نور
06-25-2024, 04:38 AM
الحج رحلة دينية ورياضية روحية، طالبت به الأديان على اختلاف المعتقدات عبر أزمنة عديدة، فالمصريون القدماء كانوا يحجون واليونان والصينيون والهنود والنصارى واليهود كل أولئك يحجون، لما في الحج من مزايا روحية لا تنال بغير الحج.
وكان العرب قبل الإسلام بقرون يحجون إلى الكعبة ويأتون بأعماله من طواف وسعي وغير ذلك من شعائر الحج، فجاء الإسلام وأقرّ بعض الشعائر مما يتفق مع الشرع المطهر وأنكر بعضها.
وأصبح الحج ركناً من أركان الإسلام الخمسة وليس ذكر الحج في آخر الأركان (الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج) إلا لأنه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين.
ثم إن في الحج فوائد دينية عديدة، فالحاج إذا نوى السفر من وطنه استحضر أعماله واستذكر سيئاته وندم عليها وتهيئت نفسه لقبول الخير فكان في ذلك طهارة من ذنوبه وحسن استعداد لطهارة نفسه وقربها من الخير وبُعدها عن الشر.
فإذا تقدم في أعمال الحج فأول ما يواجهه الإحرام وهو أن يتجرد الحاج من كل ثوب مخيط ويلبس إزاراً ورداء ويلبس في رجليه نعلين. واختيار اللون الأبيض في الإحرام فيه دلالة على الطهارة والنظافة الحسية والمعنوية.
كما أن بياض الحجاج يدل على بياض نفوسهم، شعارهم الدائم هو التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
والحاج وهو في هذه الحالة، كلما قابل أحداً أو دخل مجتمعاً أو صعد أو هبط كرر: لبيك اللهم لبيك، ليذكر دائماً موقفه أمام ربه وليحفظ على نفسه طهارتها وصفاءها وشوقها إلى خالقها.
يقول الأستاذ أحمد أمين: ولا يزال الحاج على هذه الحالة النفسية، بين إحرام وتلبية، وتفكر في الله وتضرع إليه حتى يدخل مكة.
والحاج في هذا كله يرتاض رياضة بدنية إلى جانب هذه الرياضة الروحية، فهذا العيش اليسير والملبس العادي والحركة الدائمة والسفر ومتاعبه يجعل من الإنسان رجلاً قادراً على احتمال المشاق، غير منغمس في النعيم الذي يذهب بالرجولة.
فإذا شاهد الحاج مكة ثارت في نفسه الذكريات هذه مكة التي كانت وادياً غير ذي زرع.
هذه هي مكة التي أخذت شهرتها تنمو وتتسع حتى قصدها الناس من كل فج عميق.
هذه هي مكة التي سكنها قريش واعتزّت بما كان في يدها من مفاتيح الكعبة.
هذه هي مكة التي ولد فيها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وتتابع الوحي فيها ثلاث عشرة سنة.
هذه هي مكة التي جرت فيها الأحداث الجسام والمحاولات الدعوية والاجتماعية والعسكرية.
هذه هي مكة التي هاجر منها رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد أن ألحّ قومه في إيذائه وأصحابه.
هذه هي مكة التي ظلت مقصد الناس في حجهم من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى اليوم.
كل هذه الذكريات وغيرها تملأ النفس وتأخذ بمجامع القلب وتدخلها في موسم الحج، فترى عجباً أي عجب، مئات الألوف من الناس في ثوب الإحرام مغمورون بالشعور الديني، يعجون بالدعاء والتلبية وترى معرضاً يفوق كل معرض من الأجناس البشرية مختلفي الألوان، مختلفي الألسنة، مختلفي العادات لكنْ وحّدهم العقيدة والعبادة والأخوة. يشيع في هذا الجمع الحب والإخاء والمساواة والتعاطف.
هنا - في مكة - تتساوى الرؤوس وهنا يقوّم الإنسان قيمته الذاتية، فلا فضل لأحد على أحد بماله أو جاهه أو لونه أو أي غرض دنيوي.
هذه كلها ذكريات تمر بذهن الحاج وهو في موسم الحج. تقبل الله تعالى من المسلمين حجهم وأعاده على المسلمين بالخير والعزة
وكان العرب قبل الإسلام بقرون يحجون إلى الكعبة ويأتون بأعماله من طواف وسعي وغير ذلك من شعائر الحج، فجاء الإسلام وأقرّ بعض الشعائر مما يتفق مع الشرع المطهر وأنكر بعضها.
وأصبح الحج ركناً من أركان الإسلام الخمسة وليس ذكر الحج في آخر الأركان (الشهادتان، الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج) إلا لأنه عبادة العمر وختام الأمر وتمام الإسلام وكمال الدين.
ثم إن في الحج فوائد دينية عديدة، فالحاج إذا نوى السفر من وطنه استحضر أعماله واستذكر سيئاته وندم عليها وتهيئت نفسه لقبول الخير فكان في ذلك طهارة من ذنوبه وحسن استعداد لطهارة نفسه وقربها من الخير وبُعدها عن الشر.
فإذا تقدم في أعمال الحج فأول ما يواجهه الإحرام وهو أن يتجرد الحاج من كل ثوب مخيط ويلبس إزاراً ورداء ويلبس في رجليه نعلين. واختيار اللون الأبيض في الإحرام فيه دلالة على الطهارة والنظافة الحسية والمعنوية.
كما أن بياض الحجاج يدل على بياض نفوسهم، شعارهم الدائم هو التلبية (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك).
والحاج وهو في هذه الحالة، كلما قابل أحداً أو دخل مجتمعاً أو صعد أو هبط كرر: لبيك اللهم لبيك، ليذكر دائماً موقفه أمام ربه وليحفظ على نفسه طهارتها وصفاءها وشوقها إلى خالقها.
يقول الأستاذ أحمد أمين: ولا يزال الحاج على هذه الحالة النفسية، بين إحرام وتلبية، وتفكر في الله وتضرع إليه حتى يدخل مكة.
والحاج في هذا كله يرتاض رياضة بدنية إلى جانب هذه الرياضة الروحية، فهذا العيش اليسير والملبس العادي والحركة الدائمة والسفر ومتاعبه يجعل من الإنسان رجلاً قادراً على احتمال المشاق، غير منغمس في النعيم الذي يذهب بالرجولة.
فإذا شاهد الحاج مكة ثارت في نفسه الذكريات هذه مكة التي كانت وادياً غير ذي زرع.
هذه هي مكة التي أخذت شهرتها تنمو وتتسع حتى قصدها الناس من كل فج عميق.
هذه هي مكة التي سكنها قريش واعتزّت بما كان في يدها من مفاتيح الكعبة.
هذه هي مكة التي ولد فيها رسول الهدى صلى الله عليه وسلم وتتابع الوحي فيها ثلاث عشرة سنة.
هذه هي مكة التي جرت فيها الأحداث الجسام والمحاولات الدعوية والاجتماعية والعسكرية.
هذه هي مكة التي هاجر منها رسول الله عليه الصلاة والسلام بعد أن ألحّ قومه في إيذائه وأصحابه.
هذه هي مكة التي ظلت مقصد الناس في حجهم من عهد إبراهيم الخليل عليه السلام إلى اليوم.
كل هذه الذكريات وغيرها تملأ النفس وتأخذ بمجامع القلب وتدخلها في موسم الحج، فترى عجباً أي عجب، مئات الألوف من الناس في ثوب الإحرام مغمورون بالشعور الديني، يعجون بالدعاء والتلبية وترى معرضاً يفوق كل معرض من الأجناس البشرية مختلفي الألوان، مختلفي الألسنة، مختلفي العادات لكنْ وحّدهم العقيدة والعبادة والأخوة. يشيع في هذا الجمع الحب والإخاء والمساواة والتعاطف.
هنا - في مكة - تتساوى الرؤوس وهنا يقوّم الإنسان قيمته الذاتية، فلا فضل لأحد على أحد بماله أو جاهه أو لونه أو أي غرض دنيوي.
هذه كلها ذكريات تمر بذهن الحاج وهو في موسم الحج. تقبل الله تعالى من المسلمين حجهم وأعاده على المسلمين بالخير والعزة