حكاية ناي ♔
03-15-2024, 11:34 AM
• أي: بيان الأحاديث الواردة في صفة أكله صلى الله عليه وسلم.
• وهذا الباب والأبواب التسعة التالية يورد لنا فيها الأحاديث التي فيها: (بيان صفة أكله، وبيان صفة طعامه، وخبزهِ، وإدامهِ، وشربهِ، وشرابهِ، والقدح الذي كان يشربُ فيه صلى الله عليه وسلم) ((تسعة أبواب متتالية فيها الحديث حول هذه الأمور)).
وأورد الإمام الترمذي رحمه الله خمسةَ أحاديثَ، تضمنت ثلاثة أمور تتعلق بآداب وسنن الطعام:
الأدب الأول: الأمر بلَعْق الأصابع بعد الأكل، وأورد فيه حديثين:
1- في صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أصَابِعَهُ الثلاث)).
2- في صحيح مسلم عن كَعب بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((كان رسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِأَصابِعِهِ الثَّلَاثِ، وَيَلْعَقُهُنَّ)).
• دلَّ الحديثان على استحباب لعق أصابع اليد بعد الفراغ من الطعام، وقبل غسلها، تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن باب المحافظة على بركة الطعام، وفيه من التواضع.
مسائل في اللعق:
المسألة الأولى: بأي الأصابع كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الثابت في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بأصابعه الثلاث: (الوسطى، والسبَّابة، والإبهام) فإن زاد الرابع، أو الخامس فلا إشكال، وذلك بحسب المأكول: فإن كان المأكول قويًّا أكل بأصابعه الثلاث، وإن قلت قوتُهُ واحتاج إلى أن يزيد إصبعًا رابعة أو خامسة فلا حرج في ذلك.
المسألة الثانية: لماذا كان يأكل بالأصابع؟
قال العلماء: لأن هذه عادةُ العرب في زمانه؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوافق عادة قومه فيما لم يأتِ فيه أمرٌ أو نهيٌ، ولا يتعمَّد مخالفة قومه؛ فيفعل كما يفعلون، يأكل، ويشرب، ويجلس، ويلبس ما يلبسون؛ فإذا جاء أمرٌ فعله على وجه الوجوب أو الاستحباب، وكذلك إذا جاء نهيٌ.
المسألة الثالثة: صفة اللعق:
والمقصود به اللحس؛ أي: يلحس أُصبَعَهُ؛ وذلك بإمرار اللسان على الإصبع، وليس المقصود أن يُدخِلَ كل الأصبع داخل الفم، فهذا خطأ؛ لأنه ربما وهو يفعل ذلك أحدث صوتًا فآذى مَنْ بجواره.
المسألة الرابعة: محل اللعق:
اللعق يكون بعد الانتهاء من الطعام، وقبل أن يغسل يديه، أو يمسحهما؛ وليس المقصود: كلما أكل لقمة لعق، فهذا ليس من الأدب، ويتأذَّى مَنْ بجواره.
المسألة الخامسة: لماذا كان يلعق أصابعه؟
والإجابة في حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدكم طعامًا، فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أيتِهِن البركة))، وفي رواية: ((فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة)).
• قال بعض الأطباء: إن الأنامل بإذن الله تفرز إفرازات عند الطعام تعين على هضم الطعام في المعدة.
• فأنت تأكل وترجو من الله أن يبارك لك في الطعام؛ فالقضية ليست في الكثرة؛ وإنما في البركة.
• وهناك سنة أخرى متعلقة باللعق وردت في حديث؛ كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدُكُم طعامًا، فلا يمسح يدَهُ حتى يَلعَقَها، أو يُلعِقَهَا غيرهُ)).
• وهذه من السنن التي يفعلها المسلم مع مَن يؤانسهم ويلاطفهم؛ كالرجل مع زوجته، أو أبنائه الصغار؛ قال النووي رحمه الله: (المراد إلعاق غيره ممن لا يتقذَّر ذلك من زوجة وجارية وخادم وولد، وكذا من كان في معناهم كتلميذ يعتقد البركة بلعقها، وكذا لو ألعقها شاةً ونحوها).
الأدب الثاني: النهي عن الأكل متكئًا:
3- في صحيح البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ مُتكِئًا)).
والاتكاء له عدة معاني:
قال ابن حجر رحمه الله: وَاخْتُلِفَ فِي صِفَة الِاتِّكَاء؛ فَقِيلَ: أَنْ يَتَمَكَّن فِي الْجُلُوس لِلْأَكْلِ عَلَى أَيِّ صِفَة كَانَ، وَقِيلَ أَنْ يَمِيل عَلَى أَحَد شِقَّيْهِ، وَقِيلَ أَنْ يَعْتَمِد عَلَى يَده الْيُسْرَى مِنَ الْأَرْض، إلا إذا كان للحاجة؛ كمرض وغيره.
الأدب الثالث: الإقعاء حال الأكل:
4- في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه، قال: ((أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِتَمْرٍ، فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ مِنَ الْجُوعِ)).
• مُقْعٍ: الإقعاء: أن يسند ظهره على شيء بسبب الضعف الذي يجده من الجوع.
• وقيل: جلسة الإقعاء؛ يعني: (إلصاق الأليتين بالأرض ونصب الساقين).
• وهناك معنى آخر للإقعاء: وهو المسنون في الصلاة.
• وهناك آداب أخرى للطعام.
وقد ذكر العلماء أكثر من ثلاثين أدبًا ينبغي للمسلم أن يتعَلَّمها، وأن يحافظ عليها؛ ومنها:
• ثلاثة آداب وردت في حديث واحد: ((يَا غُلامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلْ مِمَّا يَلِيك)).
• الاجتماع على الطعام؛ عن وَحْشِيِّ بنِ حَرْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إِنَّا نَأْكُلُ ولا نَشْبَعُ؟ قال: ((فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟!))، قالوا: نعم، قال: ((فَاجْتَمِعُوا على طَعَامِكُمْ، واذْكُرُوا اسمَ اللهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ))؛ [رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد].
• الأكل من جانب القصعة، والنهي عن الأكل من وسطها؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((البَرَكةُ تنْزِلُ وَسَطَ الطَّعامِ، فَكُلُوا مِن حافَتَيْه، ولا تأكلوا مِنْ وَسَطِه))، وفي رواية: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ؛ وَلَكِنْ لِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا؛ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا)). وفي رواية: ((إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَخُذُوا مِنْ حَافَتِهِ، وَذَرُوا وَسَطَهُ؛ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهِ))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني].
• قال أهل العلم: إلا إذا كان الطعام أنواعًا وكان نوع منه في الوسط وأراد أن يأخذ منه شيئًا فلا بأس؛ مثل: أن يوضع اللحم في وسط الصحفة، فإنه لا بأس أن تأكل من اللحم، ولو كان في وسطها؛ لأنه ليس له نظير في جوانبها فلا حرج.
• أن يأكل المسلم ما يسقط منه: وهذا أدب ربما نغفل عنه، أو سنة يهجرها كثير من الناس؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِن الشَّيْطَانَ يَحضرُ أَحدَكُم عِند كُلِّ شَيءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِندَ طعَامِهِ، فَإِذا سَقَطَتْ لُقْمةُ أَحَدِكم فَليَأْخذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كانَ بِهَا مِن أَذى، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلا يَدَعها للشَّيْطَانِ، فإذا فَرغَ فَلْيَلْعَقْ أَصابِعَهُ؛ فإِنَّه لا يَدْرِي في أَيِّ طعامِهِ تكون البرَكَةُ))، وفي صحيح مسلم عن أَنسٍ رضي الله عنه، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: ((إِذا سقَطَتْ لُقمةُ أَحدِكم فَلْيَأْخُذْها، وليمِطْ عنها الأذى، وليَأْكُلْهَا، وَلا يَدعْها للشَّيطَانِ)) قال العلماء: استحباب أكل اللقمة الساقطة؛ كسرًا لنفسه، وتواضعًا لربه، والتماسًا للبركة.
• سلتُ القصعة؛ ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: وَأَمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، وقَالَ: ((فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ)).
• والمقصود بسلت القصعة: أن يأكل الإنسانُ الطعامَ المتبقي في القصعة، وَذلك بأن يتَتَبَّع مَا بَقِيَ فِيهَا مِنْ الطَّعَام.
• والغرض من ذلك نفس المعنى في لعق الأصابع: وهو الحصول على البركة؛ فربما تكون البركة في الطعام الذي بقي على الأصابع، أو الذي سقط، أو الذي تبقَّى! فيتحول الطعام إلى مجموعة من المستحبات يؤجر عليها.
• وليس المقصود: أن يملأ الإناء بالطعام ويتبقى منه الكثير فيقول نطبق هذه السنة! وإنما المقصود أن يضع في قصعته الطعام القليل فإذا أكل وتبقى شيء يسير أكله.
•وسيأتي: (بابُ ما جاءَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَمَا يَفْرُغُ مِنْهُ)، وفيه مزيد من آداب الطعام والشراب.
• وهذا الباب والأبواب التسعة التالية يورد لنا فيها الأحاديث التي فيها: (بيان صفة أكله، وبيان صفة طعامه، وخبزهِ، وإدامهِ، وشربهِ، وشرابهِ، والقدح الذي كان يشربُ فيه صلى الله عليه وسلم) ((تسعة أبواب متتالية فيها الحديث حول هذه الأمور)).
وأورد الإمام الترمذي رحمه الله خمسةَ أحاديثَ، تضمنت ثلاثة أمور تتعلق بآداب وسنن الطعام:
الأدب الأول: الأمر بلَعْق الأصابع بعد الأكل، وأورد فيه حديثين:
1- في صحيح مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((كَانَ النبي صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَكَلَ طَعَامًا لَعِقَ أصَابِعَهُ الثلاث)).
2- في صحيح مسلم عن كَعب بن مَالِكٍ رضي الله عنه، قَالَ: ((كان رسُول الله صلى الله عليه وسلم يَأْكُلُ بِأَصابِعِهِ الثَّلَاثِ، وَيَلْعَقُهُنَّ)).
• دلَّ الحديثان على استحباب لعق أصابع اليد بعد الفراغ من الطعام، وقبل غسلها، تأسِّيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم، ومن باب المحافظة على بركة الطعام، وفيه من التواضع.
مسائل في اللعق:
المسألة الأولى: بأي الأصابع كان يأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
الثابت في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأكل بأصابعه الثلاث: (الوسطى، والسبَّابة، والإبهام) فإن زاد الرابع، أو الخامس فلا إشكال، وذلك بحسب المأكول: فإن كان المأكول قويًّا أكل بأصابعه الثلاث، وإن قلت قوتُهُ واحتاج إلى أن يزيد إصبعًا رابعة أو خامسة فلا حرج في ذلك.
المسألة الثانية: لماذا كان يأكل بالأصابع؟
قال العلماء: لأن هذه عادةُ العرب في زمانه؛ فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوافق عادة قومه فيما لم يأتِ فيه أمرٌ أو نهيٌ، ولا يتعمَّد مخالفة قومه؛ فيفعل كما يفعلون، يأكل، ويشرب، ويجلس، ويلبس ما يلبسون؛ فإذا جاء أمرٌ فعله على وجه الوجوب أو الاستحباب، وكذلك إذا جاء نهيٌ.
المسألة الثالثة: صفة اللعق:
والمقصود به اللحس؛ أي: يلحس أُصبَعَهُ؛ وذلك بإمرار اللسان على الإصبع، وليس المقصود أن يُدخِلَ كل الأصبع داخل الفم، فهذا خطأ؛ لأنه ربما وهو يفعل ذلك أحدث صوتًا فآذى مَنْ بجواره.
المسألة الرابعة: محل اللعق:
اللعق يكون بعد الانتهاء من الطعام، وقبل أن يغسل يديه، أو يمسحهما؛ وليس المقصود: كلما أكل لقمة لعق، فهذا ليس من الأدب، ويتأذَّى مَنْ بجواره.
المسألة الخامسة: لماذا كان يلعق أصابعه؟
والإجابة في حديث رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدكم طعامًا، فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أيتِهِن البركة))، وفي رواية: ((فإذا فرغ فليلعق أصابعه، فإنه لا يدري في أي طعامه تكون البركة)).
• قال بعض الأطباء: إن الأنامل بإذن الله تفرز إفرازات عند الطعام تعين على هضم الطعام في المعدة.
• فأنت تأكل وترجو من الله أن يبارك لك في الطعام؛ فالقضية ليست في الكثرة؛ وإنما في البركة.
• وهناك سنة أخرى متعلقة باللعق وردت في حديث؛ كما في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا أكل أحدُكُم طعامًا، فلا يمسح يدَهُ حتى يَلعَقَها، أو يُلعِقَهَا غيرهُ)).
• وهذه من السنن التي يفعلها المسلم مع مَن يؤانسهم ويلاطفهم؛ كالرجل مع زوجته، أو أبنائه الصغار؛ قال النووي رحمه الله: (المراد إلعاق غيره ممن لا يتقذَّر ذلك من زوجة وجارية وخادم وولد، وكذا من كان في معناهم كتلميذ يعتقد البركة بلعقها، وكذا لو ألعقها شاةً ونحوها).
الأدب الثاني: النهي عن الأكل متكئًا:
3- في صحيح البخاري عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: ((أَمَّا أَنَا فَلَا آكُلُ مُتكِئًا)).
والاتكاء له عدة معاني:
قال ابن حجر رحمه الله: وَاخْتُلِفَ فِي صِفَة الِاتِّكَاء؛ فَقِيلَ: أَنْ يَتَمَكَّن فِي الْجُلُوس لِلْأَكْلِ عَلَى أَيِّ صِفَة كَانَ، وَقِيلَ أَنْ يَمِيل عَلَى أَحَد شِقَّيْهِ، وَقِيلَ أَنْ يَعْتَمِد عَلَى يَده الْيُسْرَى مِنَ الْأَرْض، إلا إذا كان للحاجة؛ كمرض وغيره.
الأدب الثالث: الإقعاء حال الأكل:
4- في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه، قال: ((أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم بِتَمْرٍ، فَرَأَيْتُهُ يَأْكُلُ وَهُوَ مُقْعٍ مِنَ الْجُوعِ)).
• مُقْعٍ: الإقعاء: أن يسند ظهره على شيء بسبب الضعف الذي يجده من الجوع.
• وقيل: جلسة الإقعاء؛ يعني: (إلصاق الأليتين بالأرض ونصب الساقين).
• وهناك معنى آخر للإقعاء: وهو المسنون في الصلاة.
• وهناك آداب أخرى للطعام.
وقد ذكر العلماء أكثر من ثلاثين أدبًا ينبغي للمسلم أن يتعَلَّمها، وأن يحافظ عليها؛ ومنها:
• ثلاثة آداب وردت في حديث واحد: ((يَا غُلامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلْ مِمَّا يَلِيك)).
• الاجتماع على الطعام؛ عن وَحْشِيِّ بنِ حَرْبٍ رضي الله عنه، أَنَّ أصحابَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إِنَّا نَأْكُلُ ولا نَشْبَعُ؟ قال: ((فَلَعَلَّكُمْ تَفْتَرِقُونَ؟!))، قالوا: نعم، قال: ((فَاجْتَمِعُوا على طَعَامِكُمْ، واذْكُرُوا اسمَ اللهِ، يُبَارَكْ لَكُمْ فِيهِ))؛ [رواه أبو داود، وابن ماجه، وأحمد].
• الأكل من جانب القصعة، والنهي عن الأكل من وسطها؛ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((البَرَكةُ تنْزِلُ وَسَطَ الطَّعامِ، فَكُلُوا مِن حافَتَيْه، ولا تأكلوا مِنْ وَسَطِه))، وفي رواية: ((إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا، فَلَا يَأْكُلْ مِنْ أَعْلَى الصَّحْفَةِ؛ وَلَكِنْ لِيَأْكُلْ مِنْ أَسْفَلِهَا؛ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ مِنْ أَعْلَاهَا)). وفي رواية: ((إِذَا وُضِعَ الطَّعَامُ، فَخُذُوا مِنْ حَافَتِهِ، وَذَرُوا وَسَطَهُ؛ فَإِنَّ الْبَرَكَةَ تَنْزِلُ فِي وَسَطِهِ))؛ [رواه أبو داود، والترمذي، وصححه الألباني].
• قال أهل العلم: إلا إذا كان الطعام أنواعًا وكان نوع منه في الوسط وأراد أن يأخذ منه شيئًا فلا بأس؛ مثل: أن يوضع اللحم في وسط الصحفة، فإنه لا بأس أن تأكل من اللحم، ولو كان في وسطها؛ لأنه ليس له نظير في جوانبها فلا حرج.
• أن يأكل المسلم ما يسقط منه: وهذا أدب ربما نغفل عنه، أو سنة يهجرها كثير من الناس؛ فقد جاء في صحيح مسلم عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إِن الشَّيْطَانَ يَحضرُ أَحدَكُم عِند كُلِّ شَيءٍ مِنْ شَأْنِهِ، حَتَّى يَحْضُرَهُ عِندَ طعَامِهِ، فَإِذا سَقَطَتْ لُقْمةُ أَحَدِكم فَليَأْخذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كانَ بِهَا مِن أَذى، ثُمَّ ليَأْكُلْهَا وَلا يَدَعها للشَّيْطَانِ، فإذا فَرغَ فَلْيَلْعَقْ أَصابِعَهُ؛ فإِنَّه لا يَدْرِي في أَيِّ طعامِهِ تكون البرَكَةُ))، وفي صحيح مسلم عن أَنسٍ رضي الله عنه، أن رسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قالَ: ((إِذا سقَطَتْ لُقمةُ أَحدِكم فَلْيَأْخُذْها، وليمِطْ عنها الأذى، وليَأْكُلْهَا، وَلا يَدعْها للشَّيطَانِ)) قال العلماء: استحباب أكل اللقمة الساقطة؛ كسرًا لنفسه، وتواضعًا لربه، والتماسًا للبركة.
• سلتُ القصعة؛ ففي صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه قال: وَأَمَرَنَا رسول الله صلى الله عليه وسلم أَنْ نَسْلُتَ الْقَصْعَةَ، وقَالَ: ((فَإِنَّكُمْ لا تَدْرُونَ فِي أَيِّ طَعَامِكُمْ الْبَرَكَةُ)).
• والمقصود بسلت القصعة: أن يأكل الإنسانُ الطعامَ المتبقي في القصعة، وَذلك بأن يتَتَبَّع مَا بَقِيَ فِيهَا مِنْ الطَّعَام.
• والغرض من ذلك نفس المعنى في لعق الأصابع: وهو الحصول على البركة؛ فربما تكون البركة في الطعام الذي بقي على الأصابع، أو الذي سقط، أو الذي تبقَّى! فيتحول الطعام إلى مجموعة من المستحبات يؤجر عليها.
• وليس المقصود: أن يملأ الإناء بالطعام ويتبقى منه الكثير فيقول نطبق هذه السنة! وإنما المقصود أن يضع في قصعته الطعام القليل فإذا أكل وتبقى شيء يسير أكله.
•وسيأتي: (بابُ ما جاءَ فِي قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ الطَّعَامِ وَبَعْدَمَا يَفْرُغُ مِنْهُ)، وفيه مزيد من آداب الطعام والشراب.