنْشَقَ مِن كَفٍّ واحِدَةٍ فَفَعَلَ ذلكَ ثَلاثًا)). ومعنى هذا كما قال ابن القيم: "كان يصل بين المضمضة والاستنشاق، فيأخذ نصف الغرفة لفمه، ونصفها لأنفه". وقال ابن حجر رحمه الله: "وفيه دليل الجمع بين المضمضة والاستنشاق بغرفة واحدة".
رابعًا: إسباغ الوضوء على المكاره: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللهِ قَالَ: ((أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللهُ بِهِ الْخَطَايَا، وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ؟))، قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: ((إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إلى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّبَاطُ))؛ رواه مسلم.
قال القاضي عياض رحِمه الله: "إسباغ الوضوء: تَمامه، والمكاره تكون بشدَّة البرد، وألَم الجسم ونحوه".
خامسًا: من السنن المهجورة وقليل من الناس من ينتبه لها هي الاقتصاد في الماء وعدم الإسراف أثناء الوضوء: فعن أنس رضي الله عنه قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالـمُدِّ".
سادسًا: النطق بالشهادتين، وذكر الدعاء المأثور بعد الانتهاء من الوضوء؛ لحديث النبي عليه الصلاة والسلام قال: ((ما مِنكُم مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدالله ورَسولُهُ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ))؛ رواه مسلم.
وزاد الترمذي: ((اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِن التَّوَّابِينَ وَاجْعَلْنِي مِنْ الْمُتَطَهِّرِينَ))؛ صححه الألباني.
ومن الأدعية بعد الوضوء وهو يُقال أيضًا كفَّارة للمجلس ما ورد في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من توضَّأَ فقال: سبحانك اللَّهمَّ وبحمدِك، أشهدُ أن لا إلهَ إلا أنت، أستغفرُك وأتوبُ إليك، كُتِبَ في رقٍّ ثم طُبِعَ بطابعٍ، فلم يُكْسَرْ إلى يومِ القيامة)).
بارك الله لي ولكم في الكِتاب والسُّنَّة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والحكمة، قلت مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ، فَيَا فَوْزَ الْمُسْتَغْفِرِينَ!
الخطبة الثانية
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ، لَا رَبَّ غَيْرُهُ، وَلَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ سِوَاهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ، وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، وَمُصْطَفَاهُ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ وَالَاهُ، أَمَّا بَعْدُ:
سابعًا: صلاة ركعتينِ بعد الوضوء من السنن المهجورة التي يغفل عنها بعض الناس؛ عن عثمان بن عفان، قال: رأيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم توضَّأ نحو وُضوئي هذا، ثم قال: ((من تَوَضَّأَ نَحْوَ وُضُوئِي هذا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ لا يُحَدِّثُ فِيهِما نَفْسَهُ، غَفَرَ اللَّهُ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ))؛ رواه البخاري.
وعن أَبي هُريرةَرضي الله عنهأَنَّ رَسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لِبلالٍ:((يَا بِلالُ، حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَل عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلامِ، فَإِنِّي سمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بيْنَ يَديَّ في الجَنَّة))،قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عنْدِي مِنْ أَنِّي لَم أَتَطَهَّرْ طُهُورًا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ أَوْ نَهارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ بِذلكَ الطُّهورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ؛ متفقٌ عَلَيْهِ.
هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى إِمَامِ الْخَلْقِ وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ، كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ فِي قَوْلِهِ الْكَرِيمِ: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].