عطيه الدماطى
04-04-2024, 03:55 PM
قتال القتلة أو السياف أو الجلاد
من الوظائف التى تم اختراعها دون سند من الوحى الإلهى وظيفة :
قتال القتلة
وهم يسمونها السياف باعتبار أنه يستخدم السيف لقتل المحكوم عليهم بالقتل كما يسمونها خطأ الجلاد فهى ليست بمعنى القتال وإنما بمعنى من يقوم بجلد المحكوم عليهم بالجلد
وفى مصر الحديثة يسمون الشخص القائم بالقتل :
عشماوى لأن اول من تولى هذه الوظيفى فى القرن الماضى كان لقبه العشماوى وهو أحمد العشماوى وكل من حل محله فى الوظيفة بعده سموه بنفس الاسم المتخذ من اللقب وهو لا علاقة له بوظيفة القتل التى يقوم بها
الوظيفة قديمة وقد اخترعها الحكام والكهنة رفضا لنص إلهى نزل فى كل الرسالات وهو :
أن من يقوم بقتل القاتل هو :
وليه وهو أحد الورثة الذين يرثونه
وفى هذا قال سبحانه :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
ومن اخترعوا الحكم اخترعوه ليكون للحاكم أو من ينيبه حق قتل الناس بدون حسيب أو رقيب بينما الحكم الإلهى لا يجعل أحد يقتل أحد غير القاتل
وقد نتج عن هذا الحكم ما يسمى بالُثأر وهى موجود فى كل البلاد تقريبا لأن أهل القتيل لا يقتنعون بقتل الحكومة أو النظام القائم للقاتل أو سجنهم لهم كما يقتضى القانون الوضعى الذى ألغى عقوبة الاعدام أو يحكم بالسجن المؤبد على من اشتركوا فى الجريمة بدلا من قتلهم جميعا
فى التاريخ المعروف حاليا نجد مسرور السياف واحد من أشهر القتلة وتذكر الكتب أنه كان موجود فى عصر هارون الرشيد وأنه من قام بقتل يحيى بن جعفر البرمكى وفى ذلك قال الجهشيارى:
"ومسرور كان مهم في بلاط هارون الرشيد، لذا طلب منه الخليفة تعمير طرسوس وإكمال بنائها (170هـ)، وصار الخادم مسرور من أقرب الشخصيات إلى هارون الرشيد.
حتى أن الرشيد كلفه بالتخلص من أحد أهم الشخصيات البرمكية في دار الخلافة العباسية، وهو يحي بن جعفر البرمكي، فنفذ مسرور المهمة بدقة، كما أسند إليه أعمال البريد والأخبار، فكان يتقلد البريد والخرائط، وينوب عنه في ذلك ثابت الخادم.
المصدر: الجهشياري صـ 265
كما أن مهنة السياف موجودة فى مؤلف الضلال المسمى :
ألف ليلة وليلة
وهو من كان يقوم بقتل الزوجة التى يتزوجها شهريار كل يوم انتقاما كما يظن من زوجته الأولى التى خانته ومن الفقرات التى ورد فيها ذكره :
"فلما حضر الحكيم رويان قال له الملك: أتعلم لماذا أحضرتك، فقال الحكيم: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، فقال له الملك: أحضرتك لأقتلك وأعدمك روحك، فتعجب الحكيم رويان من تلك المقالة غاية العجب، وقال أيها الملك لماذا تقتلني؟ وأي ذنب بدا مني فقال له الملك: قد قيل لي إنك جاسوس وقد أتيت لتقتلني وها أنا أقتلك قبل أن تقتلني ثم إن الملك صاح على السياف، وقال له اضرب رقبة هذا الغدار، وأرحنا من شره، فقال الحكيم أبقني يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله"
وقال :
" وتقدم إليه السياف وقال له: أنا عبد مأمور فإن كان لك حاجة فأخبرني بها حتى أقضيها لك"
وقال :
"و مما يحكى أن الخليفة هارون الرشيد قلق ليلة من الليالي قلقاً شديداً فاستدعى بوزيره جعفر البرمكي وقال له: صدري ضيق ومرادي في هذه الليلة أن أتفرج في شوارع بغداد وأنظر في مصالح العباد بشرط أننا نتزيا بزي التجار حتى لا يعرفنا أحد من الناس، فقال له الوزير: سمعاً وطاعة. ثم قاموا في الوقت والساعة ونزعوا ما عليهم من ثياب الافتخار ولبسوا ثياب التجار وكانوا ثلاثة: الخليفة وجعفر ومسرور السياف وتمشوا من مكان إلى مكان"
ومن نصوص ألف ليلة نعرف أن حكاية اطعام المكحوم عليه بالاعدام ما يشتهى قبل قتله عادة قديمة كانت تتم مع لعض المحكوم عليهم ولا تتم مع باقى المحكوم عليهم وهو قول نص ألف ليلة وليلة:
" وتقدم إليه السياف وقال له: أنا عبد مأمور فإن كان لك حاجة فأخبرني بها حتى أقضيها لك"
الوظيفة كما سبق القول اخترعت لأهداف معينة من قبل الحكام والكهنة وهى التخلص من كل من يظنون أنهم يقاومهم أو يريد العدل أو يريد أخذ كرسى الملك منهم والغريب أن ما من ملك أو حاكم فعل ذلك إلا وسلط عليه واحد من أقرب الناس إليه ليقتله أو يسجنه أو يعذبه ويقعد مكانه على كرسى الملك طبقا للقول المعروف :
يمهل ولا يهمل
ويقول من اخترعوا القانون الوضعى :
أن وظيفة قتال القتلة هى وظيفة حضارية ومنع للوحشية التى يقوم بها ولى الدم
ولم يضعوا فى أنفسهم أن القاتل نفسه قام بالوحشية نفسها من القتيل وحكم الله هو المماثلة وهى :
القصاص
وفيها قال سبحانه :
"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
ومن المؤكد أن من يقوم بكل تلك العمليات من قتل القتلة لابد أن يصبح قاسى القلب فهو يتصور أنه يقيم العدالة وفى الحقيقة هو ظالم لأنه ليس مفوضا من الله فى قتل القتلة فهو ليس ولى للدم لا هو ولا الحاكم ولا غيرهم ممن لم يذكرهم الله
فالمفوض هو ولى الدم كما سبق القول من خلال آية ولى القتيل وهو واحد ممن يرثون مال القتيل فإن لم يرغب أحد فى القتل عفو عن القاتل وهذا هو مخرجه من القصاص
بالطبع الوظيفة تغيرت فى بعض البلاد فبدلا من القتل بالاعدام والذى كان يتم عن طريق السيف أو المقصلة أصبح هناك طرق مستحدثة مثل :
الكرسى الكهربى
الحقنة السامة
وهى طرق للأسف طرق بطيئة تؤلم القاتل وقتا ممتدا قد يكون دقائق أو ساعات أو أيام على حسب
المفترض هو أن يقتل القاتل بنفس طريقة قتله للقتيل فإن كان طعنه يطعن وإن كان سمه يسم بنفس نوع السم الذى يحدده طبيب التشريح وإن كان شنقه يشنق وإن كان ذبحه من الرقبة يذبح وإن قطعه لقطع يقطع مثله وهو حى ...... وهكذا
وفى هذا قال سبحانه :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
الخلاصة :
ما من أمر عصاه البشر من أوامر الله سبحانه إلا وتسبب عصيانه فى قيام مشاكل أخرى قد لا تظهر للبعض من الوهلة الأولى والمشكلة الظاهرة فى وظيفة قتال القتلة هى :
الثأر
وقد حكى بعض ممن أمسكوا تلك الوظيفة فى مصر أن الشباب أعرضوا عن الزواج من بناته مدة طويلة بسبب علمهم أنهم من يقوم بقتل القتلة
ومن يقرأ عن مسرور السياف أو غيره من السيافين فى مؤلف ألف ليلة وليلة سيجد أن الوظيفة لا تزيد عن وظيفة قاتل مستأجر أو قاتل محترف يستخدم الحاكم لتنفيذ رغباته والتى تتعارض مع الشرع
من الوظائف التى تم اختراعها دون سند من الوحى الإلهى وظيفة :
قتال القتلة
وهم يسمونها السياف باعتبار أنه يستخدم السيف لقتل المحكوم عليهم بالقتل كما يسمونها خطأ الجلاد فهى ليست بمعنى القتال وإنما بمعنى من يقوم بجلد المحكوم عليهم بالجلد
وفى مصر الحديثة يسمون الشخص القائم بالقتل :
عشماوى لأن اول من تولى هذه الوظيفى فى القرن الماضى كان لقبه العشماوى وهو أحمد العشماوى وكل من حل محله فى الوظيفة بعده سموه بنفس الاسم المتخذ من اللقب وهو لا علاقة له بوظيفة القتل التى يقوم بها
الوظيفة قديمة وقد اخترعها الحكام والكهنة رفضا لنص إلهى نزل فى كل الرسالات وهو :
أن من يقوم بقتل القاتل هو :
وليه وهو أحد الورثة الذين يرثونه
وفى هذا قال سبحانه :
" ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف فى القتل إنه كان منصورا"
ومن اخترعوا الحكم اخترعوه ليكون للحاكم أو من ينيبه حق قتل الناس بدون حسيب أو رقيب بينما الحكم الإلهى لا يجعل أحد يقتل أحد غير القاتل
وقد نتج عن هذا الحكم ما يسمى بالُثأر وهى موجود فى كل البلاد تقريبا لأن أهل القتيل لا يقتنعون بقتل الحكومة أو النظام القائم للقاتل أو سجنهم لهم كما يقتضى القانون الوضعى الذى ألغى عقوبة الاعدام أو يحكم بالسجن المؤبد على من اشتركوا فى الجريمة بدلا من قتلهم جميعا
فى التاريخ المعروف حاليا نجد مسرور السياف واحد من أشهر القتلة وتذكر الكتب أنه كان موجود فى عصر هارون الرشيد وأنه من قام بقتل يحيى بن جعفر البرمكى وفى ذلك قال الجهشيارى:
"ومسرور كان مهم في بلاط هارون الرشيد، لذا طلب منه الخليفة تعمير طرسوس وإكمال بنائها (170هـ)، وصار الخادم مسرور من أقرب الشخصيات إلى هارون الرشيد.
حتى أن الرشيد كلفه بالتخلص من أحد أهم الشخصيات البرمكية في دار الخلافة العباسية، وهو يحي بن جعفر البرمكي، فنفذ مسرور المهمة بدقة، كما أسند إليه أعمال البريد والأخبار، فكان يتقلد البريد والخرائط، وينوب عنه في ذلك ثابت الخادم.
المصدر: الجهشياري صـ 265
كما أن مهنة السياف موجودة فى مؤلف الضلال المسمى :
ألف ليلة وليلة
وهو من كان يقوم بقتل الزوجة التى يتزوجها شهريار كل يوم انتقاما كما يظن من زوجته الأولى التى خانته ومن الفقرات التى ورد فيها ذكره :
"فلما حضر الحكيم رويان قال له الملك: أتعلم لماذا أحضرتك، فقال الحكيم: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى، فقال له الملك: أحضرتك لأقتلك وأعدمك روحك، فتعجب الحكيم رويان من تلك المقالة غاية العجب، وقال أيها الملك لماذا تقتلني؟ وأي ذنب بدا مني فقال له الملك: قد قيل لي إنك جاسوس وقد أتيت لتقتلني وها أنا أقتلك قبل أن تقتلني ثم إن الملك صاح على السياف، وقال له اضرب رقبة هذا الغدار، وأرحنا من شره، فقال الحكيم أبقني يبقيك الله ولا تقتلني يقتلك الله"
وقال :
" وتقدم إليه السياف وقال له: أنا عبد مأمور فإن كان لك حاجة فأخبرني بها حتى أقضيها لك"
وقال :
"و مما يحكى أن الخليفة هارون الرشيد قلق ليلة من الليالي قلقاً شديداً فاستدعى بوزيره جعفر البرمكي وقال له: صدري ضيق ومرادي في هذه الليلة أن أتفرج في شوارع بغداد وأنظر في مصالح العباد بشرط أننا نتزيا بزي التجار حتى لا يعرفنا أحد من الناس، فقال له الوزير: سمعاً وطاعة. ثم قاموا في الوقت والساعة ونزعوا ما عليهم من ثياب الافتخار ولبسوا ثياب التجار وكانوا ثلاثة: الخليفة وجعفر ومسرور السياف وتمشوا من مكان إلى مكان"
ومن نصوص ألف ليلة نعرف أن حكاية اطعام المكحوم عليه بالاعدام ما يشتهى قبل قتله عادة قديمة كانت تتم مع لعض المحكوم عليهم ولا تتم مع باقى المحكوم عليهم وهو قول نص ألف ليلة وليلة:
" وتقدم إليه السياف وقال له: أنا عبد مأمور فإن كان لك حاجة فأخبرني بها حتى أقضيها لك"
الوظيفة كما سبق القول اخترعت لأهداف معينة من قبل الحكام والكهنة وهى التخلص من كل من يظنون أنهم يقاومهم أو يريد العدل أو يريد أخذ كرسى الملك منهم والغريب أن ما من ملك أو حاكم فعل ذلك إلا وسلط عليه واحد من أقرب الناس إليه ليقتله أو يسجنه أو يعذبه ويقعد مكانه على كرسى الملك طبقا للقول المعروف :
يمهل ولا يهمل
ويقول من اخترعوا القانون الوضعى :
أن وظيفة قتال القتلة هى وظيفة حضارية ومنع للوحشية التى يقوم بها ولى الدم
ولم يضعوا فى أنفسهم أن القاتل نفسه قام بالوحشية نفسها من القتيل وحكم الله هو المماثلة وهى :
القصاص
وفيها قال سبحانه :
"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "
ومن المؤكد أن من يقوم بكل تلك العمليات من قتل القتلة لابد أن يصبح قاسى القلب فهو يتصور أنه يقيم العدالة وفى الحقيقة هو ظالم لأنه ليس مفوضا من الله فى قتل القتلة فهو ليس ولى للدم لا هو ولا الحاكم ولا غيرهم ممن لم يذكرهم الله
فالمفوض هو ولى الدم كما سبق القول من خلال آية ولى القتيل وهو واحد ممن يرثون مال القتيل فإن لم يرغب أحد فى القتل عفو عن القاتل وهذا هو مخرجه من القصاص
بالطبع الوظيفة تغيرت فى بعض البلاد فبدلا من القتل بالاعدام والذى كان يتم عن طريق السيف أو المقصلة أصبح هناك طرق مستحدثة مثل :
الكرسى الكهربى
الحقنة السامة
وهى طرق للأسف طرق بطيئة تؤلم القاتل وقتا ممتدا قد يكون دقائق أو ساعات أو أيام على حسب
المفترض هو أن يقتل القاتل بنفس طريقة قتله للقتيل فإن كان طعنه يطعن وإن كان سمه يسم بنفس نوع السم الذى يحدده طبيب التشريح وإن كان شنقه يشنق وإن كان ذبحه من الرقبة يذبح وإن قطعه لقطع يقطع مثله وهو حى ...... وهكذا
وفى هذا قال سبحانه :
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
الخلاصة :
ما من أمر عصاه البشر من أوامر الله سبحانه إلا وتسبب عصيانه فى قيام مشاكل أخرى قد لا تظهر للبعض من الوهلة الأولى والمشكلة الظاهرة فى وظيفة قتال القتلة هى :
الثأر
وقد حكى بعض ممن أمسكوا تلك الوظيفة فى مصر أن الشباب أعرضوا عن الزواج من بناته مدة طويلة بسبب علمهم أنهم من يقوم بقتل القتلة
ومن يقرأ عن مسرور السياف أو غيره من السيافين فى مؤلف ألف ليلة وليلة سيجد أن الوظيفة لا تزيد عن وظيفة قاتل مستأجر أو قاتل محترف يستخدم الحاكم لتنفيذ رغباته والتى تتعارض مع الشرع