حكاية ناي ♔
12-24-2022, 09:07 AM
عبد الله بن أحمد بن الحسن الخالدي السلاسي السلاوي الشهير بابن حسون (ولد بفاس 1515 وتوفي بسلا 1604). يعتبر القطب بن حسون سلطان المدينة والأولياء بسلا ويقترن اسمه بموكب الشموع الذي دأبت الزاوية الحسونية على تنظيمه احتفاء بعيد المولد النبوي الشريف.
حياته
يمتد النسب الصوفي له إلى الإمام الجزولي؛ فهو قد أخذ عن الشيخ عبد الله الهبطي الذي أخذ مباشرة عن الشيخ الغزواني مول القصور عن الشيخ عبد العزيز التباع عن الشيخ محمد الجزولي، لكن الناصري في الاستقصا يرى أن عبد الله بن حسون أخذ أيضا عن الإمام الغزواني مول القصور الممتد نسبه العلمي والصوفي إلى الشيخ الجزولي عبر الإمام التباع.
ويعد عبد الله ابن حسون أحد الأعلام المبرزين في عصره علما وسلوكا وأدبا عاليا. وقد جمع بين العلوم الفقهية والصوفية والعقلية حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية؛ نقرأ في كتاب السياسة والمجتمع في العصر السعدي لإبراهيم حركات أن ابن حسون تتلمذ بجامع القرويين المبارك على عبد الواحد الونشريسي (تـ 995هـ)وعبد الرحمن بن إبراهيم الدكالي (تـ 962هـ)، وأبي الحسن علي بن هارون (تـ 951 هـ)، وعبد الوهاب الزقاق (تـ 960هـ) وأحمد الحباك (تـ 938 هـ)؛ ثم انتقل عبد الله بن حسون إلى معهد المواهب بالجبل الأشهب بمنطقة الهبط قرب الشاون، وهناك أخذ الطريقة الجزولية عن الشيخ عبد الله الهبطي (تـ 963 هـ) وفق السند الذي ذكرناه.
عمل عبد الله ابن حسون على نشر منهجية شيخه الشيخ عبد الله الهبطي في التصوف، ولما استوطن مدينة سلا انبرى للتدريس بجامعها الأعظم المبارك، فدرّس الفقه المالكي والمنطق والنحو، ودرّس علم الكلام وعلم الحساب وعلم الإشارات الصوفية، وقد حمل رسالة القرويين ليبثّها بالحاضرة السلاوية، كما نشر ما حصله بجبال الهبط من علوم ومعان سامية بما شكل دينامكية ثقافية وفكرية أسهم هذا العالم الفاضل في جعلها تعطي ثمارها في مدينة سلا التي اكتسبت صفة العلم والصلاح بامتياز.
شارك عبد الله بن حسون في الجهاد ضد المحتل الأجنبي، من ذلك مشاركته في معركة وادي المخازن الشهيرة، كما شارك في معارك ضد البرتغاليين بالرباط وسلا. يقول محمد بن علي الدكالي في الإتحاف الوجيز: تاريخ العدوتين (منشورات المكتبة الصبيحية، تحقيق مصطفى بو شعراء): «كان الشيخ شجاعا ومجاهدا، وقد ظهرت شجاعته عندما هاجمت السفن البرتغالية مدينة سلا والرباط، فتصدى لها مع مريديه وردوها على أعقابها وكبدوها خسائر باهرة، وشرع الناس يحترمونه ويقدرونه، وحينئذ رأى الناس فيه رجلا صالحا وأنه رجل يستحق الاحترام والتقدير في الحياة وبعد الممات».
تلقى عن شيخه عبد الله الهبطي المعارف العلمية والتربية السلوكية الصوفية، وحب الجهاد وبغض المحتل، وكان من نتائج هذه الروح الجهادية ظهور المجاهد العياشي، كبطل قومي بلغت شهرته الآفاق.
من أشهر تلاميذ الشيخ عبد الله بن حسون المجاهد الكبير محمد العياشي المالكي (تـ 1051هـ/1641م) ومحمد سعيد العتابي (تـ 1032هـ/1623م) المدفون بجوار شيخه بن حسون بمدينة سلا ومحمد بن محمد الواوزغتي (تـ 1062هـ)، ومحمد بن أبي بكر الدلائي شيخ الزاوية الدلائية (تـ 1046هـ) وأحمد بن محمد ابن عطية (تـ 1015هـ/1607م)ومحمد القجيري، صاحب الطريقة القجيرية (تـ 1046هـ)، وعبد الله السائح (تـ 1076هـ) وأحمد السائح والحسن بن علي ابن أحمد بن موسى السملالي ويوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي.
للزاوية الحسونية أملاك حبسية كثيرة داخل سلا وأحوازها من قطع أرضية أوقفت لفائدة تغطية نفقات تزويق الشموع وكذا إطعام الفقراء ليلة المولد النبوي وضريح القطب ابن حسون مشهور عليه بناء جميل كرونق من أبنية السلطان إسماعيل بن علي الشريف وقد تم توسيعه وترميمه في عصرنا الزاهر بأمر من الحسن الثاني حتى أصبح أعجب الأضرحة وأحسنها زخرفة وجمالا.
وبعد وفاة عبد الله بن حسون استمر أحفاده وأتباع زاويته بإقامة هذا الموسم برعاية محمد السادس، فقد استمر موكب الشموع في عهد الدولة العلوية.
توفي عبد الله بن حسون سنة 1013هـ/1604م بسلا، وبها دفن خلف الجامع الأعظم المبارك.
حياته
يمتد النسب الصوفي له إلى الإمام الجزولي؛ فهو قد أخذ عن الشيخ عبد الله الهبطي الذي أخذ مباشرة عن الشيخ الغزواني مول القصور عن الشيخ عبد العزيز التباع عن الشيخ محمد الجزولي، لكن الناصري في الاستقصا يرى أن عبد الله بن حسون أخذ أيضا عن الإمام الغزواني مول القصور الممتد نسبه العلمي والصوفي إلى الشيخ الجزولي عبر الإمام التباع.
ويعد عبد الله ابن حسون أحد الأعلام المبرزين في عصره علما وسلوكا وأدبا عاليا. وقد جمع بين العلوم الفقهية والصوفية والعقلية حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية؛ نقرأ في كتاب السياسة والمجتمع في العصر السعدي لإبراهيم حركات أن ابن حسون تتلمذ بجامع القرويين المبارك على عبد الواحد الونشريسي (تـ 995هـ)وعبد الرحمن بن إبراهيم الدكالي (تـ 962هـ)، وأبي الحسن علي بن هارون (تـ 951 هـ)، وعبد الوهاب الزقاق (تـ 960هـ) وأحمد الحباك (تـ 938 هـ)؛ ثم انتقل عبد الله بن حسون إلى معهد المواهب بالجبل الأشهب بمنطقة الهبط قرب الشاون، وهناك أخذ الطريقة الجزولية عن الشيخ عبد الله الهبطي (تـ 963 هـ) وفق السند الذي ذكرناه.
عمل عبد الله ابن حسون على نشر منهجية شيخه الشيخ عبد الله الهبطي في التصوف، ولما استوطن مدينة سلا انبرى للتدريس بجامعها الأعظم المبارك، فدرّس الفقه المالكي والمنطق والنحو، ودرّس علم الكلام وعلم الحساب وعلم الإشارات الصوفية، وقد حمل رسالة القرويين ليبثّها بالحاضرة السلاوية، كما نشر ما حصله بجبال الهبط من علوم ومعان سامية بما شكل دينامكية ثقافية وفكرية أسهم هذا العالم الفاضل في جعلها تعطي ثمارها في مدينة سلا التي اكتسبت صفة العلم والصلاح بامتياز.
شارك عبد الله بن حسون في الجهاد ضد المحتل الأجنبي، من ذلك مشاركته في معركة وادي المخازن الشهيرة، كما شارك في معارك ضد البرتغاليين بالرباط وسلا. يقول محمد بن علي الدكالي في الإتحاف الوجيز: تاريخ العدوتين (منشورات المكتبة الصبيحية، تحقيق مصطفى بو شعراء): «كان الشيخ شجاعا ومجاهدا، وقد ظهرت شجاعته عندما هاجمت السفن البرتغالية مدينة سلا والرباط، فتصدى لها مع مريديه وردوها على أعقابها وكبدوها خسائر باهرة، وشرع الناس يحترمونه ويقدرونه، وحينئذ رأى الناس فيه رجلا صالحا وأنه رجل يستحق الاحترام والتقدير في الحياة وبعد الممات».
تلقى عن شيخه عبد الله الهبطي المعارف العلمية والتربية السلوكية الصوفية، وحب الجهاد وبغض المحتل، وكان من نتائج هذه الروح الجهادية ظهور المجاهد العياشي، كبطل قومي بلغت شهرته الآفاق.
من أشهر تلاميذ الشيخ عبد الله بن حسون المجاهد الكبير محمد العياشي المالكي (تـ 1051هـ/1641م) ومحمد سعيد العتابي (تـ 1032هـ/1623م) المدفون بجوار شيخه بن حسون بمدينة سلا ومحمد بن محمد الواوزغتي (تـ 1062هـ)، ومحمد بن أبي بكر الدلائي شيخ الزاوية الدلائية (تـ 1046هـ) وأحمد بن محمد ابن عطية (تـ 1015هـ/1607م)ومحمد القجيري، صاحب الطريقة القجيرية (تـ 1046هـ)، وعبد الله السائح (تـ 1076هـ) وأحمد السائح والحسن بن علي ابن أحمد بن موسى السملالي ويوسف بن عابد الإدريسي الحسني الفاسي.
للزاوية الحسونية أملاك حبسية كثيرة داخل سلا وأحوازها من قطع أرضية أوقفت لفائدة تغطية نفقات تزويق الشموع وكذا إطعام الفقراء ليلة المولد النبوي وضريح القطب ابن حسون مشهور عليه بناء جميل كرونق من أبنية السلطان إسماعيل بن علي الشريف وقد تم توسيعه وترميمه في عصرنا الزاهر بأمر من الحسن الثاني حتى أصبح أعجب الأضرحة وأحسنها زخرفة وجمالا.
وبعد وفاة عبد الله بن حسون استمر أحفاده وأتباع زاويته بإقامة هذا الموسم برعاية محمد السادس، فقد استمر موكب الشموع في عهد الدولة العلوية.
توفي عبد الله بن حسون سنة 1013هـ/1604م بسلا، وبها دفن خلف الجامع الأعظم المبارك.