حكاية ناي ♔
03-31-2024, 08:51 PM
متلازمة ما بعد الارتجاج، والمعروفة أيضًا باسم المتلازمة ما بعد الارتجاجية، هي مجموعة الأعراض التي ربما تستمر لأسابيع أو شهور أو سنة أو أكثر بعد الارتجاج - وهي عبارة عن شكل خفيف من إصابات الدماغ الرضية تختلف معدلات متلازمة ما بعد الارتجاج، لكن معظم الدراسات أوضحت أن حوالي 15% من الأفراد مع تاريخ من الارتجاج لمرة واحدة يصابون بأعراض دائمة مرتبطة بالإصابة. يمكن القيام بالتشخيص عند استمرار الأعراض الناجمة عن الارتجاج لأكثر من ثلاثة شهور بعد الإصابة. فقدان الوعي غير مطلوب لتشخيص الارتجاج أو متلازمة ما بعد الارتجاج.
على الرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة ما بعد الارتجاج فإنه يمكن علاج الأعراض؛ حيث يمكن استخدام الأدوية والعلاج الفيزيائي والسلوكي، كما يمكن تثقيف الأفراد حول الأعراض مصحوبا بتوقع التعافي منها. تتعافى غالبية حالات متلازمة ما بعد الارتجاج بعد فترة من الزمن.
الأعراض
في السابق، كان يستتخدم مصطلح متلازمة ما بعد الارتجاج للإشارة أيضًا إلى الأعراض الجسدية الفورية أو أعراض ما بعد الارتجاع التي تلي إصابات الدماغ الرضية الخفيفة أو الارتجاج. شدة هذه الأعراض عادة ما تنخفض بسرعة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة الأعراض تتغير بمرور الوقت: تكون الأعراض الحادة على الأغلب من الناحية البدنية، في حين أن الأعراض المستمرة تميل إلى أن تكون نفسية بالدرجة الأولى. يمكن تسمية أعراض مثل حساسية الضوضاء ومشاكل التركيز والذاكرة والتهيج والاكتئاب والقلق بـ«الأعراض المتأخرة» لأنها لا تحدث بشكل عام بعد الإصابة مباشرةً، بل بالأحرى في الأيام أو الأسابيع التالية للإصابة. عادةً ما يحدث الغثيان والنعاس بشكل حاد بعد الارتجاج. كذلك يحدث الصداع والدوار فورًا بعد الإصابة، ولكن يمكن أيضا أن يدوم طويلاً.ترتبط هذه الحالة بمجموعة واسعة من الأعراض: الجسدية، مثل الصداع. والمعرفية، مثل صعوبة التركيز. والعاطفية والسلوكية مثل التهيج. الكثير من الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما بعد الارتجاج شائعة أو قد تتفاقم بسبب اضطرابات أخرى، لذلك هناك خطر مُعتبر لإمكانية التشخيص الخاطئ. فالصداع الذي يحدث بعد الارتجاج قد يتشابه مع صداع الشقيقة أو الصداع الناتج عن التوتر. معظم أنواع الصداع تكون صداع ناتج عن التوتر، والذي قد يتزامن مع إصابة الرقبة التي جدثت في نفس توقيت إصابة في الرأس.
جسديا
يعد الصداع حالة شائعة مع متلازمة ما بعد الارتجاج. في حين أن معظم الناس يعانون من الصداع من النوع نفسه الذي يعرفونه من قبل الإصابة، فغالبًا ما يشير الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج إلى وجود هذا الصداع بشكل متكرر أو أطول من المعتاد. بين 30% و90% من الأشخاص الذين تعافوا من متلازمة ما بعد الارتجاج يلاحظون حدوث الصداع بشكل أكثر تكرارا، وما بين 8% و32% لا يزالون يعانون منه بعد عام من الإصابة.
تعد الدوخة عرض آخر شائع يشتكي منها حوالي نصف الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج ولا تزال موجودة في ربعهم بعد عام من الإصابة. كبار السن معرضون بشكل خاص للدوخة، والتي يمكن أن تساهم في إصابات لاحقة وارتفاع معدلات الوفيات بسبب السقوط.
حوالي 10% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج يُبدون حساسية للضوء أو الضوضاء، حوالي 5% يعانون من تناقص الإحساس بالتذوق أو الرائحة، وحوالي 14% يعانون من عدم وضوح الرؤية. قد يعاني الأشخاص أيضًا من ضعف في الرؤية أو رنين في الأذنين، وهو ما يُطلق عليه أيضًا اسم الطنين. متلازمة ما بعد الارتجاج قد تسبب الأرق والتعب أو مشاكل أخرى فيما يخص النوم.
نفسيًا وسلوكيًا
الحالات النفسية التي تتواجد في حوالي نصف الأشخاص المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج قد تشمل التهيج والقلق والاكتئاب وتغير في الشخصية. وتشمل الأعراض العاطفية والسلوكية الأخرى الأرق والعدوانية وتقلب المزاج. أيضا بعض الأعراض الشائعة مثل اللامبالاة أو الأرق أو التهيج أو فقد الحافز، وقد تحدث أيضا حالات أخرى متزامنة مثل الاكتئاب.
على مستوى وظائف المخ العليا
الأعراض الشائعة المرتبطة بتشخيص متلازمة ما بعد الارتجاج تتعلق بالإدراك والانتباه والذاكرة، وخاصة الذاكرة قصيرة المدى، والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تفاقم بعض المشاكل الأخرى مثل نسيان المواعيد أو صعوبات في العمل. في إحدى الدراسات، استمر شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج في الشكوى من مشاكل في الذاكرة بعد عام من الإصابة، لكن يتفق معظم الخبراء على أن الأعراض المعرفية تختفي في خلال ستة أشهر إلى سنة بعد الإصابة في الغالبية العظمى من الأفراد.
الأسباب
لقد تمت مناقشة التساؤل حول سبب أو مسببات متلازمة ما بعد الارتجاج بشكل كبير لسنوات عديدة وما زالت موضع جدل. ومن غير المعروف بالضبط إلى أي درجة تعود الأعراض إلى تغيرات فيسيولوجية أو إلى عوامل أخرى، مثل الاضطرابات النفسية الموجودة من قبل الإصابة أو العوامل المتعلقة بالمكتسب الثانوي أو تعويض العجز. تعقد ذاتية الشكاوى التقييم وتجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الأعراض مبالغ فيها أو مزيفة.
في حين أن أسباب الأعراض التي تحدث فور حدوث الارتجاج من المرجح أن تكون فسيولوجية، فإنه من غير الواضح ما إذا كنت الأعراض المستمرة بعد الارتجاج لها أساس عضوي بالكامل، ومن المرجح أن تكون العوامل غير العضوية لها يد في الأعراض التي تدوم أطول من ثلاثة أشهر. يمكن أن تستفحل متلازمة ما بعد الارتجاج بسبب العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الألم المزمن أو تفاعل بعض أو كل هذه الأعراض. يعتقد غالبية الخبراء أن متلازمة ما بعد الارتجاج تنتج عن مزيج من العوامل، بما في ذلك العوامل النفسية السابقة وتلك المتعلقة مباشرة بالإصابة الفسيولوجية.
من غير المعروف ما الذي يسبب الإصابة بمتلازمة ما بعد الارتجاج واستمرارها، أو لماذا يعاني بعض الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات طفيفة في الدماغ من متلازمة ما بعد الارتجاج في وقت لاحق في حين أن آخرين لا يعانون منها. لطالما كانت طبيعة المتلازمة والتشخيص موضع نقاش كبير منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فقد تم تحديد بعض عوامل الخطر. على سبيل المثال الظروف الطبية أو النفسية الموجودة مسبقًا، وتوقعات الإعاقة، وفي الإناث، والشيخوخة كلها تزيد من فرص تعرض شخص ما لمتلازمة ما بعد الارتجاج. يُعتقد أن العوامل الفسيولوجية والنفسية الموجودة من قبل وأثناء وبعد الإصابة تشارك في تطور متلازمة ما بعد الارتجاج.
يعتقد بعض الخبراء أن أعراض ما بعد الارتجاج ناتجة عن إصابة في تكوين الدماغ أو اضطراب في أنظمة الناقلات العصبية، والتي تنتج عن التأثير الذي تسبب في الارتجاج. يعتقد آخرون أن أعراض ما بعد الارتجاج مرتبطة بعوامل نفسية شائعة. تتشابه الأعراض الأكثر شيوعًا مثل الصداع والدوار ومشاكل النوم مع الأعراض التي غالباً ما يعاني منها الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة. في العديد من الحالات تلعب كل من التأثيرات الفيسيولوجية لصدمة الدماغ وردود الفعل العاطفية لهذه الأحداث دورًا في تطور الأعراض.
فسيولوجيا
تكون دراسات التصوير العصبي التقليدية للدماغ بعد الارتجاج إجمالا طبيعية. بالرغم من ذلك، فقد وجدت الدراسات بعض التغييرات الوظيفية الدقيقة المرتبطة بمتلازمة ما بعد الارتجاج باستخدام وسائل تصوير أكثر حداثة. وقد ربطت الدراسات التي تستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني بين متلازمة ما بعد الارتجاج وبين انخفاض الجلوكوز الذي يستخدمه الدماغ. كما لوحظت أيضا تغيرات في تدفق الدم الدماغي دامت لثلاث سنوات بعد حدوث الارتجاج في الدراسات التي تستخدم التصوير المقطعي بالانبعاث الفوتوني الواحد (SPECT). أظهرت دراسة واحدة على الأقل باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) اختلافات في وظائف الدماغ أثناء المهام التي تتعامل مع الذاكرة بعد إصابة الدماغ الخفيفة على الرغم من أنها لم تكن تفحص متلازمة ما بعد الارتجاج على وجه التحديد. وأظهرت دراسات إضافية باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المختلفة مثل صورة مصفوفة الانتشار (DTI) أن الأفراد الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج لديهم اعتلالات مختلفة في تكوين الدماغ. كما تم مؤخرا تسجيل نتائج مماثلة في الجنود الذين يعانون من إصابة دماغ خفيفة/ متلازمة ما بعد الارتجاج الناجمة عن الانفجار.
ليس جميع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج لديهم اعتلالات في التصوير الطبي، مع ذلك يمكن أن تنتج الاعتلالات الظاهرة في دراسات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي بالانبعاث الفوتوني الواحد عن حالات مرضية أخرى مثل الاكتئاب والألم المزمن أو اضطراب ما بعد الصدمة. يشير أنصار نظرية أن لمتلازمة ما بعد الارتجاج أساس فيسيولوجي إلى أن الأطفال يظهرون عجزا في الاختبارات المعيارية لوظيفة الإدراك بعد إصابة دماغية خفيفة.أظهرت القليل من الدراسات أن الأشخاص المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج يسجلون نتائج أقل من السيطرة في الاختبارات النفسية العصبية التي تقيس الانتباه والتعلم اللفظي والتفكير ومعالجة المعلومات، لكن لا يمكن استبعاد أن تكون المسائل المتعلقة بالجهد والمكاسب الثانوية مساهمة في هذه الاختلافات. التعافي كما يمكن تعرفيه من خلال الاختبارات المعرفية لا يرتبط في كثير من الأحيان مع زوال الأعراض. الأفراد الذين تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج قد يستمرون في الشكوى من أعراض خاصة حتى بعد أن يعود أدائهم في اختبارات الوظائف المعرفية إلى طبيعته. اكتشفت دراسة أخرى أنه على الرغم من أن الأطفال المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج لديهم نتائج أسوأ في اختبارات الأداء الإدراكي بعد الإصابة، فإن لديهم أيضًا تعديل سلوكي سيئ قبل الإصابة أكثر من الأطفال الذين لا يعانون من أعراض مستمرة؛ تدعم هذه النتائج فكرة أن متلازمة ما بعد الارتجاج قد تكون نتاج مجموعة من العوامل مثل خلل في وظائف الدماغ الناتجة عن إصابة الرأس وكذلك المشاكل النفسية والاجتماعية السابقة. يمكن توقع أعراض مختلفة بناء على عوامل مختلفة. على سبيل المثال، اكتشفت إحدى الدراسات أن الأعراض المعرفية والجسدية لم يتم التنبؤ بها بالطريقة التي تعامل بها الوالدان وأفراد العائلة مع الإصابة وتكيفوا مع تأثيرها، بينما أمكن التنبؤ بالأعراض النفسية والسلوكية.
يوجد اقتراح أن التهاب الدماغ يلعب دور في متلازمة ما بعد الارتجاج.
نفسيًا
كان الجدل دائرا حول أن العوامل النفسية تلعب دورا هاما في وجود أعراض ما بعد الارتجاج. قد يعتمد تطور حالة متلازمة ما بعد الارتجاج إلى مجموعة من العوامل مثل التكيف مع آثار الإصابة ونقاط الضعف الموجودة مسبقًا واختلال وظائف المخ. قد تعمل الانتكاسات المتعلقة بالإصابة، على سبيل المثال المشاكل في العمل أو الأداء البدني أو الاجتماعي كعوامل ضاغطة تتفاعل مع العوامل الموجودة مسبقًا مثل الشخصية والظروف العقلية مما يسبب ويعزز وجود متلازمة ما بعد الارتجاج. وجدت إحدى الدراسات أن مستويات الإجهاد اليومي مرتبطة بأعراض متلازمة ما بعد الارتجاج في كل من المستهدفات وضوابط التحكم لدى مريض الارتجاج، ولكن في دراسة أخرى، لم يكن الإجهاد مرتبطا بشكل كبير بالأعراض.
قد تحدث أيضًا الآثار العلاجية المنشأ (تلك الناجمة عن التدخل الطبي) عند تزويد الأفراد بمعلومات مضللة أو غير صحيحة تتعلق بالتعافي من الأعراض. هذه المعلومات قد تجعل الناس يركزون على فكرة أن أدمغتهم تضررت بشكل دائم. ويبدو أنه حتى توقعات الأعراض قد تساهم في تطور متلازمة ما بعد الارتجاج حيث تتسبب في تركيز الأفراد المصابين بـإصابة دماغية طفيفة على الأعراض، وبالتالي الشعور بأنها أكثر شدة وإرجاع الأعراض التي تحدث لأسباب أخرى إلى الإصابة والتقليل من معدل الأعراض الموجودة قبل الإصابة.
على الرغم من عدم وجود علاج لمتلازمة ما بعد الارتجاج فإنه يمكن علاج الأعراض؛ حيث يمكن استخدام الأدوية والعلاج الفيزيائي والسلوكي، كما يمكن تثقيف الأفراد حول الأعراض مصحوبا بتوقع التعافي منها. تتعافى غالبية حالات متلازمة ما بعد الارتجاج بعد فترة من الزمن.
الأعراض
في السابق، كان يستتخدم مصطلح متلازمة ما بعد الارتجاج للإشارة أيضًا إلى الأعراض الجسدية الفورية أو أعراض ما بعد الارتجاع التي تلي إصابات الدماغ الرضية الخفيفة أو الارتجاج. شدة هذه الأعراض عادة ما تنخفض بسرعة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن طبيعة الأعراض تتغير بمرور الوقت: تكون الأعراض الحادة على الأغلب من الناحية البدنية، في حين أن الأعراض المستمرة تميل إلى أن تكون نفسية بالدرجة الأولى. يمكن تسمية أعراض مثل حساسية الضوضاء ومشاكل التركيز والذاكرة والتهيج والاكتئاب والقلق بـ«الأعراض المتأخرة» لأنها لا تحدث بشكل عام بعد الإصابة مباشرةً، بل بالأحرى في الأيام أو الأسابيع التالية للإصابة. عادةً ما يحدث الغثيان والنعاس بشكل حاد بعد الارتجاج. كذلك يحدث الصداع والدوار فورًا بعد الإصابة، ولكن يمكن أيضا أن يدوم طويلاً.ترتبط هذه الحالة بمجموعة واسعة من الأعراض: الجسدية، مثل الصداع. والمعرفية، مثل صعوبة التركيز. والعاطفية والسلوكية مثل التهيج. الكثير من الأعراض المرتبطة بمتلازمة ما بعد الارتجاج شائعة أو قد تتفاقم بسبب اضطرابات أخرى، لذلك هناك خطر مُعتبر لإمكانية التشخيص الخاطئ. فالصداع الذي يحدث بعد الارتجاج قد يتشابه مع صداع الشقيقة أو الصداع الناتج عن التوتر. معظم أنواع الصداع تكون صداع ناتج عن التوتر، والذي قد يتزامن مع إصابة الرقبة التي جدثت في نفس توقيت إصابة في الرأس.
جسديا
يعد الصداع حالة شائعة مع متلازمة ما بعد الارتجاج. في حين أن معظم الناس يعانون من الصداع من النوع نفسه الذي يعرفونه من قبل الإصابة، فغالبًا ما يشير الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج إلى وجود هذا الصداع بشكل متكرر أو أطول من المعتاد. بين 30% و90% من الأشخاص الذين تعافوا من متلازمة ما بعد الارتجاج يلاحظون حدوث الصداع بشكل أكثر تكرارا، وما بين 8% و32% لا يزالون يعانون منه بعد عام من الإصابة.
تعد الدوخة عرض آخر شائع يشتكي منها حوالي نصف الأشخاص الذين تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج ولا تزال موجودة في ربعهم بعد عام من الإصابة. كبار السن معرضون بشكل خاص للدوخة، والتي يمكن أن تساهم في إصابات لاحقة وارتفاع معدلات الوفيات بسبب السقوط.
حوالي 10% من الأشخاص الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج يُبدون حساسية للضوء أو الضوضاء، حوالي 5% يعانون من تناقص الإحساس بالتذوق أو الرائحة، وحوالي 14% يعانون من عدم وضوح الرؤية. قد يعاني الأشخاص أيضًا من ضعف في الرؤية أو رنين في الأذنين، وهو ما يُطلق عليه أيضًا اسم الطنين. متلازمة ما بعد الارتجاج قد تسبب الأرق والتعب أو مشاكل أخرى فيما يخص النوم.
نفسيًا وسلوكيًا
الحالات النفسية التي تتواجد في حوالي نصف الأشخاص المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج قد تشمل التهيج والقلق والاكتئاب وتغير في الشخصية. وتشمل الأعراض العاطفية والسلوكية الأخرى الأرق والعدوانية وتقلب المزاج. أيضا بعض الأعراض الشائعة مثل اللامبالاة أو الأرق أو التهيج أو فقد الحافز، وقد تحدث أيضا حالات أخرى متزامنة مثل الاكتئاب.
على مستوى وظائف المخ العليا
الأعراض الشائعة المرتبطة بتشخيص متلازمة ما بعد الارتجاج تتعلق بالإدراك والانتباه والذاكرة، وخاصة الذاكرة قصيرة المدى، والتي يمكن أن تؤدي أيضًا إلى تفاقم بعض المشاكل الأخرى مثل نسيان المواعيد أو صعوبات في العمل. في إحدى الدراسات، استمر شخص واحد من بين كل أربعة أشخاص تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج في الشكوى من مشاكل في الذاكرة بعد عام من الإصابة، لكن يتفق معظم الخبراء على أن الأعراض المعرفية تختفي في خلال ستة أشهر إلى سنة بعد الإصابة في الغالبية العظمى من الأفراد.
الأسباب
لقد تمت مناقشة التساؤل حول سبب أو مسببات متلازمة ما بعد الارتجاج بشكل كبير لسنوات عديدة وما زالت موضع جدل. ومن غير المعروف بالضبط إلى أي درجة تعود الأعراض إلى تغيرات فيسيولوجية أو إلى عوامل أخرى، مثل الاضطرابات النفسية الموجودة من قبل الإصابة أو العوامل المتعلقة بالمكتسب الثانوي أو تعويض العجز. تعقد ذاتية الشكاوى التقييم وتجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الأعراض مبالغ فيها أو مزيفة.
في حين أن أسباب الأعراض التي تحدث فور حدوث الارتجاج من المرجح أن تكون فسيولوجية، فإنه من غير الواضح ما إذا كنت الأعراض المستمرة بعد الارتجاج لها أساس عضوي بالكامل، ومن المرجح أن تكون العوامل غير العضوية لها يد في الأعراض التي تدوم أطول من ثلاثة أشهر. يمكن أن تستفحل متلازمة ما بعد الارتجاج بسبب العوامل النفسية أو الاجتماعية أو الألم المزمن أو تفاعل بعض أو كل هذه الأعراض. يعتقد غالبية الخبراء أن متلازمة ما بعد الارتجاج تنتج عن مزيج من العوامل، بما في ذلك العوامل النفسية السابقة وتلك المتعلقة مباشرة بالإصابة الفسيولوجية.
من غير المعروف ما الذي يسبب الإصابة بمتلازمة ما بعد الارتجاج واستمرارها، أو لماذا يعاني بعض الأشخاص الذين يتعرضون لإصابات طفيفة في الدماغ من متلازمة ما بعد الارتجاج في وقت لاحق في حين أن آخرين لا يعانون منها. لطالما كانت طبيعة المتلازمة والتشخيص موضع نقاش كبير منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، فقد تم تحديد بعض عوامل الخطر. على سبيل المثال الظروف الطبية أو النفسية الموجودة مسبقًا، وتوقعات الإعاقة، وفي الإناث، والشيخوخة كلها تزيد من فرص تعرض شخص ما لمتلازمة ما بعد الارتجاج. يُعتقد أن العوامل الفسيولوجية والنفسية الموجودة من قبل وأثناء وبعد الإصابة تشارك في تطور متلازمة ما بعد الارتجاج.
يعتقد بعض الخبراء أن أعراض ما بعد الارتجاج ناتجة عن إصابة في تكوين الدماغ أو اضطراب في أنظمة الناقلات العصبية، والتي تنتج عن التأثير الذي تسبب في الارتجاج. يعتقد آخرون أن أعراض ما بعد الارتجاج مرتبطة بعوامل نفسية شائعة. تتشابه الأعراض الأكثر شيوعًا مثل الصداع والدوار ومشاكل النوم مع الأعراض التي غالباً ما يعاني منها الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب أو القلق أو اضطراب ما بعد الصدمة. في العديد من الحالات تلعب كل من التأثيرات الفيسيولوجية لصدمة الدماغ وردود الفعل العاطفية لهذه الأحداث دورًا في تطور الأعراض.
فسيولوجيا
تكون دراسات التصوير العصبي التقليدية للدماغ بعد الارتجاج إجمالا طبيعية. بالرغم من ذلك، فقد وجدت الدراسات بعض التغييرات الوظيفية الدقيقة المرتبطة بمتلازمة ما بعد الارتجاج باستخدام وسائل تصوير أكثر حداثة. وقد ربطت الدراسات التي تستخدم التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني بين متلازمة ما بعد الارتجاج وبين انخفاض الجلوكوز الذي يستخدمه الدماغ. كما لوحظت أيضا تغيرات في تدفق الدم الدماغي دامت لثلاث سنوات بعد حدوث الارتجاج في الدراسات التي تستخدم التصوير المقطعي بالانبعاث الفوتوني الواحد (SPECT). أظهرت دراسة واحدة على الأقل باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) اختلافات في وظائف الدماغ أثناء المهام التي تتعامل مع الذاكرة بعد إصابة الدماغ الخفيفة على الرغم من أنها لم تكن تفحص متلازمة ما بعد الارتجاج على وجه التحديد. وأظهرت دراسات إضافية باستخدام تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المختلفة مثل صورة مصفوفة الانتشار (DTI) أن الأفراد الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج لديهم اعتلالات مختلفة في تكوين الدماغ. كما تم مؤخرا تسجيل نتائج مماثلة في الجنود الذين يعانون من إصابة دماغ خفيفة/ متلازمة ما بعد الارتجاج الناجمة عن الانفجار.
ليس جميع الأشخاص الذين يعانون من متلازمة ما بعد الارتجاج لديهم اعتلالات في التصوير الطبي، مع ذلك يمكن أن تنتج الاعتلالات الظاهرة في دراسات مثل التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي والتصوير المقطعي بالانبعاث الفوتوني الواحد عن حالات مرضية أخرى مثل الاكتئاب والألم المزمن أو اضطراب ما بعد الصدمة. يشير أنصار نظرية أن لمتلازمة ما بعد الارتجاج أساس فيسيولوجي إلى أن الأطفال يظهرون عجزا في الاختبارات المعيارية لوظيفة الإدراك بعد إصابة دماغية خفيفة.أظهرت القليل من الدراسات أن الأشخاص المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج يسجلون نتائج أقل من السيطرة في الاختبارات النفسية العصبية التي تقيس الانتباه والتعلم اللفظي والتفكير ومعالجة المعلومات، لكن لا يمكن استبعاد أن تكون المسائل المتعلقة بالجهد والمكاسب الثانوية مساهمة في هذه الاختلافات. التعافي كما يمكن تعرفيه من خلال الاختبارات المعرفية لا يرتبط في كثير من الأحيان مع زوال الأعراض. الأفراد الذين تم تشخيصهم بمتلازمة ما بعد الارتجاج قد يستمرون في الشكوى من أعراض خاصة حتى بعد أن يعود أدائهم في اختبارات الوظائف المعرفية إلى طبيعته. اكتشفت دراسة أخرى أنه على الرغم من أن الأطفال المصابين بمتلازمة ما بعد الارتجاج لديهم نتائج أسوأ في اختبارات الأداء الإدراكي بعد الإصابة، فإن لديهم أيضًا تعديل سلوكي سيئ قبل الإصابة أكثر من الأطفال الذين لا يعانون من أعراض مستمرة؛ تدعم هذه النتائج فكرة أن متلازمة ما بعد الارتجاج قد تكون نتاج مجموعة من العوامل مثل خلل في وظائف الدماغ الناتجة عن إصابة الرأس وكذلك المشاكل النفسية والاجتماعية السابقة. يمكن توقع أعراض مختلفة بناء على عوامل مختلفة. على سبيل المثال، اكتشفت إحدى الدراسات أن الأعراض المعرفية والجسدية لم يتم التنبؤ بها بالطريقة التي تعامل بها الوالدان وأفراد العائلة مع الإصابة وتكيفوا مع تأثيرها، بينما أمكن التنبؤ بالأعراض النفسية والسلوكية.
يوجد اقتراح أن التهاب الدماغ يلعب دور في متلازمة ما بعد الارتجاج.
نفسيًا
كان الجدل دائرا حول أن العوامل النفسية تلعب دورا هاما في وجود أعراض ما بعد الارتجاج. قد يعتمد تطور حالة متلازمة ما بعد الارتجاج إلى مجموعة من العوامل مثل التكيف مع آثار الإصابة ونقاط الضعف الموجودة مسبقًا واختلال وظائف المخ. قد تعمل الانتكاسات المتعلقة بالإصابة، على سبيل المثال المشاكل في العمل أو الأداء البدني أو الاجتماعي كعوامل ضاغطة تتفاعل مع العوامل الموجودة مسبقًا مثل الشخصية والظروف العقلية مما يسبب ويعزز وجود متلازمة ما بعد الارتجاج. وجدت إحدى الدراسات أن مستويات الإجهاد اليومي مرتبطة بأعراض متلازمة ما بعد الارتجاج في كل من المستهدفات وضوابط التحكم لدى مريض الارتجاج، ولكن في دراسة أخرى، لم يكن الإجهاد مرتبطا بشكل كبير بالأعراض.
قد تحدث أيضًا الآثار العلاجية المنشأ (تلك الناجمة عن التدخل الطبي) عند تزويد الأفراد بمعلومات مضللة أو غير صحيحة تتعلق بالتعافي من الأعراض. هذه المعلومات قد تجعل الناس يركزون على فكرة أن أدمغتهم تضررت بشكل دائم. ويبدو أنه حتى توقعات الأعراض قد تساهم في تطور متلازمة ما بعد الارتجاج حيث تتسبب في تركيز الأفراد المصابين بـإصابة دماغية طفيفة على الأعراض، وبالتالي الشعور بأنها أكثر شدة وإرجاع الأعراض التي تحدث لأسباب أخرى إلى الإصابة والتقليل من معدل الأعراض الموجودة قبل الإصابة.