حكاية ناي ♔
04-03-2024, 09:01 PM
أقر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخسارة حزبه في الانتخابات المحلية في البلاد، قائلاً إن الاقتراع يشكل «منعطفاً» لحزبه الحاكم منذ عقدين. وساهمت مجموعة من العوامل في مساعدة المعارضة على إلحاق هذه الهزيمة بحزب العدالة والتنمية ومعه زعيمها أردوغان. وحققت المعارضة التركية انتصاراً كبيراً في الانتخابات البلدية في أنحاء البلاد مع الحفاظ على إسطنبول وأنقرة، على حساب حزب العدالة والتنمية بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. فيما يرى مراقبون أن المعارضة «ألحقت أكبر هزيمة في مسيرة أردوغان». وأعلن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو المنتمي إلى حزب الشعب الجمهوري، احتفاظه بمنصبه الذي يشغله منذ عام 2019. وتجمع أنصاره مساء قرب مقر البلدية للاحتفال ملوحين بالأعلام التركية. وفي أنقرة، أعلن رئيس البلدية المنتمي أيضاً إلى حزب الشعب الجمهوري منصور يافاش، احتفاظه بمنصبه بينما كان فرز الأصوات لا يزال جارياً. وقال أمام حشد مبتهج من أنصاره «أولئك الذين تم تجاهلهم أرسلوا رسالة واضحة إلى من يديرون هذا البلد». وقال الأستاذ في جامعة سابانجي برك إيسين إن حزب الشعب الجمهوري «ألحق أكبر هزيمة في مسيرة أردوغان». وكتب عبر وسائل التواصل الاجتماعي «رغم عدم تكافؤ قواعد اللعبة خسر مرشحو الحكومة حتى في معاقل محافظة. هذه أفضل نتائج لحزب الشعب الجمهوري منذ انتخابات 1977». من جانبه، اعتبر رئيس حزب الشعب الجمهوري، أكبر تشكيل معارض في تركيا، أوزغور أوزيل مساء الأحد أن «الناخبين اختاروا تغيير وجه تركيا» بعد 22 عاماً من هيمنة حزب العدالة والتنمية الإسلامي المحافظ. إلى جانب إزمير (غرب)، ثالث مدينة في البلاد ومعقل حزب الشعب الجمهوري، وأنطاليا (جنوب) حيث بدأ أنصار المعارضة يحتفلون بالنصر في الشوارع، فإن حزب الشعب الجمهوري في طريقه لتحقيق فوز كبير في الأناضول. ويتصدر الحزب نتائج الفرز الجزئية في عواصم إقليمية يحتفظ بها حزب العدالة والتنمية منذ فترة طويلة. وألقى أردوغان الذي يحكم البلاد منذ أكثر من عقدين، بكل ثقله في الحملة الانتخابية، وخصوصاً في إسطنبول، العاصمة الاقتصادية والثقافية التي كان رئيسا لبلديتها في تسعينيات القرن الفائت وانتقلت إلى المعارضة في 2019. وقال أردوغان في كلمة أمام حشد من أنصاره في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم «للأسف، لم نحصل على النتائج التي أردناها». وتضع إعادة انتخاب إمام أوغلو على رأس أكبر مدينة في البلاد الرجل في صلب السباق الانتخابي الرئاسي في 2028. وكان الناخب سرحان سولاك (56 عاماً) الذي يقيم في أنقرة واقترع لصالح مرشح المعارضة منصور يافاش صرح لوكالة الأنباء الفرنسية صباح الأحد «ثمة حاجة إلى توازن، أقله على المستوى المحلي ضد الحكومة». في المقابل، يتقدم مرشحو حزب العدالة والتنمية الحاكم في العديد في مدن الأناضول الكبرى (قونية، قيصرية، أرض روم) والبحر الأسود (ريز، طرابزون)، فيما يتوقع فوز مرشحي حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد في كبرى مدن الجنوب الشرقي ذي الغالبية الكردية، وأبرزها دياربكر. وطوال الحملة، حرص أردوغان على تنظيم تجمعين إلى ثلاثة تجمعات كل يوم، مستفيداً من تغطية إعلامية رسمية غير محدودة. ولن تكون تداعيات هزيمة حزبه العدالة والتنمية في إسطنبول سهلة عليه. وقد شكل فوز إمام أوغلو ببلدية إسطنبول في 2019 أسوأ هزيمة انتخابية للرئيس التركي منذ وصوله إلى السلطة في 2003 كرئيس للوزراء. ومذاك، بات رئيس البلدية بين الشخصيات السياسية المفضلة لدى الأتراك، وظهر كمنافس مباشر لأردوغان، رغم أن الأخير وصفه بأنه «رئيس بلدية بدوام جزئي». وقد تشهد الانتخابات الرئاسية المقبلة منافسة بين الرجلين اللذين يتحدران معاً من منطقة البحر الأسود.